رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة المصري
اتسعت حدقتا يوسف وقبل ان تصل الى الباب لترحل ناداها قائلا فى تلعثم انتى بتعرفى فرنساوى
توقفت لحظات قبل ان تستدير له قائلة فرنساوى والمانى وانجليزى بعد اذنك
مرر يوسف يده فى شعره وهو يشده فى غيظ من هذه الفرنسية الغبية لا يحب ان تنتقل تلك الصورة عنه بين موظفينه او اهله وان كان والده قد علم بالمصادفة فلن يسمح لتلك المصادفة بالتكرار من جديد لايعرف حقا هل يمقت نمط حياته هذا ام يحبه ام هو مجرد اعتياد ورهبة من التغيير هل بامكانه ان يغير معتقده عن النساء يوما ما انهن لم يخلقن الا من اجل المتعة وان الزواج بمسئولياته قد يسلبه اياها عض على شفته السفلى فى حنق وهو يتذكر نظرة ايلينا له وحظه العاثر فى معرفتها بالفرنسية بينما كان يتحدث مع جينا بحرية ظنا منه انها لاتفهم اى شىء مما يقول حاول تذكر ماقاله وهو يجول فى مكتبه فى ڠضب حاول التنفيث عنه فرفع سماعة الهاتف اخيرا وطلب من هالة مديرة مكتبه الحضور وفى لحظات كانت أمامه نظر لها يوسف فى ڠضب أرعبها قائلا سيادتك كنتى فين
قالت هالة بسرعة وفى توتر يافندم انا روحت الحسابات عشان
بسط يوسف كفه امامه قائلا ولا كلمة انتى من النهاردة مش مديرة مكتبى وهنقلك مكان تانى لمعت الدموع فى عينى هالة ولكنها لم تؤثر تماما فى يوسف وحين همت بالحديث لتسوق له اى مبررات اكتفى يوسف بأن اشار الى الباب وقال فى اصرار على مكتبك وفترة مؤقتة وحد هياخد مكانك فذهبت من امامه وهو يلعنها ويلعن جينا فى سره كلما تذكر ماحدث وڼار غضبه تتأجج اكثر ولا يعرف لما غضبه يتضاعف اكثر لان المصادفة هذه المرة اختارت ايلينا بالذات زفر فى ڠضب وهو يغلق عينيه ويزيح تماما الفكرة عن رأسه نعم هى مختلفة فى كل شىء وذكية ولكن اعجابه بها لا يتعدى اعجابه بموظف نشيط ومجتهد ولا يمكن ان يتخطى اكثر من ذلك فهى فى النهاية مجرد انثى والاناث لديه يخضعن لقاعدة لاتشذ عنها سوى أمه لم يستطع ان يبقى فى مكانه اكثر غادر المجموعة بعد ان ترك خبرا لزين وحسام برحيله وبينما كان يغادر طرد هاجسا قويا عن باله بلا رجعة هاجسا يدفعه الى الذهاب الى مكتبها وتقديم اى مبرر لما حدث ولكنه تراجع فلتعتقد ما تعتقد ولتذهب الى الچحيم ما شأنه فقد حدث ما حدث
وضع سمير جبينه بين سبابته وابهامه ليمسده قائلا خاېف اوى يا محمود
قطب محمود حاجبيه في قلق قائلا من ايه يا سمير ما تتكلم على طول
لاحت شبح ابتسامة يأس على شفتى سمير وهو يتنهد قائلا الدكاترة قالو خلاص اني حالة قلبى مش مستحملة
مسح سمير وجهه كأنه يخفي علامات ألمه البادية بوضوح على ملامحه قائلا طول عمرى متعايش معاه بس الظاهر خلاص هنجيب اخرنا مع بعض
مد محمود يده ليربت على كف سمير قائلا في حنان متقولش كدة يا راجل الدكاترة بتحب تهول خلى املك فى الله كبير
عض على شفته السفلى وهو يقاوم تأثير هذا الهاجس الصعب في تخيل قسۏة الحياة على أبنائه من بعده قبل أن يرفع رأسه مجددا ويضيف بلهجة كلها رجاء لو جرالى حاجة يا محمود عيالى أمانة فى رقبتك
اشار سمير بسبابته في نفي لا أبدا على بس هوا اللى حاسس بس ايلينا متعرفش ومش عايزها تعرف كفاية اللى هيا فيه شالت مسئوليتنا انا واخوها وهيا مكملتش عشرين سنه اكيد هتعرف بس فى الوقت المناسب المهم دلوقتى يا محمود عيالى مش هيبقالهم حد بعدى ابقى خلى بالك منهم عشان خاطرى امتعض وجه محمود وقال ياراجل بطل بقا الأعمار بيد الله ان شاء الله خير ان شاء الله وشرد محمود بعينيه وهو يتذكر نيته تزويج ايلينا بوسف وتمنى لو كان بامكانه ان يخبره على ما خطط له ولكنه تراجع وشىء ما حول الامر كله الى النقيض تماما لقد أوصاه الرجل بولديه وهو يسعى لتزويج ابنته بولده الذى يعرف جيدا هفواته ونزواته ألايعد هذا ظلما لايلينا ألايمكن اعتبارها خدعة وانانية منه للنظر الى صالح ولده فقط دون أدنى اعتبار لتلك التى ستعانى معه حتى وهي تحاول اصلاحه ومن هنا بدأ محمود جديا فى صرف الفكرة عن باله
لوحت ايلينا بكفها قائلة في صرامة انت بتعمل ايه يا على
واصل على تقليب الطعام قائلا في بساطة بطبخ
اقتربت ايلينا وحملت الاناء من على الڼار وخبطته على السطح الرخامى فى ڠضب كادت به أن تحطمه وهى تقول انا كام مرة قولتلك متولعش البوتاجاز ولا تدخل المطبخ وانا مش موجودة
قال على فى احتجاج دى مش أول مرة ايلينا أنا كنت بدخل المطبخ هناك على طول
انحنت ايلينا لتكون فى مستواه قائلة فى حزم هناك انت حافظ المكان وعارف كل حاجة فيه هنا لسة عارفين كلنا ان عندك قدرات خاصة بيك بس فى الاول والاخر لازم تقدر ظروفك مش كل مرة الدنيا هتمشى تمام فاهمنى
اخفض علي رأسه پانكسار ولم يرد فشعرت ايلينا بالندم على طريقتها الجافة التى تتحدث بها اليه لاول مرة عن اى ظروف تتحدث علي حتى لم يتعثر مرة واحدة فى طريقه وضعت يدها على كتفه وقبل ان تنطق قال انا راجع اوضتى بعد اذنك
نظرت الى اناء الطعام وهزت رأسها فى الم منذ متى تعامل اخاها هكذا منذ متى وهى تلوح بظروفه فى اى مشكلة كيف سمحت ان يكون هو وسيلتها في التنفيس عن ڠضبها اتجهت الى غرفته لتجده يجلس على طرف الفراش مطرقا رأسه فى حزن جعلها ټلعن نفسها وټلعن هذا اليوسف الذى جعلها تفقد اعصابها على اعز مخلوق على قلبها اقتربت منه ومالت على رأسه مقبلة اياه فى حنان وقالت حقك عليا يا حبيبى كنت متوترة شوية ومتضايقة
ظل على مطرق الرأس فجلست ايلينا الى جواره وهى تحيط كتفيه بذراعيها قائلة خلاص بقا انت عارف انى مقدرش على زعلك كنت خاېفة عليك
رفع على رأسه قائلا في ألم مشوب بكبريائه المعتاد انا مقدر ظروفى وبتعامل على اساسها بس مش معنى انى اعمى انى اتحرم من كل حاجة انتو ليه كلكو مستهونين بنعمة الاحساس اللى ربنا ادهالى
تنهدت وهى تضمه الى صدرها قائلة يمكن عشان مش عندنا يا علي يمكن
وابتسمت وهى تضع وجهه بين كفيها تمسد ما زواه بين حاجبيه قائلة لو عايز تطبخ يا سيدى اطبخ بس وانا موجودة انت عارف ان هنا ممكن تحصل مشكلة فى الانبوبة بتاعة الغاز الغريبة دى اكون موجودة على الاقل عشان اصوت والم الناس تساعدنا
ضحك علي فمسحت ايلينا على شعره الاشقر قائلة وعشان اثبتلك ان عندك قدرات وانا مؤمنة بيها هنبدأ اتفاقنا من النهاردة المطبخ هناك روح كمل اللى انت بتعمله وانا اهو موجودة
ظهر التردد على وجهه فربتت ايلينا على يده مشجعة وهى تقول يلا رن جرس هاتفها فأضافت يلا هرد على صوفيا وارجعلك ابتسم على ولم تحاول ايلينا مساعدته هذه المرة اكتفت بمراقبته من بعيد وهى تتحدث مع صوفيا بصوت منخفض حتى لا يصله صوفيا ازيك
صمتت صوفيا ولم ترد فواصلت ايلينا صوفيا انتى بتعرفى عربى كويس وانتى اصلا من اصول مصرية فاتكلمى معايا عربى لو سمحتى
صمتت صوفيا قليلا وبعدها تنحنحت قائلة داكووووغ هكلمك عربى واهو بالمرة منساش مال صوتك
أخرجت ايلينا لسانها لترطب شفتيها وتساءلت هى بالفعل ماذا بها ومايهمها فليكن يوسف ما يكن كررت صوفيا السؤال فتنهدت ايلينا قائلة مش عارفة صوفيا بس انا حاليا فى حالة صدمة وقصت لها كل ماحدث صباحا مع يوسف ضحكت صوفيا قائلة وانتى متضايقة ليه برضه مش فاهمة هوا حر فى حياته
تلعثمت ايلينا فى الرد فهو السؤال ذاته الذى تطرحه على نفسها دون ان تجد له اجابة مكنتش فاكرة انه كدة كام شهر اهو بشتغل معاه كان فى منتهى الاحترام والادب وفى الآخر يطلع على علاقة باللى اسمها جينا دى
تنهدت صوفيا قائلة امممم واللى مضايقك بقا انه ليه علاقات ولا انه ليه علاقة بجينا بالذات واضافت بنبرة هادئة ولا لأن الكلام بيتعاد قدامك للمرة التانية صمتت ايلينا ولم ترد وذكرياتها تطوف فى رأسها كطواف الحجيج لقد شعرت باختلافه فهل أصبح حدسها لاقيمة له لهذه الدرجة لقد تخيلت انه وفجأة نفضت عن
رأسها الفكرة تماما لماذا تبحث