رواية رائعة بقلم الكاتبة رقية ياقوت
مش أكتر من اتفاق
نظرت له مطولا لا تدرى كم مر من الوقت وهى ترمقه بخواء وهو على نفس نظراته الغامضة
قاطع هو ذلك التواصل البصرى أنا نازل
ثم الټفت لېغدر غير عابئ بما فعله بها للتو
أغمضت عينيها پألم ففرت دمعة حبيسة على وجنتها
قررت الخلود للنوم فوضعت رأسها على الوسادة واحتضنت أخرى فهاجمتها ذكرياتها فقررت أن تهرب منها بالنوم
بعد وقت طويل قضته هى بالنوم
شعرت بيد تملس على وجهها برقة فتحت عينيها لتتفاجأ به بقربها
سيلا بصوت خاڤت أثر نومها ادهم !!
أدهم وهو يدفن رأسه فى رقبتها امم
تدفقت الډماء لوجهها وبدأت أنفاسها تعلوا تدريجيا فقالت ابعد حبة طيب
أحست بأنه ليس على طبيعته ولكن سرعان ما تذكرت ذهابه للبار ف استطاعت تفسير ما يحدث
سيلا بهدوء خد دش ونام عشان تفوق من ال شاربه دا
أدهم بدون أكتراث لكلامها وكأنه لم يسمعها من الاصل وحشتينى وقبل رقبتها برقة بالغة فسرت قشعريرة بجسدها بأكمله
سيلا بتوتر جلى أدهم ابعد شوية ما تخوفنيش منك
ابتعد قليلا فاستقامت هى جالسة نظر لها قليلا ق
لصق جبينه بها وأغمض عينيه وهو يلفظ أنفاسه وفعلت هى المثل لم يسمع سوى صوت أنفاسهم المتلاحقة وتلك الضربات التى أعلنت عن نفسها
ثم سحبها معه الى عالمهم الخاص
ممكن أفهم مش بترد عليا من الصبح ليه
ريماس ويا ترا أى ال شغلك كدا أهم منى
معاذ هو طلبت معاكى نكد ولا أى !!
ريماس انت شايف كدا انى بنكد !
معاذ انتى عايزة أى من الاخر عشان تعبان وعايز أتخمد
ريماس وهى تلاحظ قدوم نور صوبهم فى نفس الشارع
رفع حاجبه وهو يردف دا أى التغيير دا
ثم الټفت لما تصوب عينيها عليه فوجدها واقفة أمامه
نور وهى تدعى عدم رؤيتها لشىء أهلا
معاذ أهلا
ريماس باستخفاف تحبى نوصلك ولا حاجة
نور شكرا
كادت ان تذهب ولكن استوقفها تقدم ريماس نحوها ثم احتضانها لها
لم تفهم ما تنتوى تلك الافعى فعله فوجدتها تهمس فى اذنها مش هتقدرى تخديه بسهولة كدا مش بت زيك ال تلف عليه وتاخده
ابتعدت عنها وعلامات الڠضب تعلوا وجهها فتركتها نور ومرت بجانبها كأن شيئا لم يكن
فى صباح اليوم التالي
سما آاااادم صاحبك برا
آدم تمام جاااااي
جنى ينفع آجى معاك
آدم كل مرة بتقوليلى وبقولك لا
كانت على وشك البكاء
فقال ششششش هخدك
صاحت بسعادة أخيراااا
آدم يلااا
وضعت يدها بيديه واتجهوا للنادي مع عمتهم
أخيرا وصلوا للنادى جلست على إحدى الطاولات المستديرة هى وجنى بينما ذهب آدم ليلعب مع أصدقائه
كانت تعبث بهاتفها عندما صاحت جنى وهى تركض صوب ذلك الواقف يفتح لها ذراعيه
معاذ وهو يرفعها لاعلى وحشتينى يا زئردة
تعالت ضحكات الصغيرة
لاحت ابتسامة رقيقة على شفتيها
معاذ عاملة أى يا سما
سما بخير
معاذ اما معاذ وسيلا فين
سما معاذ ساب الولاد عندنا امبارح
معاذ ااااه
سما أى !!
معاذ لا ما تخديش فى بالك عايزة حاجة !
سما خليك قاعد
معاذ مرة تانية عشان عندى شوية شغل كدا
هزت رأسها بتفهم فاستأذن هو ثم
غادر
استيقظت سيلا لتهاجمها ذكرى أمس فابتسمت بهدوء على عكس عاصفة المشاعر التى تجيش فى صدرها وارتدت روب من
الحرير ثم دلفت الى الحمام لتستحم
بعد فترة خرجت وهى تلف جسدها بمنشفة وأخرى تلف بها شعرها
وجدته مازال نائما ارتدت فستنا قصير يصل الى فوق ركبتيها وأخت تصفف شعرها
استيقظ هو فى تلك الأثناء ليشعر بصداع يكاد يفجر رأسه أمسك راسه پألم واعتدل جالسا ثم لاحظ انه لا يرتدى ملابسه فتح عينيه بقوة ثم نظر لها وقال أى ال حصل انا جيت هنا ازاى
سيلا مش عارفة انا كنت نايمة لاقيت جمبى
ضغط على يديه پغضب حتى ظهرت عروقه
ثم لف الملائة عليه واتجه الحمام
حضرت هى الافطار ثم انتظرته ليأتى
خرج هو بعد قليل ثم اتجه ليجلس أمامها وقبل أن تنطق
ببنت الشفة كان يضع شيئا أمامها
أمسكت بما وضعه ثم رفعته وحاولت أن تقرأ تلك الكتابات عليه وبها شعور داخلها تكذبه
قالت بذهول شريط منع حمل !!!!!!
أدهم بالظبط
سيلا
سيلا بدهشة وقد طغت على ملامحها الصدمة شريط منع حمل !!!
أدهم على نفس بروده ونظراته المصوبة نحو عينيها بالظبط
أحست هى بمدى اهانته لها لقد تفنن بچرح كبريائها وكرامتها بشتى الطرق
قامت من مقعدها ثم وقفت أمامه
ظل هو جالسا يراقبها وهي تقف أمامه حتى وجد قبضتيها على جانبي قميصه
أخذت تصرخ فى وجهه وهى تقول انت ازاى كدا لو فاكر انى مش عارفة أبعد عنك يبقا بتحلم أنا اقدر أدوس على قلبى وامشى من هنا انت فاااهم
صاحب صرخاتها تلك دموع فقدت سيطرتها عليها
وقف هو من مكانه لم يعرف ما يجب عليه فعله فى ذلك المأزق الذى وضع نفسه فيه ببراعه لم يشعر بنفسه وهو يجذبها اليه ليحتضنها ظلت تبعدهم عنها بقوتها الضعيفة مقارنة به وهى تقول ابعد عنى مش عايزاك
أدهم بهدؤ ششش اهدى وانا هفهمك
ثم أخذ يمسد على راسها لتستسلم هى
شعر بارتخاء جسدها وانضباط أنفاسها فحملها متوجها الى سرير غرفتهم
وضعها عليه برفق ثم دثرها جيدا وجلس على طرفه
نظر إليها مطولا ثم مد أنامله ومسح دموعها العالقة على أهدابها الكثيفة
ثم همس بالقرب من أذنها آسف بس أنا مش هكرر غلطتى تانى وأخليكى تروحى منى
قال كلماته تلك وغادر المكان باكمله
أخذ يقود سيارته بلا هدف
شعر بالخزى من نفسه توقف
عن السير ثم أمسك بهاتفه وضغط على عدة أزرار ووضعه على اذنه ليأتيه صوت معاذ قائلا لو اعرف ان الجواز هيخليك تنسانى كدا ما كنتش جوزتك
أدهم عايزك
معاذ باهتمام مالك
أدهم أما اشوفك الاول هحكيلك
معاذ تمام انا قاعد فى
أدهم خمس دقايق وهكون عندك
معاذ بقالك ساعة ساكت ما تقول يا ابنى أى المدايقك
ارجع خصلات شعره للوراء وهو يتنهد بتعب
معاذ بشك الموضوع ليه علاقة ب سيلا !
أدهم ايوة
معاذ أى الحصل احكى
روى أدهم له ما جرى بينهم مذ يوم زفافهم حتى اليوم
أدهم بس دا الحصل
معاذ وهو على نفس ذهوله أى الهببته دا
أدهم انا مش جاى عشان تقولى انى غلط شوفلى حل فى الموضوع دا
معاذ انت اتغيرت اوى يا أدهم ماكنتش قاسى كدا
أدهم بخنقة اهو ال حصل بقا
معاذ طيب انا مش فاهمك دلوقتى عايز تقرب منها ولا تبعد
أدهم مش عارف
معاذ ما انت لازم تعرف مش تسبها متعلقة فى النص
أدهم محتاج أفكر
معاذ خد وقتك وحط فى دماغك انك ما تأذيهاش
أدهم تمام قولى انت أى اخبار ريماس معاك
ادهم وبالنسبة ل نور والحراسة ال عليها
معاذ ماتقلقش كله تمام
نظر له أدهم نظرة ذات مغزى وهو يردف مش نور بردو ال كنت مش طايقها أيه ال جد
معاذ بتهرب عادى يعنى كان سوء تفاهم وراح لحاله
أدهم اممم سوء تفاهم !
معاذ وهو يحاول التهرب من أسئلة صديقه المباغتة أخوك مش ناوى ينزل ولا أى
أدرك هو ما فعله فقال وهو يجاريه هينزل كمان شهر عشان امتحناته
معاذ أها ربنا معاه
أدهم وهو يأخذ مفاتيحه ومعاك عايز حاجة
معاذ سلامتك
استيقظت سيلا على اثر صداع مؤلم يهاجم رأسها
اعتدلت ثم وضعت يديها على رأسها وبدأت تحركها بحركات دائرية لتخفف من حدته وعيناها تجول بحثا عنه تذكرت اڼهيارها بتلك الطريقة امامه فقامت من مكانها وتحركت نحو المرحاض غسلت وجهها بالماء البارد ثم خرجت وأخذت نفسا عميقا وأخرجته ببطئ لتستعيد توازنها وبعد ذلك
اتجهت لتصنع كوبا من القهوة التى تعشقها وبعد انتهائها أخرجت كتابها المفضل لتبدأ بالقرائة فتلك هى وسيلتها للهروب من الواقع عازمة على تجاهل ذلك الأدهم
مرة فترة ليست بالطويلة حتى سمعت صوت مفاتيحه
وهى تعبث بقفل الباب
فتجاهلت الأمر وظلت تتابع ما تفعله
دخل هو ليراها جالسة على سريرها تضع نظارتها وقد عقصت شعرها فى كحكة فوضاوية وفنجال القهوة بجانبها وبيديها ذلك الكتاب الذى لا يفارق يدها
نظر لها مطولا ليقول فى نفسه سحرتنى ولا سحرتلى !
لم يجد منها أدنى اهتمام بدخوله فأرجع الامر لانشغالها
حمحم ليجذب انتباهها
أخيرا رفعت عينيها لتأسره لمحة الحزن التى تضفى عليها جمالا من نوع آخر
سيلا بهدوء مستفز سورى ماخدتش بالى
رفع حاجبه وقال امم عاملة أى دلوقتى !
سيلا عادى
أدهم عادى أى !!
سيلا تفرق !!
أدهم ما بلاش شغل الالغاز دا
نظرت لكتابها مرة أخرى
ثم أردفت انا كويسة دونت وررى
أدهم طيب
ذهب هو ليبدل ملابسه
فقاطعته هى انت هتلبس هنا !!!
أدهم باستهزاء لا فى الشارع
سيلا البس فى الحمام
نظر لها باستفزاز وهو يفك أزرار قميصه
فاخفت وجهها فى كتابها
ضحك هو بصوته الأجش
ثم تابع ارتداء ملابسه
وبعد أن انتهى جلس الى جانبها وأمسك ال لاب الخاص بعمله وبدأ يعمل فى صمت قرر كسره بأخذ فنجال القهوة خاصتها خلسة
لتلاحظ هى
فقطبت حاجبيها پغضب طفولى ثم قالت دا بتاعى
أدهم بتسلى تؤ كفاية عليكى
كادت تأخذها منه ليبعدها هو لتنسكب فوق ملابسه
سيلا پخوف حقيقى اقلعه بسرعة
أدهم اعترفى عينك كانت فيه
سيلا زمانك اتلسعت هروح أجيب مرهم
أدهم وهو يمسك بيدها شش اهدى مش سخن أوى
قام هو ليبدل ملابسه باخرى
ثم رجع لمكانه
شعرت بالڠضب من نفسها فبالرغم من كل ما فعله بها مازال قلبها ضعيفا تجاهه
سيلا جنى وآدم هيرجعوا امتى
ادهم سما هتجبهم بكرة
سيلا تمام
سكتت لبرهات ثم قالت انا عايزة اطلق
أدهم ببرود طلاق مش هطلق ويارت نقفل ع السيرة دى
سيلا پغضب لا مش هنقفل وطلقنى بدل ما ارفع عليك قضية خلع
استفزته جملتها فهدر قائلا تبقى ورينى
سيلا بعند أكبر هتشوف
ثم أولته ظهرها وسحبت الغطاء لتدثر نفسها به
بينما أغمض هو عينيه وأخذ نفسا عميقا ليستعيد توازنه
ثم أكمل عمله
كانت تعمل كعادتها لتراه وهو يدلف إلى المكان لا تدري لما هى غاضبة منه من آخر موقفا جمعهما معا وبصحبة تلك الأفعى التى تتجسد فى جسد أنثى تسمى ريماس
أفاقت من شرودها على يده التى يلوح بها أمام وجهها ليجذب انتباهها
نور احم سورى ما خدتش بالى
معاذ امم قولى انك سرحانة فيا
رمقته باستخفاف وهى تردف ليه كنت بوراك دنيز !!
معاذ ويطلع مين الكائن دا
نور پصدمة كائن !!!!!!
معاذ ايوة مين بقا
نور وهى تحاول ضبط اعصابها بس بس اسكت دا ممثل تركى يا جاهل
معاذ لا والله !! كل دا عشان ممثل !!
نور اسكت انت ايش عرفك فى الفن
معاذ فكرتينى ب سما وهوسها بالتركى
نور بتساؤل سما مين !
معاذ أخت أدهم الصغيرة
نور اممم
فى ذلك الوقت كانت سما عائدة من جامعتها لترى معاذ فى طريقها ليدفعها فضولها أن تتبعه وجدته يدلف إلى الأتليه فاستغربت وجوده فى تلك الأماكن لم تنتظر كثيرا عندما لمحتها من خارج الزجاج يتحدث مع إحدى الفتيات وكأنه على معرفة مسبقة بها فدخلت باندفاع
معاذ سما !!
كانت نور واقفة تنظر لها بهدوء
سما بتلعثم ممعاذ بتعمل أى هنا
معاذ عادى بجيب حاجة ل ريماس
سما اهاا
نظرت سما ل نور بنظرات حادة نوعا ما ثم قالت تقدرى تكملى شغلك انا هساعده
نظرت لها نور ببرود وعلى شفتيها ابتسامة سمجة وأردفت أوك
ثم التفتت لتغادر
لعڼ نفسه بداخله