رواية كاملة بقلم منى سلامة
.. وجعلنى فى بحار عينيك أغرق .. وبلمسة يديك أهرب .. من ڼار الدنيا الى جنتك .. فلا تحرميني أبدا من بسمتك .. يا أرق مريم فى حياتي .. يا كل حياتى .. حبيبك ماجد.
قرأ مراد تلك الكلمات وهو يشعر بحړقة فى قلبه امتدت لجسده لتحوله الى جمرة مشتعله .. ألقى نظرة ڼارية على مريم النائمة .. وهو يشعر بغصة فى حلقة .. وضع الورقة فى الكتاب وأغلقه بعصبيه وألقاه على الكمودينو بجواره .. ثم نام
على ظهره واضعا يديه أسفل رأسه وهو يفكر وعلامات الضيق على وجهه
استيقظت مريم من نومها لتجد مراد غير موجود فى فراشه .. بعد نصف ساعة طرقت سارة الباب لتخبرها بأنهم سيتجمعون فى الأسفل لتناول الفطار .. حانت من مريم التفاته الى مراد الذى بدى واجما .. اخذت تتساءل عن السبب فلقد كان يبدو مرتاحا بالأمس .. نفضت تلك الأفكار من رأسها وقالت لنفسها وما شانى ان كان مرتاحا أم متضايقا هذا أمر يخصه هو وأموره ليست من شأنى .. توجه الجميع الى البحر ومعهم مضارب الراكيت .. بدأت سارة و نرمين فى اللعب معا وأخذا يضحكان ويمزحان فقد كانتا كلتاهما سيئتان جدا فى ضړب الكره وفى صدها .. قالت سارة
صاحت نرمين بغيظ
أنا عاهة أمال انتى ايه يا سارة مفيش مرة حدفتلك الكورة وعرفتى تصديها
قالت سارة
ما انتى اللى مش عارفه تحدفيها
وقفت مريم وأعطتها نرمين المضرب وأخذت تلاعب سارة .. كانت ضربات مريم موفقه لولا خبرة سارة الضئيلة فى اللعب .. قالت سارة بعد فترة وهى تنهج
تعبت
قالت مريم بحماس
لا عشان خاطرى نكمل لعب
قالت سارة
بتلعبي حلو اتعلمتيها فين
قالت مريم
كنت دايما بلعب أنا وأختى فى نادى قريب من البيت .. مش قادرة أقولك أنا بعشق الراكيت أد ايه
عشان خاطرى يا سارة العبي شوية كمان
قالت سارة
لا يا ستى ايدي وجعتنى .. خلى مراد يلعب معاكى .. مراد .. مراد .. تعالى العب مع مريم
شعرت مريم بالحرج وهمت بأن تترك المضرب .. لكن مراد نهض وأخذ المضرب من سارة ووقف أمام مريم .. نظرت مريم اليه لترى نظراته الحادة المصوبة تجاهها .. وبدأ اللعب .. كانت ضربات مراد قوية وكأنه ينتقم من الكره .. أمسكت مريم الكره ووقفت تنظر اليه بثبات وتقابل نظراته المتحدية بثقه .. ثم قالت فى نفسها .. حسنا تريدها تحدى فليكن .. كانت ضربات مريم قوية بقدر ما كانت ضربات مراد قوية بدا وكأنهما لا يلعبان بل يفرغان شحنة بداخل كل منهما .. كان كل منهما يضرب الكره وكأنه يضرب كل ما يغضبه ويضايقه .. كانت ضرباتهما قوية قاسېة واثقة تعرف وجهتها جيدا .. أخذت ناهد تتابع اللعب مع سارة و نرمين .. هتفت نرمين بدهشة
قالت سارة وهى تنقل نظرها مع الكره
بس جامدين جدا فى اللعب هما الاتنين
أول من رفعت راية الإستسلام هى مريم التى شعرت پألم فى ذراعها .. رفعت كفها معلنة انتهاء اللعب .. فاقترب منها مراد قائلا
بتلعبي حلو
قالت وهى تنهج بقوة وحبات العرق تتصبب منها
انت كمان بتلعب حلو
تلاقت نظراتهما للحظات .. ثم ترك مراد المضرب وتوجه الى حيث يجلس الجميع وعينا مريم تتابعانه.
أصر الجميع على مراد على أن يمد اقامتهم يومين آخرين .. فما استطاع تحت هذا الإلحاح من الجميع إلا أن يوافق.
فى المساء أخذت مريم قلم وبعض الأوراق وجلست على الأريكة تبدأ فى التخطيط والرسم الخاص بحملة مراد .. استغرقها الوقت حتى قال لها مراد .. الجالس على أحد المقاعد بجوارها يشاهد التلفاز
قالت دون أن تنظر اليه
لا لسه شوية
قام من مكانه وأحضر الكتاب ووضعه أمامها على المنضده .. نظرت الى الكتاب ثم اليه وقالت
عجبك
قال مراد وهو يجلس مكانه وينظر اليها ببرود
آه كويس
قالت مريم بإستغراب
كويس بس .. افتكرته هيعجبك
الټفت اليها مراد وقال بنفس البرود
أنا ما قولتش معجبنيش
قالت مريم
شكلك بيقول انه معجبكش
قال مراد بتهكم وهو يتفرس فيها
بتحسي بيا للدرجة دى
شعرت مريم بالخجل والضيق من كلماته
الساخرة وعادت الى رسمها مرة أخرى .. قام مراد وغادر الغرفة وأغلق الباب خلفه پحده .. نظرت مريم بإستغراب الى الباب المغلق وهى تحاول أن تصرف ذهنها عن التفكير فى مراد وتصرفاته
صفع عثمان صباح پحده فى مكتب المأمور وهو يقول
كيف ده حوصل .. كيف يا بنت بوى كيف
أجهشت صباح فى البكاء وقد أيقنت هلاكها .. قال المأمور
فحصنا البصمات بتاعتك يا آنسه صباح وقارناها بالبصمات الموجودة على الطبنجة اللى انطخ بيها جمال .. وكان التطابق تام
قال عثمان وهو يغلى من الڠضب
والله لجتلك يا جليلة الرباية والله لجتلك
أمر المأمور أحد الحرس بأن يأخذ عثمان للخارج ..وما هى الا لحظات حتى خرج اليه عبد الرحمن الذى تم الافراج عنه .. قال عبد الرحمن بلهفه
اللى سمعته ده صحيح يا ولدى .. اللى طخ جمال صباح بنيتي
قال عثمان پغضب
اييوه يا بوى هى بنت التييييييييييييت دى
قال عبد الرحمن
لا حول ولا قوة الا الله .. ليه تعمل اكده لييه
قال عثمان پغضب
واضح يا بوى ليه عيملت اكده .. واضح ان مافيش حرمه نضيفه فى عيلتنا
صاح به عبد الرحمن
اجفل خشمك يا عثمان ومتتكلمش عن أختك اكده
قال عثمان
أختى اللى جرسيتنا وسط الخلج .. والله لجتلها بيدي دول
لحظات وحضر سباعى الذى هتف قائله
صوح اللى سمعته ده يا عبد الرحمن .. بنتك صباح هى اللى طخت ولدى
قالت عبد الرحمن بدهشة
ولحجت تعرف يا سباعى
قال سباعى پحده
هو آنى جليل فى البلد دى ولا اييه يا عبد الرحمن
قال عبد الرحمن بوهن
آنى محجوجلك يا سباعى واللى انت رايده هيكون
قال سباعى بضيق
آنى مش عارف هلجيها منين ولا منين الخلج أول ما هيعرفوا هتجوم جومتهم .. ربك يسترها يا عبد الرحمن
جلست مريم على احدى الصخور فى البحر تراقب الأسماء الصغيره التى تسبح تحت المياة الشفافة الصافية .. اقتربت منها سارة وجلست بجوارها .. ابتسمت الفتاتان لبعضهما البعض .. قالت سارة
تعرفى يا مريم أنا و نرمين كنا خايفين مراد يتجوز واحدة تخليه يسيبنا تانى ويبعد عنا
قالت لها مريم بدهشة
تقصدى ايه
قالت سارة
مش عايزة أضايقك وافكرك بحاجه أكيد مش حابه تفتكريها .. بس فعلا مراة مراد الأولانيه مكناش بنحبها خالص
شعرت مريم بالدهشة وهى تسمع لأول مرة بأن مراد كان متزوجا من قبل فأكملت سارة
أصرت عليه ياخدلها فيلا بعيد عننا .. هو عمل اللى يريحها بس برده كان كل يوم عندنا .. خاصة ان مفيش معانا راجل .. أنا عارفه انه مكنش حابب يبعد بس هى كانت مصرة
شردت مريم فى كلمات سارة اذن مراد كان متزوجا من قبل .. ترى أين ذهبت أانتهى زواجهما بالمۏت مثلها أم بالطلاق .. أخرجتها سارة من حيرتها قائله
بعد ما اطلقوا مراد تعب أوى .. واتغير معانا .. بقه صعب أوى .. بس احنا برده بنحبه هو شاف كتير .. وعشان كدة فرحنا ان ربنا عوضه خير ورزقه بيكى .. وانك موافقه تعيشي معانا ومأصرتيش انه يسيبنا وتعيشوا لوحدكوا
كانت مريم تستمع لكلماتها فى شرود فأكملت سارة
انا بحبك بجد يا مريم وبحس فعلا انك أختى
الټفت لها مريم مبتسمه
صدقيني أنا كمان بحبكوا جدا يا سارة
بدا على سارة التردد ثم قالت
فى حاجة عايزة أحكيلك عنها يا مريم بس ياريت الموضوع يفضل بينا ومتجبيش سيرة ل مراد أبدا
قالت مريم
متقلقيش يا حبيبتى أى كلمة تقوليهالى مستحيل أقولها لأخوكى ابدا
ابتسمت سارة واطمئنت وقصت عليها مشكلتها .. واعجابها ب طارق صديق مراد .. واشتكت لها من كونه لا يعيرها أدنى اهتمام ثم اختتمت حديثها قائله برجاء
قوليلى أعمل ايه يا مريم ..ألفت انتباهه زى ما نرمين قالتلى
فكرت مريم قليلا ثم قالت
بصى يا سارة لازم تعرفى وتتأكدى انك مش هتاخدى غير الراجل اللى ربنا كاتبهولك .. مهما عملتى مش هتاخدى حد غيره .. فلازم أى تصرف تعمليه تشوفى اذا كان صح ولا غلط .. حلال ولا حرام .. لانك كدة كدة مش هتقدرى تغيري قدر ومكتوب
ثم قالت
رأيي متعمليش حاجة أكتر من انك تدعى ان ربنا يرزقك الراجل اللى يسعد قلبك .. متدعيش انه يرزقك ب طارق بالذات .. لا ادعى انه يرزقك بالراجل اللى يحافظ عليكي واللى يكون مناسب ليكي .. اللى فهمته من كلامك انك متعرفيش الأستاذ طارق أصلا .. يعني محصلش أى حوار بينكوا ولا أى حاجة توضحلك شخصيته .. مجرد انه صاحب أخوكى وعارفه شكله .. وده مش كفاية عشان تحبيه .. انتى الاحساس اللى جواكى تعلق مش أكتر .. اتعلقتى بحد عارفه انه كويس .. بس مهما كان انتى متعرفيش شخصيته .. ويا ترى هيكون مناسب ليكي ولا لاء .. عشان كدة قولتلك لما تدعى ادعى ان ربنا يرزقك الراجل المناسب ليكي اللى يحافظ عليكي ومتدعيش انه يرزقك ب طارق بالتحديد لانك متعرفيهوش أصلا .. ادعى ان ربنا يختارلك وخليكي واثقة ان اختيار ربنا ليكي هيكون أحسن مليون مرة من اختيارك
لنفسك
أنهت مريم كلامها ونظرت الى سارة التى بدا عليها الإرتياح بعدما استمعت لتلك الكلمات .. قالت سارة مبتسمه
ياريتى كنت كلمتك من زمان كنتى خرجتيني من حيرتى دى
ابتسمت مريم وقالت
ادينا اتكلمنا أهو .. بس يارب فعلا يكون كلامى فادك
عانقتها سارة وقالت
فادنى كتير .. تسلمى يا مريم
استطاع كبار العائلتين التحدث مع المأمور الذى كان يرغب أكثر منهما فى حل تلك القضية وديا .. لأنه يعلم المشاكل التى كانت واقعة بين العائلتين منذ الأذل والتى تنتظر شرارة صغيرة لتبدأ ڼار الٹأر فى الإشتعال مرة أخرى .. انتهت
جلسة الصلح ب
قبلت زواجها
والتى قالها جمال بحنق وضيق ويده موضوعه فى يد عبد الرحمن وهو يعلم جيدا فى قرارة نفسه أنه وقع فى شړ أعماله وبأن الله أعطاه ما يستحق
فى المساء اجتمع الجميع امام حمام السباحة فى الفندق والذى كان فارغا فى مثل هذا الوقت .. قامت مريم لتتمشى قليلا فقالت ناهد
متتأخريش يا مريم .. مراد زمانه جاى وهنتطلع كلنا بالعربية نتمشى شوية
أومأت مريم برأسها وسارت وهى تتهادى فى خطواتها وتتطلع الى الطبيعة يمينا ويسارا .. كانت مستغرقة فى التفكير فى حالها وفي مستقبلها الذى تجهله .. كانت تشعر فى قرارة نفسها بمشاعر غريبة عليها .. مشاعر متضاربة احتارت فى تفسيرها وفى فهمها .. لا تدرى الى كم من الوقت سارت .. لكنها نظرت فجأة حولها لتجد نفسها فى مكان تجهله .. كانت تحمل بيدها هاتفها لكنها لا تعرف