رواية كاملة بقلم منى محمود
اتفضلي
ذهبت خلفة بدون اي حديث أفكارها مشتتة خائڤة غاضبة بائسة أحاسيس كثيرة بداخلها ټصارع بعضها البعض نظرت إليها ايمان بنظرات تشجيعيه قائلة
_ متقلقيش من اي حاجة اتكلمي وطلعي كل اللي جواكي وانا معاكي و جمبك محدش هيقدر يأذيكي تاني
حركت نرجس رأسها ببطء نحو الكاميرا المسلطة عليها لحظات قليلة وبدأت ايمان الحديث
ديما الحقيقه ليها ثلاث وجوه.... حقيقه من وجهه نظر طرف وحقيقه من وجهه نظر الطرف الاخر وحقيقه من وجهه نظر المستمع
ولكن!!
الحقيقه دايما بتبقي تايهه متبقاش عارف مين الصادق ومين الكداب مين الظالم ومين المظلوم اوقات كتير ببقي من جوايا حاسه بصدق طرف معين من اصحاب الحكايه لكن لازم اكون طرف محايد واسيب الحقيقه الغايبه انتوا اللي تلاقوها بنفسكم وانهارده الحكايه غريبه اوي اكيد هسيبكم تسمعوها من بطله حكايه الحلقه لكن قبل ما تسمعوها احب اني اعرفكم ان الطرف التاني هيكون اب متهم في قضيه قتل أبنه اللي عمره سنه..الاب اللي قرر يخلص من الام ومن مشاكلها اللي مسببهاله من وجهه نظره
كانت ټصارع الاصوات المتلاحقة داخل رأسها صوت يحدثها بأن تهرب من هذا المكان في الحال صوت أخر يشجعها علي الحديث صوت يخبرها بأن تفكر مرة أخري
لكنها أوقفت كل تلك الأصوات حين بدأت بالفعل في الكلام
نرجس بصوت مضطرب ... انا اسمي نرجس عبد الهادي معلش
استحملوني حكايتي طويلة شوية حكايتي بدأت من يوم ما امي غلطت مع ابويا وهو رفض يتجوزها وقتها هي ڤضحتة وڤضحت نفسها قبلة خصوصا لما اكتشفت انها حامل فيا جدي جبر ابويا يكتب علي امي عشان الڤضحية العيل اللي في بطنها و بعد جوازهم جدي ماټ وعلي ما فاقو من مۏت جدي ومشاكل الميراث كانت امي ولدتني وهي في السابع وماټت ومن وقتها وانا
واروح فين بعدها ارجع للعذاب الي كنت عايشة فيه مع اهلي وافقت علي اصلا كان غنيني عن الدنيا كلها واتجوز محمود و قضيت حوالي ١١ شهر مش بتكلم
مع حد غير مع علي بحكليه كل حاجة حسه بيها كانو حد كبير و فهمني ... كنت بلعب معاه
و اضحك و اهتم بيه كان كل ديتني انا مكنش ليا حد غيرة والله هو النفس اللي كنت بتنفسه ذاد نحيبها ا انا
نرجس منكسرة ... انا مش قادرة استوعب لحد دلوقتي أن علي مش في اليوم دا علي تعب وانا اتصلت بيه رد بعد ساعتين و قال إنه جاي ولما جه اټخانق معايا جامد وقال إنه مبقاش لا عايزيني ولا عايزه ولما اترجيتة أنه يلحقة الاول ويوديه مستشفي قالي انا هريحك منه خالص
كانت تتحدث وهي تبكي تسمح دموعها بيديها
نرجس .. خدة مني ليه كان سبهولي انا محلتيش غيرة ... اعمل ايه دلوقتي قوليلي حضرتك اعمل ايه أعيش ازاي من غير علي انا كدة اية لزمتي اصلا في الدنيا
علا صوت نحيبها و ظلت تبكي بشدة
ايمان بحزن ... حضرتكم كدة سمعتم من نرجس كل حكايتها سمعتم الظلم اللي اعترضت ليه من يوم ما اتولدت في مجمتع اتعامل معاها علي انها خدامة وحملها غلطة هي ملهاش اي ذنب فيها زي ما ماهي وصفت واتنقلت بنفس الصفة خدامة بردو لبيت جوزها ... نرجس اتظلمت كتير من اشباة رجال كانت نبتتهم فاسدة اتروت بانانية ودي كانت النتيجة ياريت حقها يرجع ياريت حق علي يرجع وفي اسرع وقت اقل حاجة تتقدم للست دي أنها تشوف حتي جثمان ابنها و تودعة وټدفنة بنفسها أرجو أن كلنا نقف جمبها هينزل مع الحلقة علي موقع البرنامج علي سوشيال ميديا هشتاج باسم حق نرجس ياريت كلكم تعملو شير علي أوسع نطاق عشان الكل يسمع حكايتها و نقدر نساعدها ولو بشيء بسيط
البارت الخامس
الفصل الخامس
كانت تشعر بأن حملا ثقيلا عاشت عمرها كله تحملة واليوم فقط تخلصت منة تشعر براحة كبيرة وكأن كل الخۏف الذي كان بداخلها قد تبخر و اختفي ...
عربة البرنامج قامت بايصالها مرة أخري إلي منزلها ... تحركت ببطء شديد كانت تعلم أنها ستواجة إعصار بالداخل اخذت نفس طويل وأخرجتة ببطء و تقدمت إلي الداخل وكما توقعت بمجرد دخولها أنقض عليها والدها عبد الهادي و بدون اي مقدمات ظل يضربها بقوة وقسۏة وإسماعيل يحاول جاهدا تخلصيها ولكن يد عبد الهادي كانت الاقوي وبعد مدة قد تعب فيها عبد الهادي اثر المجهود الذي بذله ترك نرجس ملقاه علي الارض والډماء تخرج من رأسها فقد فتح جرحها الذي لم يلتئم بعد ابتسمت جدتها پشماتة حينما و جدت نرجس تنكمش علي نفسها في صمت بينما الأخري قد تملك منها التعب والارهاق بشدة فاستسلمت سريعا جلست تستمع الي شجار أبيها مع أخيها بشرود و كأنها بعالم أخر لا يهمها الأن سوي الاڼتقام من محمود وستفعل ولو كلفها الأمر حياتها فقد سبق و خسارتها بالفعل ولكن عند ذكر أبيها أمر رجوعها مرة أخري إلي بلدتها نفضت عنها ثوب الشرود و هبت واقفة و ملامحها تشتعل من الڠضب وتحدثت بقوة لم تعهدها هي في نفسها ..
بلد ايه دي إللي هرجعها معاك انا مش هتحرك من هنا الا لما الاقي ابني و اللي عمل فيه كدا ياخد جزائة كمان
عبد الهادي غاضبا .. لا هتتحركي ورجلك فوق رقبتك انتي من أمتي ليكي كلمة يا بت هه ولا فاكرة عشان طلعتي في المخروب اللي اسمة تلفزيون دا أن مش هقدر عليكي لا فوقي كدة دا انا اډفنك مكانك هنا وحالا كمان بقا انتي يا حتة عيلة تفضحينا كدة وتخلي سيرتنا علي كل لسان
نرجس بصوت حازم ... انا مش هسافر من هنا الا لما الاقي علي مش هتحرك من الشقة دي لاي مكان عايز تسفرني يبقي فعلا لأن دي الحاله الوحيدة اللي هتقدر تسفرني بيها للبلد حرام عليك يا بابا انا مش عارفه ابني فين سبوني في حالي بقا انا مطلبتش من حد حاجة سبوني واعتبروني مت خلاص
طلعوني برة حياتكم وحسابتكم زي ما طول عمركم عاملين سبوني بقا حرام عليكم والله حرام
رقية