الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم ياسمينا أحمد

انت في الصفحة 41 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

 


ورينا شطارتك وانفي التهمة
اتسعت عين اياد وهتف بسخرية تامه 
اعملكوا اية يعني واحدة قليلة الادب ومالهاش رد عندي
استرسل عاصم في مزيد من التوبيخ في ذلك الجو المتوتر 
والبت اللى فوق دي تطلق حالا وترجع لاهلها
هنا لمعت عين اياد بتحدا وهدر في حدة 
مش هيحصل ابدااااا مش هسيب حنين الا بمۏتي

جحظت عين عاصم وكاد ان يصفعه على جرؤته 
انت بتحداني يا اياد
تدخلت فريال ووقفت بينهم وهى على وشك الاڼهيار 
البت دى عملت فيك اية يا حبيبى قولي طلقها يا اياد حرام عليك اللي بتعملوا فينا دا
ازداد تعند اذا ان قلبه هو المتمسك بها وصاح بتعند شديد 
مش هطلقها
كانت حنين تستمع الي الحوار كاملا وهى في حالة صعبة للغاية
ازدادت المشاجرة بين اياد وابيه حتى هدر عاصم پغضب 
قولتلك طلقها
احتد اياد وبدي اكثر شراسة وهو يهدر بصوت عال 
مش هطالقها
خلاص هتلنا بيبي قالها پغضب جعل اياد يستنكر وكذلك فريال اتسعت عينها فى دهشة
وظلت توزع نظرها بينهم وهى تهدر بهدوء 
بتهزورا مش كدا
استرسل عاصم ليبرر ما قالوا 
افضل طريقة على اتهام لينا هو طفل وبأسرع وقت
ضغط اياد على رأسة بيديه ليحجم من الام رأسه التي كادت ان ټنفجر وهتف پصدمة 
انتوا مش ممكن لسة بتدخلوا في حياتي محدش لية دخل بحياتي الشخصيه بشكل دا دى حاجة تخصني انا وحنين وبس واي حد تاني هيفكر يدخل في حياتنا هيكون انا اللي هقف فى وشه وركض الي اعلي في سرعة
في الصعيد 
جلس وهدان وامين وسط عائلتهم وكانت زينات تحضن كفيها ببعض وهى تهتف 
يارب لك الحمد والشكر
بينما لوت صابحة فمها للجانبين 
ودي متجيش الا دلوجت صبرني يارب
هتف عثمان لعمه 
وعمي فتح الله جاي
اجابة وهدان 
ايوه جاي زمانه على وصول بيجلوا شيعولوا
هتف ابراهيم 
الساعة سبعة ومفيش جديد
صاح امين بتأفف 
يوه ما احنا جاعدين في انتظارهم اها
كان عزام يجلس في وسط الجميع صامت ونهض بغموض شديد واتجه نحو الاعلي
ليندهش الجميع من حالتة ونادي عليه ابية بنبرة قلقة 
مش هتجابل الناس معانا يا والدى
لم يلتفت وتقدم نحو السلم وهو يهدر بغموض مشابه لحالة 
اما يجوا هتلاجونى وسطيكم
على الجانب الاخر
هبطت المروحية على ارض ثابتة لم تكن فرحة تشعر بأي شئ لا خوف ولا فزع ولا تألم فشعور ال لا شئ يؤلم اشد الالم لم تتحرك قيد انملة او حتى تنتبه للوقوف اصبحت اشبة بالمومياء
انتظرها عدد من الظباط من بينهم ياسين الطيار وهو لقبه وليس مهنته وعندما طال وقوفهم بدون جديد علق ياسين نظره بالطائرة ولكنه لم يحدث جديد حرك اكتافه بتعجب واخرج يده من جيبه وتحرك نحو الطائرة صعد السلم الخاص بها
وامال راسة ودلف الي الداخل وهو يبحث عن المرأة التي ابدلت حالة زين وافقدته صوابة قضب حاجبية فى دهشة من استكانتها وبقاؤها رغم وقوف الطائرة بضعة دقائق
ثم تفهم الحمالة سريعا وابتسم وهو يهتف 
هي حمد لله على السلامة عجبتك الطيارة ولا اية
رفعت رأسها بإتجاه الصوت ولم تدرك الامر تماما فقد كانت مشوشه ضيقت عيناها لتستوعب من اين اتى ذلك الخارق الذي قدم من السحاب
وهتفت بدهشة 
انت مين وازاى وصلت لهنا
تعجب من اسئلتها ولكنه اجاب 
انا طيار ومجتش انتى اللى وصلتى عندنا صباح الخير مالك شكلك اول مرة تركبى طيارة
فغرت فاها وهي تهتف 
هااا وصلنا
اتسعت عيناه على حالتها الرثاء واشفق عليها ولكنة تجاهل الامر واجابها 
ممكن تنزلى عشان في ناس مستنيانا
في فيلا الاسيوطي 
دخل اياد غرفتة وهو في ذروة غضبه وما ان رائته رودى حتى هرولت الى الخارج في سرعة
رفع حاجبيه پتألم على حالتها واتجه نحو حنين وجذبها الى احضانه وهو يهدر بتعب
يستحيل ابعد عنك يا حنين مهما عملوا انا لاقيت روحي فيكي لمي هدومك ويلا بينا من هنا
اعتدلت فى احضانة ونظرت الى عينيه بشئ من القلق وهتفت 
لا اياد دا مش حل كدا الامور هتعقد اكتر وهيكرهوني انا
قضب حاجبيه بتساؤل 
عندك حل تاني انا يستحيل اسمح لمراتي حد يهنها انتى مش رخيصة عندى يا حنين
ابتعدت عنه قليلا واتجهت نحو الفراش لتجلس علية وهى تهتف بتردد 
انا هبعد فترة مؤقتة لما الامور تهدي بينك وبينهم وبعدين ارجع تاني 
تقدم نحوها وهو يهدر بضيق 
نعم هتروحي فين 
الصعيد 
وقف عزام فى شرفة حجرته متصلبا جامد التعبير صامت تماما ولكن بداخلة ضجيج
يرتب مشاعرة المتضاربة بين اللهفة والاڼتقام والڠضب 
ليتابع عربات الامن المركزى القادمة بإتجاة منزل القناوي وترجل منها بعض القيادات المعروفة ومدير الامن
نزلت فرحة بالام تفوق ألمها الجسدى وقلبا بصميمه محفور عليه اسم زين
دخلت مع تلك الحاشية الي الجمع الذى كان فى انتظارها حدقت بوجوه الموجودين لتحاول التعرف عليهم فما عرفت منهم سوي ابيها وامها التى فتحت ذراعيها شوقا وركضت نحوها
تحدث مدير الامن بإيجاز 
تمام يا حاج وهدان بنتكوا عندكم خلوا بالكوا عليها ومش عايز اسمع عنها اى مشاكل
اجابة وهدان بإمتنان 
انشاء الله يا سعادة الباشا شاكرين افضالك
صافحة مدير الامن ودار على عقبية مودعا
لينادية وهدان 
واه ما عتجعتوش تاخدوا واجبكم
ابتسم ابتسامة صغيرة واجابة بتحفظ 
لا يا راجل يا طيب احنا كنا بنأدى واجبنا
على نفس الجانب كانت فرحة
تنحب فى احضان امها بلا دموع فقد هدرت الملاين منها طوال الطريق حتى جفت مقلتيها وما تبقي سوي نيران قلبها المستعرة
خرج مدير الامن واغلق الباب عليهم حتى اندفع نحوها فتح اللة
پغضب وجذبها من احضان امها عنوة ولطمھا پعنف وهو يهتف 
يا بت الناجصة روحتي فين وجاية بالبوليس
تتشبثت زينات في يد ابنتها
وصاحت بإهتياج 
ملكش صالح بينا يا فتح اللة مش سبتنا فى مصبتنا واتجوزت روح لمراتك وسبنا
اشتعلت عين فتح الله بإنفعال زائد 
عندئذ نزل عزام
الدرج بخطوات واثقة وهادئة وهو يهدر بتحذير عالي أسكت الجميع 
ما حدش يمد يده عليها
رفعت فرحة نظرها اليه كما فعل الجميع ولكنها احست بأمان نسبى سرعان ما تلاشي عندما استرسل قائلا
وهو يتقدم نحوهم 
مراتي ومن حجي انا بس اللي اربيها
انتفضت اثر كلماتة واصابتها قشعريرة وحدقت بة مليا ودت لو بإمكانها الصړاخ بإسم زين وانه لن ترضي سواه ابدا مهما كان وان وصل الامر الى المۏت
اطلقت صابحة صړخة عالية عوضا عنها وهتفت بضيق 
يالهوي يا مرك يا صابحة
لم يبالي بها عزام والتف الي فرحة وحدجها بنظرات ضيقة دون ان يحيد نظرة عنها
وصاح في ابن عمة بصوت غاضب 
ابراهيم جيب المأذون عشان يكتب الكتاب دلوجت كان لا يفكر سوي في امتلاكها الوقتى حتى يضمن بقاؤها على كل حال
ارتعش جسدها وكادت ان تسقط ارضا من فرط الړعب
بينما لطمت زينات وجهها فهي تعرف النوايا التي تخبأ لابنتها 
وكان الموقف اكبر من استيعاب الجميع فتسارع وهدان ليهتف 
يا ولدي اصبر لما نعمل فرح احنا مش عاملين حسابنا وبعدين لساتك ما خلصتش موضوع بت الشرشيرى واحدة واحدة علينا يا ولدى الله يرضي عنيك
لم يبالي بأي شئ سوى برغبة ان يحقق غايته الان فهدر بصوت محتد
جولت الماذون يجي دلوك يعني دلوك
لطم وهدان كفيه ببعض وهتف معترضا 
هي لعبة يا ولدي دا جواز ما عينفعش يصحوا الخلايج يلاجوك اتجوزت
كانت بعينيه قتامة وظلمة وغموض لا يدركه احد وهتف بإصرار عجيب 
نكتب الكتاب دلوك والفرح يبجا زى ما انتوا عايزين
عندها هتف زينات بنبرة متحشرجه 
ااا حاج وهدان انت لسة عن رائيك في القولت عليه
اشار بيدة للاعلي وهدر بضيق 
خدي بتك واطلعي علي فوج دلوجت يا زينات
كانت فرحة لاتعي ايا مما يدور
فإنكمشت الي احضان امها ومالت برأسها على كتفها من فرط الفزع كل شي اليوم كان مؤلم وفوق الخيال
بينما نظرت زينات الي فتح الله وهدرت بجمود 
حاضر بس انا ليا عندك طلب يا حاج وهدان طلقني من اخوك
اتسعت اعيونهم فى دهشة ونظرت نحوها فرحة بتعجب بينما زمجر فتح اللة وهو يحاول الوصول اليها ومنعه اخويه بان اعتقل يداية
بتقولي
اية يا ناقصة
هتفت بتعالا وصمود غير مسبوق 
ايوة انا الناقصة الغبية اللى رضيت طوال السنين دى تعيش مع واحد زيك مش شايف الا نفسه الناقصة دي جابتلك فرحة النقص مش عندي عندك انت انت اللى ما رضتش بحالك روح لمراتك وشوف حياتك انا انهاردة رجعتلى حياتي اللي استحملتك عشانها امشي وسبينا زى ما اتعودنا منك على كدا امشي يلا 
كانت كلمات الغريبة على مسامع فرحة كما ان وقوف امها بهذا التحدي السافر جعلها فى حيرة
نطق فتح الله غير هابعا بأي شي 
ماشي يا زينات انتي طالق بالتلاته
شهق الجميع من الصدمة بينما زفرت زينات فى ارتياح واحتضنت ابنتها وصعدت بها للاعلى
ليوكزة اخية وهدان بغل ويهدر 
انت ايه يا خي جنسك اية مفيش في جلبك رحمة بدل ما تهديها طلجتها
لم يبالي بأحد وخرج وهو يهتف بتأفف 
فى داهية انا سايبهالكوا وسايبلكوا البت انشالله تدبحوها انا اتبريت منها خلاص ومش راجع هنا تانى ولو فى عزاها
في فيلا الاسيوطي 
جلس عاصم بجوار فريال وهو يرخي براسة الى الوراء بتعب
نفخ في ضيق وهتف بشرود 
اااخ الولد دا هيموتني خلاص مش عارف اتعامل معاه ازاى معاذ اخوه محستش بمعاناه معاه زي اللي عشتها وياه هتجنن منه
مسحت فريال عبراتها وتنهدت فى حزن 
ابني يا عاصم عايز يمشي ويسبنى بليز ياعاصم ما تخليهوش يمشي ارجوك
اعتدل وفرك جبهته بتالم 
قولتله طلقها ما رضيش طيب انفي الاشاعة عنك بطفل مش راضي عايز اية ليه مش راضي
يريحنى طول عمره سادد نفسي وبيجى في اوقات حرجة ويتحداني ثم حدق بقلق الي فريال
مصېبة الايكون الولد كدا زى ما قالت لينا انا سمعت من الحراسة اللى كانت معاه فى الساحل انه كان في هناك اوضين مستخدمين يعني ابنك ممكن يكون 
في غرفة رودي 
دقت بأصابعها على فمها في توتر وغدت غرفتها ذهابا وايابا
لتحدثت نفسها 
انا ماليش دعوة بكل دا انا هروح اقضي اجازة نص السنة عند معاذ وهروح اكلمة دلوقت يكلمهم قفزت الي فراشها وفتحت الحاسوب الخاص بها لتبدء فيما نوت
في غرفة اياد 
استقرا معا على الفراش كان يطبق يدايه على حنين وكانها ستفر منه الي عالم اخر اراد ان يحيها في اضلعه كي يضمن
انها بخير دائما بينما هي سكنت تماما لشعورها براحة تامة داخل احضانه
هتف بنبرة متحشرجة 
هتروحي الصعيد لوحدك
اغمضت عينيها لتزيح الالم الذي غزا قلبها فجاة من ذكر ذلك الاسم الذي تبغضة وتبغض ذكراه
واجابته بهدوء 
ايوة دا انسب حل اروح اطمن على فرحة وخالتى زينات واقابل عمامي مادام مصرين يشفونى للدرجة دى
طب وانا قالها بتودد
رفعت رأسها عن صدرة وابتسمت لة 
انت هتفضل هنا تحل كل حاجة ونرجع نعيش تاني طبيعين من غير مشاكل
التف لها ونظر اليها بعشق تام وهتف فى رقة 
هاجيلك الصعيد ونعيش احلي قصة حب وافرجلك الصعيد كله قد اية اياد بيحب حنين
ابتسمت لة ابتسامة واثقة وتوردت وجنتيها قبل اتهتف 
انا اصلا بعيش احلي قصة حب معاك
ابعدها قليلا وامسك منكبيها وهدر بجدية تامة 
بس ناقصك حاجة واحدة يا حنين عشان ما اتعبش معاكي بعدين
تسائلت بعينيها واسترسل هو
تبقي قوية وقوية جدا ما تسمحيش لحد يتحكم فيكي او يملي شروطه
عليكي
انتى حرم اياد عاصم الاسيوطي استقوي بيا
شعرت بالاختناق اثر ذكر اسمة الثلاثي بهذة القوة وزفرت فى محاولة فاشلة لاخفاء حزنها من هذا النفوذ الطاغي
فعقد اياد حاجبية متسائلا 
مالك يا حنين
لاول مرة حنين تكشف عن مكنون صدرها الية وهتفت بضيق 
اصلي بخاف قوي من نطق اسمك بشكل دا
حرك راسة بتفهم وهتف في تودد 
خلاص يا حنين مش هقوله تاني وهغيره عشانك
انفرجت اسريرها كطفلة صغيرة وحركت رأسها بالايجاب
بادلها الابتسام واسترسل بلطف وحنو 
خلي بالك على نفسك هناك وهكلمك كل يوم لا كل ساعة لانك هتوحشينى اوى لا انتى وحشانى اصلا دلوقت وحاجة
كمان مهمه مش عايزك تبقي ضعيفة قصاد بباكي ولا اهلك هناك عايزك تفتكري دايما انى ساندك
وضهرك وقوتك ماحدش يقدر يمسك بسوء طول ما فيا نفس و اوعى تنسي انك
علي ذمة عاشق 
تمت

 

40  41 

انت في الصفحة 41 من 41 صفحات