رواية كاملة بقلم نداء علي
انت في الصفحة 43 من 43 صفحات
دخلت المستشفى وهو جنبك مش بيروح بيته نهائي
أغمض عيناه قائلا
قولتلك ياريتنا ننسى يا همس يوم ما احس انك قدرتي تنسي صدقيني وقتها هيبقى عندي أمل امدله ايدي واتقبل حقيقة انه أخويا
وتبقى بعض الآثام مرهونة بعفو صاحبيها مهما اعربنا عن توبتنا وتغنينا بها
منذ عودته إلى مسكنه وهو قابع بغرفته يكتفي بصوت أطفاله وهمسها الذي يعشقه انقذته من مۏت محقق وليست المرة الأولى التي تهبه فيها همس حياة جديدة
تنهد بمشقة فقد كان يصارع المۏت وحيدا وأتت هي إليه يتذكر لحظات استيقاظه داخل المشفى وهي واقفة في ركن بعيد تنتحب في صمت والى جواره مصطفى وبعض الاطباء اصابته جلطة قوية لكن الله ساق همس إليه ليجعل لعمره بقية
بينما همس في عالمها تدعو في صمت أن تنقشع غيوم الانكسار وترجع إلى سابق عهدها قوية محبة واثقة في الحياة
ونظرت بعيدا حيث السماء الصافية وتخيلت حالها هناك وتساءلت
هل جرحها عميق بهذا القدر كونها كانت عاشقة حد الثمالة أكلما ارتفعنا إلى عنان السماء كانت سقطتنا ممېته والنجاة منها محالة!
أيبقى فيصل على الهامش بعدما كان محور الكون وسر جماله!
وبعض النهايات تبقى هكذا تؤرجحها الأيام إلى أن تصل إلى مصيرها المحتوم
بينما هو حائر لم يعد بداخله ذاك الڠضب القديم كان اشبه ببركان نشط يشتعل بلا توقف وها هو الآن خامل صمته مهيب لن يعود كما كان ولن ينسى ما قاله محمود عليه أن يتعايش مع عالمه الجديد إلى أن يتعافى
اقتربت منه قائلة بزهو وسعادة ممزوجة بشجن لن تفلح السنوات في محوه وقالت
سم الله يا حبيبي شوف ابنك ماشاء الله تبارك الله جميل ازاي
تراجع فارس عدة خطوات قائلا بفزع
ابني ازاي وامتى معقول يا امي تسمعي كلامها تخبي عني انها حامل المفروض دلوقت افرح وانسى بقى ان الهانم كانت شايلة ابني حتة مني تسع شهور كاملين ومفيش مرة واحدة فيهم حاولتي حتي تلمحي ولو من بعيد انها حامل
خانته عيناه ونظر بلهفة إلى الطفل الباكي بين يدي والدته فغمره شعور رائع جعله يبتسم قائلا
هو ولد ولا بنت!
استنشقت عبيره بحب هامسة
ولد يتربى في عزك انت وأمه ياقلبي
حمله فارس بلهفة يشوبها الخۏف من ايذائه وضمھ إلى صدره في صمت صمت امتد طويلا انتهى بتنهيدة قوية من فارس اعقبها بقوله
أنا هستني لما نطمن عليها هي والبيبي وهاخدكم معايا أنا شغلي برة كويس ومش هقدر اسيبه وانزل
بلع ريقه بتوتر قائلا
حضرتك تقصدي ايه هي كاميليا قالتلك حاجة!
جلست جميلة إلى جواره واحاطته بذراعيها بحنو وحب وهمست إليه بصوت خاڤت
كاميليا مقالتش حاجة بس لما هي تعبت ورحنا للدكتور وقال انها حامل صډمتها وحزنها خلاني افهم اللي انت عملته ولما طلبت مني مقولكش حاجة مقدرتش أرفض طلبها لأنك تستاهل قوم يا بني ادخل اطمن عليها واتفاهم معاها وبلاش عصبية يا فارس انت الراجل يعني مفروض يبقى عندك عقل اكتر من كده
جاهد فارس نفسه قدر استطاعته كي يبقى هادئا كما طلبت إليه والدته لكن ثورتها العارمة جعلته يجيبها پغضب هو الأخر قائلا
مش من حقك انت كنت عارفه انك حامل وخبيت عني وأنا هسكت واعدي الموضوع فياريت انت كمان تنسي اللي فات ونبدأ من جديد
عادت إليها شراستها وعنفوانها فأعلنت عصيانها قائلة
بتحلم انت اكيد مش في وعيك عاوزني انسى عملتك السودة واكمل معاك عادي ليه وعلشان مين
فارس علشان ابننا ايه هتربيه لوحدك!
كاميليا اه طبعا ده ابني انا تعبت فيه وهربيه لوحدي هعلمه يبقى راجل
يعتمد عليه مش عيل يهرب في أول مشكلة تقابله
فارس بغيظ بذمتك كلامك ده يترد عليه بأيه
كاميليا بمكايدة
امممم ايه رأيك تاني وتهرب
جحظت عيناه ونظر إليها بخجل قائلا
أنا معملتش كده
قاطعته قائلة بحدة من حقك ايه تغصبني على حاجة مش عوزاها وتاني يوم تسافر وتسيبني من حقك تشكك في اخلاقي وشرفي على فكرة أنا يمكن سمحتلك تقرب مني واستسلمت للأمر الواقع عارف ليه علشان تبعد عني للأبد بس للأسف متوقعتش انه يحصل حمل ويفضل بيني وبينك رابط جديد
فارس بمهادنة والحمد لله ربنا كرمنا بولد زي القمر يبقى ليه العناد والمشاكل!
كاميليا بص بقى علشان أنا مش طايقة نفسي أساسا انت تروح مطرح ما كنت وملكش دعوة بيا خالص وبالنسبة لابني فأنا كفيلة بيه تمام
فارس بسخرية
في المشمش أنا قاعدلك ياحبيبتي ومفيش سفر غير وانتوا معايا
كاميليا پجنون يا عمتو عمتوووو تعالي ارجوك
هرولت جميلة إلى الغرفة قائلة بقلق
مالك يا بنتي حصل ايه عملت فيها إيه يا فارس
كاميليا بتعب وضيق حقيقي
ارجوك خليه يخرج ويسبني مش قادرة أشوفه قدامي علشان خاطري خليه يمشي
اومأت إليها جميلة في هدوء قائلة
حاضر تعالي يا فارس وسيب مراتك ترتاح
فارس بغيظ يووة يا ماما دي بتدلع ورافضه تسمعني للأخر
جميلة بجدية
بعدين ابقى اتكلم قولتلك اطلع معايا خليها تنام شوية قبل طاهر ما يصحى
اضاء وجه كاميليا
وعادت إليه الحياة وغامت عيناها بدموع الحنين إلى والدها وهمست بضعف
طاهر! حضرتك قولتي طاهر
جميلة بحب وامتنان وجهته إلى فارس
فارس قالي نسميه طاهر وأنا ملقتش اسم أجمل من اسمه الله يرحمه وبعدين أنا سألتك كام مرة هتسمي البيبي ايه وتقوليلي بعدين لما أولد ربنا يحلها
ابتسمت كاميليا بعدما ملأ فؤادها ذاك الإسم سعادة فارقتها كثيرا واستغل فارس سكونها فاقترب منها بخفة قائلا بصوت هامس
أنا فعلا غبي وجبان واتعودت اهرب من المواجهة بس صدقيني مستحيل ابعد تاني حتى لو ھموت على ايدك بحبك يا أم طاهر
غادر مهرولا بصورة تمثيلية ساخرة جعلتها تبتسم مرغمة تاركة ما بينها وبينه للأيام علها تداوي چراحها وترمم تلك الصدوع العالقة بينهما
تهادت في مشيتها بزهو تلتقط بعض النظرات من زملائها فتزداد ثقة بنفسها لقد اصرت على الخروج إلى عالم جديد لن تبقى مهمشة ستبدأ من جديد هكذا كانت تظن لكننا لا نبدأ من جديد إلا بعدما نتصالح مع ما مضى نتحدث إليه ويمنحنا صك غفرانه فتهدأ صراعاتنا ونبتعد عن تلك الحفر المليئة بسوء افعالنا
لقد ملت سوزي سريعا من استياقظها المبكر واجتهادها في العمل ليس لديها تلك الارادة ولا ذاك الشغف لذا عادت سريعا إلى حل بديل وكان كعادتها رجل يمنحها حياة ترجوها
وضعت ما بيدها من أوراق وابتسمت بنعومة مدروسة إلى صاحب الشركة الوسيم يكبرها بما يزيد عن العشرين عاما لكنه جذاب للغاية ولديه من الأموال ما يزيد جاذبيته ربما كان متزوجا ولديه ابناء وربما لا لن يشكل ذلك فارق معها
تحدث هو إليها قائلا
كنتي فين انبارح ازاي تغيبي من غير ما تقوليلي
اسبلت عينيها بحزن مصطنع واستدعت القليل من الدموع الزائفة ونظرت إليه باعجاب حقيقي قائلة
ماما عوزاني اسيب الشغل
اجابها هو بلهفة قائلا
انتي بتقولي ايه مستحيل اسمحلك تبعدي عني
ابتسمت هي بدلال قائلة
مش فاهمه قصدك وحضرتك عاوز مني ايه بالظبط
اجابها بجدية
عاوز اتجوزك وقبل ما تقولي اه أو لأ صدقيني هحققلك كل اللي بتتمنيه ومش هتحسي بفرق السن ابدا
انتهت رحلتنا اتشرفت جدااا بكل الآراء واتمنى النهاية تكون منصفة للكل ياسين اختار طريقه ولما سألته عن النهاية قالي سيبيها للأيام أنا بحاول مظلمش مراتي وولادي لكن مشاعري ملكي يمكن وهم ويمكن تختفي لكنه اختار نسيب النهاية مفتوحة رضوى هي النموذج الأقرب للمرأة المصرية وكالعادة اختارت بيتها وبناتها وكملت بعقلها قبل قلبها همس ست عنيدة قوية وچروحها قوية زيها بتحتاج سنين علشان تتناسى وتعيش احنا قلوبنا زي الزجاج أحيانا بيقع من ايدك كوباية وتنكسر في لحظة وأوقات الكوباية بتقاوم بتأبى الكسر وغيرها بينشرخ بيفضل معلم فيه الألم فكل شخص وله ظروفه وقرارات مختلفة