رواية كاملة بقلم نداء علي
بغيظ وبتشتغل فين بقى الهانم
فيصل يا مصطفى بلاش مشاكل الست كتر خيرها قالت هتتنازل عن القضية متصعبش الأمور وتعمل انت مشاكل
مصطفى يعني ايه اركب قرون علشان اعجبها
قهقه فيصل ليجيبه بشماته قائلا
والله لايقه عليك
مصطفى بغيظ جرى ايه يالا عموما بكرة نشوفك ياخويا هتعمل ايه مع مراتك اللي مصممة عالطلاق
مصطفى بجدية ماهو مش بمزاجك مراتك غير رضوى ولو انت صممت علي موقفك ممكن بكل بساطة تخلعك
فيصل برفض مصطفى بلاش كلام فارغ وحتى لو عملت كده فأنا هاخد ولادي
مصطفى بتعجب هتاخدهم فين هتديهم للعروسة تربيهم جرى ايه يافيصل
نظر اليه فيصل ولم يعقب لكنه عزم أمره علي مهادنة همس كي يضمن بقاءها فهو لا يقوى علي ترك اطفال
تجلده بلا شفقة تزلزل كيانه وتجبره علي الصمت
همهمت پضياع قائلة
شفت يا ياسين فيصل خاېن زي مصطفى وانت كمان انت كمان خاېن بس منتظر الفرصة علشان تحقق حلمك
ادعى ياسين المزاح وتحدث بقلب کسير
وبعدين ياهمس طب انا ذنبي ايه !
همس باكية بحړقة
تنكر انك لسه بتحب فرح
ياسين بجدية لأ مش هنكر وهفضل أحبها لحد ما أموت وبتمنى ليها الخير والسعادة من كل قلبي بس أنا مش زي جوزك ولا صاحبه أنا بعدت وسبت كل حاجة بحبها ورا ضهري علشان مبقاش خاېن وجودي جنبها بېقتلني
همس تبقي خاېن يا ياسين خاېن لمراتك لأنك بتحب غيرها مش من حقك تشتاق لواحدة تانية فاااهم
ياسين طيب اهدي وقوليلي عاوزة ايه وانا اعمله
همس عاوزة اموت يا ياسين موجوعة ونفسي ارتاح
ياسين بجدية أنا معاد اجازتي كمان اسبوعين عاوزك بس تصبري لحد ما انزل ووقتها اللي تؤمري بيه هنفذه ڠصب عن عين التخين خلي بالك من نفسك علشان نفسك وولادك يا همس
الفصل السادس
استمع مصطفى الي حديث زوجته البالغ الحماس بتأفف بينما تابعت هي بسعادة قائلة
لازم ننزل نشتري لبس الولاد وكل حاجة ممكن يحتاجها
مصطفى لسه بدري يا سوزي عالكلام ده بعدين أنا مشغول جدا اليومين دول والاجازة محتاج ارتاح فيها علشان اقدر اركز في شغلي
وليه ما تقولش انه مش فارق معاك من الأساس
مصطفى انت ملاحظة انك بقيتي نكديه بزيادة ولا أنا بيتهيألي !!
سوزان متراجعة عن حدتها
كده يا مصطفى عالعموم متشكرة اوي وخليك مرتاح أنا كنت بشوف رد فعلك مش اكتر أنا اتفقت مع مامي تنزل معايا
مصطفى بهدوء تمام اشتري اللي يعجبك يا قلبي
وميهمكيش الفلوس ومتزعليش أنا جراح يا سوزي مش دكتور عادي ومحتاج تركيز
نظرت رضوى إلى شاشة هاتفها المضيئة بإسمه بتردد هل تجيبه أم تتجاهله
تنهدت بتعب واجابت اتصاله بحزم قائلة
نعم يا مصطفى متصل ليه
مصطفى انت ازاي تنزلي شغل من غير ما تقوليلي هي دي الأصول!
رضوى باندفاع
وهي الأصول دي بتمشي عليا أنا وبس وانت يا أبو البنات كنت ناسي الأصول وانت ناسينا ومانع عننا المصروف!
مصطفى خلاص يا رضوى انا غلطت وانت كمان ومن هنا ورايح البنات ملهمش دعوة بخلافاتنا وكل احتياجاتهم من عنيا بس ياريت تقعدي من الشغل ده
رضوى أسفه مقدرش أنا الحمد لله مرتاحة وقادرة اوفق بين طلبات البنات والشغل
مصطفى بغيرة وياتري بقى معاكي رجالة!!
رضوى بتلقائية أكيد طبعا وكلهم بيحبوني والله وبيعاملوني كويس
مصطفى نهار ابوكي مش فايت بيحبوكي ازاي يا متخلفة انت!
توقف عن سبابه اللاذع بعدما استجمع ثباته ليستغفر قائلا
رضوى أنا هسيبك تشتغلي مش علشان الفلوس الحمد لله احنا مش محتاجين بس الشغل بتاعك ده تسيبيه وفورا
رضوى بجدية
مش هيحصل يا مصطفى أنا مبعملش حاجة غلط ولا حرام
مصطفى سيبيه وتعالي اشتغلي في العيادة معايا
رضوى بتعجب معاك! وهشتغل ايه
مصطفى في الحسابات احنا محتاجين محاسبين واظن سيادتك بكالوريوس تجارة
رضوى بس انا مش عاوزة اشتغل معاك ولا أخد منك فلوس
مصطفى مفيش قدامك حل تاني ولو نزلتي اي شغل هجيلك واعملك مشاكل وتترفدي فكري وردي عليا يامدام ٠
وتقضي الليل بين نيران الحزن ويأت نهار جديد فيحيلها إلى رماد نيرانه خامدة تتجدد ليلا كي لا يراها سوانا فنحن لم نخلق لنظهر انكسارنا للغير بل نحتفظ به لنا فقط
ابتسمت همس بابتسامه كاذبة استطاعت أن تخدع بها طفليها فاحتضنها مؤيد قائلا بحنو
مش تزعلي يا ماما
همس أنا مش زعلانة يا قلب ماما
إياد ببراءة لأ بابا مزعلك أنا سمعته بيزعقلك
همس بحب لأ يا حبيب ماما ده كان بيهزر معايا
مؤيد يعني نكلمه عادي!
همس بجدية اوعى تخاصم بابا مهما عمل تذكرت والدها فأدمعت عيناها بحنين وكم تتوق الي لقياه فاستكملت بابا مفيش حد في الدنيا بيحبكم أده
مؤيد وبيحبك يا ماما قالها مؤيد بتساؤل فأجابته علي الفور دون أن تنتبه الي وجوده
لأ يا مؤيد هو بيحبكم انتوا ياقلبي بيحبكم جدا
تحدث فيصل بحب إلى طفليه قائلا
عاملين ايه ياحبايبي
قفز كلاهما اليه فالتقطهما بخفة وحب
تحدث تيم بتعجب قائلا
امتى جيت يا بابا خلاص مفيش شغل وهيبقي في اجازة كبييييرة وتقعد معانا
اومأ فيصل بسعادة قائلا
النهاردة اجازة وبكرة كمان
مؤيد واو يعني العيد جه
قهقه فيصل ليجيبه بتوضيح
لأ يا سيدي النهاردة اجازة علشان الاسراء والمعراج
تيم يعني ايه
فيصل بحب هفهمك يا سيدي
تحدثت همس بجدية قائلة
قدامكم ساعة بابا هيفهكم معنى الاسراء والمعراج وتجهزوا علشان التدريب بتاعكم
اومأ اليها كلاهما في طاعة وغادرت تاركة اياهما بصحبة والدهما بينما تمنى هو لو بقيت إلى جوارها كما اعتاد أن تفعل
استغل فيصل ذهاب طفليه الي التدريب الخاص بهما وتوجه باحثا عن همس عله يستطيع استمالتها
اقترب من وقفتها بينما كانت هي شاردة لا تدر ما السبيل إلى الخلاص من ذاك الألم الذي يفتك بفؤادها
كانت توليه ظهرها فاقترب منها لكنها أفاقت و تدفعه عنها برفض قائلة
اسمع يا دكتور فيصل انت قولتلي قلوبنا مش بايدينا وانك حبيت انا مقدرتش اتكلم لان ده حقك وانا من حقي أعيش معاك او ابعد والحقيقة انا مقدرش ابعد ولادي عن حضنك ويتربوا ايتام لأني متاكدة انك هتنساهم وتهملهم بحاول امهدلهم إننا هننفصل رغم انهم صغيرين ومش هيفهموا بس بعمل اللي اقدر عليه وحتى بعد طلاقنا عمري ما همنعك عنهم لأنهم ببساطة ملهمش ذنب
فيصل اسمعي يا همس أنا
همس بجدية
اسمعني انت انت حبيت ربنا يسعدك وانا كرهتك وده حقي مشاعري تخصني وكرهي ليك اتحول لنفور مش قادرة اوصفه بقرف لما بتقرب مني فياريت بعد كده تتعامل معايا لحد ما ننفصل كأني دادة لولادك مش اكتر ومعتقدش انك هتحاول تقرب من دادة او تنام معاها حضرتك مستواك أعلى من كده
رفع فيصل
كفه ونزل بكامل قوته صاڤعا اياها پغضب قائلا
انت ايه العند والغرور اللي فيكي ده
همس بدموع قهر وندم فعلا كل يوم بتثبت انك غلطة عمري
فيصل بندم وإحساس بالخجل من فعلته
همس انا مقصدش انت استفزتيني بكلامك
همس بكره اخرج برة انا بكرهك انت فعلا متستاهلش حتى الندم
فيصل پغضب وحدة
انا بحاول اراعي ربنا فيكي بس انت ست نكدية
همس ربنا وانت تعرف ربنا كان فين ضميرك ده وانت بتكلم واحدة غريبة عنك وتتغزل فيها وتذم فيا قدامها علشان تنول رضاها وفي الاخر بتمد ايدك عليا
تعرف انت فعلا لايق عليها لأنها شبهك
اخذت همس تصيح باڼهيار ولم تنتبه إلى مغادرته هربا من مواجهتها لحظات وفقدت وعيها لتسقط أرضا علها تحظى ببعض السکينة
لم يترك فيصل مجالا لأفكاره بل عمد إلى ازاحتها بعدما طلب إلى كاميليا مقابلته علي وجه السرعة لم تعترض هي الأخرى فهي بحاجة اليه بعدما واجهها والدها بحقيقة الأمر
اسرع فيصل إلى استقبالها بينما ابتسمت اليه بحب
تحدث اليها قائلا
مقدرتش اصبر لحد ما الاجازة تخلص وحشتيني
كاميليا بحزن وانت كمان وحشتني بس للأسف قلبي وجعني اوي من بابا
فيصل متقلقيش هو معذور وعنده حق ېخاف عليكي انا لو مكانه وعندي بنوته زيك هخبيها عن كل الناس
كاميليا بسعادة وبعدين معاك
فيصل ايه رأيك نعمل الاسبوع الجاي خطوبة وكتب كتاب
كاميليا پخوف وتردد
مستعجل كده ليه صعب كتب كتاب وبابا معترض بالشكل ده
فيصل بس أنا نفسي تبقي مراتي ونخرج براحتنا من غير قلق
كاميليا علشان خاطري نصبر شوية خليها خطوبة بس وكتب الكتاب اخر السنة
فيصل وافرضي والدك أصر علي موقفه
كاميليا سيبها لله كل اللي اقدر اقوله اني هحاول لحد ما يفهم مشاعري ويوافق
أفاقت همس تشعر پألم حاد بكامل جسدها ورأسها يؤلمها حاولت الوقوف لكنها شعرت بدوار حاد فتداركت نفسها بعدما بحثت عمن تستند إليه فلم تجد سواها وحينها أدركت أنها وحدها القادرة علي جمع شتاتها وأن الطعڼة التي أدمتها بقسۏة ستجعلها صلبة غير قابلة للكسر فيما بعد
ابتسم ياسين بود إلى زوجته عبر كاميرا هاتفه يخاطبها بهدوء يحدثها عن يومه وما فعله وتقص عليه هي ما يحدث معها ومع ابنائهما
تنهد ياسين قائلا
المهم تكوني بخير أنا كويس
أماني احنا بخير والله والحمد لله هانت وتنزل ونشوفك
ياسين ان شاء الله
أماني النهاردة سمر اختك كانت عندنا ورنيت عليك كتير تكلمها بس مردتش
ياسين كنت مشغول ومشفتش الموبايل هكلمها ان شاء الله قبل ما انام
أماني خلاص هسيبك علشان تلحق تكلمها وتنام وترتاح
ياسين ماشي تصبحوا علي خير وان شاء الله بكرة اكلمك
تحدث إلى شقيقته الصغرى تلك التي تركها والدها وهي طفلة بعمر الثالثة وقد من الله عليه واستطاع تربيتها الي أن انتهت من دراستها الجامعية واستكملت مشوارها وتفوقت وها هي الأن تخطو نحو انهاء الدكتوراه الخاص بها
وكعادته لا تغفو عيناه إلا علي أنين الذكريات
فلاش باك
جلس ياسين بخجل وتوتر وتفاول يفرك كفيه برهبة ويقين أن صديقه ووالدته لن يقابلا مطلبه سوي بالقبول
تحدث ياسين قائلا
أنا طالب
منك ايد فرح اختك يا أحمد قولت ايه
نظر أحمد الي والدته التي تحدثت برفض يتواري خلف
كلمات بسيطة قائلة
انت لسه صغير يا باسين وفرح لسه يابني هتكمل تعليم مستعجل علي ايه
ياسين پخوف من فقدانها
ما أنا هسيبها تكمل تعليم زي ما تحب وحضرتك شايفة اخواتي البنات ماشاء الله عليهم سايبهم في التعليم ومش مقصر معاهم
سعاد عارفه يابني بس طول بالك كل شيء بأوان
اكتفى أحمد بالصمت بينما سحبت روح ياسين وكأنه غريق عاجز عن الخروج الي الشاطيء
غادر ياسين وبداخله انكسار لا يمكن وصفه لكنه التقى بها عند خروجه ربما كانت عائدة من بيت جدتها ابتسمت إليه فانتهي الحزن وحل الأمل من جديد كاد ان يغادر لكنها استوقفته قائلة
رايح فين يا ياسين
ياسين مروح البيت يا