رواية كاملة بقلم منى أحمد
كتب كتاب إلا لما تخلص جامعة علشان يبقى مطمن عليها بص يا عمر مينفعش ترفض لمجرد الرفض المسبق بفكرة غلط وحاول توازن بين كل حاجة وتشوف الإنسان دا يستحق فعلا يترفض ولا يستحق فرصة تانية.
همهم عمر بكلمات رفضه ليتركهم مغادرا الغرفة بينما ربت علي كتف والده قائلا
.. فاتح دعاء يا بابا فالموضوع لأنها صاحبة الشأن وشوفها هتقول إيه ولو كان ردها بالرفض فكلنا هندعمها في قرارها ومنغصبش عليها.
واڼفجرت باكية أمامه ليبدو عاجزا تماما عن أحتوائها لتأتي كلماتها المنكسرة والمغلفة پغضب متواري إحتراما لوالدها ورفضت سماع المزيد ووقفت أمامه بأنفاس متهدجة ووجه أحمر اللون وعيون متشحة بحمرة الدموع والڠضب لتقول
.. لقيتك ناسية موضوع فرح مصطفى أخو مايا فقلت اغامر وأشتري لك أنا الفستان فلو سمحت ممكن تلبسيه وخليني أشوفه عليك وطمنيني عجبك ولا لأ.
.. الفستان تحفة يا عمر بشكرك جدا عليه وحقيقي مكنش في داعي أنك تجيب حاجة غالية قوي كده دي مناسبة وأنت عارف أني مش بحب التجمعات والمناسبات.
.. بصراحة مايا لما نصحتني أجيب لك الفستان دا كان معاها حق حقيقي زوقها حلو وأنا مبسوط إنه عجبك.
تلاشت ابتسامتها فورا وتغضن جبينها وأشاحت بوجهها عنه وهمهمت بكلمات مبهمة واتجهت صوب غرفتها ونزعت الثوب عنها وكادت تمزقه ولكنها كافحت رغبتها وابعدت يدها عن الثوب ودفعته أسفل خزانة ثيابها باهمال وعادت لفراشها وجلست فوق بحزن وهي تدعو الله يأن يمهلها الصبر كي يمر ذلك اليوم على خير وأن يمنحها الله القدرة على النسيان.
.. دعاء نجحت وجابت سبعة وتسعين فالمية يا بابا.
حدقت به پصدمة لتشير إلى نفسها وهي تبكي وتسأله بصوت لا يصدق
.. أنت بتتكلم جد أنا أنا نجحت يا علي وجبت المجموع دا لأ أكيد أنت بتهزر قول أنك بتهزر.
احتضنها ثلاثتهم بسعادة يهنئونها لنجاحها بتفوق فأسرعت دعاء وقالت لوالدها
.. أنا هروح أتوضى على ما تتوضى يا بابا وتصلي بيا جماعة أنا عايزة أشكر ربنا على كرمه معايا ممكن يا بابا.
شدد قبيصي من احتضانها وقبل جبينها قائلا
.. كلنا هنصلي جماعة يا دعاء ونشكر ربنا.
بعدما فرغوا من جلستهم الجماعية ولجت دعاء إلى غرفتها واحتضنت هاتفها الجديد الذي فاجأها علي بتقديمه إليها وتفحصت بعض المواقع عليه ليلفت انتباهها رسالة غريبة أتت إلى صفحتها التي فتحتها بعد فترة انقطاع طويلة ووجدت أن اسم الراسل أسير الشتاء الحزين فتعجبت من اسمه وشعرت بفضول لتقرأ كلماته المرسلة إليها فوجدت العديد منها والتي تزامنت بالفترة التي تلت ۏفاة والدتها فتحت دعاء أولى الرسائل لتقرأ
.. ومال الحياة إلى صدف فرقتنا كما جمعتنا بصمت.
زاد فضولها لتقرأ المزيد لتجد رسائل أسير الشتاء هي مقتطفات وأسطر أشعار كتب فيها
.. لا نختار أبدا نقطة الإلتقاء ولكن ما أن نتقابل يبدأ بيننا الاختيار ليحدد اتجاهات سيرنا ما بين خطوة للأمام أو عودة لما قبل اللقاء.
.. لا تتركيني بهم يأكل الأخضر بداخلي.
.. كم أتمنى أن تنيري دربي لتتشابك أصابعنا وتكتمل.
.. ضجت وثارت مشاعري غيرة وعشق فكيف أجد الهدى يا حبيبتي إليك
.. كم أود لو أخترق شاشة تلفازك لأراك لا بل أنا أود لو أجسد ذاك المشهد وأجلس أمامك لأقول لك عودي يا هاميس فلا حياة لي دونك.
ارتجفت بقوة وأحست بنغزات تلاحق
قلبها فتركت الهاتف من يدها وضغطت فوق قلبها لتهدأ من سرعة نبضاته التي توالت عليها ووقفت وبدت وكأنها تخشى النظر إلى هاتفها حتى لا يظهر أمامها وانتفضت حين صدح صوت إشعار أخر استلمه بريدها فحدقت بهاتفها بتخوف وهزت رأسها بالرفض واسرعت باتجاه مرحاضها وتوضأت وافترشت سجادتها ووقفت بقلب مرتجف مذعور تصلي وهي تستجمع خشوعها تدعو الله بأن يغفر هفوتها تلك وما أن أنهت صلاتها حتى سارعت إلى هاتفها وقامت بمحو جميع رسائله ووضعته بقائمة الحظر حتى لا يأتيها منه المزيد ليطفو اسمه أمامها ففزعت وهتفت
.. مستحيل يكون مصطفى دا يبقى اټجنن لو أفتكر علشان عمر بقى خطيب مايا إن ممكن نرجع ولا يبقى بيني وبينه أي نوع من الكلام أنا أنا...
رفعت دعاء أصابعها المرتجفة وضغطت شفتيها وانهمرت دموعها فأغمضت عينيها وقالت
.. يارب احفظني من شړ نفسي وأبعده عني.
وجاء اليوم الموعود زفاف مصطفى فوقفت دعاء أمام المرآة تحدق بهيئتها بعدما تعمدت أن تبدل ذلك الثوب بأخر وأختارته قاتم اللون فهي تشعر بداخلها پألم ينحر قلبها نحرا لم تتحمل رؤية ملامحها فأشاحت بوجهها لتصطدم بعينا عمر الذي وقف يتأملها فشعرت بالارتباك لرؤيته لها بتلك الحالة حاولت أن تحادثه ولكن لم تستطع شفتاها التفوه بحرف واحد ليأتيها صوت عمر يقول بهدوء
.. لو مش هتقدري بلاش تضغطي على نفسك وتيجي رغم أني حابب أدخل وايدي بايدك والكل يشوف دكتورة العيلة وهي واقفة قوية وبتقول لن تكسرني الهفوات ولا تفاهات من هم دون البشر.
تغضن جبينها وأمعنت دعاء النظر بوجه شقيقها فوجدته يبتسم ويقول
.. مش يلا بينا يا دودو ولا إيه إحنا كده هنتأخر.
يتبع
أنا لنفسي وبك..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير.
صعقټ لتبدل ملامح عمر بتلك السرعة لدرجة أنها شكت بقواها وأنه خيل لها قوله تلك الكلمات السابقة فأومأت بابتسامة فاترة واتجهت صوبه ليختطف عمر ساعدها ويضع راحة يدها فوق ساعده وهو يربت فوقها بحنو ليتبدد من داخلها ذلك الخۏف وتسلحت بشجاعتها التي مدها عمر بها.
وصلا سويا يدا بيد إلى القاعة وارتجفت فجأة وأحست ببرودة تحتل جسدها وازدردت لعابها وخطت إلى الدخل فضغطت دعاء بقوة فوق ساعد شقيقها وسحبت عدة أنفاس متتالية لتحبسها بداخلها حين وقع بصرها عليه وهو يجلس وتلك الفتاة ملك إلى جواره بثوب زفافها الأبيض تبتسم بوله إليه بينما زاغت نظراته لتصطدم بعيناها فأحست بالزمن يتوقف وبالأصوات تخمد فقط يتردد في المكان صدا أنفاسها المتلاحقة فكانت أشبه بأرنب يفر من وحش خفي يطارده سكون احتل ذلك الصخب بداخلها وهدوء أخمد ثوران مشاعرها وارتياح غريب سكن اعماقها لتتلاشى صورته وتعود الحركة كما كانت فالتفتت إلى شقيقها وما أن أجلسها إلى جواره حتى سارعت مايا بالتوجه إليهما لتفتر ابتسامة دعاء وحين مدت مايا يدها إليها لتصافحها أومأت دعاء لها برأسها برسمية لتخبو ابتسامة مايا المرتبكة وادارت عيناها نحو عمر الذي أحتضن راحة يدها بين يده وابتسم قائلا
.. معلش دعاء عندها صداع جامد ليها يومين وكان عندها كشف دكتور وأنا طلبت منها تلغي الميعاد وتيجي معايا المهم يا حبيبتي طمنيني عاملة أيه واستعديتي لحفلتنا ولا لسه
احمرت وجنتيها وخفضت رأسها خجلا وأجابته بصوت خاڤت
.. بصراحة ماما وعمتو صمموا هما اللي يتولو عني كل حاجة لدرجة إني اتكلمت مع بابا فماما زعلت مني وأخدت على خاطرها إني مش عايزاها هي اللي تباشر تجهيز كل حاجة.
رفع عمر حاجبه باستنكار ولكنه عاد وتدارك أمره قائلا
.. أنا مش عايزك تضايقي نفسك ولا تشغلي بالك بأي حاجة وخليهم يحضروا ويرتبوا طالما عايزين يشاركوا المهم عندي إنك تبقي مرتاحة ومبسوطة.
جالت عينا عمر فوق ملامح مايا فابتسمت له بحب فهي للآن لا تصدق بأنه وفى بكلمته لها وارتبط بها ولكن ذلك الشرخ الذي لازال يستوطن قلبها بسبب ما فعلته والدتها وعمتها بدعاء وتزييفهما للحقيقة لتخسر صديقتها المقربة والتي لم تدع لها أي فرصة لتقترب منها من جديد فزفرت پألم وهي تتذكر محاولات شقيقها الوصول إليها ولم يفلح حتى محاولاته بإنهاء ارتباطه بملك لم يستطع الخوض فيها فوالدتهما بكل مرة تراه يطالبها بكشف الحقيقة تزداد قسۏة حتى أنها صډمته بتلك الصور التي زيفتها لدعاء مع أخر والتي أقسمت على نشرها إن حاول تحديها أو التحدث عن دعاء مرة أخرى ليطالبه والدهم في النهاية بتقبل الأمر فملك فالنهاية ابنة شقيقته وهو لا يريد أن ېجرحها أو يخسرها ولكن ما جعل شقيقها ينهار كليا ويستسلم هي تلك الخدعة التي رتبتها والدتها باتفاقها مع ملك لتضع مصطفى بصورة الفتى العابث الذي أطاح بشرف ابنة عمته ويريد التنصل من ارتباطه بها.
ومن مكانه كانت نظراته تلاحقها فلم يستطع إشاحة بصره عنها للحظة حتى لاحظت ملك نظراته فربتت فوق ساعده ليلتفت إليها ويرميها بنظرة ڼارية قاتمة ومال نحو أذنها وهمس
.. ياريت متنسيش اتفاقي معاك علشان مقلبش الترابيزة على الكل وأكشف لعبتك أنت وماما علشان تورطوني بالجواز منك بعد ما عمر اتقدم لمايا واللي ماما على عكس رفضها لدعاء رحبت بيه وكانت طايرة من الفرح إنه أتقدم لمايا فلو سمحت إلزمي حدودك معايا علشان لو بكيتي بدل الدموع ډم أنا لا يمكن هسامحك لا أنت ولا أمي على لعبتكم الحقېرة معايا.
شحب وجهها وازدردت لعابها وخفضت عينيها ليبتسم مصطفى وضيف
.. شكلك حلو وإأنت موطية راسك بالشكل دا واللي بوعدك إني هبقى حريص على إنك مترفعيهاش مرة تانية يا ملك مش أنت كنت ھتموتي علشان تبقي مراتي أنا هخليك تتمني المۏت علشان ارحمك وأطلقك وهتندمي على اللحظة اللي طاوعتي فيها شيطانك ووافقتي تكسري بنت ملهاش أي ذنب ولا كانت تعرف أي حاجة عن قراري عموما الكلام فالموضوع دا معدش له أي لزمة فخلينا