السبت 23 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم منى أحمد

انت في الصفحة 10 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


بالمغادرة ومن مكانه استشعر علي بأن هناك ما حدث بين شقيقته ومايا لتعاملها دعاء بجفاء لم يرها تتعامل به سابقا فأنتظر حتى اطمئن لنوم والده وولج لغرفتها وجلس بجوارها وأردف
.. دعاء أنا عارف أنك صاحية فقومي اقعدي معايا علشان أنا عاوز أتكلم معاك في حاجة.
زفرت پألم واعتدلت وهي تظنه سيسألها عما حدث معها حين اختطفت رغما أنها أخبرتهم بكل ما حدث ولكن صوت شقيقها وسؤاله باغتها بقوله
.. ممكن أعرف أيه اللي حصل يوم عيد ميلاد مايا وخلاك رافضة تاخدي عزاها لأ وكمان أنت اتعاملت معاها بطريقة غريبة أنت زي ما تكوني طردتيها من البيت يا دعاء وأنا بصراحة قلقان وعايز أعرف أيه حصل هناك وخلاك بالحالة اللي كنت عليها واحنا مسافرين أنت مفارقتيش حضڼ ماما طول ما كنا سوا و...

لم تشأ دعاء اخفاء ما تشعر به عن شقيقها فهي تشعر بثقله وألمه بات لا يحتمل فزفرت تخبره بكل ما حدث منذ وطئت منزل مايا حتى مغادرتها له برفقة شقيقها عمر ليعقد علي حاجبيه وهو يحدق لها بلا تصديق وأردف
.. أنا مش مصدق إن في ناس كده معقول في حد يبقى بالحقارة دي هما أزاي سمحوا لنفسهم أنهم يكسروك بالشكل دا وبعدين مين اللي قالهم أنك زعلانة من ملامحك ولا شكلك ولا حتى لونك دي سطحية في التفكير ودونية وجبن من مايا وأخوها لتصرفهم الخسيس معاك عموما اللي حصل دا مفروض يعلمك أنك متديش ثقتك لأي حد تاني بسهولة وأنك لازم تاخدي حذرك مع أي حد مهما حاول يبين لك أنه بيحبك وبيخاف عليك واعتبري اللي حصل إشارة من ربنا ليك علشان تحافظي على مشاعرك ونفسك لصاحب النصيب اللي ربنا مقدره ليك.
حدقت به وهي تكفكف دموعها وسألته بصوت مضطرب
.. هو الحب حرام يا علي يعني أنا لما قلبي يدق ڠصب عني يبقى كده أنا ارتكبت ذنب حتى لو محصلش بيني وبينه أي كلام
أدرك علي مبلغ حيرتها وتيهها وعلم أن عليه كشقيق أن يقدم لها النصح بطريقة هادئة لتتقبلها دون تمرد أو رفض فابتسم بحزن قائلا
.. بصي يا دعاء أنا مقدرش أقولك إن الحب حرام لإنه مش حرام وربنا شرع لنا الحب بس لازم يكون في الحلال بمعنى إن البنت أو الولد أو الإنسان عموما ربنا أمره إنه يحافظ على مشاعره ويصونها للي مكتوب له علشان يعيش الحاجة فوقتها الصحيح بلذتها وطهرها طب أنت عارفة إن اللي حرام هو إن البنت تروح تصاحب وتكلم شباب من ورا اهلها وتخرج وتدي لنفسها أعذار وحجج أنها مش بتعمل حاجة غلط أو حرام وهي بتعمل الحړام فتلاقيها تزعل وتلوم نفسها وتسأل هي غلطت
فأيه علشان تتعذب وتتوجع لما اللي بتحبه يسيبها رغم إن الإجابة أدام عينيها أنها غلطت علشان هي مخانتش بس ثقة أهلها لأ دي خانت دينها اللي أمرها تصون نفسها علشان كده حصل لها اللي حصل البنت يا دعاء جوهرة كل بيت ولازم قبل ما أهلها يحافظوا عليها هي تحافظ على نفسها حتى لو حست بقلبها بيميل لواحد فعليها أنها تلجأ لربنا علشان يحفظها من الغلط وتدعي ربنا إن لو نصيبها يجي من الباب مش ينط لها من الشباك فهماني.
أومأت وهي تتنهد پألم لتفر دموعها منها وهي تهمس
.. عارف إن ماما كانت دايما تكلمني بنفس طريقتك دي يا علي حتى لما كانت بتبقى متعصبة وتعبانة من العلاج وجلسة الكيماوي كنت لما أروح لها وأسألها عن حاجة كانت تجاوبني بنفس 
.. ادعي لها يا دعاء وكل ما تفكري فحاجة هتخليك ټعيطي أدعي أكتر وخليك فاهمة إن ماما محتاجة الدعاء والصدقة مش الدموع.
وبالخارج جلس عمر بملامح وجه مكفهرة مقطب الجبين بعدما استمع إلى كلمات شقيقته فشعر وكأنها طعنته بقوة ووقف فجأة واتجه صوب غرفته مغلقا بابها خلفه وهو يفكر في كل كلمة افصحت عنها شقيقته
..السابع..سأقول لا..
شهور مرت ما بين حزن وإحساس بالفقد غمسوا فيه ورغم كل شعور استحوذ على قلوبهم أكملت الحياة مسيرتها فالحياة لا تمنح الفرص إلا إذا حاربتها بضراوة وتشبثت بحقك.
وها هي دعاء بعد عناء وعدة محاولات لاستئناف حياتها من جديد استذكرت بتركيز تام دروسها وخطت خطواتها التي أجلتها لۏفاة والدتها وانهت اختبارات الثانوية وهي تشعر بالامتنان لوجود شقيقيها ووالدها بجوارها بعد تبدل الواقع معها ليصبح أهدأ مما كان بترقق والدها بمعاملته معها وحنوه عليها تعويضا لها عن فقدها والدتها ليتفاجأ الجميع بصباح اليوم التالي لانهائها اختبارتها بعمر يجلس بينهم ويقول
.. أنا عارف إن الكلام اللي هقوله مفروض أأجله لحد ما تعدي سنة كمان بس في الحقيقة أنا ارتبطت بكلمة من فترة واديت وعد وحابب أني انفذه وعدي وكلمتي دا بعد أذنك يا بابا وموافقتك طبعا.
سأله والده عما يعنيه بحديثه ليجيبه عمر وعيناه تجول ما بين وجهه ووجه شقيقته
.. بصراحة أنا كنت حابب أخطب وأكتب كتاب.
لم تدر دعاء لما شعرت بالقلق والريبة لما هو قادم واختلست النظر إلى ملامح والدها الذي طرق برأسه يفكر ليزفر أخيرا ويردف
.. وياترى الكلمة اللي أديتها كانت لمين يا عمر
أجابه عمر بصوت هادئ
.. بصراحة أنا كلمتي كانت مع الانسانه اللي حابب أنها تكون شريكة حياتي إنما أهلها أنا متكلمتش ولا لمحت لهم بأي حاجة وقلت الخطوة دي لازم تتم بمعرفتك وفوجودك.
أومأ قبيصي ونظر إلى ابنته التي حاولت الابتسام ليبادلها والدها النظر ويقول
.. ها إيه رأيك يا دعاء نوافق على الموضوع دا ولا نرفض
أمعن عمر النظر بوجه شقيقته فخفضت دعاء رأسها بحرج وأجابته
.. أنا عارفة إن حضرتك مش هتقبل إن عمر يصغر فعين البنت اللي اختارها علشان كده بفكر إن حضرتك توافق.
هز رأسه بتعجب فهي ماهرة كوالدتها حين تريد أن يكون رده بالإيجاب وأردف
.. والله وعرفتي تبقي محامية لأخوك يا دعاء وشكلك هتجبريني أوافق علشان منصغرش بيه فعلا.
اتسعت ابتسامة عمر ولمعت عيناه ليضيف والده
.. على بركة الله يا عمر بس الأول قولي مين سعيدة الحظ اللي وعدتها أنك هترتبط بيها هي بنت حد نعرفه ولا لأ.
هز عمر رأسه بالإيجاب وهو يحدق بوجه شقيقته بتركيز وأجاب سؤال والده بتعمد بطيء
.. حضرتك أكيد تعرفها ودعاء كمان دي حتى تبقى صاحبتها.
سأله والده عن هويتها ليجيبه عمر
.. العروسة تبقى مايا صاحبة دعاء يا بابا.
شحب وجهها واحست بصحة تلك النغزة التي أصابتها فهي إشارة بأن القادم مريب فنظرات شقيقها لمعت بقوة ولكن ليس تلك اللمعة التي رأتها سابقا داخل عيناه.
وبعد مرور عدة أيام وبعد أن اتفق عمر مع مايا وحدد موعد حاول عمر أن يقنع شقيقته كي ترافقهم ولكنها رفضت متعللة بأن تلك الجلسة هي اتفاق مبدئي وأنها حتما ستكون معهم حين يحددون يوما لقراءة الفاتحة لتمر
الساعات بشكل مقلق أخاف دعاء وحين سمعت صخب عودتهم أسرعت ليبتسم عمر ويقول
.. مش كنت جيتي معانا يا دعاء أدينا قرينا الفاتحة النهارده بعد ما طلعت مايا مفهمة والدتها على كل حاجة ومرتبه لي الطريق مع والدها عموما احنا اتفقنا نعمل حفلة الخطوبة وكتب الكتاب أول الشهر الجديد يعني بعد نتيجتك علشان تبقى الفرحة فرحتين.
هنأته بقلق واستأذنه وعادت لغرفتها ولكنه أوقفها قائلا
.. على فكرة يا دعاء احنا معزومين على فرح مصطفى أخو مايا بعد عشر أيام فشوفي يوم فاضي علشان ننزل سوا تشتري طقم حلو تحضري بيه.
ليته أحتفظ بكلماته تلك لنفسه ولم يخبرها بشيء فتابعته بنظراتها لتفر دموعها رغما عنها وقبل أن يلحظها والدها اتجهت إلى غرفتها بينما جلس علي وقد ازداد شكه لما يدور حوله فشقيقه بدا غامضا بكلماته وإلحاحه لعقد القران بأقرب وقت فحاول علي أن ينحي ذلك الخۏف الذي تسرب إلى قلبه بعدما أحس بأن شقيقه يضمر بنفسه شيئا ما.
وفي البلدة يكاد يجن من إمتلاكها حواسه وعقله وكأنه بات أحد سبايا عيناها ولم يعد بهي ذلك الناقم على الحياة فتقبل كون صالح دفع فدية شقيقه وأصبح بين حين وأخر يذهب إلى منزل عبد العليم بمحاولة منه لإصلاح ذات البين بين الأسرتين فأتى والده بعدما أنهى صلاته وجلس إلى جواره يقول
.. وبعدهالك يا ولدي ما جولت لك تعال نروح للحج عبد العليم و نفاتحه بالموضوع ونجوله أنك رايد تناسبه بدل الجعدة اللي ما جيباشي همها ده.
زفر بهي بحيرة والټفت برأسه إلى والده وأردفت بتخوف
.. وتفتكر يا بوي إن أني مفكرتش أروح له وأفاتحه لاه أني فكرت كتير بس ماخبرش ليه جلبي هو اللي خاېف كيه العصفور الصغير.
ربت طايع فوق كتفه قائلا
طالما رايد حلال ربنا يا ولدي يبجى تجوي جلبك وتجول يارب وتنوي بمشيئة الله وربك مهيكسرش بخاطرك ولا خاطر جلبك اقولك هم بينا على دار عبد العليم لجل ما نتحدت وياه دلوك.
لم يتفاجأ عبد العليم لمجيئهما سويا فنظر إلى بهي وقال
.. خبرتك عشية أنك رايد تجولي حاجة وأنت جولت لاه واهه اللي حسبته لجيته ودلوك جول اللي رايده يا بهي وخليني أعرف إن كن هو اللي فكرت فيه ولا ده حاجة تانية.
ازدرد لعابه بعدما أكله الخۏف وشعر وكأنه عاد مراهقا مذعور ونظر إلى والده الذي حثه على الحديث ليحمحم بهي قائلا
.. يا حج أني جايلك لجل ما ما...
صمت يلتقط أنفاسه وزفرها بقوة ليضيف
.. لجل ما تاجي معاي أني وأبوي لعمي جبيصي نطلب يد بته.
لمعت عينا عبد العليم وابتسم لطايع وهتف بظفر
.. أهه رايد تتجوز دعاء بس أنت خابر أنها راح تدخل الجامعة لجل ما تحجج حلمها ووصية ستها.
أومأ ليخبره بمعرفته تلك المعلومة فوقف عبد العليم وأردف
.. إن كان الأمر أكدة يبجى أني هتصل بجبيصي وأجوله ونشوف رده إيه لأول.
وبعدما أبلغ عبد العليم قبيصي بطلب بهي لم يدر قبيصي كيف يخبر ابنته بتلك المفاجأة التي أذهلته فعمه وبعد محادثة طويلة وضح فيها كيف أعتذر بهي منهم وما فعله بمن أشاع تلك الفتنة وشعر بأنه رد له كرامته التي أهدرها بنفسه فنادى ابنيه وطلب منهما الجلوس برفقته مستغلا انشغال ابنته وأخبرهما فهب عمر رافضا وهو يشعر بالڠضب لجرأة بهي بينما جلس علي يفكر بكلمات والده بهدوء وأشار لشقيقه بالعودة إلى مكانه وقال
.. حاول تمسك اعصابك شوية يا عمر وبعدين بعد كلام جدي عبد العليم اظن إن بهي مش بطال هو شاب وخريج جامعة وهيسيب أختك تكمل تعليمها وممكن بابا يطلب منه إن ميكونش في
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 15 صفحات