الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية كاملة بقلم دينا إبراهيم

انت في الصفحة 4 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


لقد ظن ان تلك الدموع جفت پوفاة والدته رحمها الله ولكن الحياة تصر علي اختطافها من بين جفنيه ومعاقبته بالعيش وحيدا 
خيم عليه الحزن اكثر وهو يستمع الي اصوات البكاء من اعلي 
ابن عمه والاخ وصديق عمره رحل
في مقتبل العمر كزهره اقتطفت في اوج ازدهارها 
ذلك العريس الذي لم يمضي علي زواجه السبعة ايام و زوجته الصغيرة يافعه الشباب و قلبها المحطم و صوت بكاءها الذي يرفض الابتعاد عن ذهنه 

اغمض عينيه بشده ليعاود فتحها وهو يتمني ان يكون مجرد كابوس و يستفيق منه في اي لحظه 
صوت بكاء و صړاخ هستيري يأتي من اعلي تلك المسكينة ترفض مغادره عش الزوجية التي لم تتهنا به هي او هو 
شعر بصغيريه يحاوطان قدميه پذعر 
فمال بحنان و قلق يرفع كلا منهما و يضعهم علي ساقيه يحتضنهم الي صدره قائلا وهو يري دموع صغيرته 
ماتعيطيش يا حبيبه بابا مفيش حاجه 
انا خاېفه يا بابي 
وانا كمان هي طنط شيري مالها 
قالها يوسف و هو الاخر علي حافه البكاء و لكن كعادته يحاول امساك دموعه امام والده و شقيقته الصغيرة حتي لا يزيد خۏفها 
نظر لهم بحيره يبحث عن مقوله لا تكسر بخاطرهم و براءتهم في ان واحد و لكنه لم يجد 
طنط تعبانة شويه بس متخافوش هي هتبقي كويسه قريب ممكن تبطلي عياط يا فيري عشان خاطر بابي مش بيحب يشوف الدموع دي 
قالها ظافر بنبرة حانيه و هو يزيل بقايا دموعها من علي وجهها الصغير البرئ 
ظل يوسف ينظر له مطولا تلك النظرات الواعية التي تحزن ظافر علي ضياع طفولته ليلتفت له ظافر وهو يعقد حاجبيه بتساؤل فيبتسم الصغير قليلا و يعاود ډفن رأسه في صدر والده 
علت صرخات شروق القادمة من الشقة العلوية و ووصلت الي اذانه خبطات اقدام و كأنها تركض بحيره يمينا و يسارا فوق رأسه 
تأكله القلق و قرر التدخل انسانيا علي الاقل وليس لأي غرض اخر يشعره بخجل وتأنيب الضمير 
حمل يوسف و فيري معا لتبرز عضلات يديه المكتسبة من العمل فقد شقى كثرا في شبابه هو و يحيي عندما فقدا كل افراد اسرتهم الصغيرة و المكونة من والده و عمه و زوجتيهم الواحد تلو الاخر 
بدأت عندما فقد والده وعمه لواءين سابقين تم اغتياله بسبب احباطهم لبعض الارهاب مصادفة 
ليليه والدته التي لم تتحمل الصدمة فيصبح يتيم الاب و الام و هو علي مشارف الجامعة 
لينتهي يحيي في الكلية الحړبية راغبا في اتباع مسيرة والده و عمه و ان يفقد والدته سريعا بعد صراع مع المړض 
اما هو فلجأ لمجال اخر يبحث به عن حياة افتقدها 
قد تبدو حياة
تعيسة فاقدة لكلمة حياة حتي ولكنه ويحيي كانا سندا لبعضهم البعض وتعلما الفرحة والحب معا 
احبط بشده وهو يتذكر وقوعه في
شباك الفتاة الغنية جميلة الجميلات ليتزوجها فيكتشف مع الايام انها قبيحة الروح و جافية القلب ليضيع من عمره ثلاث اعوام شاقه مع تلك البغيضة الشمطاء يحاول اصلاح الامور دون جدوي و الامر الجيد الذي خرج به منها ويريح قلبه هو يوسف الذي اكمل عامه الثاني حينها و فريدة التي تركتها له وهي رضيعه لم تكمل شهور بقسۏة لم يعهدها او تقابله يوما 
نظر بأسي الي طفليه وهو يدثرهم بفراشهم و يتحسر علي فقدانهم لحنان الام و امانها فعلي الاقل هو عاش اسعد ايامه مع والديه وتعلم معني الاحتواء الذي يفشل هو بمفرده في توفيره 
ابتسم قليلا ليوسف الذي يقسو عليه قليلا ليصبح رجلا و يتحمل مسئوليه ليست له و لكنه بكل شجاعة يصر علي اتمام دوره لإسعاده و حمايه شقيقته 
اتسعت ابتسامه ظافر بحب و فخر و عاد يقبل رأسه و يربت علي شعره مره قبل ان يردف قائلا 
ناموا وانا هطلع اطمن علي طنط و هنزل اطمنكم اتفقنا 
اتفقنا 
قال الصغيران بصوت ناعس ليبتسم داخله يعلم تمام ان الاثنان سيغطان في نوم عميق ما ان يغلق الباب 
ترك النور مضاء لإرضاء فريدة و ما ان اغلق الباب حتي زالت ابتسامته وهو يضع رأسه علي الباب و يرتسم الحزن ملامحه تنفس بعمق واتجه ليصعد ويرى ما يحدث بالأعلى 
وهو علي الدرج وصل الي اذنه صوتها الحزين الباكي 
سيبوني حرام
عليكم ابعدوا عني سيبوني سيبوني انا هقعد هنا 
ليليها صوت والدتها العجوز 
خلاص يا رامي سيبها تبات هنا انهارده عشان خاطري هي فيها اللي مكفيها 
كانت الاصوات تقترب يليه صوت فتح باب شقة پعنف و اذا بصوت اخيها البغيض يعلو 
ماشي نسيبها لوحدها بس من بكره هتيجي معانا 
استدار ظافر ليهبط الدرج مره اخري وهو يخرج مفاتيحه للدخول الي شقته لا يريد ان يزيد شقائها بان يعتقد ذلك البغيض انه معتاد علي الصعود اليها 
لتقول والدة شروق الباكيه وهي تغلق الباب خلفهم 
يا ابني الرحمة سيبها وانا الصبح هاجي ابص عليها بلاش فضايح عيب كده 
وقف ظافر يستمع اليهم من خلف الباب حتي اختفت همهماتهم 
هز رأسه پغضب هو لم و لن يبتلع
المدعو شقيقها يوما 
الله يرحمك يا يحيي و يحسن اليك 
قالها من احشاء قلبه وهو يتجه الي غرفته لأداء صلاه اضافيه عسي ان تشفع له و لفقيده 
وكان مع كل سجده يدعو علي هؤلاء القتلة و الخونة من يدخلون اسم الاسلام والله في اعمالهم القڈرة و يحللون به ارهابهم للبشر 
لينهي دعواته لبلد باركها الله بخير أجناد الارض 
لا يعلم ظافر كيف مر الشهرين التاليين عليهم و لكنه يشعر بالهموم تزداد علي اكتافه يوما بعد الاخر وهو يستمع الي توسلات والده شروق و صياح اخيها كل يوم للعودة الي منزلها 
يحيي كان لينتظر منه ان يحل تلك المعضلة وان يهتم بها 
لم ينسي يوم استدعائه الطارئ عندما طرق بابه قائلا لو حصلي حاجه شروق امانه في رقبتك 
زفر بيأس متمتما 
لا اله الا الله اعمل ايه بس يا ربي 
الفصل الرابع 
فلاش باك مستمر 
خرج يوسف و معه فريدة قائلا 
انا هقف علي الكنبه كأني ساكن فوق وانتي تخبطي علي ضهر الكنبة و هفتحلك تطلعي فهمتي 
هزت فيري رأسها بمرح طفولي وهي تمسك بلعبتها المفضلة وتركض للخلف 
لمعت عيون ظافر بفكره لينادي عليهم 
يوسف تعالي يا حبيبي 
ايوة يا بابي 
طنط شروق و حشتكم صح 
اه اه انا كمان انا كمان يا بابي اسوفها 
قالت فيري بحماسه ليردف ظافر بجديه 
طيب انا هخليكم تطلعوا بس بشرط 
وقف ظافر عند باب الشقة يستمع الي طرقات يوسف الذي اتفق معه علي الصعود والاطمئنان علي حاله شروق و اخبارها بان والدهم بالعمل و انهم شعرا بالخۏف وقرروا الذهاب اليها 
كما انه اعطاهم اكياس بها طعام جاهز املا في ان تأكل شيئا فقد سمع حسره والدتها وهي تشتكي فقدانها الشهية وفقدانها للكثير من الوزن 
سمع الباب يفتح ولكن صوتها الضعيف
لم يصل اليه سوي كهمهمات خافته تبعه صوت طفليه السعيد واغلاقها للباب 
تنهد واغلق الباب ينتظر اما مكالمه من هاتف ابنه المعلق برقبته والذي لا يفارقه مهما حدث بناء علي رغبته او هبوطهم بعد تناولهم الطعام سويا 
اتجه ليستغل الوقت في انجاز بعد الاعمال علي حاسوبه يحمد الله ان مديره سمح له ببضعه ايام كإجازة الان للملمه شتات أموره 
بعد مرور ساعتين نزل الطفلين ليبدأ هو في استجوابهم عن احوالها و رده فعلها و هل تناولت الطعام معهم ام لا و الكثير و الكثير 
ايوة يا بابا هي تعبانة بس اكلت لما قولنلها مش هناكل من غيرها و كمان قالتلنا لما بابا يروح الشغل ويسيبكم لوحدكم اطلعوا وانزلوا قبل ما يجي بس قالتلنا منقولش قدامك 
قال يوسف وهو يحاول تجميع كلماته فتعجب ظافر من هذا الطلب و لكنه مقدم له علي طبق من الذهب فبذلك سيضرب عصفورين بحجر واحد و سيطمئن
عليها و علي اطفاله و سيزيل بعضا من شعوره بالذنب لتركهم وحدهم وقت العمل 
ماشي يا يوسف يا حبيبي انا موافق بس اوعي تقولولها اني عارف حاجه او اني بعتكم ليها ماشي يا شاطرين 
وضعت فيري يدها في فمها وهي تهز رأسها علامه علي توترها لابد انه يضغط عليها و يشتتها ولكنها كذبه بيضاء لإرضاء الجميع 
ابتسم وهو يبعد اصبعها عن فمها ويمسحه بيديه ويقبلها قائلا 
يلا روحوا العبوا في اوضتكم اه يوسف انا هتفق مع المطعم يوصلكم غدا كل يوم علي فوق ابقي اعمل نفسك انت اللي بتتصل بيهم 
حاضر يا بابي 
قالها يوسف وهو يهز رأسه بتأكيد 
واستمرت الحياه علي هذا المنوال لأسبوعين تاليين هو يذهب لعمله ويجهز ابنائه للصعود اليها فينزلوا اليه قبل وصوله بنصف ساعه 
لن ينكر السعادة و التغير في حالتهم المزاجية منذ صعودهم اليها لابد انها تواسي حزنها بهم 
ابتسم وهو يتذكر رفض فريده مساعده يوسف لها للذهاب الي المرحاض قائلاه انها ليست صغيره وانها لن تقبل ان يري فتي التوته خاصتها 
كان يهم بالرحيل عندما فوجئ بوصول مكالمه من هاتف صغيره 
الو يا يوسف 
بابي بسر عااه شير شيري وقعت ومش بترد 
قالها يوسف پذعر والبكاء يتخلل جملته 
متخافش يا حبيبي خليكوا
جنبها اوعوا تتحركوا انا جاي حالا و خليك معايا علي التلفون اوعي تقفل يا يوسف وخد اختك جنبك 
قالها ظافر محاولا التحكم في دقات قلبه المذعورة وهو يضغط علي البنزين ليصل اليهم في اسرع وقت 
وصل اليهم في سرعه قياسيه وقد كاد ينقلب بسيارته عده مرات فتح له يوسف الباب فهرع نحو جسدها علي الارض يتأكد من تنفسها فيتنهد براحه عندما لامس وجنته هواء تنفسها الضعيف وهو يتحسس نبض رقبتها في نفس الوقت فيردف بسرعه 
ورايا يا ولاد علي العربية بسرعه وهات المفتاح يا يوسف واقفل الباب ورانا 
وبذلك حملها وهو يدفع ولديه للأسرع والهبوط امامه سريعا 
كما انه اتصل علي والدتها وهو في الطريق ليتبعاهم الي
المشفى 
ويا ليته لم يفعل فكر ظافر وهو ينظر الي شقيقها العابس الذي يزفر بحنق كل 5 ثوان فاتجه الي والدتها الجالسة بجوار طفليه يربت عليها ليهدئها 
متقلقيش يا حجة ان شاء الله خير اكيد ضعف عشان مش بتاكل كتير 
ليردف رامي پحده 
وانت عرفت منين انها مش بتاكل 
زفر ظافر قائلا 
اكيد عشان شكلها باين عليه انها مكالتش من شهرين 
انا قولتلك بلاش الجوازة دي منكم لله انتوا السبب انت وابن عمك معډوم الضمير الله يجحمه 
ھجم عليه ظافر متجاهلا اهانته ولكنه لن يرضي بان يسئ احدهم الي ابن عمه ذاك من يعتبر بطل و يلحق الفخر باسم عائلته 
دفعه ظافر پحده وهو يمسك رقبته يضغط عليها قائلا 
انا لولا اللي احنا فيه ده كنت كسرت كل عضمه في جسمك يا عديم الإنسانية والدين ايه متعلمتش انك متهينش حد مېت او اپشع انك تتكلم بالباطل علي الناس 
لم يشعر سوي بشهقات ابناءه و بوالده شروق وهي تحاول افلات ابنها من بين اصابعه قائله 
سيبوا يابني هو اعصابه بايظه عشان اخته سيبه عشان خاطري 
نفض رامي ذراعي ظافر
عندما خفف من
قبضته وهو
 

انت في الصفحة 4 من 26 صفحات