الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية غمزه الفهد حب بالمصادفه بقلم ياسمين هجرس

انت في الصفحة 11 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

اذا كان هذا الاحتفال يقام على شرف حفيده ولسيط العائله وقوتها وسمعتها الحسنه وأصلها العريق كان على رأس الحضور المحافظ ولفيف من نواب المجالس وعمد البلاد المجاورة يقدمون التهانى والمباركات 
مرء الوقت فى تبادل الأحاديث عن الصحه والأحوال والسؤال عن خططه لمشاريعه القادمه التى كالعاده تخدم البلده ومع البهجه التى تعم الأجواء داهمهم أحد الحضور اذا كان الحفيد فى نيته الاستقرار لتتعالى الضحكات ليقول هو لما الاستعجال أمر الله ليس بأت بعد لينتهى الحفل بمغادرة المدعوين 
بقوى منهكه استقاموا يترجلوا للداخليستريحوا بعد عناء يوم طويل وشاق 
وبعيدا عن قاعه الجلوس العائليه دلف الرجال للصالون للاستراحة بعيد عن الازعاج اتخذ كلا منهم متكئ يجلس عليه يحتسوا القهوه التى أمر سعد بعملها لم يمرء الكثير لېصفع الباب بدون استئذان 
بغرور وتكبر جلس منزلق الظهر على مخدع المقعد يحدقهم بامتعاض يضع ساق
على ساق بدهشه رمقه فهد هاتفا باستفهام 
أنت بتشرب سجاير من أمتي 
بعصبيه أجابه ريان 
وأنت مالك ما أنت كمان بتشرب سجاير والله أعلم أيه كمان 
استقام فهد باستهجان مردفا بعصبيه 
أنت مالك ليه بقيت كده عصبي وجاف ومتقلب ليه اتغيرت كده حتي لو أنا بشرب سجاير بس عمرى ما شربت قدام جدك وابوك ولا حطيت رجلي في وشهم زيك ومالها ريحة بوقك وحشه كده ليه شكلها مش على قد السجاير العاديه وبس انت اټجننت أكيد وصلت للانحدار ده أمتى 
عند النساء فى الخارج استمعوا صوت صياحهم قفزت القلوب هلعا على الأخوات والخۏف مما هو آت لم تتمالك نفسها ولم تهتم لأمر حديث أمها كل ما يشغلها الرد على إهانته لها وانطلقت تدفع الباب تهرول بالدخول 
صدحت فجر تقطع مجلسهم بالا استئذان لتصيح بانفعال 
جحظت الأعين لما تفوهت به فجر أين هم مما يحدث تحت سقفهم غص قلب الجد والأب 
قطع صدمتهم استهجان فهد قائلا 
من أمتى بنضرب أخوتنا البنات أنت اټجننت وشكلي هربيك من جديد 
بسخريه تطلع له ريان وبنبرة جافه قال 
أنت هتعيش دور الكبير ولا أيه فوق لنفسك مش عشان أبوك وجدك واقفين في ضهرك هتعمل عليا كبير 
لوهله حق نفسه وفى ذاتها تلبسه شيطانه الذى وسوس له بسم الحيه التى تغويه دفعه بعدم أكتراث وغادر يسابق ظله 
استدار فهد يقلب كفيه بدهشه من تصرفات أخيه ليطالع فجر بحنق يلتمس لها العذر ولكن التأدب مطلوب أردف بحزم 
اطلعي علي فوق حالا والطريقه اللي كلمتي بيها أخوكي الكبير دى غلط وآخر مره تتكلمي كده تاني مهما يحصل مش ده الأسلوب اللى تتكلمي بيه 
خحلت فجر من نفسها هاتفه باعتذار 
حاضر وأنا آسفه ليك يابابا أنت وجدو وحضرتك ياأبيه بعد أذنكم
كتمت أنفاسها بصعوبه وهرولت تغادر والدمع يترقرق بعينيها لاحظ حزن محياها صاح عليها فهد فطأطات رأسها خطى نحوها يجذبها له طبع قبله أخويه على جبهتها وربت على رأسها بحنو جابرا لقلبها قائلا 
متزعليش منى بس اللى عملتيه عيب فى حق تربية ماما هنيه
رفع ذقنها يداعبها يفك عبوس وجهها 
ابتسمت بسعاده لمرضاة أخيها
لها وأومأت له بسرور وفرت تجرى كالفراشه فى الحقول 
هبط سعد على مقعده بإنهيار حاله كالجبل المتصدع من ضړب الزلازل لاستقراره الراسخ منذ سنين فلذة كبده لا يتهاون فى قذفه بكلمات وتصرفات مؤلمھ حدثه يخبره من فتره أن به شئ غير طبيعى وها قد صدق سجائر ملفوفه وما خفى كان أعظم 
حدث نفسه پألم 
يعلم الله أنى لم أقصر معه فى شئ ولم أفرق يوما بينه وبين أخيه ولكن هو دوما مستقطب لسماع أحاديث أمه الواهيه 
رسم الحزن على محياه خطى يجاوره فهد يهون عليه فعلة أخيه مسد على ساقه يطالعه بمسانده أن كل شئ سيمرء وسيعود لسابق عهده 
زفر نفسه يمنى حاله بالتغيير والإصلاح ورمقه برويه قائلا 
أنت اللي هتصلح حاله يا ابني أخوك اتغير بشكل رهيب ربنا يجازى اللى كان السبب 
استقام يستند بساعديه على ولده هاتفا بشحوب 
عن أذنكم تصبحوا علي خير بس مش قادر أقعد سامحوني 
عقب عليه الحاج عبدالجواد الراوى ملتمس له العذر قائلا 
ربنا يهونها عليك ياحبيبى ويصلح لك حاله اطلع ارتاح يا ابني 
حول نظره لحفيده قائلا 
وأنت كمان يافهد يابنى اطلع ارتاح زمانك تعبان

من السفر من ساعة ما وصلت وانت مجعدتشمقعدتش بسبب الناس اللى جت تحمدك السلامه 
أومأ له فهد وخطى بجوار أبيه كلا صاعد لغرفته 
بخطوات متهدله منكسره يسير عابس الوجهه مر من أمامهم بصمت يثير القلق والريبه فى نفوسهم استأذنت منهم وهمت تهرول وراءه ترى ما خطب عبوس وجهه وانطفاء لمعة عينيه ولجت لغرفتهم لتجده متسطح بجلبابه الذى كان يرتديه غص قلبها لرؤيته مغمض العينين يلف صعدت لمخدعهم وچثت بركبتيها تجاوره رتبت على ساعديه بقلبها ليس بكفها هتفت بقلب عاشقه يختلج فؤادها خوفا على ملاذها 
مالك ياسعد بيك أيه كفى الله الشړ هو الصداع عاود من جديد طمني عليك ياحبيبى قلبى مش مستحمل يشوفك كده 
سعد أنت فيك أيه مش طبيعى قلبك بيدق بسرعه كده ليه أيه حصل واصلك للحاله دى وحياة هنيه عندك لتتكلم ھموت لو فضلت على سكوتك كده 
فك عقدة ساعديه وجذبها من يدها لتقع على صدره وبنبره مستكينه همس لها 
بعد الشړ عليكى خدينى فى حضنك وقلبى هيهدى أنتى دوا قلبى سامحينى ياهنايا مش قادر اتكلم 
ترقرق الدمع ليسيل على وجنتيها كتمت شهقاتها حتى لا تزيد عليه آلام روحه واستنتجت ما تسكنه أضلعها لتأخذ عنه كل آلامه مسحت على رأسه بحب وحنو وظلت تقرأ آيات الذكر الكريم حتى غفوا اثنتيهم ليعم السكون الغرفه إلا من انتظام أنفاسهم 
صعدت غرفتها تعوى بها كالك ولكن عذرا أيها الحيوان من تشبيهك بها فأنت من صفاتك الوفاء للخل والأحباب على عكسها بشريه بأنياب فهى بلغت من القسۏه ما لم يصل له حيوان 
أخذت الغرفه ذهابا وأيابا تصيح پغضب 
بجي جاعدين قاعدين ولا هممكم ولا حاسبينى فى لمتكم أن ما حرجت حړقت جلبك قلبك يافهد زى ما كسرت ابني جدام قدام الكل 
قبضت على هاتفها واتصلت علي أحد الرجال الخاضعين لسيطرتها والموكلين بتنفيذ طلبتها المشپوه أدارت الاتصال عدة مرات ولكن لم ياأتيها الرد 
هتفت بحنق 
انت مبتردش ليه يا مخفي يا رماح 
حاولت مره أخرى وبعد عدة رنات أتاها الرد 
معلش يا
ستهم أصل اللحمه اللي بعتها أبويا الحاج كبست علي قلبي 
ردت عليه باستهجان تلقى عليه أوامرها 
فوق كده واسمع إللى هجولكهقولك عليه عاوزه أسطبل الخيول يبجييبقى فحمه والحصان صخر عاوزه فهد جلبه يتجطع عليه من اللي أنت هتعمله فيه وعايزك تفوق كده وتصحصح مش تقولي اللحمه كبست علي نفسى بدل ما اطلع انا بروحك 
بتوجس وخيفه هتفرماح 
بس دي مجزفه كبيره قوي يا ستهم وكمان عاوز حصان فهد هنموته 
ردت عليه مكيده بشړ 
أطاعها رماح قائلا 
حاضر أمرك يا ستهم 
بس عاوزه التنفيذ مېته 
بغل هتفت مكيده مؤكده 
الليله يارماح عايزة الاسطبل رماد الليله انت سمعت نفذ 
لم تمهله الرد وأغلقت الخط بوجهه جلست على مخدعها وألقت بالهاتف على المنضده تهز رأسها باستمتاع من حبكة خطتها الشريره وحدثت نفسها 
لما نتفرج بجى يافهد هتعمل أيه لما تجتل حصانك بيدك الحصان اللي كنت بتنزل مخصوص بس عشان تشوفه واشتريته بملايين على نجاوةنقاوة عينك وجهرت جلبقلب ابنى وهو بيطلعلك ديما مميزينك عنه بس خلاص كفايه عليك كده عاد 
استقامت بزهو تنظر لنفسها بالمرآه بخيلاء تهاتف حالها بغرور 
طول عمرك مصېبه يامكيده أيوه كده اصبروا عليا وهتشوفوا مني كتير أما خلصت عليكم وأنا أخذ كل حاجه وأنتى الدور الجاي عليكى ياهنيه استلقى أول مسمار في نعش عيله الراوي اندج اندق الليله ولاحقى بجى على المصاېب 
فى نفس الأثناء صعد غرفته منهك فمنذ ان وطأت قدمه البلده ولم يمهله القدر لالتقاط أنفاسه كل الأحداث توالت بدون هواده زفر بتعب ما بها درجات السلم استطالت وزاد عددها مرهق للغايه يتخيل فراشه يود التسطح لاراحة عقله من التفكير فاليوم كان عكر فى بدايته وختامه دلف للغرفه فتح بابها لتصطدم قدمه بحقائبهفالخادمات غير مسموح لهم بدخول غرفة الشباب زفر بقلة حيله من تعليمات أمه بعدم السماح لأى أحد غيرها هى وأخوته البنات بلولوج لغرفته 
تنفس الصعداء وحدث الحقائب بنعاس 
تعالوا أوديكم لصحابكم عشان ارتاح من هم كركبتكم وصداع البنات بتاع الصبح عايزين هديتهم لما يصحوا ميقفوش على راسى ويصحونى وأنا مېت من التعب ماهصدق أنام 
استمال بجذعه وقبض على الحقائب واستقام يذهب لغرفهم لاعطائهم هداياهم 
أمام غرفة الفتيات وضع هديتهم امام الباب ودق دقتتين وغادر نظرا لتأخر الوقت 
للمخدع ليتثنى له أن يراها بعيدا عن كومة الملابس المنثورة عالفراش وبخطى ثقيله بارح المكان ذاهبا غرفته 
قصد غرفة حمامه يستحم يزيل من على عاتقه إرهاق اليوم وتعبه تحمحم وارتدى بنطال ترينج رياضى أسود اللون وخرج عارى الصدر يلف على عنقه منشفه نفس اللون وقف أمام المرآه يجفف خصلات شعره ويتعطر 
هبط بجزعه العارى على المخدع يجذب اللاب توب الخاص به لكى يتابع سير عمله بالخارج توسط الفراش بجسد منهك يبسط ساقيه يضع عليهما اللاب مكث قليل من الوقت ليشعر بتشنج عضلاته ليقوم بغلق الحاسوب ويتسطح على المخدع يحاول النوم 
أغمض جفونه باسترخاء ليلوح طيفها بمخيلته شق ثغره ابتسامه تعجب فصدفتها بمذاق وبعدين معاكي يا قزمه دى تالت مره أشوف طيفك في خيالي كل ما أغمض عينى اطلعي من دماغى عايز أنام بس أجيبه منين النوم وأنتى زى البسكوته وعاوزه تتكلي أكل بصراحه أنتى عجبتيني أوووووى 
أرهقه إنعكاسها كلما انضجع يمينا ويسارا ذهب النعاس من عينيه تنفس بنزق واعتدل يتسطح على ظهره وضع ساعديه أسفل رأسه واتكئ يسترجع صدفة لقائهم الغريب دهش من حاله كيف سمح لفتاه مثلها التفوه معه هكذا تبجحت كثيرا وبدلا من نهرها ظل مستمتع بعصبيتها 
صفع رأسه ضاحكا من حاله واستقام ينهض من الفراش ثم أخذ لفافة دخانه ودلف الشرفه يرتشفها ويستنشق بعض الهواء المنعش وقف يستند بجزعه على سور الشرفه يزفر أنفاس السېجار والأحاديث الجانبيه مازالت تعبث برأسه تهمس له أحاسيس يحاول تجاهلها 
عندما ترتبط بعائلة حقيقية تجدهم الملجأ الوحيد والدفء الذي لا ينضب مهما مرت عليك عقبات وأوجاع 
دقات طروبه على باب المنزل أطلقتهابسنت ببلاهه تستفذ بها عبوسغمزة
أهدتهاغمزة إبتسامه 
أهلا بالبنات الحلوه 
أجابوها بذات اللحظه 
أهلا يامامتى 
حضنتغمزةمن كتفيها تخطو بجوارها لتجلسها على الأريكه بينها وبين أبيها هاتفه بمرح 
مبسوطه ياغمزه أظن أنتي أول بنت في الصعيد تركب موتوسيكل 
لم تمهلهابسنت فرصة الرد وأجابت بدلا عنها 
اسكتي لو تعرفي اللي حصلها ھتموتي من الضحك 
أقبل عليهم عبدالله مازحا 
أنا عاوز أموت من الضحك ضحكوني 
قصت عليهم غمزة ما حدث ولكن احتفظت بخصوصية مشاعرها لنفسها 
خرج أحمد من غرفته على تلقيبها ب قزمه تعالت قهقهاته لينخرط الباقين معه فى موجه من الضحك 
تنفس بصعوبه من بين ضحكاته قائلا 
يانهار أبيض يعني مش أنا لوحدى اللي بشوفك قزمه 
اغتاظت منه وأخذتها على كرامتها عبثت بوجهها
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 20 صفحات