رواية كاملة بقلم سوما العربي
في الصړاخ بقولك عايزة أمشي سيبهم يخرجوني ... أنا بكلمك رد عليا
قالت الأخيرة بصيغة أمر و عصبيه فألتف أليها يردد پغضب وطي صوتك و أنتي بتتكلمي معايا و خلاص روحي شوفي شغلك.
لكنها رفضت و قالت بإصرار لأ أنا عايزة أمشي مش عايزه الشغل .
اقترب منها و قال بلهجة محذرة قولت لك وطي صوتك و بعدين إيه مش كنتي محتاجه الشغل فجأة خلاص !
كتف ذراعيه حول صدره و قال الدخول لهنا ممكن يكون بمزاجك بس الخروج بمزاجي أنا .
أنتفض من نظرة الشړ بعينه تسأل كيف تتبدل نظرات نفس العين بين دقيقة و أخرى تقسم إن نظرته منذ قليل كانت مغايرة تماما.
و بدأت تردد پخوف أنا مش
ممكن أقعد معاك لوحدي أنا جيت أشتغل هنا و أنا عارفة أن البيت فيه ناس .
بالړعب.
فسحب نفس عميق و هو يغمض عيناه ثم قال خلاص ما تخافيش مش هقرب ناحيتك تاني .
نفخ في الهواء من كبته ثم أمرها روحي أعملي لي قهوة و ما تجبيهاش أنتي سبيها في المطبخ و أنا هاجي اخدها و تروحي اوضتك قبل ما أجي سامعه.
هزت رأسها إيجابا پخوف شديد و هي تردد طب ما أمشي.
فهتف عاليا بنفاذ صبر حلاااا .
أنكمشت على حالها و سبها من جديد تبا لها ألف مره لما هي جميلة و ذات تأثير عليه هكذا من أين ظهرت له هذه !
لم تكن تملك سوى الصمت و تنفيذ ما يقول فقالت حاضر .
ذهبت من أمامه المتبختر أمامه و مازال يسبها و يلعنها بداخله مرددا يخربتيها طلعت لك منين دي يا غانم .
و التف يذهب لمكتبه ربما العمل على أي من الاشياء المطلوبة منه يكن أفضل بكثير و يشغله عن التفكير بها.
جلس رجل طزيل القامة نحيف الجسد و الوجه شعره غزير إلي حد ما و ملامحه حادة
يستمع لذراعه الأيمن و هو يردد أخدها إبن الصواف تاني يا باشا
سحب ذلك الرجل نفس عميق و ضړب على سطح مكتبه و هو يردد غبي غبي هيعيش و يمون غبي كل همه في الدنيا يهزم صلاح عيسى حتى لو هيخسر فلوس .
هز الرجل رأسه و قال أنا بقيت يا باشا بيتهيئ لي أنه قايم نايم يحلم بيك لأ و كل مصېبة تيجي له يقول أكيد صلاح عيسى إلي عاملها أنت حارقه أوي كده ليه يا باشا
ضحك الرجل و قال ما يمكن دي المشكلة يا باشا هو مش راضي بحكاية أن راسك أتساوت براسه .
هز الرجل رأسه و قال حصل يا كبير.
صلاح تمام أنا بقى هوريه مش هو عاملني عدو أنا هوريه صلاح عيسى لما بيعادي بيعمل ايه و أن كل إلي فات ده أصلا كان لعب عيال أنا حاولت أبدأ معاه بالود كتير بس هو إلي في دماغه في دماغه خلاص بقا هو إلي جابه لنفسه .. روح هات لي الملف يالا .
ذهب الرجل ينفذ أوامر رب عمله بينما بقى صلاح ينظر للفراغ بشرود يخطط للقادم .
في منزل والد سلوى
جلست بجانب شقيقتها تطمئن عليها ألف سلامة إن شاء الله الدوا مفعوله يشتغل بسرعه و تبقى كويسه و هيساعدك تنامي كمان .
هزت منال رأسها بشبح أبتسامة و قالت إن شاء الله يا حبيبتي إنتي عامله ايه
سلوى الحمدلله بخير.
ليصدح صوت والدتها التي جلست على طرف أحد المقاعد المقابله لفراش منال تردد بنزق و سبع البرومبة ما جاش معاكي ليه تملي كده خطوته عزيزه على هنا .
نظرت لها سلوى متسائلة قصدك مين
فقالت نوال هو في غيره اقصد إلي عاملي
فيها شيخ العرب همام و رافع مناخيره لفوق أوي ليييه و لا على إيه مش عارف إن أخت مراته تعبت فييجي يعمل الواجب على الاقل عشان يطمن على سلامتك و أنتي حامل في إبنه.
سحبت سلوى نفس عميق و قالت اصله عنده مشاغل انتي عارفه الخان ده كله بتاعه و هو مسؤل عنه.
هزت نوال رأسها مردده يا دي الخان و سنين الخان هما دول الكلمتين إلي بيضحك بيهم على عقلك الصغير و مخليهم حجته لأي تقصير و أنتي زي العبيطة بتعدي له عشان دايبه في هواه .
تعبت سلوى و ضاق صدرها من حديث والدتها بهذه الصورة عن غانم كل مره و قالت خلاص يا ماما بقى سيبك منه و خلينا في منال و تعبها .
نوال أسيبني منه إزاي و هو كل أفعاله مش عجباني أنا من الأساس ماكنتش موافقه على جريك وراه و لا على الجوازة دي و ياما قولت و حذرت بس كلامي مش بيتسمع الراجل ده لاهو شبهك و لا أنتي شبهه أسمعي كلام أمك أتطلقي منه و خليه يروح ياخد الي شبهه .
بهت وجه سلوى و قالت إيه يا ماما إلي بتقوليه ده
قلبت نوال عيناها و قالت بقول إلي بتمناه .
سلوى بتتمني ايه في واحده تتمنى خړاب بيت بنتها ده انا حتى حامل .
وقفت نوال و هي تردد ياك يكمل بس .
أصفر وجه سلوى من حديث والدتها و هي تردد أنتي بتقولي ايه يا ماما.
وقفت نوال و قد ضاق صدرها تردد بينما تمسح بأناملها على ذقنها أدي دقني إن ما طلع كل ده ذنب و بيخلص منه ده مفتري إبن مفتريين .
وقفت سلوى و قالت أنا ماشيه مش هقعد هنا .
تشبثت منال بشقيقتها مردده أستني بس يا سلوى ما تزعليش استهدي بالله يعني هي أول مرة ماما تقول نفس الكلام.
ثم نظرت لأمها و قالت و إنتي يا ماما ما بلاش كلامك إلي يزعل ده و أدعي ربنا يهدي سيرهم و بس و يهديه
تحركت نوال و هي تردد بغيظ شديد يهديه ! ده في أمل أبليس يتهدي و هو لأ أنا أم و بحس الواد ده مش بيحب بنتي من أول مره شوفته كشفته دي جوازة مصلحة .
سلوى بسسسسس .
نوال خلاص خلاص خارجه و أهدي عشان حامل .
خرجت نوال و بقيت سلوى بجوار شقيقتها آلتي قالت خلاص خرجت أهدي بقا.
سكنت سلوى لدقيقة ثم أجهشت في بكاء مرير.
منال تسأل بلهفه مالك في إيه
فقالت سلوى من بين دموعها عشان انا عارفه أن امك معاها حق غانم عمره ما حبني غانم مش بيحب غير نفسه أصلا و أنا عارفة بس انا لسه بحبه .
تفاجئت منال كليا و سألت و مكملة معاه ليه
سلوى عشان لسه بحبه.
نظرت لها نوال و سألت بس
سلوى ق.. قصدك إيه
منال أقصد إنك وخداها تحدي هو لو عانم ما حبكيش تبقى دي حاجه تعيبك او تقلل منك الحب مش تحدي و لا بالعافيه و إلا كان حبك كل السنين دي .
فقالت سلوى بأعين مهتزة و مشاعر حائره يعني أعمل إيه
منال و لا أي حاجه لو ما كنتيش حامل في ابنكم كان ممكن يكون فيها كلام لكن دلوقتي و لا أي حاجه .
وضعت سلوى يدها على معدتها و قالت بتشوش يارب يكمل على خير بس .
نظرت لها منال و قالت ربنا يقدم إلي فيه الخير يا سلوى الخير و بس يمكن كل إلي بيحصل لك ده خير بس إنتي لسه مش واخده بالك.
سلوى مالك بتتكلمي بالألغاز كده.
تمددت منال على الفراش و قالت و لا ألغاز و لا حاجة أنا بس عايزه أنام .
وقفت سلوى لتخرج و تغلق الضوء خلفها و مازال حديثهما يدور بعقلها دون توقف .
في بيت غانم
جلس يدقق النظر للأوراق بين يديه و هو يحاول إبعاد صورتها
عن عقله .
لكنها لا تفارقه خصوصا منظر ملامحها حين كانت بذلك القرب منه.
يتذكر رائحتها التي عبئت صدره و هو يتنهد بحالمية يغمض عيناه.
فتحهما على صوت هاتفه الذي يدق نظر لشاشة الهاتف لييصر أسم أخر شخص توقع الإتصال منه .
فكر لثواني ثم أجاب على الهاتف يردد صلاح حبيبي عامل إيه ليك واحشه يا راجل .
صلاح و مين سمعك ده أنت واحشني بشكل .
ضحك غانم ساخرا و قال لأ ده إحنا نتقابل بقا.
فقال صلاح ما أنا مكلمك عشان كده يا غالي
غانم نعم !
صلاح عايزين نتقابل تحب فين و أمتى .
لاح على خاطر غانم فكرة ما فقال يا أهلا بيك في بيتي في أي وقت.
صلاح يا ريت ده انا هيحصل
لي الشرف بكره كويس
غانم كويس أوي مستنيك .
أغلق الهاتف معه و هو يفكر بعمق لماذا يريده صلاح بالتأكيد خلف زيارته هذه هدف و ربما كارثه .
رفع هاتفه و على الفور هاتف العم جميل يقول أنت فين طول اليوم
العم جميل كان في خڼاقه في الخان يا ولدي كان لازم أروح بدالك أشوف القصه.
همهم غانم متفهما ثم قال طب أسمعني كويس عايزك تخلص الي عندك ده بسرعه و تجيب واحد يركب لي كاميرا مراقبة هنا عندي في المكتب .
جميل كاميرة مراقبة ده ليه و لا من أمتى
غانم لما تيجي هفهمك كل حاجه خلص بس و تعالى بسرعه .
أنهى غانم الاتصال على هاتفه الجوال في اللحظه التي اتصلت فيه حلا من الهاتف الارضي لهاتف المكتب تخبره أنها قد أعدت قهوته و هو أمرها بالذهاب لغرفتها .
بالفعل نفذت ما قال وضعت القهوة على سطح طاولة الطعام الصغيرة بالمبطخ و همت مغادرة كي تذهب للبحث عن غرفتها وحدها فهي ترغب بالإبتعاد قدر المستطاع عن غانم و هيمنته عليها التي لم تحسب لها حساب يوم قدمت لهنا .
لكنها توقفت متصلبة بړعب حين تفاجئت بأنقطاع الكهرباء من جديد تردد تاني !
ابتلعت رمقها و هي تخشى حتى الإلتفاف أو النظر خلفها مردده دي علامة عشان أنا جايه هنا بنية مش سالكه .
رفرفت بأهدابها و هي تلتف بخطى حثيثة مرتجفة تبحث عن أي