رواية كاملة بقلم منى لطفي
عائلتها جميعها تحبه وحزنوا لما فعلته ابنتهم ولكنها الحاجة التي جعلت الأب يصمت ولا يتدخل بإختيار ابنته التي ناصرتها أمها فهي تريد
لأبنتها السعادة والتي بالنسبة اليها تتمثل في المال والمال فقط وأن الحب ما هو الا كلام روايات لا يسمن ولا يغني من جوع!!
وتزوجت حنان و تبدل خالد تماما!! لم يعد صديقه الذي يعرفه كان أمجد يحاول مرارا أن يقنعه بالعمل معه ولكن خالد كان يرفض وبشدة حتى أثناء ارتباطه بحنان لم يكن يريد أن يعتقد أي شخص أنه استغل صداقته بأمجد في ايجاد وظيفة مرموقه له فكان أن رفض أن يسعى أمجد له في ايجاد وظيفة أفضل مما كان فيها ومن سخرية القدر أنه في ذات التوقيت التي فسخت فيه حنان ارتابطها به كان قد أزمع على الذهاب لأمجد كي يساعده في الحصول على وظيفة أفضل بعد كثرة الشجارات التي كانت تحدث بينه وبين حنان والتي خشي أن تسأم من طول المدة أو أن يضغط عليها أحد من أهلها فتتركه!!
أفصحت معاينة الاطباء له أنه قد أصيب بتوقف مفاجيء في عضلة القلب مما أدى الى الۏفاة والعجيب في الأمر أن أمجد كان في زيارته بالمصح قبل ۏفاته بيوم وقد صرح له خالد بابتسامة ذابلة أنه يعتقد أنه لن يى قبل أن يتوقف هذا القلب عن العمل فهو سبب علته ودائه!!
كل هذا
جعله يقرر انه ابدا لن يقع في تلك اللعڼة المسامة بالحب! بل إنه سيعمل عقله في كافة أموره حتى العاطفية منها فالعقل هو السبيل الوحيد كي يحيا الانسان حياة آمنة بعيدا عن القلب وتقلباته وأهوائه!!
قطب متذكرا الليلة السابقة ليلة الزفاف وسؤال هبة عن من تكون سارة وكيف انه ارتجل الإجابة بأنها من معارفهم القدامى ونظرا لتربيتها المنفتحة فهذه طريقتها في التحدث معه وابتسم عندما تذكر رد هبة عليه قائلة وهي تقلب وجهها ممتعضة
ضحك ضحكة خفيفة وهو يعاود النظر اليها هامسا بحب
هو دا اللي شدني ليكي طفولتك وبساطتك مابتحاوليش تزوقي الكلام صريحة وواضحة و عنيدة! ودا اللي بيجنني بس على قلبي زي العسل اعملى اللي نفسك فيه أنا راضي
فوجئ بمن يتكلم بهمس خاڤت وعينين فيهما اثر النوم ويلمع فيهما لمعة شقية
اعتبر دا وعد!
ابتسم في وجهها ابتسامة واسعه وقال
صباح النور على احلى اميرة وعد ايه بأه حضرتك اللي عايزاه
فابتسمت بشقاوة
محببة وهى تجيب بدلال
وانا مالي انت اللي قلت ! اعملى ما بدالك وانا موافق ايه هترجع في كلامك
وانت حضرتك عاوزة ايه وعاوزانى اوافق عليه من غير كلام
قالت بابتسامه ناعمة
لا طالما
الموضوع فيه انك توافق من غير كلام فسيبني بأه افكر في حاجه تستاهل
علق بابتسامة حب ونظرات عشق دغدغت حواسها
انت تؤمري شبيك لبيك أمجد بين ايديكي اللي عاوزاه شاورى بس وسيبي الباقي عليا
قالت بخفوت وهى تسبل عينيها خجلا
ربنا يخليك ليا وما يحرمنيش منك ابدا
فأغمض عينيه وزفر زفرة طويلة وأجاب
يااااااه ثم نظر اليها متابعا وعيناه تلمعان بلمعة الحب
ربنا ما يحرمني منك ابدا احلى دعوه سمعتها أد كدا انا غالي عندك يا هبة !
أجابته بهمس ووجنتيها بلون ثمرة الفراولة الطازجة
انت لسه معرفتش انت غالي عندي أد ايه انا بيتهيألى انى معرفتش يعني ايه الحب الا لما شوفتك وقابلتك و
سكتت ليحثها على المواصلة برجاء قائلا بهمس خاڤت
و وايه يا هبة قوليها
ابتسمت بحب ورفعت عينيها اليه تطالعه بحب قد نفذ الى ه مباشرة من بريق عينيها وقالت بهمس
وحبيتك !!
زفر براحه وأجاب وهو يسند جبينه على جبينها بهمس
بحبك
لمعت عيناها بشوق بينما إزداد وجيب قلبها وهي تسمع حبيبها يهتف بحبه لها في حين استمر هو قائلا
بحبك وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك انت احلى حاجه في حياتي انت هبة ربنا ليا انت هبايا
ثم ابتسم بمكر وهو يتابع
أنما صحيح مش الأول تخلصي اللي عليكي وبعدين تطلبي اللي انتي عاوزاه
ابتسمت بحيرة وأجابت وهي عاقدة جبينها
اللي عليا وايه هو اللي عليا
هننصب انت ناسية يا آنسة أنك نمتي مني امبارح زي ما أكون كنت بقولك حدوتة قبل النوم! صلينا واتعشينا ولسه بنقول يا هادي وابتدينا نتكلم ونسمي لاقيتك روحتي مني خالص! شيلتك وجبتك تنامي هنا وانتي طول الليل نايمة وبتحلمي وسايباني أنا أعض في صوابعي!!
أخفت هبة ابتسامتها بصعوبة وتصنعت البراءة وهي تجيب
وإيه اللي خلاك ما تنمش وبعدين تعض في صوابعك ليه بس ينفع كدا يعني يا أمجد حد يعمل كدا لو شافك حد بتعض في صوابعك دلوقتي يبقى شكلك ازاي راجل ما شاء الله طول بعرض بإرتفاع ويعض في صوابعه إزاي
هتف مقاطعا إياها وهو يضع راحته فوق فمها
هشششش خلاص! انتي ما صدقتي! بردو عماله تغيري في الموضوع بس لأ انتي مديونالي يا آنسة!!
عقدت جبينها هاتفة بحنق طفولي
آنسة آنسة ايه حكاية آنسة معاك اللي انت ماسكهالي دي أنا فرحي كان لو كنت ناسي!!
أجاب بمكر وهو يهتف أمام تيها
لا يا قلب أمجد آنسة إنت مدام هي بس لغاية دلوقتي عموما ما تقلقيش هتبقي مدام فهمي نظمي رسمي وحالاااااااا
حدقت به دهشة وهتفت
إزاي يا أمجد إنت نزلا متوجهين لمطعم الفندق لتناول طعام الافطار وسألت أمجد عن وجهة سفرهما ليخبرها انها مفاجأة
بعد أن انتهيا من طعام الافطار صعدا الى جناحهما حيث رتبا اغارضهما واتصل يوسف بابنته ليطمئن عليها
دمعت عينا هبة ما ان سمعت صوته فهي تشعر بالشوق الشديد له تناول امجد سماعه الهاتف حيث تكلم مع يوسف قليلا قبل أن ينهي المكالمة وقد الټفت اليها ليقول مقلدا لها بغيظ مصطنع
انت وحشتنى أوي يا بابا مش قادرة اتصور انى ما افتحش عينيا على صورتك يا ابو حجاج بذمتك في واحده تعاكس ولو حتى ابوها كدا قدام سها لا وايه تانى يوم فرحهم احنا لحقنا !!
لم تستطع منع ضحكتها خاصة من طريقته في تقليد صوتها وما ان هدأت ضحكتها حتى أجابت وقد رفعت حاجبها الأيمن تفزاز
آه أنا !! فيه حاجه بأه
أجابها بضحك مكبوت
كدا طيب انت اللي جبتيه لنفسك! ويا ريت ما تبقيش تيجي تتحايلي عليا وتقوليلي لا يا امجد
ونظر لها نظرة وعيد وهو يتقدم منها بخطوات بطيئة بينما تتراجع هي الى الخلف وهي ترفع يديها امام وجهها هاتفة