الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم إيمان حجازي

انت في الصفحة 3 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

قامت من مجلسها واتجهت للداخل ثم بدلت ثبابها الي بنطال واسع فوقه قميص قطني و قامت بلف وشاح حول راسها ووجها حتي لا يظهر منها الا عيناها و هي تقول مشجعه حالها عادي يا دهب مانتي عملتيها مرتين قبل کده و محدش حس بحاجه نظرت فالمرأه و اكملت ايوه صح عادي يعني انا هروح اقعد نص ساعه اشم هوا و ارجع بسرعه و فقط تسحبت من غرفتها بتمهل و قلبها يدق ړعبا حتي خرجت من المنزل و منه الي الطريق المؤدي الي مكانها السري والذي لم تكن تعلم انه
ملكا لاخر
شعر بحاجته للخروج مع صديقه الوفي جواده الشرس
شبيه صاحبه تحرك من جناحه دون تفكير و اتجه الي الاسطبل ثم فتحه و كاد ان يدلف الا انه استمع للعامل المسؤول عن الفرس يتجه اليه مهرولا و هو يقول جواااد باشاااا يا مرحب يا بيه بقالك يومين مجتش و الادهم هيتجن عليك
جواد هو عامل ايه اوعي تكون اهملت فيه اقټلك الرجل و يدعي صبري رد عليه بړعب و الله ابدا ياباشا
داني حاطو فعنيه
جواد طلعهولي
نظر صبري بزهول و لكنه اعتاد علي جنونه فتحرك دون ان يتفوه بحرف ثم اتي بجواد اسود سواد الليل و حينما اوقفه امام صاخبه اخذ يصعل بفرح و كانه يرحب به تقدم منه جواد و اخذ يملس على شعره الناعم و هو
يهمس في اذنه قائلا وحشتني يا صاحبي عايز اروح المكان بتاعنا مخڼوق و كان فرسه فهم ما يعنيه فاخذ يهز راسه علامه الموافقه فما كان من جواد الا ان يمتطيه باحترافيه ثم انطلق به سريعا بعد ان فتح له العامل الباب الخلفي للسرايا
هو اعمي لا يري غير السواد الذي غلف حياته لكن جواده يري و يحفظ الطريق جيدا اعتمد عليه صاحبه ارتبط به حتي اصبحا يشبهان بعضهما البعض في الكثير من الصفات شعر انه اصبح حرا طليقا وهو يسابق الرياح فوق ظهر جواده و الهواء يرتطم بوجهه الذي يحاوطه دائما بوشاح حتي وصل الي مكانه المحبب الي قلبه منذ اعوام بعيده كان المكان عباره ارضا خضراء قريبه من منبع الماء وبها اشجارا كثيره و ورود من مختلف الاشكال والالوان و لكنه به شجره كبيره حينما تراه من بعيد تشعر انها تحتضن الارض و هي متجهه الي الماء يفضل دائما الجلوس تحت اوراقها الوثيره و لكنه لا يعلم أن شخصا اخر قد احتل جنته او صومعته الخاصه كما يطلق عليها
ماذا سيحدث يا تري
سنري
الفصل الثاني 
كانت تجلس في هدوء يضاهي سكون الليل و هي تستمتع بحريتها المسروقه و لو لبضع لحظات و لكنها تيبست مكانها حينما سمعت وقع خطوات تقترب من مجلسها تحت تلك الشجره الكبيره ....توترت و لم تعرف ماذا تفعل اتقوم و تهرول هاربه ...ام تختبيء حتي يذهب ذلك الغريب الذي لم تكتشف هويته بعد...و في ظل تفكيرها العقيم ارادت ان تتحرك لتختبيء ف عنها صوتا حينما ضغطت علي بعض اوراق الشجر الجافه ....و بما ان ذلك الجواد قد تعلم بمهاره ان يستغل حاسه سمعه فقد علم ان هناك غريبا اقتحم صومعته و برغم رائحه الزهور المنتشره فالهواء حوله الا انه استطاع ان يميز من بينها رائحه عطر نسائي برغم هدوئه الا انه غريب علي المكان...لم ينتظر حتي يصل
الي مكانها البعيد نسبيا
عنه ...في اللحظه التي اغمضت عيناها خوفا حينما منها صوتا كان هو ېصرخ بحسم و كانه يراها تعاااالي هنا
تصنمت مكانها و لم تقوي علي الحركه و دموع رعبها هطلت انهارا فوق وجنتها الورديه ....تقدم علي مهل تجاه صوت تنفسها الذي اصبح عاليا و هي تحاول كتم شهقاتها و قد خاڼها جسدها الذي يامره عقلها ان يهرول بعيدا و تنفد بحياتها ...و لكنها حقا اصابها حاله من الشلل لم تقوي علي التحرك....برقت عيناها حينما وصل قبالتها و من صوت شهقاتها المكتومه استطاع ان يخمن قصر قامتها فاطرق راسه قليلا و كانه يراها و ينظر لها ثم قال بهدوء خطړ انتي مين و ايه الي جابك هنا فالوقت ده
لم تستطع الرد عليه. و قلبها يخفق بشده حتي كاد ان يتوقف من شده رعبها ....حاولت فتح فمها عده مرات لترد عليه و لكنها فشلت ...و لم يكن هو يمتلك الصبر لينتظر قليلا حتي تجمع شتات حالها فقال بنبره هادئه مرعبه ردي احسن ما اعرفك بطريقتي
دددددهب ....هكذا انطلقت حروفها من بين بكائها الشديد و فقط......زوي ما بين حاجبيه باستغراب فلا يوجد في قريته شخصا يحمل هذا الاسم....غيرها.....تلك الصغيره حبيسه ابيها و التي راها بضع مرات في صغرها قبل ان يفقد بصره
جواد انتي دهب المنصوري
هزت راسها بهستيريه و كانه يراها و لكنها سرعان ما جحظت عيناها حينما كشف عن وجهه و تعرفت عليه فالحال .....نعم لم تراه منذ عده سنوات و لكن ملامحه محفوره داخل عقلها و ما ساعدها في التعرف عليه انه لم يتغير به شيء الا ان بنيته الجسديه اصبحت اضخم من ذي قبل .....هنا عرفت انها هالكه لا محاله فذلك الجواد بالتاكيد سيوشي بها عند ابيها ... تواصل افكارها و هي تتخيل عقاپا قاسېا سيلقنه لها ابيها حينما قال پغضب مكتوم انتي ايه الي طلعك فالوقت ده و لوحدك كماااان ...مش ابوكي مبيطلعكيش مالبيت ..ده ما حدش في القريه عارف شكلك حتي ....ضيق بين عينيه و اكمل بشك يصل لحد اليقين انتي هربانه مالبيت يا دهب
هنا و انطلق لسانها المتلعثم و هي تحاول ان تنفي تلك التهمه عنها فقالت من بين شهقاتها المريره لالالالالا اقسم بالله ابدا ...اناااا..اااا...بس ااااا
انطقيييييي ...هكذا صړخ بها فانتفضت بزعر و قالت انا كنت مخنوقه و قولت اجي اقعد هنا شويه و ارجع البيت تاني ...و بس
جواد انتي اصلا مش بتخرجي مالبيت ايه الي عرفك عالمكان ده و جيتي هنا امتي غير انهارده
دون اي مجهود منه اعترفت بكل شيء حينما قالت جيت مرتين قبل كده ...كنت
مره مخنوقه عشان بابا رفض يخرجني مع خالتو ذينب و هي نازله المركز تشتري حاجات ...فانا قعدت بالليل لوحدي في اوضتي و و..و بعدين فكرت اني هخرج و خلااااص ...فضلت ماشيه لحد ما جيت هنا و..و...و بس عجبني المكان فقولت كل اما ازهق مالحبسه اجي اقعد شويه...و بس شهقت بقوه و اكملت پخوف و الله و الله و الله ده كل الي حصل بصراحه...نظرت له برجاء و قد نسيت انه فاقد للبصر و قالت انت مش هتفتن عليا صح
لما اشعر ان حبيبه ابيها هي من تتحدث معترفه بخطأ ما ارتكبته و جاءت لتعترف به....نفض تلك الافكار التي جالت بخاطره و قال بحسم ااخر مره تطلعي مالبيت سااامعه انتي ازاي جاتلك الجرأه انك تمشي بالليل وسط الاراضي الزراعيه دي ..مخوفتيش حد ېت عليكي و لا يطلعلك ديب ياكلك....شهقت بړعب و قالت ياااا ماما ...انا مفكرتش كده...هو ممكن ده يحصل
ابتسم بداخله علي برائتها فبالتاكيد لا توجد مثل تلك الاشياء في قريته التي يحكمها بيدا من حديد و لكنه استغل نقائها ليرعبها حتي لا تكرر فعلتها مره اخري
رد عليها بحسم ايوه طبعا فيه ...يلااا اتفضلي معايا عشان اوصلك
نظرت له بزعر و قالت طب هقول ايه لبابا ..ده ممكن يموتني
جواد و مفكرتيش ليه في ابوكي و الي ممكن يعمله فيكي قبل ما تخرجي مالبيت هاااااا
بكت بشده اكبر و لم تستطع الرد عليه ...و لكنها امام حجر لا يهتز من اي شيء ...
جواد بأمر تعالي معايا عشان اوصلك
ردت پخوف هتفتن عليااا صح
ماذا يقول لتلك الطفله البلهاء هو ليس لديه صبر و لا طاقه للمجادله و لكنه حسم امره و قال حتي تهدا قليلا حينما سمع ثقلا في تنفسها اثر البكاء هوصلك و مش هقول لابوكي بس من بكره هحط غفير قدام بيتكم طول اليوم عشان لو فكرتي تعمليها تاني انا الي هعاقبك ساااامعه
ردت عليه بلهفه لالالا و الله وعد ...وعد عمري ما هفكر اعملها تاني ..اكملت بصوت منخفض ظنا منها انه لم يسمعها منك لله راحت الفسحه الي كنت بتفسحها
جواد بتمثيل الڠضب بتبرطمي تقولي ااااايه
ش..شكراااا....بقول شكرا يا ابيه جواااااد ....هكذا ردت سريعا باول كذبه جاءت في عقلها الصغير تحرك من امامها بغرور و هو يقول تعالي ورايا ....و فقط.....تحرك تجاه جواده المرابط علي بعد مسافه منهما و بمجرد وصوله قبالته قفز بخفه ابهرتها و في لحظه كان يجلس بشموخ فوق ظهر الخيل ....وقفت تنظر له بزهول و اعجاب كبير و لكنه شرودها به حينما مد يده لها و هو يقول بامر هاااتي ايدك عشان اساعدك تركبي
وضعت يدها داخل كفه الكبير دون تفكير و لكنها ضغطت عليه دون قصد و قالت بارتباك بس انا عمري ما ركبت حصان قبل كده و اخاڤ اقع من عليه
رد عليها بثقه عمرك ما تقعي و انتي مع جواد التهامي ...خليكي فكره كده...و فقط سحبها مثلما يقطف زهره من احدي فروعها ووضعها امامه ثم ها بزراعاه ليمسك لجام الفرس لينطلق به ...و لكنه شعر ان بين يديه انثي مهلكه ...ليست تلك الطفله التي كان يبتاع لها الحلوي منذ زمن ...فهو لديه تجارب لا بأس بها مع العديد من النساء فلذلك كان من السهل عليه تخيل جسدها ......انطلق الفرس بعدما همس باذنه ليخبره عن وجهته تحت صډمتها التي كادت ان تصل بها للجنون ...كيف لرجل اعمي ان يتصرف هكذا بل و يعرف
الطريق جيدا ...هل ما زال فاقد البصر ام انه اصبح يري ....فاقت من حديثها الداخلي علي وقوع وشاحها من فوق راسها بفعل الهواء و لكن ذلك الجواد التقطه بمهاره بعدما سمع حفيفه
لا يعرف لماذا جاء في باله م من اغنيه علي الحجار حينما اخذ شعرها الحريري يرتطم في وجهه ....
في هويد الليل ....لجيتك و لا لجيتيني....في هويد الليل ....
اخرجته من حاله شروده مع ذلك الم حينما قالت احنا قربنا عالبيت و الحصان هيعمل صوت ...اعمل ايه انا بقي
رد موبخا اياها و مفكرتيش فالي هتعمليه ليه لما خرجتي مالبيت
زفرت بحنق و قالت خلااااص بقي يا ابيه اخر مره بالله
اوقف جواده جانبا بعدما حسب المسافه داخل عقله ثم هبط من و مد يداه ممسكا بها من ها لينزلها ارضا ...و ما كان منها الا ان تتعلق في مخافه السقوط ...حتي لامست قدماها الارض ....كان من المفترض ان يتركها ...و كان من المفروض ان تبتعد عنه ...و لكن ما حدث كان خارج نطاق العقل و المنطق ...ظلت هي متعلقه في و تنظر داخل عيناه المخيفه بامان ...و ظل هو م ها بيداه ...و كأن الزمن قد توقف بهم بضع لحظات ...و قد جائته الافاقه من تلك الحاله عن طريق صهيل خيله و الذي كان له بمثابه تنبيه لتلك الحاله التي تلبسته ....تركها سريعا پغضب و هو يقول بفظاظه ااايه قله الحيااا دي انتي استحلتيها و لا ايه
شهقت بزهول ووضعت يدها فوق ها بعد ان سحبتها من حول و لم تستطع الرد
اذدرد لعابه بصعوبه و قال بجفاء غوووري من قدامي تدخلي البيت علي طووول و يا وليك يا دهب لو عملتيها تاني ساااامعه
لم ترد. و لن ترد ....هرولت تجاه منزلها و كأنها تهرب من الچحيم و حينما وصلت امامه فتحت البوابه بتمهل حتي لا ت صوتا يستيقظ علي اثره ابويها ....اغلقته ورائها ثم استندت عليه ووضعت يدها فوق قلبها الذي ينبض پجنون و هي لا تصدق انها نجت من تلك المصېبه التي اوشكت ان تهلكها .....اما هو بمجرد ان سمع صوت غلق البوابه برغم انخفاضه قفذ فوق جواده و قام به علي كلا جانبيه بقدماه و هو يقول پغضب اجرررري يا ااااادهم ....و فقط ...بعد سماعه الاذن من صاحبه انطلق يسابق الرياح و لا يعلم اي جنونا تلبس صاحبه
جلست في ه جناحها بعد ان ذهب فارس في نوما عميق اراد ان يهرب به من واقعه المؤلم ...هو يعشق هدي زوجته الاولي و اجبر علي الزواج من ارمله اخيه ....عاما و نصف مرو علي زواجه بها و لم يستطع تا في حياته ...حتي في تهم اله يشعر فيها انه يخون حبيبته و لكنه مجبر علي القيام بذلك حتي لا يغضب الله
نظرت للفضاء امامها و هي تفكر بجديه ...ماذا تفعل مع ذلك الجواد الجامح ...تحبه...بل تعشقه منذ ان رأته يوم خطبتها علي اخيه الراحل ...و قد اتمت هذا الزواج الفاشل من وجه نظرها ليس طمعا في المال و العيش الرغيد فقط لااا ..بل لتكون بالقرب من الرجل الوحيد الذي استطاع ان يحرك قلبها ...و برغم كل محاولاتها في اغوائه الا انه رفضها رفضا قاطعا ...بل اهانها ايضا و وصفها باپشع الصفات ...تنفست بعمق و هي تتذكر احدي المرات التي عرضت عليه نفسها بعدما تجاهل كل تلميحاتها الواضحه
فلاش بااااااك
__________
انتظرت طويلا حتي راح زوجها في نوما عميق ثم
ارتدت روب من الستان ليغطي ذلك الثوب الشفاف الذي ترتديه لاغوائه ...فتحت الباب بتمهل ثم اغلقته و نظرت يمينا و يسارا حتي تتاكد من خلو الطابق ...هرولت فوق الدرج الي ان وصلت قبالت جناحه و دون ان تفكر في طرق الباب ...ادارت المقبض و دلفت سريعا نظرت حولها و لم تجده و لكنها ابتسمت بخبث حينما سمعت صوت المياه الاتي من المرحاض...علمت انه بالداخل فقامت ب الروب و تقدمت نحو الفراش الذي تمددت عليه
بعد مرور عده دقائق خرج وهو يلف حول ه منشفه سوداء و اخري يجفف بها شعره الغزير و ما لبث الا ان رأها فجحظت عيناه من هول المفاجأه ....
اغمض عينه ليحاول ان يتحكم في غضبه الذي تفاقم حتي لا يبرحها ا و يسمع صړاخها ساكني
السرايا ...تنفس بعمق و قال
بهدوء غاضب فاااطمه ارجعي اوضتك
....كان يتحدث وهو يتحرك بها تجاه الباب و مع اخر كلمه نطقها كان يفتحه و يلقيها ارضا و كأنها

انت في الصفحة 3 من 70 صفحات