الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم بسمة

انت في الصفحة 2 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


أوي كده!..
توجهت بنظرها للشرفه وتابعت بذهول.. 
هتخرجي إزاي دلوقتي والشمس لسه مطلعتش يا إسراء! ..
ابتسمت لها إسراء ابتسامة باهته وبأسف قالت.. 
الجو مغيم شويه وشكلها هتمطر واطمني الساعه 7ونص يا ماما..
اعتدلت إلهام وجلست على الفراش وبقلق قالت..
طيب قوليلي انتي رايحه فين بس يا بنتي.. انا ببقي قلقانه عليكي ومش عارفه انتي فين ولا بتعملي ايه..

ربتت إسراء على ظهرها بحنان بالغ وأردفت بتنهيده.. 
يعني هكون بروح فين يا ماما.. اديني بلف يمكن ربنا يكرمني بأي حاجه اشتغل فيها.. مش عايزاكي تقلقي عليا يا حبيبتي ولو إسراء جاعت أديها لقمة عيش تاكلها على ما أرجع وان شاء الله ربنا يرزقني وارجعلكم بأكله حلوه..
طيب ريحي قلبي يا بنتي وقوليلي أيه اللي حصل معاكي لما روحتي لصاحب الشركة..قوليلي يا بنتي الراجل عمل معاكي ايه انتي من يومها مش عجباني ولا اللي قولتيه دخل دماغي يا إسراء.. 
أردفت بها إلهام بصوت متحشرج بالبكاء..
أطبقت إسراء جفنيها پعنف لكبح عبراتها ورسمت ابتسامة زائفه على ملامحها الفاتنه وتحدثت بجديه قائله.. 
وانا من أمتى بخبي عليكي حاجه يا ماما!!..الراجل طلع في منتهي الزوق زي ما قولتلك وخد مني الورق وقالي هيتابع الإجراءات بنفسه بس طلب استني عليه اسبوعين تلاته على ما يخلص شغل مهم في ايده وهيبعتلي معاش رامي الله يرحمه لحد عندي كمان..
رمقتها والدتها نظره متفحصه وحركت رأسها بالايجاب وهي تقول.. 
ادينا داخلين في الأسبوع التاني اهو.. وماله نستني ونشوف أيه اللي هيتم والميه تكدب الغطاس..
ادعيلي.. قالتها إسراء وهي تسير نحو الخارج غالقه الباب خلفها ووقفت أمامه تبكي بصمت متمتمه بسرها.. 
أقولك ايه بس يا ماما.. اللي حصلي على ايد المغرور دا ميتقلش..
جففت عبراتها وهبطت الدرج بخطي مرتجفه حين داهمتها برودة الجو الشديده.. 
توكلت على الله.. 
همست بها بقلب يستجدي المولي أن يرزقها رزق حلال من حيث لا تدري ولا تحتسب..
تسير بطريقها كالسيف غافله عن تلك السياره التي تتابعها منذ خروجها من منزلها.. بها مجموعه من الرجال يتابعون كل ما تفعله ويقومون بتصويرها..
.............................. 
.. بقصر الدمنهوري..
رنين هاتف بستمرار ازعج ذلك الوسيم الذي أوشك على النوم بعد مكوثه بإحدى الملاهي الليليه حتي شروق الشمس..
اعتدل بتكاسل وأمسك هاتفه ضغط زر الفتح وتحدث بصوته الصارم قائلا.. 
ايه الأخبار..
أتاه الرد سريعا.. 
فارس باشا..البنت خرجت من بيتهم زي كل يوم بتلف على المحلات تسأل عن شغل..بس شكلها انهارده تعبان أوي ورجعت أكتر من مره وكل ما تحس انها هتقع بتقعد على الأرض..
انتفض من على الفراش وهب واقفا وسار نحو غرفة الثياب أخرج ملابس له وبدأ يرتديها وهو يقول بأمر.. 
ابعتلي لوكشن بمكانها حالا..
أمرك يا باشا..
اغلق الهاتف وتابع ارتداء ثيابه محدثا نفسه بغيظ.. 
انا شوفت حريم كتير عن عبائتها.. وجدتها موضوعه جوارها على الفراش.. نزعت تلك الابره من يدها الموصله بمحلول معلق بجوار الفراش..
وارتدت ثيابها وهبت واقفه بصعوبه.. وسارت نحو الخارج بخطي مجهده..
كان فارس يقف أمام الباب واضعا كلتا يده بجيب سرواله.. شهقت بصوت خفيض حين لمحته.. رمقته بنظره محتقره وهي تقول.. 
حيوان بهيئة إنسان..
نظر لها نظرة دبت الړعب بأوصالها واقترب منها مال على اذنها وهمس بوعيد.. 
سمعتك على فكره وهحسبك على غلطك دا..
ضحكت
ساخرة.. ضحكه اظهرت جمال وفتنة ثغرها المزموم وبصوتها الساحر قالت.. 
هتقول لرجلتك تضربني پالنار تاني!..
قالتها ولم تنتظر منه إجابه وبدأت تسير نحو الخارج متمتمه.. 
حسبي الله ونعم
الوكيل..
استني.. أردف بها فارس
پحده اوقفتها دون أرادتها.. 
سار نحوهاوتابع حديثه وهو يشير نحو مجموعه من العاملين يقربون نحوهما.. 
انتي مش جايه عايزه معاش جوزك..
إسراء بنظره حارقه.. يغور من وشك المغرور دا يا فارس بيه..
لو غلطتي تاني صدقيني هندمك على اليوم اللي اتوالدتي فيه.. قالها فارس بابتسامة مصطنعه وهو يتعمق النظر لعينيها الواسعه التي تأثره بجمالها لينتبه على صوت أحدهم يقول بعمليه..
فارس باشا انا سيد شعلان مدير المصنع اللي كان شغال فيه رامي حسنين..
شنطتي.. قالتها إسراء وهي تجذب حقيبتها من يد إحدي الواقفين پعنف.. 
على مضض ابتعد فارس بنظره عنها ونظر لذلك الشخص وتحدث بصرامه قائلا.. 
ليه متصرفش لأهل رامي معاشه لغاية دلوقتي يا استاذ سيد!..
إجابه قائلا.. لأنه اترفد من الشغل يا فندم بعد ما اتمسك وهو بيسرق..
أخرس قطع لسانك.. انا جوزي أشرف منك ومن اللي مشغلهم كلهم.. 
صړخت بها إسراء پغضب عارم وصمتت لبرهه وتابعت بهدوء مريب.. 
يا سيد يا حرامي يلي بتسرق الراجل!...
نظرت ل فارس وأكملت بأسف مصطنع.. 
شحبت ملامح سيد وازداراد لعابه بصعوبه وهو يتنقل بنظره بينها وبين فارس الواقف يتابع كل ما يحدث بصمت وهدوء مريب.. 
أخذت إسراء نفس عميق ونظرت ل
فارس بستحقار واكملت قائله.. 
بس اطمن يا سيد يا حرامي انا مش هحكي لولي نعمتك عن عمايلكم السوده خصوصا بعد ما شوفت كمية الغرور اللي عنده دي..
أنهت جملتها وسارت من أمامهم جميعا.. ليسرع سيد ويتحدث پخوف ظاهر على محياه.. 
دي بتكدب يا فارس باشا.. انا شغال مع سيادتك من اكتر من 15سنه من أيام محمد باشا والد حضرتكوتاريخي يشهد عليا..
أشار له فارس بالصمت وسار من أمامه وهو يقول.. 
هاتلي ملف رامي دا على مكتبي حالا..
أمرك يا باشا..
انتظر حتي اختفي فارس عن عينيه ونظر لإحدى الواقفين جواره وتحدث بأمر.. 
ابتسم له رجل ابتسامة شريره مرددا.. 
طبعا مفهوم.. دي يا رقبتها يا رقبتنا يا كبير..
بينما بعث فارس رساله للحرس الخاص به محتواها.. 
عايز حراسه مكثفه على البنت اللي هتخرج من الشركة دلوقتي..
حرك رأسه بيأس محدثا نفسه.. 
مش هيسبوها بعد كلامها دا.. 
نهاية الفلاش بااااك..
ارتجل سيارتهوقاد بنفسه خلفه سيارات الحراسه الخاصه به متجه نحو العنوان التي تتواجد به تلك الساحره..
استطاعت الوقوف بصعوبه بالغه وسارت نحو إحدي المتاجروهمت بدفع الباب الزجاجي.. ليوقفها رجل الأمن الواقف على الباب قائلا.. 
ملكيش شغل هنا يا ست.. اتكلي على الله يله..
تلاحقت أنفاسها دليل على شدة تعبها ونظرت له بذهول وبصوت ضعيف قالت.. 
انت عرفت إزاي اني هسأل على شغل! وبعدين ما انتو معلقين ورقه على الباب أهي طالبين ناس تشتغل..
يله يا ست من هنا الله لا يسيئك مش ناقصين نصايب.. 
قالها الرجل بنبره راجيه وعينيه زائغه بينها وبين سيارة زجاجها عاتم تقف على مقربه منهما..
امتلئت أعين إسراء بالعبرات وبعدم فهم حدثت نفسها.. 
هو أيه اللي بيجرالي دا يا ربي.. كل ما أدخل مكان يقولولي ملكيش شغل عندنا.. أروح فين بس يارب.. انا تعبت أوي..
اندفعها بالحديث جعلهم يضعوها داخل دائره مغلقه.. هما مجموعه من الرجال الفاسدين يعملون داخل شركة الدمنهوري.. يمحون كلا من يكتشف العيبهم وهي اعلنتها صريحه انها تعلم عنهم كافة شئ..
ظلت تسير بالطرقات بلا هواده.. خطواتها مرتجفه تدل على شدة تعبها..
عينيها تملؤها العبرات ولكنها تأبي الهبوط..
ضاقت عليها من جميع الجهات.. تقفلت بوجهها كل الأبواب..
كيف ستعود للمنزل بدون علاج لوالدتها وطعام لصغيرتها!..
ظلت تسير حتي توقفت بجوار إحدي المطاعم.. تطلعت على الجالسين بالداخل تتابعهم بخجل واحراج شديد وقلب يعتصر ألما مپرحا يكاد ان يزهق روحها..
اذدردت لعابها بصعوبه والقت بكل شئ عرض الحائط وأولهم كرمتها وعزة نفسها..
رسمت ابتسامة هادئه على ملامحها الفاتنه الحزينهوخطت نحو الداخل حتي وصلت لإحدى العاملات بالمكان وتحدثت بصوتها الناعم قائله..
لو سمحتي يا انسه مش عايزين حد يشتغل معاكم هنا!..
رمقتها الفتاه بنظره منذهله لثيابها الغير منمقه واجابتها بأسف..
لا مش عايزين..
اقتربت منها إسراء خطوه وهمست بستحياء ورجاء قائله..
طيب ممكن تديني اي حاجه أكلها حتى لو بواقي اكل من اللي بترموه..
شهقت بفزع حين قبض على معصمها يد قويه.. استدارت تنظر پغضب لصاحب تلك اليد ..
لتتسع عينيها حين وجدت ذلك الرجل الذي تلقبه هي ب المغرور..
جحظت أعين فارس حين
لمح شحوب وجهها الشديد وتحدث بنبره حاول جعلها لينه ولكنها خرجت جامده كعادته.. 
أهدي يا إسراء انا هنا علشان أساعدك..
مش عايزه مساعده منك أنت بالذات.. 
همست بها بضعف وهمت بدفع يده بعيدا عنها

البارت ال..
أنت بتخرف بتقول لامؤاخذه.. تقوم انت سايب المعزه السايبه اللي عندكم وتمسك فيا انا!..
انهال عليه تامر بلكمات عڼيفه متتاليه وبثقه تحدث قائلا..
مرات أخويا أشرف من الشرف يا ابن ال..
أسرع الماره بالطريق بابعادهم عن بعضهما.. لېصرخ الرجل بغيظ شديد قائلا..
لو مش مصدقني روح شوفها بنفسك في قصر الدمنهوري.. أكيد هيخدها على هناك زي كل مره.. وساعتها هتعرف انها خلصت من أخوك علشان تعرف تاخد راحتها مع صاحب الشركه..
تعمد رفع صوته بكلماته السامه حتي يتسبب بفضيحه على الملأ.. 
وصل للمنزل وخطي مندفعا نحو الداخل.. لتقابله زوجته
إيمان التي شهقت پعنف فور رؤيته بهذا الشكل وتملك الفزع من قلبها حين رأته يصعد الدرج كل درجتين معا متجه نحو شقة صديقتها الغاليه التي تعبترها بمثابة شقيقتها..
ركضت خلفهوهي تردد اسمه بلهفه قائله.. 
تامر.. استني رايح فين بس!..
قلب ستك ونن عينها يا ضنايا.. 
قبلتها مرات متتاليه.. 
نسخه من أمك وهي صغيره يا إسراء.. سبحان الخالق المبدع.. ربنا يحفظك انتي وهي يا حبيبتيويرزقك يا إسراء يابنتي بفرحه قريبه تعوضك عن تعبك وحزن قلبك!..
انتفضت بهلع وبكت الصغيره پخوف حين اقتحم تامر الباب الخشبي المتهالك واندفع للداخل وهو ېصرخ قائلا.. 
انتي فين يا مرات أخويا.. أنتي فين يا بنت الأصول ! ..
أهدي يا تامر.. مينفعش اللي بتعمله دا.. 
هتفت بها إيمان پبكاء وهي تمسك ذراعه تسحبه نحو الخارج..
دفعها پعنف بعيدا عنه.. لتسقط ارضا وتتأوه بصوت خفيض ولكنها هبت واقفه واسرعت بالركض خلفه مرة أخرى..
اندفع هو لداخل الغرفه الوحيده الجالسه بها إلهام ووقف أمامها مباشرة وتحدث بأنفاس متهدجه تدل على شدة غضبه.. 
بنتك فين يا إلهام..
نظرت له إلهام بذهول وتحدثت پخوف من هيئته قائله.. 
في ايه يا تامر يا ابني.. عايز ايه من إسراء!..
مال تامر عليها قليلا وصړخ بوجهها فجأه قائلا .. 
لطمت إيمان وجنتيها وازدات نشيجها وهي تستمع لحديث زوجها اللازع..
بينما اشتعلت أعين إلهام بالڠضب وضمة حفيدتها بيد ودفعته بيدها الأخرى بكتفه بكل قوتها مردده بصړاخ هي الأخرى.. 
أخرس يا قليل الأدب.. قطع لسانك.. انا بنتي متربيه احسن تربيه وصاينه شرف أخوك وهو في قپره ويله اطلع بره من هنا.. انا ساكته على عمايلك دي لغاية دلوقتي علشان خاطر انت اخو رامي اللي كنت بعتبره ابني.. لكن توصل انك تتهجم عليا بالمنظر دا وتغلط في بنتي.. يبقي تطلع بره بدل ما ألم عليك الناس واعملك محضر في القسم كمان..
أبتسم لها تامر ابتسامة مصطنعه وتحدث بهدوء مخيف قائلا.. 
عندك حق.. بنتك وانتي أدري بيها وبتربيتها.. 
سيب البت يا تامر.. حرام عليك.. سيب البت هتكسر ايديها..
بنت أخويا.. لحميوانا أولى بيها وبنتك اللي مرمغت شرف أخويا في الطين والله ما هسبها.. 
قالها وهو يسير بالصغيره نحو الخارج بعدما تمكن من أخذها من جدتها بصعوبه..
اقتربت إيمان بلهفه تساند إلهام التي أوشكت علي السقوط من أعلى الفراش وساعدتها على الاعتدال بجلستها وهي تقول بنحيب.. 
حقك عليا أنا يا خالتي واهدي ونبي وانا هجبلك إسراء لما تامر يهدي..
ضړبت إلهام
 

انت في الصفحة 2 من 23 صفحات