رواية الظن كاملة بقلم ډفنا عمر
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
نوفيلا_الظن
الفصل الأول.
الشك چحيم يستعر بقلب صاحبه..يقتات على روحه دون رحمة..ينصب له شرك تلو الأخر..فلا يعرض عنه قبل أن يسقط سقطته الأخيرة..في غياهب ظنون لا تثمر سوى الهلاك.
يلملم أشيائه من فوق مكتبه الخاص بإحدى الشركات المعروفة حيث يعمل وعيناه تتفقد ساعة يده بلهفة كي يعودة لمنزله فمازالت مشاعره نحو عروسه مشټعلة يشتاق لبثها فيوض عشقه الجارفة..خمسين يوما فقط هما كل رصيدهما وهما زوجان بعد صبر حصد وصالها بشرع الله تحت سقف بيته الذي ما انتظر سواها تتسيد عرشه.
رمقه بامتعاض يا ساتر عليك ابعد عينك عني الله يكرمك انا لسه بقول يا هادي وبعدين ربنا ما يجيب هم.. ده يوم الهنا لما ربنا يرزقنا بالذرية الصالحة.
قهقه صديقه يارب يا سيدي أنا أكره يعني المهم متنساش الأسبوع الجاي هزورك مع المدام بتاعتي عشان تتعرف على العروسة واستطرد بعفوية دون نية سيئة وبصراحة انا عندي فضول اشوف اللي شقلبت كيانك كده ومابتصدق تخلص شغل وتطير عليها.
لم. ينتبه الأخير لحالته العابسة وشرع بلملمة أشيائه هو الأخر للرحيل خلفه بينما وصل فيصل لباب شقته ودس مفتاحه بدائرة المزلاج والجا يبحث عنها لتتسمر عيناه على شيء أزعجه بشدة ضلفتي النافذة الكبيرة مشرعة ويطل منها رجلا ينفث غليونه وعيناه ترشق بتفاصيل الردهة بوقاحة هم بالذهاب إليه فأختفى الرجل خلف نافذته مشط محيطه بحثا عنها لتستقر قدماه على أعتاب مطبخها ليهتف دون مقدمات
_ أنت جيت لقيتني فين يا حبيبي
تسائلت بهدوء كأنها تحدث طفلها ليغمغم بخشونة
في المطبخ.
_ وتفتكر حد ممكن يشوفني في المطبخ اللي تقريبا معزول وبعيد عن مرمى الشبابيك اللي برة
_
_أديب أتصل علي أخوك فيصل ينزل مع مراته يتغدوا معانا..
ترك هاتفه ملبيا لوالدته حاضر يا ماما هكلمه أهو.
هبط مع زوجته للطابق الذي يليه حيث تمكث والدته وشقيقه الأصغر وما بين مزاح أديب بحكايا رفاقه وضحكات سيدرا وووليمة الغداء الشهية انقضت أمسيتهم العائلية وصعد فيصل معها شقته يحتله شبح غيرة حمقاء يعجز عن وئدها حين تضحك زوجته او تتمازح مع أخيه يعلم أن داء الغيرة لديه ربما مفرط لكن لا سلطان عليه أو ردعه.. يغار عليها حد الجنون وېخاف يوما أن يفقد زمام أمره.
كنتي مسخسخة من الضحك مع بعض أديب واحنا عند ماما تحت.
قالها وهو ينزع عنه كنزته القطنية ويستبدلها بأخرى أكثر راحة لتجيبه وهي تمشط شعرها قبالة المرآة
أصله حكالي مواقف ټموت من الضحك حتى طنط كانت بتضحك كمان وبعدين أنا بعتبر أديب زي أخويا محمد بالظبط ثم التفتت إليه ومنحته ابتسامة صافية كفاية انه أخوك ياحبيبي عشان يكون غالي عندي.
_
عيناه معلقة بشاشة التلفاز يقرقض أظافره دون وعي بعادة تلازمه كلما ولى تركيزه لشيء فتنزع سيدرا يده من فمه بغتة قائلة بطل الحركة دي يافيصل.
_ حركة ايه
أشارت لأنامله ضوافرك اللي بتقرقضها زي الفار دي يا ابني.
زفر وعاد بتزكيزه يتابع المباراه مع قوله أما بتوتر او اركز بعمل كده من غير ما احس.
ابتسمت له عارفة انك مش بتحس بنفسك بس حاول تبطلها.. أنا جسمي بيقشعر من الحركة دي.
لم يجيبها وعيناه تطارد مسار الكرة بتركيز شديد لتتحدث بضجر فيصل انا زهقانة ومش بحب ماتشات الكورة..المسلسل اللي بحبه قرب يجي.
_ خلاص انزلي عند ماما تحت أديب عند صاحبه وهتقعدي معاها براحتك..
هبت من جلستها بحماس أيوة صح واهو اسلي طنط لحد ما اخوك يجي.
أوقفها بندائه سيدرا.. تنزلي بإسدال واياكي تقلعيه
_لو هتقلعيه ماتنزليش.
رمقته بدهشة ازدادت وهو يستطرد بتراجع خلاص خليكي معايا الماتش فاضله شوط اخير واسيبلك الشاشة كلها.
لم تجادله وجلست يطغى على وجهها الإحباط.
أشفق عليها فصاح بلطف طب خلاص انزلي بس تاخدي بالك أديب ممكن يجي في أي وقت افرضي كنتي قاعدة براحتك و...
_ بسيطة طنط هتعرفه يرن عليها قبل ما يوصل عشان انا معاها.. ولما يجي هلبس إسدالي تاني.
منحها نظرة مطولة حيرتها ليعود ويبتسم ويلاطفها بعد حدته خلاص ياست الكتكوتة انزلي.
ضحكت بانطلاق وهو يدللها بنا تحب بحبك اوي لما بتقولي ست الكتكوتة.
شملها بنظرة حانية طبعا كتكوتة صغنونة وواخدة قلبي وعقلي.
ضحكت ثانيا أه منك عرفت تصالحتي يا لئيم اصل بصراحة كنت هنزل مقموصة منك وهشتكيك لطنط.
جذبها لتجلس على قدميه ورفع شعرها المتدلي فوق عيناها
هو انا كده صالحتك يا عبيطة
ثم مال ولثمها برقة دي تصبيرة لحد ماتطلعي.
وامشي بقا بدال ما أسيب الماتش والغي نزولك تحت.
هرولت من بين يديه مطلقة ضحكتها التي تدغدغ قلبه ليتنهد ويعود لمتابعة المبارة الهامة لفريقه المفضل.
_ هات الريموت بلاش غلاسة.
لاعب حاجبيه بعينك.. مش هتاخديه لحد ما الحلقة تخلص.
رمقته بحنق كده ماشي أنا هطلع شقتي اتفرج براحتي..أنا مش فاهمة ايه رجعك بدري تقل مزاجنا
_استني.
لحقها قبل ان تغادر خلاص اتفضلي الريموت أصلا فيصل بيتفرج على الماتش وكان مش هيخليكي تغيري القناة أمال انتي نزلتي عندنا ليه
قالت بكبرياء لا منا كنت هنزلوا عندكم يافالح واتفرج علي المسلسل براحتي.
ثم أغاظته وكنت هعملي طبق فيشار بالكراميل وادلع نفسي.
ضحكت والدته التي أتت من خلفها عشان تعرفي ان حماتك اللي هي أنا بتحبك.. أنا أصلا كنت بعملكم فيشار..
هرولت سيدرا تقبل وجنتها بمرح وهي ټخطف من يديها الصحن الكبير قلبي من جوة والله يا طنط..
ربتت عليها ثم رمقت أديب أمرة هات الريموت وروح شوف حالك وبلاش تناكف مرات اخوك واعقل شوية.
سيدرا
أه والله يا طنط قوليلوا.
_ أنا اللي اعقل برضو هو في حد طبيعي يتفرج علي مېت حلقة هندي.
_ المية دول الجزء الاول بس..وسع بقى خليني الحق باقي الحلقة.. وأمري لله اشوف اللي فاتني في الإعادة بالليل.
استنكر بقوله كمان إعادة ياميلة بختك يا فيصل يا اخويا.
زجرته والدته أديب اتلم وسبنا نتفرج.
هز رأسه بامتعاض وملأ كفيه بحفنة من زهور الفيشار وراح يأكل ونظراته الساخرة مسلطة علي الشاشة تتابع لقطات المسلسل حتي وقف عند إحدى الةشاهد.
_ هي البطلة كل اما تزعل وتضايق تعمل حلويات
سيدرا دون أن تحيد عيناها عن شاشة التلفاز ايوة كوشي بتفرغ طاقتها في الأكل..
_ انا نفسي ادوق البتاع المدور اللي بياكلوه ده.
_ دي حلوى هندية اسمها جاليبي يا طنط..هجيب طريقتها من علي النت واعملهالك من عيوني.
قال بتهكم يا بنتي انتي لسه ليكي عين تتكلمي
بعد الكيك المحروق اللي عملتيه الاسبوع اللي فات.
رمقته