رواية الظن كاملة بقلم ډفنا عمر
مش عاجبني من بعد رجوعك من الشغل.. حصل حاجة معاك
حاد بصره إليها وراح يرمقها بشرود والأفكار السوداء تطوف داخله دون توقف..قصة صديقه فايز جعلت مخاوفه تتضخم أضعافا.. ماذا لو... ..!
_ فيصل قلقتني عليك. في حاجة حصلت معاك
نفض عنه شروده وغمغم لها مفيش يا سيدرا.
_ طيب مش هننزل نسهر مع طنط وأديب ونتفرج على الفيلم الأجنبي معاهم ده انا عملت البسيسة اللي طلباها مني طنط ومتشوقة لرأيها.
_ طب ليه مش ننزل يافيصل محڼا فاضين.
احتد عليها وبعدين معاكي اسمعي الكلام.
اختنقت بالدموع وهزت رأسها دون أن تجادله
فأشفق عليها وهم بالتراجع عن قراره وهو يسب نفسه لكنه توقف وطيف ضحكاتهما معا يثير جنونه.. لن يتراجع.. لن يهبط إليهم يجب أن يضع حدودا وطريقة لحياتهما كما يحب.
يعني غلطان لما ابقى عايز اكون معاكي لوحدنا واشبع منك وكمان نفسي اول واحد يدوق الحاجة الحلوة
اللي عملتيها يبقى أنا ده يضايقك يا ست الكتكوتة.
لم ينسى انه بسبب حالته المزاجية السيئة أغضبها بمنعها من الهبوط لوالدته كما تحب.. المفترض ان يطير فرحا لعلاقة زوجته مع أمه لكن كيف تجتمع راحة البال مع چحيم الغيرة والشك الذي ېخاف عواقبه..مسح علي وجهه كأنه يزيل غبار بعثرته وقرر أن يوم عطلته القادمة سيقضي الليلة هو وهي مع والدته وأخيه ومشاهدة الفيلم بجلسة عائلية كما يروق لها في صحبتهم يدري أن سلوكه معها أصبح متطرف يميل للتحكم المفرط منذ معرفته بزواج صديقه فايز بأخت زوجته..الخلل الذي حدث مع الأخير ېموت خوفا أن يصيب حياته يوما..فليضع الضوابط حتي لو لم تتفهم سيدرا معاناته.. وبطبيعة الحال لا يريد ان يحدث شيء بينه وبين أخيه الذي يحبه فقرر أن يقيم سدود الحذر قبل أن يغرقه طوفان الظن.
_ استعد للخروج فين يافيصل انت لسه راجع من شغلك ويدوب هتتغدا وتنام و...
_ هنتغدا برة.
حدجته بذهول وهو يخالف عاداته وطقوسه التي تكاد تكون مقدسة ليقترب منها بنظرة حيرتها مع همسه سيدرا.. عشان خاطري عايزك تتحمليني الفترة دي.. أنا في حاجة تعباني وقبل ما تسألي مش هقدر ابوح بيها.. بس كل اللي اقدر اقوله اني بحبك.. بحبك لدرجة الجنون وبتعب لما تكوني زعلانة.
ضمھا إليه ورأسه تستكين فوق كتفيها وقال لأ..اسمعي كلامي وبس حتي لو مفهمتيش أسبابي.. ممكن يا ست الكتكوتة
ضحكت بخفوت وابتعدت عنه محافظة على قربه الدافيء موافقة يا قلب الكتكوتة.. هنخرج فين بقا
_ ماشي يامفتري.
همهم وهو يتوجه للمرحاض والله انتو اللي مفتريين.. الواحدة فيكم بتلبس في ساعتين كأنها بتخترع الذرة.
_ سمعت تريقتك علي فكرة.
ابتسم وهو يلج لمرحاضه وصاح طب هاتي غيار ليا واختاريلي قميص على ما اخلص.
مبسوطة!
سألها بعد قضاء سهرة مميزة وصاحبها بجولة ليلية أنعشت روحها لتهتف بسعادة لمسها قلبه فأثلجته
أوووي أوووي يافيصل احنا فعلا كنا محتاجين نغير جو.. ثم ترجته گ الطفلة وحياتي عندك تكرر الفسح دي كتير كل اما تجيلك فرصة.
ابتسم وهو يقرص وجنتها من عيوني يا ست الكتكوتة يلا بقى نرجع عشان انام شوية واقدر اصحي لشغلي.
ضحكت برقة تستاهل بصراحة وعشان اكافئك هعملك بكرة حاجة بتحبها بس توعدني نسهر سهرة محترمة زي دي تاني
_ أأمريني وانا انفذ.
_ الأمر لله ومتحرمش منك ياحبيبي.
مضى قرابة أسبوعان بعد رجوعهما والأحوال مستقرة بينهما لم تتقابل سيدرا مع أخيه لسفر الأخير بإحدي المصائف مع رفاقه لتدعوهم والدته في يوم عودته للعشاء معهم..تأنقت الأخيرة بشكل ملفت ومبالغ على تجمع عائلي معتاد انتقد اهتمامها الزائد لتجيبه انها تشعر بمزاج جيد انعكس حتى على ملابسها ولا ضرر من الاهتمام بهيئتها مادامت محتشمة..لم
يشأ تعكير مزاجها محاربا في نفسه هواجسه اللعېنة التي تتشعب بخطۏرة يهابها بشدة توجه بها لشقة والدته.. وقضوا سهرة لطيفة لم يزعجه بها سوى ضحكات أديب وسيدرا ومزاحهما.. لكن الحق يقال والدته كانت بينهما وتشاركهم كل شيء المزاح الضحكات الأحاديث.. أما هو فجاهد كي يأخذ الأمر ببساطة زوجته الصغيرة الطيبة كسبت محبة أهله ويعاملوها بأرياحية دون تعقيدات لما كل هذا القلق!
_ شوفت يا فيصل أديب جابلي ايه من المصيف طلع عنده ذوق في الاكسسوارات ابن الايه.
رمق بريق القرط التي تحاول ارتدائه ليجد نفسه دون وعي ينزعه عنها هادرا انتي هتقلعي الحلق الدهب بتاع شبكتك عشان تلبسي القرف ده
صاح بنفس الحدة ما تلبسيش حاجة غير اللي انا جايبهالك مش لازم تلبسي هدية اخويا حطيها في الدرج وخلاص.
هزت رأسها وهي تعيد قطع الحلي لدرج طاولة زينتها ممتثلة لأمره وسحابة دموعها تبرق لعينيه فتزيده جنونا لكنه لن يلين تلك المرة وانتهت الليلة بنومه مصدرا ظهره لها..
نظرت إليه بحزن غير مدركة لخبايا أفكاره وشق عليها أن ينام غاضبا هكذا حتى لو لم تفهم سببا لغضبه.. احتضنته من الخلف ووجهها يتمسح به گ القطة ليصل لسمعه أنات بكاء مكتوم جعله يستدير ويغمس بقوة جسدها داخل جسده دون قول كلمة واحدة فتكتفي بعناقه هذا وتستسلم للنوم علي صدره
يتبع
نوفيلا_الظن
بقلم ډفنا عمر
الفصل_الثالث
منذ احتد عليها بشكل غير مفهوم حين حاولت ارتداء القرط هدية أخيه وهي تتعامل معه بحذر متجنبة تقلباته وتصبر عليها..ويلتهم نشاطها حالة من الإعياء تطغى عليها والأكثر غرابة عوفها عن المياة.. تتقيأ حرفيا إن ابتلعتها.. لا تدري ما يحدث معها.
رنين جعلها تنهض تتبين الطارق لتجد والدة زوجها تطل بوجهها البشوش حاملة طبق مسطح ازيك يا سيدرا فينك يابنتي من كام يوم مش بشوفك ولا بتسألي عليا
دعت بترحيب يا أهلا ياطنط خطوة عزيزة اتفضلي حضرتك وهنتكلم.
جلست وهي تضع أمامها الصحن عملت الكنافة بالقشطة اللي بتحبيها انتي وفيصل وقلت اجيبلكم نصيبكم واطمن عليكم.
نظرت بشهية للطبق وقالت بروح مرحة استعادتها برؤية والدة زوجها الله ياطنط الريحة تهبل أنا هروح اعمل كوبايتين شاي نشربهم مع الكنافة وبعدين نتكلم براحتنا.
غابت دقائق ثم عادت بصينية فضية يعلوها كاسات الشاي الساخن..لتبادر سيدرا والله ياطنط افتقدتك اوي.
_ طب وليه مش بتنزلي بقالك كام يوم أنا قلت اسيبك براحتك ومتقلش عليكي بس معرفش ليه قلبي اتوغوش عليكم مع إن فيصل بيعدي عليا كل يوم واما بسأل عنك بيقولي انك نايمة او بطبخي وتروقي ولما تفضي هتنزلي.. انتوا كويسين يا بتني
شخصت عينيها وهي تطالع خيوط الحلوى الذهبية ولا تعلم ماذا تقول هل يعقل ان تخبرها ان فيصل يمنعها النزول دونه وحين يأتي يتعلل انه يريد النوم او السهر معها حدهما
_ مفيش يا طنط اطمني انا