رواية الظن كاملة بقلم ډفنا عمر
بعد الكيك المحروق اللي عملتيه الاسبوع اللي فات.
رمقته والدته بعتاب لتردف الأخيرة مكانش محروق ده كيك شيكولاتة والكاكاو كان غامق.. وبعدين انا هعمل الحلوى دي لطنط مالكش انت فيه.
_هو أخويا كان تحت أما نزلتي
بدا عينه شاخصة غافلا عن قولها لتعيده عليه فيصل سامعني انت سرحت في ايه
_ ودلوقت
ذاب بهمساتها وأنامله تداعب تفاصيلها برفق لينغمس معها بعاطفته وتتوه عن عقله الظنون التي مع أول فرصة تعود لتطفوا على السطح وتفرض هيمنتها عليه من جديد.
_ ماشي حبيبتي طب ماتيجي أوصلك في سكتي ووانا راجع أعدي أخدك.
تثائبت مع قولها لا دلوقتي بدري اوي علي زيارتهم وانا عايزة أكمل نومي الضهر هروح ساعتين وارجع لوحدي قبل وصولك من شغلك متحملش همي.
أوصدت الباب وهبطت الدرج ليستوقفها أديب
_ يا صباح الفل رايحة فين كده بدري.
ابتسمت بود صباح الخير رايحة بيت أهلي ساعتين وجاية..وانت خلصت محاضراتك بدري ولا ايه
_ لا ده أول محاضرة عندي لسه الساعة اتنين بعد الضهر وكنت نازل اعدي على زين عشان نروح سوا..تعالي أوصلك في طريقي.
هبط أمامها ثم استدار بغتة
طب بقولك ايه تعالي شوفي على السريع كده اللبس اللي اشتريته بالليل عايز اخد رأيك فيه.
_ ماشي وبالمرة أصبح على طنط.
_ روحتي لوالدتك ولا لسه يا سيدرا
أجابته عبر الهاتف مع بقايا ضحكتها وهي تمازح شقيقه لسه يا فيصل كنت نازلة على السلم قابلني اخوك وقال هيوصلني في طريقه بس بيفرجني على اللبس بتاعه اللي اشتراه الأول..ثم استطردت بمكايدة عفوية بس
اخوك ذوقه اتحسن وفي منه أمل.
أعترض أديب يا سلام على أساس كان ذوقي وحش قبل كده يا سيدرا هانم!.
_ طبعا تنكر اني غيرتلك استايلك للأحسن يا ابني انا المفروض اكون أشهر مصممة أزياء في مصر.. بس الحظ.
تغير وجهه بضيق وقال بخشونة لم تلاحظها طب يلا عشان تلحقي تروحي لأهلك وترجعي قبل ما اجي.
_ ماشي خلاص نازلة اهو بس بشرب العصير اللي طنط عملته ولما اوصل لماما هكلمك.
ابتسمت سيدرا بلمحة خجل لسه بدري يا ماما أنا يدوب كملت تلات شهور جواز أنا و فيصل.
أحتوت والدتها وجنتيها بحنان هاتفة أعمل ايه بس مشتاقة أشوف ولادك يا ضنايا وأشبع منهم.
قبلت جبينها بتقدير ربنا يديكي العمر ومايحرمنيش منك يا أمي وتعيشي وتربيهم معايا.
واستأنفت سيدرا تبث بعض مخاوفها تعرفي يا ماما علي قد ما مشتاقة أجيب بيبي خاېفة معرفش اتعامل معاه لما روحت ابارك لصحبتي بعد الولادة جيت اشيل ابنها خۏفت أوي أأذيه من كتر ما هو رقيق.
_ علم وينفذ يا ست الحبايب حاسه إني قريب هبشرك.
صاحت بلهفة بتتكلمي جد يا سيدرا يعني فيه بشتاير فعلا
_ مفيش يا ماما والله ده مجرد إحساس جوايا مش أكتر يمكن عشان من يومين شوفت رؤية الفجر غذت الشعور ده عندي.
_ مش بعيد ياحبيبي وانتي احتياطي تاخدي بالك علي نفسك وانتي بتعملي شغل البيت لأن ممكن تحملي والأعراض تتأخر توقعي طول الوقت انك حامل فاهمة ياحبيبتي.
التقطت حجابها لارتدائه استعداد للرحيل
_ حاضر يا ماما.. عن أذنك بقا اروح استعد عشان أمشي عايزة اكون في بيتي قبل جوزي ما يرجع.
_ طيب ما تباتي معايا أنا وابوكي الليلة يا سيدرا.
_ صعب فيصل يوافق يا ماما انا عارفاه فكرة اني ابات برة بيتي دي مش مطروحة عنده.
_ طب استأذنه أنا
_ بلاش يا ماما لأنه هيتحرج منك ويلومني أنا بعدين خليني انا أرتب زيارة تانية واعرفه ببياتي عندك بطريقتي من قبلها..
وواصلت بابتسامة حالمة على شفتيها تعرفي يا ماما بحس فيصل زي الطفل اللي متعلق بأمه من يوم ما اتجوزنا مش بيطيق فراقي غير لما بيروح الشغل تفتكري هيفضل يحبني كده علي طول ولا عشان احنا لسه عرسان جداد
ربتت علي شعرها المنسدل بحنان بالعكس فيصل فعلا بېموت فيكي والست الشاطرة اللي تحافظ على حب جوزها وتبقى زي الشمعة تنور حياته طول الوقت ونورها ماينطفيش ابدا.. ونورك هنا هو طاعتك له وبرك لأهله كأنهم أهلك وأكتر.
_ والله يا ماما أنا فعلا بحب حماتي اوي زيك بالظبط وبعز أديب أوي زي أخويا محمد..كفاية انهم أهل فيصل عشان أحطهم علي راسي.
_ ربنا يكملك بعقلك ويهدي سرك يا حبيبتي.
__
يتبع
نوفيلا_الظن
بقلم ډفنا عمر
الفصل_الثاني.
دهشة عارمة أصابت فيصل هو يتسائل
أنت بتقول ايه يا مؤمن!مين ده كان اللي هيتجوز فايز صاحبنا بس ده كان متجوز ومستقر ومعاه ولاد!
أقر بتأكيد ليك حق تستغرب بس للأسف ده اللي حصل..
كلمته الأخيرة كان
لها صداها الكارثي في نفسه هل يمكن أن! استغفر الله العظيم.. مستحيل..أفكاره وهواجسه المچنونة تكاد تفتك بعقله.
ابتلعه شروده المتخبط بضع لحظات ليردف مؤمن عارف الخلل اللي في مجتمعنا ده كله سببه ايه بعدنا عن دينا ومحازيره وضوابطه اللي مش من فراغ.. التباسط الزيادة بين المحارم وكشف أسرار البيوت لكل قريب وغريب ده غلط.. ياما زوجات بسذاجة بيسلموا مفاتيح اجوازهم لغيرهم وبيكونوا سبب في طلاقهم..تعاليم ديننا لما قالت الزوجة ماتوصفش لزوجها محاسن ست غيرها وتلفت نظره ليها مكانش عبث.
_ بس أنا برضو مش فاهم ازاي فايز وصل لمرحلة انه يفكر في اخت مراته بالذات
تنهد مؤمن قبل ان يهتف
اخت مراته كانت على طول عندهم..بتعمل كل حاجة في بيت اختها اللي مشغولة في عملها.. كانت بتساعدها في رعاية الولاد وشغل البيت بحكم انها لسه بنت وفاضية..وفايز طبعا كان بيشوفها اكتر من مراته نفسها اللي غرقانة في شغلها..هي اللي بتراعي ابنه وبنته وتلاعبهم وتنضف وتعمل أكل..بالتدريج حس انها بتخطفه وتحتل تفكيره طول الوقت لما بقا مش قادر يبطل تفكير فيها ولا عارف يجي جنب مراته.
_ هو قالك كل ده
قاطعه تساؤل فيصل ليؤكد أيوة وحاولت افوقه كتير ربنا يعلم.. لدرجة فكرت اروح لمراته في شغلها احذرها لكن اتراجعت لأن ماليش اي سلطة وقلت يمكن مشاعره مؤقتة وهتتغير.
_ طب واختها ازاي قدرت هتخطف جوز اختها دي حتى مش أصول.
_ يافيصل دي شابة صغيرة اكيد مشاعرها اتفتحت وانجرفت ناحية فايز.. ومادام مفيش ضوابط من البداية زي ما قلت يبقى سؤالك عن الأصول هنا مالوش اي لازمة.. أنا مش صعبان عليا غير الولاد.. بصراحة ڠصب عني مش قادر اتعاطف مع مراته مينفعش واحدة تسيب جوزها لاختها تخدمه وتعمله كل حاجة هو وولادها بحجة انها مش فاضية وتبقى مجرد ضيفة شرف في حياته عشان تحقق مكاسب اقل أهمية من عيلتها.. تغور المساوة للچحيم..الست ست والراجل راجل وكله له دوره الأهم في الحياة.
ظل منكسا رأسه بحزن شارد وصدمة ما علمه زلزلته وأرعبته ..هو لا يبالغ إذا عندما يغار علي زوجته من أخيه الأكثر شباب وحيوية منه..لا يعد أحمق كما يظن.
__
فيصل حبيبي مالك شكلك