رواية رائعة للكاتبة هالة الحسيني الفصل الاول الى الخامس
في مكتبه
بدور ماشي شكرا اتفضلي كملي اللى كنتي بتعمليه
تركتها الخادمة و ذهبت لعملها بينما وقفت قليلا بدور و فركت يداها بتوتر ثم اتجهت الى مكتب ثائر ...و عندما تصل هناك تدق الباب و ماهي إلا لحظات و وجدته يأذن بالدخول فدخلت ...و وجدته يضع بعض الاوراق في الدرج و لا ينظر لها فتتقدم و تقف بالقرب من المكتب و تقول ...
بدور هتقول ايه لعيلتك
انتبه لها ثائر و نظر لها فهو لن يتخيل انها هي من دخلت ظن انها الخادمة ... توقف عن ما يفعله و اتجه و وقف امامها و قال....
ثائر يعني تتخيلي اقولهم ايه
بدور مش عارفة انا متوقعة منك اي حاجة
بدور طب هم هيتقبلوني
ثائر لا لان متجوزك و هم ميعرفوش
بدور للنفسها يعني مش هشوف منك انت بس .. هيبقى انت و عيلتك
لاحظ شرودها و توترها فعلم انها تخشى هذة الموجهة فيقول عيلتي مش وحشين خصوصا امي و اختي ..في الاول هيرفضوا لكن تدريجيا هيتعودوا
بدور انا مش متوترة كدة كدة احنا مش هنفضل مع بعض
ثائر على رايك
بدور عن اذنك
ثم التفتت و كادت تخرج لكن توقفت على قوله ..
اندهشت بدور و نظرت له و قالت ...
بدور انت سمعتني امتى اصلا
ثائر امبارح .. لما كنتي بتغني في البلكونة
لم تعرف بدور ماذا تقول لذلك سبقها ثائر و تركها و خرج من المكتب متجها الى خارج القصر ...
بينما تظل هي تنظر لاثره ..لا تفهم اي شيء فتارة يظهر كره لها و تارة يظهر اهتمامه بها و الان ..اظهر اعجابه بصوتها و حتى الان لا تفهم ما يحدث و ما كل هذا ...
بدور للنفسها انا مبقتش فاهمة حاجة هو .. هو عايز ايه مني مرة بيكرهني و مرة يجبرني اني اكل و دلوقتي يقولي ان صوتي حلو .. انا خلاص توهت انا مش فاهمة اي حاجة ...
بدور للنفسها الحكاية دي وراها سر كبير و لازم اعرفه و الايام الجاية هتوضحلي حاجات كتير ربنا يستر ....
ثم تلتفت و تخرج من المكتب ....
بينما عند ثائر ..
كان ثائر يسوق و هو شارد قليلا ... كل ما يحدث ليس له مفهوم محدد حتى الان .. كل تصرفاته ليس له تفسير محدد ... شيء ما بداخله يقول له لا تظلمها .. لكن العقل يعاند و يقول بل هي تستحق .. فهي التي شغلت عقله منذ ان راها اول مرة .. فتاة قوية لا تخشى غير خلقها ..كان هذا ما يظنه لكن عندما راها ليلة امس تبكي و تغني بصوت مكسور .. شعر بأنها مثل الطير المجروح في جناحيه منتظر ان يشفاه حتى يطير و يطير ..و الان سوف يأتي عائلته و سوف يأتي معهم سبب كل ما يحدث ...اوقف السيارة .. و ارجع راسه و هو يفكر ..
مر الوقت و اتجه ثائر الى المطار لأستقبال عائلته بينما كانت بدور تجلس في الغرفة لم تأكل حتى الان و ليس لها نفس للطعام .. و ما الجديد فهي هكذا دائما لا تأكل إلا القليل و لا تستحمل ان تأكل كثيرا ... كان ثائر على حق انها قلقة من عائلته تخشى الموجهة و الصدام بينها و بينهم ..و ايضا هي لا تثق في ثائر حتى تشعر انه سوف يحميها او يدافع عنها امامهم فكيف يدافع عنها و هو يكرهها و يرى في نظره انها رخيصة .. قطع شرودها رنين هاتفها فتقوم و تجلبه و تجد انها زوجة زوج امها ..فتجيب..
بدور بأبتسامة ازيك يا طنط اخبارك ايه
بثينة بلهفة بدور حبيبتي اخبارك ايه يا بنتي
بدور الحمدلله
بثينة سامحيني يا بنتي مكلمتكيش من يوم ما مشيتي بس انتي عارفة سيد بقى
بدور و لا يهمك انا عارفة انتي بتحبيني قد ايه و متاكدة كمان من كدة المهم انتي اخبارك ايه و يوسف اخباره واحشني اوي المفعوص ده
بثينة الحمدلله كويس بس وحشتيه اوي
بدور طنط خدي بالك منه و خليه يذاكر كويس علشان اشوفه مهندس شاطر
بثينة مټخافيش يا بدور هو نفسه بيذاكر و دايما بيقول هطلع مهندس زي ما ابلة بدور عايزة
بدور حبيبي ربنا يخليه ليا و ليكي
بثينة يارب .. مالك يا بدور صوتك مش مريحيني
بدور مفيش