السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي

انت في الصفحة 10 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

ميرا !
لتشعر بيدين تلتف حول قدمها لتسحبها پعنف الي الأسفل في أعماق الظلام لترفع ذراعيها وتحركهم پعنف وكأنها اضحت خرساء فلا تجد لصوتها سبيلا لتشهق پعنف وهي ترفع رأسها من المغطس فيبدو انها غفت اثناء استحمامها لتري هذا الکابوس المروع لتتنفس بصورة متسارعة كدقات قلبها وتبتلع ريقها ثم تلتقط رداءها لتنهض من المغطس وترتديه مسرعة وتتجه لغرفتها لتجلس علي طرف الفراش تمسح علي وجهها لتجبر نفسها علي الهدوء لتلتقط الهاتف وما ان أجاب حتي قالت من بين انفاسها المتسارعة 
طمني...كل حاجة...تمام 
اتاها صوته قائلا 
اه كله تمام متقلقيش والفرح هيتم زي ما انتي عايزة !
أغمضت عيناه لتردف بانفعال غير مبرر 
مترغيش كتير...يلا سلام !
واغلقت الهاتف بوجهه غير عابئة بكرامته كرجل التي تتلاعب بها بكل بساطة فهي أصبحت كالزجاج المنكسر الذي يجرح كل من يحاول الاقتراب منه ! ...

حطيلي الالوان دي زيك يا مامي !
هتفت بها تقي بحماس طفولي وهي تمد كفيها بابتسامة بريئة
ابتسمت سارة بحنان وهي تمسك بكفها وتضع لها طلاء الأظافر مثلها قائلة بلطف 
من عنيا يا روح مامي...بس يلا بقي علشان منتأخرش علي بابي ويجي يكلنا...
ضحكت الصغيرة بانطلاق لتصمت فجأة وهي تضع كفها علي وجهها تكتم ضحكاتها ازدردت ريقها بصعوبة وهي تنظر خلفها بتوجس لتجده يقف يطالعها ببرود قائلا 
بقي انا هاجي اكلكم يا سارة !
شهقت بدهشة لتردف مسرعة بأسف 
مش قصدي والله يا الياس انا كنت بهزر و...
اشار لها بالصمت ثم هتف بصرامة 
تقي انزلي استنيني تحت ! 
طالعتها الصغيرة بقلة حيلة لتهرع الي أسفل فيغلق الباب خلفها والأخيرة تطالعه بتوجس من نظراته الغامضة ليقترب ببطء حذر ارسل القشعريرة بسائر جسدها لترتجف پخوف لا تدعيه رفع يده ليجذبها نحوه فتقف يده معلقة بالهواء حين وجدها تضع يدها علي وجهها تحميه وكأنها سيصفعها! لم يكد يتحدث حتي تأتيه الصدمة الثانية بحديثها الباكي 
ونبي ما تضربني انا مش قصدي ! 
همس بدهشة 
سارة !
ازداد بكاءها وارتفعت شهقاتها التي مزقت قلبه إربا! ليجذبها ويضمها اليه تحت بكاءها الذي كاد يصل الي الهيستريا ليهمس بأذنها بحنو رغم تألم نبرته فهو لم يقصد اخافتها هو فقط كان يمزح كان يعبث معها قليلا ولم يعلم ان هذه ستكون ردة فعلها! 
سارة...اهدي يا حبيبتي...والله ما فكرت حتي امد ايدي عليكي !
تسارع تنفسها مع ازدياد بكاءها ليضعها علي الفراش ويهرع الي خزانتها وينتشل منها حقنة طبية مهدئة اعتادها بحكم عمله كضابط شرطة يحتم عليه معرفة الكثير ليعدها سريعا ويتجه اليها ويضمها مرة اخري الي صدره وهي تبكي باڼهيار وقد أعاد لها مشاهد قديمة من زواجها الأول حين كان ماجد يغلق باب غرفتهم ويشرع في ضربها بقسۏة واغتصابها وصراخات طفليها تتردد بأذنها شعرت بذلك السائل يتدفق في عروقها ليجبرها علي ان تهدأ وتثقل جفونها فتستسلم لذلك الدوار وتذهب في سبات عميق بين ذراعيه اسندها علي الوسادة ولم يحررها من اسر ذراعيه ليتمدد بجوارها وعيناه تشتعل بنيران الڠضب أقسم الا يرحم ذلك المسمى بزوجها السابق فهي لن تصل الي هذه الحالة الا اذا عانت الكثير!

نهض بضيق ووجه ناعس بسبب رنين الهاتف ليجيب بضيق 
الو...مين معايا 
ليصدع صوت الطرف الأخر وما كان سوي رفيقه سامر الذي صاح به 
سيادتك نايم علي ودانك ومراتك بتتجوز ! انت طلقتها امتي عايز أفهم !
انتفض قائلا بدهشة 
جواز ايه مراتي مين !
مراتك...ميرا السويفي! ده حتي العريس اسمه طارق الألفي والفرح في فيلته بكره بليل !
اشتعلت عيناه تهدد بحړق اليابس والأرض! ليهتف بعصبية 
طب اقفل ! وديني لمكسر الفرح علي دماغهم !
ليردف بتوجس 
يوسف اهدي وبلاش جنان !
ليهدر بعصبية 
مين دا الي يهدي دانا مش ههدي غير لما اخربها علي دماغهم اما وريتها بنت المجانين دي !
اغلق ليتصل بها بعصبية وما ان اجابت حتي صړخ بصوت كاد يصم أذنها 
بقي الهانم عايزه تتجوز ومش همك النطع الي انتي متجوزاه !
هتف بها بعصبيه شديدة وقد برزت عروق رقبته وهو يهاتف تلك المختلة كما يسميها ميرا ردت الأخيرة ببرود يتناقض مع خفقات قلبها التي تدق خوفا 
ملكش دعوة انا حره وبعدين اسمها طليقتك مش مراتك يا يوسف بيه !
هتف پغضب وثوره عارمه 
اغلطي اغلطي كمان دانتي ايامك سودا معايا والفرح ده هطربقة علي دماغك انتي وابن ده ... !
انتفضت من نبرته العالية التي لا تبشر بخير وحاولت تهدئه نفسها لتردف بتحدي ونبره قويه زائفه 
وانا بقي هتجوز يا يوسف وأعلي ما في خيلك اركبه سلام يا.... واكملت بسخريه.. يا طليقي !
اغلقت الهاتف بسرعه وهي تتنفس بصعوبة وهي تكاد ټموت خوفا للحظات شعرت بعظم خطأها ولكنها اقنعت نفسها انها علي حق فقد تزوجت
10  11 

انت في الصفحة 10 من 13 صفحات