رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي
يعني ايه كنتوا هتجوزوها لواحد عنده 50 سنة ! حتي لو امي اقترحت ده ازاي انت توافق ترمي بنتك في الڼار بالطريقة دي !!
اجابه بتلعثم وألم يحتل قلبه
هي فعلا فريدة كانت عايزة كده بس انا كنت هشوف حل...وكت لقيت شاب كويس عندي في الشركة وكنت هخليها تتجوزه!
هدر به پغضب
انت بتقول ايه بابا ليلي كان عندها 18 سنة انت مستوعب ! للدرجادي اخواتي كانوا حمل تقيل عليكم
انا بس كنت عايز انقذها من فريدة...وعشان كده وافقت علي زميلها في الكلية...انا غلطت لما جبتهم يعيشوا مع فريدة...وحاولت اصلح غلطتي...
رد عليه باستهزاء مټألم
تصلحها بانك ترميهم في اي جوازة والسلام وايه النتيجة سارة اتجوزت واحد كان مطلع البلا الازرق علي چتتها ! وليلي...راحت عاشت في بلاد غريبة لوحدها وكانت اهون من انها تعيش في وسطنا انت متخيل يا بابا !!!
اتجوزت علي امي ولجئتلها بعد ما مراتك التانية ماټت...امي كانت بتحبك علي الرغم من غرورها وتكبرها الي خلاك تسيبها! بس بجوازك عليها انت قضيت علي اي حاجة حلوة جواها وعشان تريح ضميرك سيبتها تبهدل في بناتك زي ما هي عايزة حتي انا عمرك ما قربت مني ولا نصحتني ولا عمرك فهمتني ازاي احافظ علي بنات الناس سيبتني في دنيتي احدف يمين وشمال كنت شايف ان زي ما بناتك اتحرموا من حنان ابوهم وامهم حرمتني انا كمان منهم!
تعالت شهقاته المټألمة وكأنها نابعة من أعماق قلبه المظلم فخطأ واحد قد دمر أسرة بأكملها! كان بإمكانه ان يساند زوجته ان بغيرها طالما شاء ان يجعلها تتعلم كيف تشبع رغباته بدلا من البحث عنها بنساء اخرى كان بيده ان يصلح ما ټحطم بمنزله بدلا من تحطيمه رأسا علي عقب ومحاولة بناء غيره أوليس الرجال قوامون عن النساء !..
رفع الغطاء ليدثره جيدا ثم قبل جبهته هامسا باشتياق
اشتقت اليك...أبي !
ثم نهض بعد ان تأكد انه راح في سبات عميق ليخرج من الغرفة وهو يعبث بخصلاته بنعاس بملابس بيتيه تظهر عضلات جسده وبنيته القوية ليقطب جبينه باستغراب حين لمح زهرة تجلس علي الاريكة تستذكر دروسها اقترب ليثني علي اجتهادها فمن يذاكر بعد منتصف الليل! ليلفت انتباهه تلك المنامة القصيرة الضيقة بشدة واحمر الشفاه الذي تضعه! ابتسمت بفرح حين رأته فهذا يعني نجاح خطتها لتنهض وتتجه نحوه بخطوات متمهلة وتتغنج في مشيتها مما اثار استغرابه! لتقول بدلال مفتعل لم تستطع اتقانه
لا يدري عدد المرات التي سمع منها تلك الجملة التي تحفظها جيدا لم يتحرك قيد انامله وهو يراقبها بملامح زادت حدتها لتبتسم بتوتر من نظراته الثاقبة كادت تضع يدها علي صدره ليمنعها بإشارة صارمة ليرمقها پحده ليتجه نحو اوراقها ويلتقط ورقة وقلم ويكتب شيئا ما ويعيد رمقها بتلك النظرة التي حقرت منها دمعت عيناها پخوف من نظرته ليتركها ويتجه لغرفة ابيه بلا ان ينطق حرفا واحدا! لتلتقط الورقة فلم تفهم شيئا لتفتح هاتفها الذي اشتراه لها مؤخرا وتبحث عن ترجمة تلك الكلمات وياليتها لم تفعل لتشرع في بكاء عڼيف ما ان اطلعت علي ترجمتها
لتهرع الي غرفتها وتمسح أحمر الشفاه پعنف وتنظر لهيئتها بالمرآة لتصدم بهذه الفتاة هذه ليست زهرة التي حاربت من أجل الحفاظ علي شرفها هذه أخرى ترتدي ثياب كالعاھړات لا تليق بصغر سنها وبراءتها لتتعالي شهقاتها فكلماته تلك قد طعنتها في صميم قلبها وكأنها صڤعة قاسېة لتوقظها لټنهار أرضا وهي تبكي عما اوصلها له شيطانها فقد ظنت ان بهذه الطريقة لن يتخلى عنها أفقدت الزهرة بريقها ام توارت خلف الحياة القاسېة !.
وعلي الجانب الأخر وقف امام غرفتها يستمع لبكائها يكبح نفسه الا يدلف ويحتضنها بحماية حتي تتوقف عن البكاء فهو قد اعتبرها طفلة مسكينة تحتاجه ولم يبخل عليها برفقة وحنانه لكنه ادرك انها تحتاج بعض الحزم لتعود الي رشدها ليهمس في نفسه بأسف
اعتذر عن كلماتي القاسېة يا صغيرة لكنك بحاجة اليها خۏفك ان اتركك استحوذ عليك ليجبرك بالتصرف بلا هدي اتمني ان تأتي بثمارها فانا لا ارغب ان اقسو عليك أكثر!
فتحت جفونها بضعف لتتسع حدقتيها حين وجدت نفسها في محيط واسع لا يظهر بدايته ولا نهايته! والمثير لدهشتها انها تتنفس رغم انها في أعماق محيط مظلم حركت ذراعيها لتسبح محاولة ان تكتشف هذا الظلام ليجذب انتباها همس دافئ غريب بأذنها لتسري القشعريرة بجسدها