رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي بقية 29 إلى 32
ويتوضأ ثم بدأ بالصلاة ليختمها بمناجاة ربه بأن يعيد له صغيرته فقد تعلق بها حتي بات فراق مستحيلا ليهمس بضعف ولم يشعر بتلك الدموع التي شقت طريقها علي وجنتيه
يا رب ترجعلي...انا مقدرش أعيش من غيرها انا معدتش عايز اخلف خلاص انا كنت مكتفي بيها هي ويزن ومازن...قلبي بيوجعني عليها...
بالأسفل دلفت سارة الي المنزل برفقة صغيرها مازن لتجد والدة زوجها تعد الطعام لتقترب منها قائلة بعتاب رقيق
اجابتها بابتسامة حنونة
ولا يهمك يا حبيبيتي انتي هتعملي ايه ولا ايه مش كفاية شغل البيت والعيال وكمان انتي لسه راجعة من برا اطلعي غيري هدومك وارتاحي وانا شوية وهخلص الأكل وهبقي اندهلكم !
قبلت كفها بحب قائلة
ربنا ميحرمنا من وجودك يا ماما...
مرات أخوكي عاملة ايه
يعني في تحسن بسيط ويوسف مبيسبهاش...بس اتغير اوي يا الياس...مبقاش يوسف الي اعرفه طريقته باقت ناشفة وبقي فيه برودة فظيعة وبقي مهمل في نفسه اوي مش بياكل كويس وطول الوقت عصبية وميعديش يوم من غير ما يضرب حد سواء من الممرضين او الحرس بتوعه !
ابتسم ساخرا فهو لا يختلف كثيرا عن حالة شقيقها لتنتشله من شروده قائلة بشفقة
اجابها بنفس هدوءه
لا مش ناوي الا لما بنتي ترجعلي !
تنفست بعمق قائلة
انت عارف ان الي حصل كان صح وكان لازم يحصل
رمقها بتساؤل لتكمل
انت كتبتها علي اسمك والتبني حرام شرعا يعني تقدر تكفلها وتجيب كل احتياجاتها وتربيها وتكبرها بس مينفعش تكتبها علي اسمك ! انا عارفة انك عملت كده مضطر بس طالما اهلها ظهروا يبقي ده الصح !
وكمان متنساش انها مش بنتك بجد...اهلها الحقيقين هما الأحق بيها مننا والله أعلم كانت حالتهم عاملة ازاي لما تاهت !
اشتعلت النيران بداخله لېصرخ بها بعصبية
لأ ! تقي بنتي ڠصبا عن اي حد ومش هتعيش بعيد عني !
طب اهدي بس...انا عندي فكرة كويسة تحل الموضوع ده !
نظر لها ليحثها علي الاكمال لتسترسل
ايه رأيك تروح لأهلها وتقنعهم نجيبها كل اسبوع مثلا تقضي معانا يومين وبردو تجبلها اي حاجة ناقصاها وتخرج معانا عادي واهو منه تبقي مبعدتش عن أهلها ومنه بردو تفضل قدامنا !
فكر مليا في حديثها ليجده منطقيا نوعا ما لينهض قائلا بلهفة وهو يخرج ثيابه
هروحلهم دلوقتي واكيد هيوافقوا !
ابتسمت بحنو من لهفته الظاهرة وضحكت بخجل حين بدأ يغير ثيابه أمامها لتخفي وجهها بين كفيها حتي انتهي ليقترب ويقبل جبينها مسرعا ليغادر وهي تناديه
طب استني اتغدي الاول
اجابها مسرعا وهو شبه راكضا من فرط لهفته للقاء صغيرته
بعدين بعدين...
ابتسم بحنو وهو يصنع لها جديلة أنيقة انتهي ليديرها ليلثم جبينها ويداعب وجنتها بكفه قائلا بخفوت
وحشتيني...
قاطع لحظتهم رنين هاتفه لينهض ويخرج من الغرفة وهو يتحدث مع أحد عملاء شركته غير منتبها لطبق الفاكهة الذي كان يقطعها لها ونسي أخذ السکين! التي أمسكتها وهي تطالعها بغرابة وعيناها تلتمع ببريق مخيف... !
تناولت طعامها بشرود لينتشلها صوت والدتها بعتاب رقيق
رضوي ! ايه يا بنتي بقالي شوية بكلمك !
انتبهت قائلة باهتمام
معلش سرحت شوية يا ماما كنتي بتقولي ايه
نظرت له نظرات متفحصه لتقول بضيق
الكلام عندك انتي مش انا ! خلاص كبرتي وبقيتي تخبي علي امك !
تنحنحت بتوتر قائلة
هخبي ايه بس يا ماما هو ارهاق من الشغل مش اكتر !
لم تزيح بصرها وكأنها تحثها علي الاعتراف لتتنهد بيأس وهي تسترسل
بصراحة في حالة عندي في المستشفى شغلة دماغي في مريضة عندي جوزها بيحب حب عمري ما شوفت زيه كنت متخيلة ان الرجالة الي شبهه انقرضت ده من اكبر رجال الأعمال في مصر وبيجي يبات في المصحة بس علشان مراته ده حتي بيأكلها ويحميها وينيمها ده مبيعديش يوم من غير ما يجي المصحة رغم ان ده ممكن يضر بسمعته كرجل أعمال معروف !
اجابتها باستغراب
طب يا بنتي وايه الي مضايقك في كده راجل وبيحب مراته !
لتهتف بضيق والنيران تعتمر بداخلها
بس يا ماما هو حكالي كل حاجة عن حياتهم بحكم علاجها وكده وهي بصراحة متستحقوش ! دي كانت عصبية