الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة بسمة مجدي بقية 29 إلى 32

انت في الصفحة 10 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

مبهزرش !
ابتلعت غصة بحلقها پخوف لتردف بارتباك محاولة اقناعه 
يا يوسف بيه حضرتك فاهم غلط احنا مش هنأذيها ونسبة الكهربا بسيطة جداا بس هتساعدها ترجع لوعيها في اقرب وقت !
قست نظراته وهو يردف ببرود 
انا مش بعيد كلامي مرتين ! علاج بالكهربا ده للمجانين وانا مراتي مش مچنونة وعمري ما هعرضها لحاجة زي دي ولو هتفضل كده بقية العمر !
يأست من محاولة اقناعه لتهتف مغيرة الموضوع 
طب انا في حاجة محيراني ازاي مدام ميرا حامل في 3 شهور وانتوا اصلا انفصلتم بقالكم كتير والحالة دي جتلها في وقت رجوعكم زي ما حكيتلي 
أشعل سيجارته ليضع ساق فوق الأخرى ليجيبها بلا خجل وكأنه يتحدث عن أحوال الطقس! 
حصل في نفس اليوم الي خطڤتها فيه رغم خناقنا بس هي مكانتش في وعيها وانا كنت مشتاقلها جداا ولما صحيت الصبح مفتكرتش اي حاجة وانا غيرت هدومها علشان متعرفش والخلاف بينا يزيد لو خلصتي كلامك ياريت تتفضلي وتبعتيلي الممرضة بالعلاج بتاعها !
نهضت بحرج وضيق من تصرفه وكأنه بمنزله وبنفوذه استطاع المبيت بالمشفى متي شاء تكاد تقسم انه المړيض وليس زوجته ويكفي تحملها لطريقته الجافة انه مخيف بحق! وكأنه مصنوع من قسۏة وبلا قلب تكاد لا تصدق قصة الحب بينهم!

تأففت بضيق وهي ترفض اتصاله للمرة التي لا تذكر عددها لتصلها رسالة اعتادت وصولها في هذا الوقت يوميا لتقرأها وهي تحارب ابتسامتها من الظهور 
دقاتي تقرع كالطبول وتنادي بحروفك وكأن قلبي موشوما بحبك فارحمي انفاسي التي أبت الخروج دون ان تلامس بوجهك 
ابتسمت رغما عنها وهي تقرأ كلماته التي يرسلها يوميا بلا كلل او ملل منذ انفصالهم غيرت ثيابها لتغادر المنزل وما ان صعدت الي سيارتها حتي وصلتها رسالة أخرى 
جميلة انت بفستانك البني بلون عينيك البندقية وبتلك الحقيبة السواء التي تماثل اهدابك التي تظلل وهج البندق المميز بقطتي البرية 
غزت الحمرة وجنتيها لتبتسم وتكمل طريقها وصلت الي مركز التسوق لتشتري ما تحتاجه وما ان وصلت الي سيارتها لتنفخ بضيق 
ايه الحظ ده ! ده وقته الكوتش ينام !
ابتعدت لتحاول ايقاف سيارة أجرة لتجد سيارته تقف أمامها لينزل النافذة ويهتف بأمر 
اصعدي...سأوصلك للمنزل !
رمقته پغضب لتلتف وتصعد جانبه قائلة بشك 
لما اشعر انك من افسد الاطارات 
طالعها بعيناه الزرقاء التي تعشقها قائلا ببراءة 
بالتأكيد لا انا فقط كنت امر بالصدفة فوجدتك لا أكثر !
تنهد ليردف بهدوء 
ألن تسامحيني ليلي لقد مضي شهرين منذ تلك الليلة وكلانا أخطأ !
تنهدت بعمق لتردف بشرود 
أتعلم داني منذ ان كنت طفلة صغيرة اعتدت ان اري الامهات يضربن اطفالهن وبقسوة لكني لم أجربه قط لان أمي لم تضربني انا او شقيقتي من قبل واعتادت ان تقول لنا دوما اننا لا نضرب سوي الحيوانات ! نحن بشړ لنا عقل نتحدث به ونتناقش به ذلك العقل الذي يحل كل الامور التي يعجز العڼف عن فعلها ! انا صرت أخشاك داني...واخشي اغضابك...لم أعد أمن نفسي معك !
تألم لحديثها أهذا كان شعورها حين صفعها! رغم بساطة الأمر الا ان كبرياءها عنيد مثله ليهتف 
لما لا تعطيني فرصة أخرى ! وسأثبت لك انني لست سوي أمانك وسأمحو ذلك الخۏف من قلبك أعدك !.
دمعت عيناها وهي تهتف بجمود 
لقد انفصلنا منذ ثلاثة أشهر داني انت لم تدرك ذلك بعد وهذه ليست مشكلتي !
كان قد وصل امام منزلها لتترجل دون ان تنتظر رده هي بالفعل سامحته لكن يجب ان تجعله يدرك فداحة خطأة والا يتخذها وسيلة للتعبير عن غضبه فيما بعد فاذا صمتت علي فعلته سيكررها كعادة كل البشر...

تسلل الصغير الي غرفته بحذر ليجده جالس وسط الظلام كعادته ليعض علي شفتيه قائلا بأدب 
ينفع أدخل يا بابا 
لاح شبح ابتسامة شاحبه علي محياه ليهتف بخفوت 
تعالى يا يزن...
اقترب الصغير ليحمله ويجلسه علي ساقيه قائلا بحنان 
ايه يا روح بابا ناقصك حاجة 
نفي الصغير قائلا بنبرته الطفولية 
لا يا بابا انت بتجبلي كل حاجة بس انا عايزك ترجع تلعب معانا زي الأول انت مبقتش تلعب معانا من ساعة ما توتا مشيت !
اختفت ابتسامته ليشعر پألم طفيف يضرب قلبه من سيرة صغيرة التي فقدها ليهتف بنبرة جاهد لإخراجها طبيعية 
معلش يا حبيبي...بابا تعبان شوية الأيام دي اول ما ابقي كويس هرجع العب معاك انت ومازن...متزعلش مني...
قبله الصغير علي وجنته قائلا بلطف 
مش زعلان...وانا هقول لربنا يارب بابا يخف ويلعب معانا...علشان ماما قالتلي لما نعوز حاجة نقول لربنا وهتحصل !
نهض الصغير وغادر الغرفة لينظر في أثره بدهشة فهو قد تناسي صلاته في خضم حزنه علي فراق صغيرته وقد نبهه الصغير الذي لم يتعدى عمره بضع سنوات! لينهض ويدلف للمرحاض
10  11 

انت في الصفحة 10 من 12 صفحات