الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى الغوالي

انت في الصفحة 18 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز


المبتلى يفتح أو يمشي أو تحصل معجزة ويخلف عشان النهاية تبقى سعيدة مستنكرة وكأن مينفعش تبقى سعيدة حتى في وجود الأبتلاء ده مع أن الحقيقة مش كده خالص وياما ناس نجحت وهي لسه مصاپة وغيرهم أبتلاءهم كان هو سبب نجاحهم.
سليم مستاءا لإشاراتها لإستسلامه وضعفه وأنا أيه في أيدي أعمله عشان أبقى بتعايش من وجهة نظرك.

سلمى متفهمة ومشجعة عارفة أنك أنسان ذكي جدا اتكيفت مع ظروفك ووفرت لنفسك دخل محترم وحتى لما مرتحتش في شقتك مهتمتش بكلام الناس وقعدت في المكان اللي لاقيت فيه راحتك مستهجنة لكن ممكن أعرف واحد عنده مشاكل في طلوع السلم أيه اللي يقعده في شقة في الدور الرابع من غير اسانسير.
يا الله على هذه الرقة وهذا الحنان وكيف أختصرت شلله وعجزه التام لمجرد مشكلة في صعود الدرج حدث نفسه بهذا وقد نسى ضيقه من اتهامها له بالتخاذل أمام أختيارها المراعي للكلمات وأسلوبها المحبب للنفس.
سليم مستعطفا وأنا في أيدي أيه بس يا سلمى.
سلمى مشجعة وقد لمست منه بصيصا من امل كل حاجة يا سليم كل قرارات حياتك في أيدك أنت تقدر تبيع الشقة دي وتشتري شقة في دور أرضي وتخرج وتيجي براحتك من غير حبستك دي.
سليم متوترا وملوحا بيده ذهابا وايابا لا طبعا أنا مش عايز أخرج ولا أقابل حد أنا مبسوط كده.
سلمى بآسى ليه بس كده يا سليم أنت بتضيع أحلى سنين عمرك في وهم وانتظار حاجة ربنا بس اللي عارف ميعادها.
سليم بحسم من فضلك يا سلمى أقفلي الموضوع ده نهائي على الأقل دلوقتي وأنا لما الاقي نفسي هاقدر أخرج واقابل حد هاعمل ده من نفسي.
سلمى شاردة بحزن وقد آفل بصيص الامل الذي تأملته براحتك يا سليم.
استمر شرودها وحزنها طوال فترة تناول الغداء وما تلاها حتى حان موعد نومهما تمدد على سريره بعد أنتقاله من كرسيه.
سلمى بابتسامة حزينة تصبح على خير يا سليم.
سليم مستاءا أيه يا سلمى هتفضلي مبوزة كده علطول مكنتش أعرف أنك من الستات اللي لو جوزها ما سمعش كلامهم تقلب وشها وتنكد عليه.
سلمى نادمة ومعتذرة لا والله أنا أسفة لو كنت ضايقتك أنا مش قاصدة أنا بس خيالي كان سرح بيا شوية لحاجة كده وأتأثرت لما بعدت عني.
سليم بفضول حاجة أيه دي.
تفاجأت سلمى من كلامه لا والله أنا أسفة لو كنت ضايقتك أنا مش قاصدة أنا بس خيالي كان سرح بيا شوية لحاجة كده وأتأثرت لما بعدت عني.
سليم متسائلا حاجة أيه دي.
سلمى تفرك يديها من فرط التوتر وتنظر اليهما أخاف أقولهالك تفهمني غلط تفتكر أني كنت باقنعك عشان مصلحتي أنا.
سليم مخففا عنها حتى تبوح بلا وجل لا يا سلمى أنا عارف أنك بتدوري على مصلحتي وهاصدق كل اللي تقوليه.
سلمى أطمئنت قليلا وبدأت تسرد له ما دار بخلدها كحلم راودها أنا لما فكرت في موضوع أننا ننقل لشقة أرضي كانت نيتي زي ما قولت لك أن حركتك تبقى
أسهل وأريح وتقدر تخرج لو حبيت بس عقلي سرح شوية أنك لو وافقت أننا ممكن ننقل في منطقة قريبة من شارع في وسط البلد.
حيرته جنيته فهي ما تنفك تضع العقد بعقله وقلبه معا وهيهات ان يستطيع حلها واشمعنا وسط البلد يعني 
سلمى بنبرة ملأها الشوق والحنين سولي هناك.
سليم وقد فتكت به الظنون سولي 
سلمى بحب ولهفة ولمعة عينيها تغني عن اي استفسار سليم ابني هو عايش هناك مع أخوه ومراته لانهم مش بيخلفوا توقفت للحظة تحشرج الصوت بداخلها ثم اجلت صوتها واكملت تخيل أن ممكن أبقى ساكنة قريب من المنطقة اللي هو فيها وممكن المحه مرة وهما خارجين.
تنهدت بشوق وهي تغمض عينيها وهي تتخيل صغيرها باحضانها تطلع لها بابتسامة سرعان ما تحولت لضيق دون سبب واضح.
سليم تلجلج الكلام على لسانه فخرج مضطربا كحاله خلاص تصبحي على خير وزي ما قولتلك أقفلي الموضوع ده نهائي دلوقتي.
نظرت اليه سلمى بتمعن تحاول سبر اغواره فلاح لها سبب امتعاظه فاهدته تلك النظرة الحنون علها تهدئ باله أنا مش أتكلمت معاك عشان أضغط عليك بس فعلا أنت أكتر حد محتاج الخطوة دي وهتفرق معك جدا وربنا شاهد أني مبدية راحتك في الموضوع ده على قرب البيت من سولي يعني أن مش هاوافق أسكن في أي بيت الا لو وافقوا أننا نعمل منحدر عرض متر في المدخل والبلكونة لو فيه عشان تتحرك بالكرسي براحتك وتدخل وتخرج بسهولة. 
سليم وقد فهم سر تلك النظرة المهداة ولكنه ليس مستعدا بعد لتلك الخطوة خلاص بقى يا سلمى ونامي بقى عندك عزومة بكرة ولازم تشرفيني.
سلمى بهدوء ووداعة لا ما تقلقش تصبح على خير.
سليم وقد غامت عيناه بغموض وأنت من أهله.
في اليوم التالي
يجلس سليم وسيف بغرفة الأستقبال بعد تناولهما الطعام
سيف يأخذ نفسا ويخرجه بصعوبة بسبب امتلاء معدته من فرط تناوله لما لذ وطاب دايما عامر يا سولي الأكل تحفة بس بجد أنا زعلان أنك عامل فرق ومكلف نفسك مكنش ليها لازمة هدية الحاجة.
سليم انتفخت اوداجه زهوا وغرورا دي أقل حاجة أنت عارف غلاوة الحاجة عندي بس الأول ظروفي مكنتش تسمح بده.
ابتسم سيف لصديقه الذي تبدل حاله للافضل ربنا يسعدك يا حبيبي جال بنظره على سليم من اخمص قدمه لاعلى رأسه متفحصا بس قولي بقى أنت مخبي عليا أيه.
سليم مضطربا هاخبي أيه يعني واكمل مغتظا أيه يا سيف انسى شوية أنك دكتور نفسي أنت هنا بصفتك صاحبي وضيف مش أكتر.
سيف ارتدى قناع الهدوء الذي يجيده بحكم عمله فهو حقا لا يستطيع ان يفصل بين طباعه الشخصية و مؤهلاته كطبيب نفسي وماله هو الناس بتفضفض مع الدكتور النفسي وبس لا طبعا امال أيه فايدة الصحاب يا صاحبي.
سليم وقد استنزفه صديقه صبره في أيه يا سيف عايز توصل لأيه.
سيف ضاغطا على حروفه سابرا لإغواره عايز أوصل للي مغيرك يا سليم من أول ماجيت وأنت عمال تهزر بطريقة غريبة ومتوتر جدا وكأنك بتحاولي تداري ضيقك بالابتسامة المزيفة اللي على وشك أوعى تكون سلمى بتستغلك وأنت مداري عليا زي ما عملت زمان.
سليم متنهدا تنهيدة حارة حملت كل معاني القهر ياريتها بتستغليني يا سيف على الأقل مكنتش هاشوف نفسي بالقذارة دي واحتقرها كده.
سيف مهدئا صديقه أهدى بس يا سليم قذارة أيه واحتقار ايه أستعيذ بالله من الشيطان بس وفهمني أيه اللي مضايقك.
أستعاذ بالله وهدأ قليلا قبل أن يبدأ حديثه.
سليم خجلا مش عارف أقولك أيه مكسوف من نفسي قوي.
سيف متفهما ومحتويا قول كل اللي جواك ببساطة من غير من تجلد نفسك يا سليم.
سليم بصوت خاڤت مرتجف لما كنت بتقنعني بسلمى وفضلت تشكر فيها كنت متأكد أنك بتبالغ وأكيد مش هتفرق عن اللي قبلها بس في اللحظة اللي بقيت فيها مراتي حسيت باحساس تملك رهيب ناحيتها وبقيت أتصرف بطريقة غريبة وأنا حاسس أن أخيرا بقالي حد يخصني في الدنيا دي بعد مۏت بابا وفوجئت لما لاقيتها أحسن من اللي أنت قولته بكتير متأثرا بذكرى الايام القليلة الفائتة دي غيرت
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 40 صفحات