الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى الغوالي

انت في الصفحة 19 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز


حياتي في يوم واحد جابت لي الكرسي ده وبقيت بادخل الحمام لوحدي طول الوقت ومش باحتاج مساعدتها غير مرات قليلة جدا باقدر احول الكرسي لوضع النوم وممكن انام عليه هو أو أتقلب عليه لغاية ما أتنقل لسريري لوحدي وكمان بأعليه وأوطيه براحتي في المستوى اللي أنا محتاجه حسب اللي باعمله وبدأ بعمل حركات متعددة عشوائية بالكرسي وكأنه يوضح لصديقه ما يعنيه ولاقيت نفسي انسان يقدر يعتمد على نفسه أغلب الوقت والباقي هي بتعمله بمنتهى التفاني تنهد وارتخى على كرسيه واكمل بشجن تخيل أن بقالنا عشر أيام بس مع بعض وحسستني بحاجات معشتهاش حتى من قبل الحاډثة بقالي بيت ونظام ومواعيد للأكل وأكل بيتي زي باقية الناس أنا وبابا كنا عاملين البيت لوكاندة بنيجي ننام واللي يجوع يطلب أكل تنهد مرة اخرى تنهيدة اقوى من سابقتها مستطردا الذكرى لايام خلت من زمن بعيد صحابي كانوا بيحسدوني على عيشتي وبيحاولوا يقعدوا عندي أكبر وقت وهما بيشتكوا من القلقاس والعدس والتليفون اللي مش بيبطل رن لأن أمهاتهم قلقانين عليهم وعمر ماحد فيهم أتصور أن أنا اللي بحسدهم على النعمة اللي مش حاسيين بها تغيرت لهجته للقوة والانفعال دي خليتني صاحب بيت أقدر أعملك عزومة وأرد مجاملات الحاجة.

سيف متفهما لكل الاضطرابات التي ظهرت عليه ومحاولا تهدئته ومتابعة الحديث طيب ده كله كويس أيه اللي تعبك قوي كده!
سليم مخضب الوجه حرجا كل يوم احساسي بالتملك ناحيتها بيزيد بقيت على طول عايز أتأكد أنها مش مهتمة بأي حاجة أو حد غير راحتي مرتاح أنها مش عندها لبس كتير تغير وتتشيك ويبان جمالها وكنت بأبرر لنفسي أن ده طبيعي عشان ظروفي لانت نبرة كلامه وكادت تقارب الخزي لغاية أمبارح حسيت أني بقيت شخص استغلالي بأستغلها زي ما عمامي وطنط شروق كانوا عايزين يستغلوني.
سيف اولى حديثه الاهتمام ليه حصل أيه امبارح
سليم خجلا هي فكرت أن المفروض أسكن في دور أرضي عشان حركتي تبقى أسهل وأدخل وأخرج براحتي أنا طبعا أتوترت لأني حاسس أني لسه مش مستعد أختلط بالناس وأشوف نظرات الشفقة في عينيهم بس بصراحة كنت شايف أن وجهة نظرها صح وأن المفروض أتغلب على خۏفي وافكر في الموضوع من وجهة نظرها.
سيف مشجعا هايل.
سليم بخفوت بس لما عرفت أنها بتفكر أننا نننقل في مكان قريب من أبنها اتضايقت رغم أنها مغلطتش ولا استغلتني وأنا عارف من الأول أن ده هدفها من جوازنا وحلم حياتها بس حسيت أن راحتي وحياتي الجديدة مهددين وأن أفضل أنها متقابلش ابنها على الأقل بالسرعة دي وقفلت الكلام وأنا مقرر أني هارفض أعزل حتى لو الخطوة دي في مصلحتي ومن ساعتها وأنا مكسوف من نفسي قوي البنت
نفذت اتفاقنا وانا اللي مش قده.
سيف متعقلا أسمعني يا سليم أنت مش انسان وحش ولا استغلالي تصرفك طبيعي بالنسبة لانسان أتحرم من حجات كتير وبعدين لاقاها خصوصا أنك لاقيتها وأنت في ظروفك دي الأنانية شعور أنساني طبيعي المهم متزدش عن حدها وتسيطر على تصرفاتك لدرجة أنك ټأذي غيرك أنت مش زي قرايبك هما حاولوا يستغلوك ولما معرفوش مندموش لحظة مربتا على كتفه برفق لكن أنت ضميرك حي واجعك وبيأنبك لمجرد التفكير رغم أنك فعليا معملتش أي حاجة وكده كده كنت أجلت الكلام في موضوع النقل قبل ما تعرف بموضوع ابنها المشكلة أنك قلقان بالمستقبل هو بيد الله أنت عليك بس الأخذ بالأسباب لو قلقان أنك تخسر الحياة الطبيعية اللي عيشتها أخيرا فأنا بقولك متقلقش لو سلمى مشيت أوعدك أن الحاجة تجيب لك عروسة تريحك أكتر منها وتخبز لك فطير مشلتت كمان.
سليم توترت قسمات وجهه واكفهرت هي متفقة معاك على وقت مقررة تمشي فيه 
سيف بلهجة ذات مغزي وقد لاحظ توتره لا طبعا احنا متفقناش على ميعاد والجواز محدد المدة باطل من الأساس بس احنا عارفين من الأول أن جوازكم احتياج متبادل ويوم ما حد فيكم يحس أنه مش متقبل التاني في حياته هينسحب بهدوء لكن زي ما قلت لك لو سلمى مشيت أوعدك أن الحاجة تجيب لك عروسة تريحك أكتر منها و اكمل بدهاء الطبيب النفسي بداخله بس لو سبب قلقك أنك عايز الحياة دي مع سلمى بالذات فأسأل نفسك أيه اللي يخليها راضية زيك بوجودها معاك أنك تكون الشخص اللي بيقربها من ابنها ولا اللي بيبعدها عنه فكر يا سليم وحدد أنت عايز أيه عشان ده اللي هيعرفك المفروض تعمل أيه وبلاش تخلي قلقك من الأيام اللي جاية يفسد عليك أيامك اللي عايشهااتمتع يا سليم باللي في ايدك النهارده حتى لو عارف أنه بكرة مش هيكون في أيدك.
شرد مفكرا بكلمات صديقه هل أصبحت جزء من حياته بهذه السرعة ولما ضاق صدره بتذكره لإمكانية رحيلها وهل سر تمسكه بها هو إرتياحه في حياته معها ويمكن استبدالها بأخرى بسهولة أم أنه كما يلمح صديقه وأنه يريدها هي لا غيرها. 
في شقة دعاء
دعاء صاړخة لا أنت صعب بطلي عياط قرفتيني والا مش هالحقك من أيده تاني.
نهى تبكي پقهر ومرارة يا مرات عمي بأقولك عرفت أنه ناوي يتجوز نشوى الممرضة اللي ساكنة في الشارع اللي ورانا ولما قولت له قالي أه وضړبني.
دعاء محركة شفتيها يمنة وشمالا ردت ساخرة امال كنتي فاكرة أنه هيخاف منك ولا عايزاه يبوس على أيدك ويطلب السماح 
نظرت اليها نهى مشدوهة أنتي كنتي عارفة 
دعاء ساخرة من غباء تلك القابعة امامها ولو عارفة هاقوله ايه وأغلطه أزاي وأنت نكدية وقارفه في عيشته والتانية فلة كده لا وكمان معشماه أنها تسفره معاها بدل همك وزنك.
نهي انتفضت هالعتا من فكرة سفره وتركه اياها هيسافر ويسيبنا طيب نعيش أزاي ونعمل أيه من غيره طيب حقه عليا وأنا مش هاضايقه تاني واكملت بعدم فهم شاردة باللاشئ مع أني مش عارفة ضايقته في أيه أصلا ده أنا شايلة الدنيا على دماغي من الشغل للبيت لخدمتك.
دعاء دافعتا اياها لتبعدها عنها شيلتي الطين يا بعيدة أنت بتمني علينا أنت نسيتي نفسك ولا أيه بتردي عليا ولا أيه يا بنت شهد لو جدعة علي صوتك شوية خليه يسمعك وأقسم بالله ما أنا حايشاكي من أيده المرادي.
ابتسمت پشماتة حينما وجدتها تنكمش على نفسها في صمت بينما هي تلوم نفسها محاولة معرفة فيما أغضبته حتى تسترضيه فلا يتركها فلا حياة لها بدونه. 
بعد عدة أيام في شقة سليم
سلمى وهي تمد يدها اليه بهاتفها وهو يرن سليم الدكتور سيف بيتصل بيك.
سيف متناولا هاتفها مستقبلا المهاتفة عليكم السلام أزيك يا سيف.. الحمد لله.. عملت أيه.. يبعد قد أيه.. ووافقوا على الطلبات.. تسلم يا سيف دايما تعبك معايا ربنا ما يحرمني منك.. كويس لا مناسب جدا.. تسلم يا دوك.. وعليكم السلام ورحمة الله.
انهى محادثته وهو ينظر لها بغموض.
سلمى وهي تتناول هاتفها أنت برضه مش عايز تجيب موبايل.
سليم مبتسما هاعمل بيه أيه موبايك كفاية قوي محدش بيكلمني غير سيف.
أستمع لصوت مميز فقال بخبث وهو يتصنع الألم
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 40 صفحات