الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى الغوالي

انت في الصفحة 4 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز


هنعمل عليها مركز الصيانة والشركة اللي هتورد قطع الغيار طبعا أنا قولت لها أني ما اتفقتش معهم على حاجة وأني قلت أني بس هافكر وكده هما اللي اتسرعوا اتعصبت أكتر وحاولت كتير تقنعني الغي الوديعة ولما لاقتني مصمم أتكلمت بطريقة وحشة عن بابا وعني وعن حالتي الصحية.
سيف حانقا أيه الست الژبالة دي وأنت أزاي سكت للزفت وائل بعد ما أتأكدت أنه بيتجسس عليك وبينقل لها أخبارك.

سليم حزينا أنا واجهته وزعقت له بس هو حلف أنه مقصدش وأنها أتصلت تطمن علي واحنا في البنك وهو أتكلم بحسن نية.
سيف مستنكرا وأنت أزاي صدقته وأنت من الأول حاسس أنه بيتجسس عليك.
سليم منكسرا أنا مصدقتوش بس كنت مضطر أسكت لأني محتاجه بخزي وائل هو اللي كان بيدخلني الحمام وبينزل يشتري الأكل وكل حاجة.
سيف مشفقا وبعدين
سليم بصوت مهتز من التأثر تاني يوم عمي سامي جه يزورني وقلت له على موضوع الوديعة حاول يقنعني أن تشغيل الفلوس في السوق أكسب لي بس لما لاقني مصمم سكت وعمي محسن بعدها بيومين نفس الحكاية بعدها كل واحد فيهم زارني كام مرة وفي كل زيارة كانوا بيحاولوا يفتحوا الموضوع تاني لكن لما أتأكدوا أن مفيش فايدة بعدوا عني وأتهربوا مني لما حاولت أتصل بيهم متهكما الظاهر أن كل واحد فيهم كان بيقرب مني على أمل أن أمسكه هو إدارة فلوسي والمشروع اللى هيتعمل منها وبعد موضوع الوديعة بقى مفيش فايدة ممكن تعود من وراي فبعدوا عني پانكسار بعدها بفترة وائل أتغير لما لقى أني مليش حد وأني بأعتمد عليه في كل حاجة معاملته أتغيرت وبقي يسيبني أنادى وميردش أو يرد علي بحدة وبقى يتأخر علي كتير وميجيش في ميعاده ولما ينزل يشتري حاجة بيقعد كتير قوي ولما أسأله يتعصب ده غير أن المصاريف زادت والأكل قل وبقى يجيب الأكل على مزاجه من غير ما يسألني وبطل ينضف الشقة وأخر حاجة النهارده لما فوجئت أنه عازم أصحابه هنا وكان شكلهم غريب وكأنهم شاربين وقاعدوا يضايقوني ويتريقوا علي ولما زعقت له وقولت له يمشيهم وميعزمش حد في بيتي أتعصب وأتطاول علي ودخلني أوضتي وقفل علي أضطريت أكلمك وانت جيبت صاحبك الظابط وأخدهم.
سيف ضاحكا محاولا تخفيف حزنه صفوت ده مشكلة لما بيسلم عليا ايدي بتوجعني يومين بس بصراحة وائل ابن حلال ويستاهل باهتمام وأنا هاخد يومين اجازة وأقعد معك لغاية ما مكتب .الخدمات يبعت مرافق مناسب 
بعد بضعة أشهر بالمصحة النفسية الخاصة.
سيف بضيق برضو عملت اللي في دماغك.
بعد بضعة أشهر بالمصحة النفسية الخاصة.
سيف بضيق برضو عملت اللي في دماغك.
سليم هادئا أعملك أيه ما أنت كل ما أفتح معاك الموضوع تتوه.
سيف حانقا تقوم تعمل اللي في دماغك وأسافر وأرجع الاقيك رجعت المستشفى.
سليم مستاءا كنت عايزني استنى أيه لما ترجع وتهاديني بواحد تاني يطلع عيني.
سيف باقنإع كنت هاغير مكتب الخدمات سألت علي كذا مكتب وطلعوا كويسين وعندهم ناس محترمة.
سليم بيأس المشكلة مش في المكاتب المشكلة في الضماير كل واحد جبته كان في الأول كويس وأول مايحس أني مليش حد وباعتمد عليه في كل حاجة يسوق الدلال ويتحكم في وكل واحد مشكلة غير التاني اللي لسانه طويل واللي أيده أطول واللي پيتحرش ببنات الجيران وجابي لي مصېبة زهقت يا سيف وعايز ارتاح بقى.
سيف لائما وأنت هترتاح لما تكمل باقية عمرك عايش في مصحة نفسية.
سليم يائسا عندك حل تاني ما أنت عارف أني فكرت كتير وملاقيتش حل أنسب من ده في الأول فكرت أعيش فى فندق لكن مفيش عندهم رعاية خاصة لحالة زى حالتي بحزن متفتكرش أنه سهل علي أرجع المستشفى بس على الأقل كنت مرتاح للخدمة فى الفترة اللى أتعالجت فيها هنا وكمان أنا وأنت هنبقى مع بعض كل يوم.
سيف مترددا أنت عارف نظرة المجتمع للناس اللي في المصحات النفسية. 
سليم بسخرية لا ماهو أنا كده كده اخدت اللقب من ساعة ما دخلتها المرة اللي فاتت ساعة الحاډثة وبعدين أنا مش فارق مع الناس عشان يفرقوا معايا.
سيف مستاءا المشكلة أنك قاعد فى أوضة مشتركة.
سليم حائرا وأيه المشكلة المستشفى غالية جدا ودخلي من الوديعة ما يسمحش أني أقعد فى أوضة خاصة خصوصا أني لازم يتبقى لي مبلغ لمصاريفي الشخصية وعلاجي وللطوارئ.
سيف قلقا المشكلة أن كل احتكاكك هيكون بناس مش سوية وده شيء يقلق. 
سليم عابثا محاولا تغيير دفة الحديث بصراحة أنا اللي قالقني شخصيا احتكاكي بك كل يوم.
انفطر قلب ابتسام وهي تستمع لصوت بكاء نهى الذي أقترب بشدة هذه المرة وكأنها تبكي خلف بابها مباشرة لم تستطع كبح عواصفها أكثر من ذلك ستخرج لها وليحدث ما يحدث فتحت الباب لتجدها جالسة علي بعد عدة درجات وقد تمزقت ملابسها وأمتلأ وجهها بالكدمات فصعدت اليها فزعة ټحتضنها بحنان وهي تقول پقهر سلامتك يا نهى يا حبيبتي هي دعاء مش لحقتك النهارده وسيباكي على السلم ليه
نهى منتحبة خالتي النهارده بايتة عند سمر وناصر حلف طلاق أني ما أبتش في الشقة قبل ما يعرف أن أمه مش هنا ومش عارفة أروح فين
ابتسام حازمة لأول مرة تجاه معاملتهم الجاحفة لها هتباتي عندي يا بنتي امال هاسيبك بايتة على السلم.
نهى مترددة خوفا من لتحذير حماتها لها بعدم الإقتراب من ابتسام لا مش هينفع عشان ما أضايقش حضرتك.
أخرجتها ابتسام من أحضانها بهدوء وهى تقول بصى أنا مش هزعل منك المرة دى لأنك متعرفيش انت عندى أيه ومټخافيش من دعاء ماظنش أن بياتك على السلم أهون من بياتك عندي بعد يمين ابنها أمسكت بيدها تسحبها تجاه شقتها لتستسلم نهى لها فهي محقة ولا حل لديها غير ذلك نورتينى يا نهى أنت نسخة من الغالية شهد الله يرحمها اتفضلي يا قلبي.
نهى باضطراب محاولة وقف بكاءها ربنا يخليكى أنت طيبة قوي بس مش عارفة ليه أنت وحماتى مبتحبوش بعض.
ابتسام بمرارة ربنا يهديها هي دايما كده بتزعل من كلمة الحق مع أننا في يوم كنا أكتر من الأخوات.
نهى مستنكرة أنت وحماتي!
ابتسام متعاطفة خدي بس العباية دي وادخلي أغسلي وشك ونتعشى عشان تريحي شوية وأكيد هيجي يوم أحكيلك كل حاجة.
استجابت نهى لأمرها بخجل وهي تدلف للحمام لتغيير ملابسها الممزقة
تتبعها نظرات ابتسام المشفقة تلوم نفسها على ضعفها واستسلامها للخوف من الالسنة التي لاكت سيرتها قديما مجبرة إياها عن التخلي عن ابنة صديقتها الغالية وأمانتها لها لقمة سائغة بيد من لا يرحم.
بصباح اليوم التالي
جلست ابتسام تفكر بحسرة بتلك المسكينة التي لم تنم طوال الليل وهرعت بمجرد ارتفاع أذان الفجر إلى شقتها مطمئنة لانقضاء الليلة التي أقسم زوجها عليها وهي تلوم نفسها علي عدم أخبار زوجها بقضاء ليلتها لديها معتقدة أنه قد يهتم لأمرها ويبحث عنها زفرت بضيق على تلك الغافلة التي لا تعلم أي شيئ عن طبيعة زوجها فناصر لن يهتم أبدا بأحد سوى نفسه ولن يهتم بالبحث عنها حتى لو نامت بالشارع فهو تربية دعاء نبتة فاسدة رويت أنانية وهذه النتيجة قطعت
 

انت في الصفحة 4 من 40 صفحات