رواية رائعة بقلم الكاتبة منى الغوالي
هنعمل عليها مركز الصيانة والشركة اللي هتورد قطع الغيار طبعا أنا قولت لها أني ما اتفقتش معهم على حاجة وأني قلت أني بس هافكر وكده هما اللي اتسرعوا اتعصبت أكتر وحاولت كتير تقنعني الغي الوديعة ولما لاقتني مصمم أتكلمت بطريقة وحشة عن بابا وعني وعن حالتي الصحية.
سيف حانقا أيه الست الژبالة دي وأنت أزاي سكت للزفت وائل بعد ما أتأكدت أنه بيتجسس عليك وبينقل لها أخبارك.
سيف مستنكرا وأنت أزاي صدقته وأنت من الأول حاسس أنه بيتجسس عليك.
سليم منكسرا أنا مصدقتوش بس كنت مضطر أسكت لأني محتاجه بخزي وائل هو اللي كان بيدخلني الحمام وبينزل يشتري الأكل وكل حاجة.
سيف مشفقا وبعدين
بعد بضعة أشهر بالمصحة النفسية الخاصة.
سيف بضيق برضو عملت اللي في دماغك.
بعد بضعة أشهر بالمصحة النفسية الخاصة.
سليم هادئا أعملك أيه ما أنت كل ما أفتح معاك الموضوع تتوه.
سيف حانقا تقوم تعمل اللي في دماغك وأسافر وأرجع الاقيك رجعت المستشفى.
سليم مستاءا كنت عايزني استنى أيه لما ترجع وتهاديني بواحد تاني يطلع عيني.
سيف باقنإع كنت هاغير مكتب الخدمات سألت علي كذا مكتب وطلعوا كويسين وعندهم ناس محترمة.
سيف لائما وأنت هترتاح لما تكمل باقية عمرك عايش في مصحة نفسية.
سيف مترددا أنت عارف نظرة المجتمع للناس اللي في المصحات النفسية.
سليم بسخرية لا ماهو أنا كده كده اخدت اللقب من ساعة ما دخلتها المرة اللي فاتت ساعة الحاډثة وبعدين أنا مش فارق مع الناس عشان يفرقوا معايا.
سيف مستاءا المشكلة أنك قاعد فى أوضة مشتركة.
سليم حائرا وأيه المشكلة المستشفى غالية جدا ودخلي من الوديعة ما يسمحش أني أقعد فى أوضة خاصة خصوصا أني لازم يتبقى لي مبلغ لمصاريفي الشخصية وعلاجي وللطوارئ.
سيف قلقا المشكلة أن كل احتكاكك هيكون بناس مش سوية وده شيء يقلق.
سليم عابثا محاولا تغيير دفة الحديث بصراحة أنا اللي قالقني شخصيا احتكاكي بك كل يوم.
انفطر قلب ابتسام وهي تستمع لصوت بكاء نهى الذي أقترب بشدة هذه المرة وكأنها تبكي خلف بابها مباشرة لم تستطع كبح عواصفها أكثر من ذلك ستخرج لها وليحدث ما يحدث فتحت الباب لتجدها جالسة علي بعد عدة درجات وقد تمزقت ملابسها وأمتلأ وجهها بالكدمات فصعدت اليها فزعة ټحتضنها بحنان وهي تقول پقهر سلامتك يا نهى يا حبيبتي هي دعاء مش لحقتك النهارده وسيباكي على السلم ليه
نهى منتحبة خالتي النهارده بايتة عند سمر وناصر حلف طلاق أني ما أبتش في الشقة قبل ما يعرف أن أمه مش هنا ومش عارفة أروح فين
ابتسام حازمة لأول مرة تجاه معاملتهم الجاحفة لها هتباتي عندي يا بنتي امال هاسيبك بايتة على السلم.
نهى مترددة خوفا من لتحذير حماتها لها بعدم الإقتراب من ابتسام لا مش هينفع عشان ما أضايقش حضرتك.
أخرجتها ابتسام من أحضانها بهدوء وهى تقول بصى أنا مش هزعل منك المرة دى لأنك متعرفيش انت عندى أيه ومټخافيش من دعاء ماظنش أن بياتك على السلم أهون من بياتك عندي بعد يمين ابنها أمسكت بيدها تسحبها تجاه شقتها لتستسلم نهى لها فهي محقة ولا حل لديها غير ذلك نورتينى يا نهى أنت نسخة من الغالية شهد الله يرحمها اتفضلي يا قلبي.
نهى باضطراب محاولة وقف بكاءها ربنا يخليكى أنت طيبة قوي بس مش عارفة ليه أنت وحماتى مبتحبوش بعض.
ابتسام بمرارة ربنا يهديها هي دايما كده بتزعل من كلمة الحق مع أننا في يوم كنا أكتر من الأخوات.
نهى مستنكرة أنت وحماتي!
ابتسام متعاطفة خدي بس العباية دي وادخلي أغسلي وشك ونتعشى عشان تريحي شوية وأكيد هيجي يوم أحكيلك كل حاجة.
استجابت نهى لأمرها بخجل وهي تدلف للحمام لتغيير ملابسها الممزقة
تتبعها نظرات ابتسام المشفقة تلوم نفسها على ضعفها واستسلامها للخوف من الالسنة التي لاكت سيرتها قديما مجبرة إياها عن التخلي عن ابنة صديقتها الغالية وأمانتها لها لقمة سائغة بيد من لا يرحم.
بصباح اليوم التالي
جلست ابتسام تفكر بحسرة بتلك المسكينة التي لم تنم طوال الليل وهرعت بمجرد ارتفاع أذان الفجر إلى شقتها مطمئنة لانقضاء الليلة التي أقسم زوجها عليها وهي تلوم نفسها علي عدم أخبار زوجها بقضاء ليلتها لديها معتقدة أنه قد يهتم لأمرها ويبحث عنها زفرت بضيق على تلك الغافلة التي لا تعلم أي شيئ عن طبيعة زوجها فناصر لن يهتم أبدا بأحد سوى نفسه ولن يهتم بالبحث عنها حتى لو نامت بالشارع فهو تربية دعاء نبتة فاسدة رويت أنانية وهذه النتيجة قطعت