رواية رائعة بقلم الكاتبة منى الغوالي
أفكارها تلك الطرقات العڼيفة على باب شقتها ففتحته مهرولة لتطالعها دعاء بهيئتها الغاضبة.
دعاء غاضبة عايزة مننا أيه يا ابتسام.
ابتسام متحلية بشجاعة زائفة أنا وهاعوز منكم أيه!
دعاء بشړ بيتي نهى عندك ليه وقلتي لها أيه
ابتسام بهدوء اااه مټخافيش يا دعاء محكيتش لها حاجة بس كمان ما ينفعش اسيبها مرمية على السلم مضړوبة وهدومها مقطعة دي برضو بنت الغالية شهد ولا نسيتي.
ابتسام متهكمة امال جيتي تجري ليه لما عرفتي أنها باتت عندي كنت خاېفة أحكي لها أزاي موتوا أمها بقهرتها.
دعاء شامتة لا يا ابتسام خۏفت عليها من غلك ما أنت معذورة قد ولادك ومتستتة ومعها ولدين وأنت عنستي وفاتك القطر فأكيد هتحاولي ټسممي ودانها وتخربي عليها.
دعاء محذرة وهي تصعد لشقتها كويس أنك عارفة أني ما بتغيرش وياريت كمان تكوني فاكرة اللي بيقف قدامي بعمل فيه أيه.
بعض مرور عام وبضعة شهور
صالح غاضبا أيه ده يا ست هانم فين البهوات ولادك
السيدة متهكمة مالك داخل حامي كده ليه هدي أعصابك مش كويس كده عشانك يا صالح ده حتى سليم ابنك لسه صغير ومحتاجك.
صالح منصدما سليم! بصوت مرتعش أنت عرفتي.
صالح ثائرا جاية تفضيلي دلوقتي يا شريفة هانم عايز أقولك يا هانم أنك لو فاضية لي من الأول مكنش ده حصل.
شريفة محتدة هي دي حجتك اللي ناوي تداري بها على غلطتك.
شريفة منفعلة أوووف ېخرب بيت الأسطوانه دي عمري راح في الغربة شبابي ضاع من أغير ما أعيشه أنت عايشة لولادك وبس أيه يا أخي ما بتزهقش عملت أيه زيادة عشان كل شوية تذل فينا ويبقى من حقك تعمل اللي أنت عايزه كل الأبهات بيعيشوا لولادهم ويضيعوا عمرهم عليهم ولو أنت أستحملت شقى الغربة هناك فأنا مكنتش بلعب هنا أنا السبب في كل العز اللي أنت فيه أنا اللي خليتك صاحب أكبر مركز صيانة وتوكيل عربيات بعد ما كنت مجرد مهندس ميكانيكا.
صالح بانفعال وأنت كمان السبب في أني أتحول لآلة وأني أرجع مراهق وأظلم عيلة أصغر من عيالي وأنت السبب أن ولادي بعد كل اللي عملته عشانهم يرفعوا علي قضية حجر.
شريفة شامتة لا قضية الحجر دي سببها جنانك علي أخر الزمن رايح تجيب لهم شريك.
صالح غاضبا يعني كنت عارفة يا هانم ووافقتي أنهم يعملوا كده في.
شريفة حاقدة زي ما أنا هونت عليك وقدرت تعمل كده في.
صالح مقهورا أنت اللي عملتي كل حاجة يا شريفة أنت اللي صممتي أني أسيب شغلي وأسافر أشتغل ميكانيكي وأنا مهندس عشان عايزة تعيشي زي أخواتك أنت اللي سيبتيني لوحدي في الغربة أول ما شادي دخل ثانوي لائما ياما اتكلمت معاكي وفهمتك أن الوحدة قتلاني وأني محتاج مراتي جنبي تقويني وتحميني أن أقع في الغلط كنتي تضحكي وتقوليللي لا أنا واثقة فيك كنتي بتدبحيني ببرودك وأنا مش حاسس بشوقك لي زي ما أنا مشتاق لك ياما فكرت أني أعاقبك وأصون نفسي بأني أعمل زي ما ناس كتير عملت وأتجوز من هناك بس أول ما فكر أخد خطوة جدية أرجع وأقول حرام أرمي عليها مسئولية الولاد هناك وأعيش حياتي أنا هنا وأني على أخر السنة هارجع واتمتع بيكم ومعكم.
شريفة محتدة أنا مضربتكش على أيدك.
صالح ببغض بس كل سنة تضغطتي علي أني أفضل سنة بس كمان وسنة تجر سنة وأنا بحط غلبي في الشغل عشان الهي نفسي وكمان أجيب فلوس أكتر يمكن ترضي عني وتفكيني من الساقية اللي ربطتيني فيها هناك وسيبتيني لكن زيادة الفلوس طمعتك أكتر وقعدتي تشتري في أراضي بالقسط وكل ما فكر أرجع القيكي ورطيني في قسط جديد.
شريفة بقوة أنا ماخدتش حاجة لنفسي أنا ياما حرمت نفسي عشان أعمل مستقبل لولادك.
صالح بمرارة وهما فين ولادي ده أنا حتى بعد ما رجعت بعد غربة عشرين سنة لاقيت نفسي غريب وسطكم ضيف تقيل على حياتكم اللي أتعودتهم عليها من غيري أول ما رجعت أحفادي محدش منهم عرفني ولا رضي يبوسني وولادك اتلموا زي ما اتعودوا يخدوا الهدايا وبعد كده المولد اتفض كل واحد من ولادك أو بناتك عايش في محافظة مختلفة لأن كل واحد منهم مسئول عن فرع للتوكيل.
شريفة مستهزءة أنت كنت عايزهم يسيبوا حياتهم ومشاغلهم ويقعدوا يسلوك.
صالح لائما وأنت يا هانم مراتي اللي المفروض نتسند على بعد في اللي باقي لنا رجعت لاقيتك عايشة حياتك جوالة ما بينهم أه كنت عارف أنك مقسمة شهور السنة وبتقضي كل تلات شهور عند حد من ولادك بس كنت فاكر أن ده عشان أنا مسافر و أنك بتسلي نفسكمنكسرا لكن حتى بعد ما رجعت رفضتي تغيري نظامك وأنت وولادك
أتحدتوا ضدي واعتبرتوني أناني جاي أنكد عليكم عشان أسعد نفسي.
شريفة معترضة دلوقتي بقيت أنا السبب في كل المصاېب بعد ما كنت السبب في العز اللي بقيت فيه.
صالح ثائرا أنت فعلا السبب في اللي بقيت فيه بس مش العز زي ما بتقولي أنت السبب في الحرمان والوحدة اللي عيشتهم طول عمريأنت السبب أني لما بقى ينفع أعيش حياتي مبقيتش قادر أعيشها أنت السبب في أني ظلمت بنت أضغر من ولادي أنت السبب أني جيبت للدنيا طفل مش هالحق اربيه وهاسيبه لولادك اللي ورثوا منك الطمع والجشع.
شريفة حاقدة علشان أناني فكرت تجدد شبابك وماهتمتش بولادك ومنظرهم قدام نسايبهم.
صالح بمرارة وياترى مافكرتيش في منظرهم قدام نسايبهم وهما بيحجروا على أبوهم.
شريفة متشفية بتعالي أنا ممكن أقبل أعتذارك وأحاول أقنع الولاد بس بشرط تطلق العيلة اللي أتجوزتها وترمي لها قرشين وتخرجها هي وابنها من حياتنا للابد.
صالح بعزم وقوة مش هيحصل يا شريفة مش ناوي أعيد غلطي تاني