رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب الفصل الاول الى التاسع
لحد ما تتمكن و مش بعيد إللي أنا خاېفة منه يحصل
مايا و إيه إللي إنتي خاېفة منه أووي كده يا ماما
نظرت لها راجية و قالت بلهجة خشنة
أمينة و أمها .. ممكن جدا يجوزوها لأدهم
رفعت مايا حاجبها و ردت بسخرية
إيه يا ماما الأفلام دي إنتي بتحلمي و لا إيه
مين دي إللي يجوزوها لأدهم أولا أدهم ده معقد قولتلك و مابيحبش يشوف بنت قدامه ثانيا البت دي صغيرة زي ما قالولنا عندها 18 سنة تقريبا و أدهم لسا تامم 29 الفرق بينهم مش قليل
بقولك إيه يابت إنتي
طالما غبية و مابتعرفيش تفكري يبقي إسكتي أحسن ماتسمعنيش حسك
مايا و هي تضع يدها علي فمها
خلاص يا مامتي سكت خآاالص أهو .. و عادت تستأنف تناول طعامها
بينما أشاحت راجية عنها و راحت تفكر في الموضوع علي غير هدي محللة السلبيات و الإيجابيات الناجمة عن قدوم تلك الدخيلة ...
الطيران عادة لا يزعج سلاف و لكن فكرة أن شخص غريب عنها لم تراه من قبل سيكون في إنتظارها بالمطار كانت قلقة منها بعض الشئ
كان قرص الشمس المتوهج يتوسط السماء عندما حطت الطائرة في مدرج مطار القاهرة ... لم تري سلاف في جو مصر إختلافا كبيرا عن جو البلد التي ولدت و عاشت فيها
مرت سلاف علي نافذة ختم الجوازات ثم كشك التفتيش و ها هي الآن تخطو في صالة الإستقبال و هي تجر حقائبها كما تفعل مع قدميها
كانت تزدرد ريقها بتوتر و هي تمرر عيناها علي وجوه المنتظرين ... عدة لافتات كتبت عليها مختلف الأسماء
ظلت تسير حتي أخر الممر ..
و فجأة تجمدت بمكانها ... رأت إسمها أولا مكتوبا علي ورقة عريضة بخط كبير ثم رأت الفتاة التي حملت الورقة
إستغرق الأمر لحظات و سلاف واقفة تتمعن وجوههما ... لم تري فيهما ما يقلق بل كانت النعمة بادية علي كلا منهم سواء الهيئة أو الملابس
و خاصة ذاك ... صاحب البشرة السمراء كان متناسب و متناسق الأعضاء ضخما متماسك الجسم طويل القامة بصورة ملفتة شديد سواد الشعر ناعما غزيرا طويلا يكاد يلامس كتفيه .. و تلك اللحية الكثيفة التي زادته بهاء و رصانة ..
تبتسم عائشة و هي تلكز كتف أخيها لينتبه معها بينما وصلت سلاف عندهما و قالت بصوت مضطرب
آ . أنا . أنا سلاف البارودي !
لوهلة جمدت نظرات أدهم علي وجهها لكنه سرعان ما أطرق رأسه و ترك الأمر لأخته .. لتمد عائشة يدها للمصافحة و هي تقول بإبتسامة
أنا إسمي عائشة و أبقي بنت عمتك أمينة .. و أشارت إلي أدهم مكملة
و ده أدهم أخويا
إبتسمت سلاف بتردد و هي تمد كفها نحوه قائلة
إزيك !
تمتم أدهم بتهذيب و هو لا يزال مخفضا رأسه
آسف مابسلمش
رفعت سلاف حاجباها بدهشة لتتدخل عائشة قائلة بحرج
معلش يا حبيبتي إوعي تزعلي من أدهم هو مايقصدش أي حاجة علي فكرة كل الحكاية إنه ملتزم أوي أكيد إنتي فاهمة يعني إيه ملتزم !
أومأت سلاف رأسها ببطء و نظراتها القلقة مصوبة نحوه ..
فين شنطك يا حبيبتي .. قالتها عائشة بتساؤل و هي تزيد إبتسامتها إتساعا لتموه علي ما حدث
أشارت سلاف إلي كلتا الحقيبتين في يديها ..
عائشة هما دول بس
سلاف أيوه
عائشة بلطف
طيب يا حبيبتي يلا بينا بقي أحسن مش قادرة أقولك ماما و تيتة قاعدين علي ڼار . مستيين يشوفوكي أوي
و أخيرا فعل أدهم شئ غير الصمت و النظر بالأرض ... تطوع و حمل عنها حقائبها إلي السيارة إستقل أدهم في كرسي القيادة و عائشة بجواره أما سلاف فجلست وحدها بالخلف
و في الطريق ... كسرت عائشة الصمت بمرحها المعتاد
بس إنتي يا سوسو بتتكلمي مصري كويس أوي
بتتكلمي أحسن مني كمان رغم إني ماسمعتش منك غير 3 كلمات لحد دلوقتي ! .. و ضحكت
سلاف بإبتسامة
بابا الله يرحمه كان دايما يتكلم معايا مصري
عائشة الله يرحمه يا حبيبتي . عايزة أقولك إنك هتتبسطي أووي معانا و أنا بجد و الله مبسوطة جداا إنك جاية تعيشي معانا هتونسيني بدل ما أنا قاعدة طول الليل و النهار وشي في وش الحيط
سلاف بصوتها الرقيق
ميرسي يا عائشة . أنا كمان مبسوطة أكتر إني قابلتكوا أخيرا بابا كان بيحكيلي عنكوا كتير
و هكذا طوال الطريق