رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
تانية عشانك
بس مش هنا . ممكن تتفضلي معايا !
عائشة بخبث
هتاخدها علي فين يا دومي مايصحش يا حبيبي تسيب الضيوف يقولوا علينا إيه .. و غمزته بعينها
تدخلت حليمة بحدة
عايز تاخدها فين يا أدهم
إنت صحيح كتبت الكتاب بس لسا بدري علي الجواز إنت ناسي الإتفاق
أدهم بنبرة متسامحة
لأ يا تيتة مش ناسي
و أظن إنه ده من حقي دلوقتي و لا إيه !
حليمة بعد تفكير
طيب .. بس ماتتأخروش عشان تسلموا علي الضيوف قبل ما يمشوا
أدهم حاضر مش هنتأخر
يلا يا سلاف ! .. و مد لها يده
نظرت سلاف إلي كفه الكبير .. ثم نظرت إلي عيناه
كانتا لطيفتين باسمتين نظرت إلي كفه من جديد و أودعت يدها فيه بدون تردد
شعرت سلاف بنظرات الجميع منغرسة في ظهرها و هي تمشي معه بإتجاه البوابة الرئيسية ..
و عندما وصلا إلي الخارج فتح لها أدهم باب سيارته السوداء التي كانت تنتظر أمام البيت مباشرة
ركبت سلاف بجوار كرسي السائق و إستقل أدهم بدوره ..
تمتم بصوت مستثار
أخيرا بقينا لوحدنا
كان بيعاند معايا
سلاف بإرتباك
هو إحنا رايحين فين
أدهم بغموض محبب
رايحين مشوار صغير
من يوم ما وافقتي علي جوازنا و أنا مستني عشان أخدك و نروح سوا
نظرت له سلاف و قالت بهدوء
شوقتني
يا تري فين المشوار ده !
أدهم و هو يضحك بخفة
لأ إنتي كده بتغشي و بتستدرجيني
إصبري شوية و هتعرفي
و بعد نصف ساعة ... كان أدهم يوقف سيارته أمام بناية عالية الإرتفاع متينة البناء
و لكنها قديمة الطراز ..
سلاف و هي تعاين المكان بنظرات فاحصة
إنت عندك بيت هنا يعني !
أدهم بإبتسامة
دقايق قليلة جدا و هتشوفي بنفسك . إنزلي يلا
نزلا معا و أقفل أدهم السيارة ثم أخذ سلاف و صعد إلي الطابق الأخير ... حيث ذلك السطح المبلط بالجرانيت الملون
سار أدهم بسلاف صوب ذاك الباب المقوس المغلق .. أخرج سلسلة مفاتيحه و إلتقط واحدا مميزا بين أقرانه
وضعه في القفل ثم أداره فإنفتح الباب بسهولة ..
لتري سلاف غرفة أقل ما يقال عنها أنها قطعة وقعت من كتب الأساطير و الحكايات ... كانت الإضاءة خاڤتة و الأرض مفروش ببساط حريري بلون النبيذ
كان هناك أيضا موقد تتراقص فيه آلسنة الڼار البسيطة و بجانبه وضع كرسي هزاز أثري يرجع تاريخ صنعه إلي القرن الماضي
و بأقصي الغرفة كان ينتصب مكتب ضخم وضعت فوقه بعض التحف و رزم الأوراق و حاسوب عتيق ..
الأوضة دي كانت المكتب السري بتاع أبويا الله يرحمه ! .. قالها أدهم من فوق كتف سلاف
أفاقت سلاف من تأملاتها و إستدارت إليه ..
أدهم متابعا بصوت معتدل
أنا بحب المكان ده أوي
برتاح نفسيا لما باجي هنا .. ثم قال و قد كسي التوتر وجهه فجأة
و دايما لما بعوز أصارح نفسي أو أخد قرارات مهمة في حياتي بلجأ للمكان ده
ممكن تقولي إنه بيساعدني ذهنيا بطريقة ما يعني !
سلاف بتساؤل
و إنت دلوقتي جاي عشان تصارح نفسك أو تاخد قرار
طيب جبتني ليه معاك !
حمحم أدهم بتوتر أكبر و قال
أنا جايبك هنا عشان عايز إتكلم معاكي بصراحة يا سلاف
عايز أوضح كام نقطة بينا عشان نكون علي وفاق مع بعض من البداية .. و عشان تبقي فاهمة إنتي حياتك الجاية شكلها هيبقي إيه
عبست سلاف بحيرة قائلة
طيب إنت مش شايف إن فات الآوان علي حاجة زي دي
إحنا خلاص إتجوزنا و قبلنا بعض منغير شروط
أدهم و قد ظهرت المعاناة علي وجهه بشكل فاجأها
أنا مش جايبك هنا عشان أشترط عليكي حاجة
إحنا متفقين علي الأساسيات قبل ما نتجوز و أنا مش عايز أكتر من إللي إتفقنا عليه
سلاف بإستغراب
طيب قولي إنت عايز إيه بالظبط
تنهد أدهم بثقل و قال
تعالي نقعد طيب . تحبي تشربي إيه
في تلاجة هنا فيها كل حاجة
سلاف بصوتها الرقيق
عايزة ماية بس
أدهم طيب روحي أقعدي هناك و أنا جايلك علطول .. و أشار إلي آريكة صغيرة إلتصقت بجدار الغرفة الحجري
سبقته سلاف إليها و لحق بها بعد لحظات ..
أعطاها زجاجة مياه و وضع أمامها كأس عصير مصنوع من البلاستيك الشفاف ... إرتشفت سلاف القليل من الماء و راحت ترمقه بنظرات مرتقبة
و لكن الصمت إمتد بينهما لدقائق و هي لا تدري ماذا تفعل !
ليرفع أدهم وجهه أخيرا و ينظر لها بتركيز .. ثم يقول
سلاف في الأول عايز أسألك سؤال
بس أرجوكي تجاوبيني بصراحة
سلاف بجدية
أوعدك هجاوب بصراحة
إنتي عمرك ما هتندمي إنك إتجوزتيني ! .. تساءل بصوت محايد