الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب

انت في الصفحة 16 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

لكن عينيه كانتا تنتظران ردها بصبر نافذ
تفاجأت سلاف للمرة الثانية و قالت 
أندم !
لأ طبعا .. إلا إذا آ ..
إلا إذا إيه ! .. قاطعها و قد صار وجهه أكثر بياضا و غدت عيناه غاضبتين فجأة
سلاف و هي تهز كتفاها بخفة 
إلا إذا وصلتني إنت للمرحلة دي !
عقد أدهم حاجباه بعدم فهم و سألها 
إزاي مش فاهم 
سلاف طول ما هتكون كويس و متفهم معايا مافيش مشاكل هتقابلنا . لكن لو حسستني إني ماليش لازمة في حياتك غير إني مراتك و بس و إني ماليش رأي أو مش من حقي أتكلم وقتها طبيعي الحياة بينا هتكون مستحيلة
ظلت عيناها معلقتان بعيناه ... راحت تراقب ذلك الجنون و هو يعود و يتلاشي بلا هوادة
بينما عاد للتساؤل من جديد 
طيب فرق السن !
سلاف بدهشة حقيقية 
ماله فرق السن إنت شايفني صغيرة أوي عليك !
ضحك أدهم بمرارة و قال ساخرا 
لأ يا سلاف أبدا
شايف العكس . أنا إللي كبير عليكي
رفعت سلاف حاجبها و سألته 
ليه إنت عندك كام سنة 
أدهم بشئ من التردد
31 سنة !
تأملت سلاف الرقم و ردت 
طيب . أنا مش شايفة إنك كبير أوي يعني
أدهم عابسا بضيق 
بس أنا شايف كده . أنا أناني يا سلاف
مافكرتش غير في نفسي لما طلبت أتجوزك . إنتي لسا بنت صغيرة و كنتي تستاهلي شاب قريب من سنك
أنا كبير علي آ ..
أدهم ! .. قاطعته سلاف واضعة كفها علي فمه و أردفت بجدية تامة 
إسمعني كويس
إنت مش كبير أوي و أنا مش صغيرة أوي
أنا لو ماكنتش شايفة إنك مناسب ليا ماكنتش وافقت عليك
إنت أجبرتني إتجوزك 
هز أدهم رأسه سلبا فإبتسمت سلاف و يدها التي كانت علي فمه إنخفضت إلي صدره و قالت 
أنا إتجوزتك بإرادتي
إنت ماغصبتنيش . و لو إن كان من حقي أنا إللي اقلق و أسألك الأسئلة دي كلها
أدهم بإستغراب 
ليه !
شدت سلاف علي شفتاها و أجابته بخفوت 
بصراحة كنت خاېفة أحسن تكون إنت المڠصوب عليا !
أدهم بإستنكار 
أنا مڠصوب عليكي 
ده أنا ماكنتش أحلم إني أتجوزك أصلا يا سلاف !
أومال أنا ليه كنت بهرب منك دايما 
ماكنتش أتخيل إن يجي اليوم ده أبدا . لولا تيتة حليمة
حدقت سلاف فيه و علقت علي جملته بتساؤل 
نناه حليمة !
و نناه حليمة علاقتها إيه بجوازنا 
إزدرد أدهم ريقه بتوتر و أجابها متلعثما 
آ م مالهاش
أنا قصدي إنها ساعدتني أوصلك طلبي و مهدتلي السكة إللي أقدر أفاتحك بيها في الموضوع
هي مش كلمتك بردو 
إبتسمت سلاف برقة و أومأت رأسها ..
أدهم و هو يرد لها الإبتسامة 
طيب . أخر سؤال بقي
و بعدين هنمشي عشان مانتأخرش زي ما وعدنا تيتة حليمة
سلاف موافقة 
إسأل !
أدهم .. بعد صمت قصير 
مش هسألك إنتي بتحبيني و لا لأ عشان أنا عارف إن لسا شوية علي الموضوع ده . بس هسألك
يا تري في قابلية إنك تحبيني يا سلاف 
توهجت وجنتاها خجلا ... فحثها بنظرة ملحة لتقول سلاف بعد جهد كبير 
أنا already مشاعري إتحركت ناحيتك من فترة يا أدهم
و ده إللي كان قالقني إنك ممكن ماتكونش بتبادلني نفس المشاعر . كنت خاېفة تكون قررت تتجوزني عشان بنت خالك و يتيمة و بس !
إبتسم أدهم غير مصدقا و مد يده إلي وجهها ممسدا خدها برقة ... ثم قال بصوت شبه هامس 
أنا بحبك يا سلاف
قررت أتجوزك عشان حبيتك
و إنحني نحوها ببطء ممسكا كتفيها بكلتا يداه ... كان يغالب نفسه حيال أمرا ما رأت هذا في وجهه
ثم أخيرا إتخذ قراره و لمع التوق بعينيه ... قربها منه بحرص شديد ..
و .. 
آ أنا آسف ! .. قالها أدهم بإضطراب شديد و هو يرتد إلي الخلف مبتعدا عنها
إنتظرت سلاف حتي إستعادت وعيها كاملا و ردت بإبتسامة خفيفة 
ماحصلش حاجة
أنا كويسة ! .. كانت تنظر له بدهشة ممزوجة بالسعادة
إبتسم أدهم بشئ من الخجل ثم قال و هو يقوم و يقف علي قدميه بحركة رشيقة 
طيب يلا بينا . إتأخرنا أوي
بس لسا في كلام كتير بينا
هنكمله مرة تانية
وافقته سلاف بنبرة مرتاحة 
طبعا
هنكمله يا أدهم ..... !!!!
الفصل السابع عشر
شيطانة ! 
في وقت متأخر من الصباح ...
تستيقظ سلاف أخيرا بعد أربعة عشر ساعة قضتهم في نوم متواصل
بقت مستلقية في مكانها تشعر بالثمالة و الكسل .. فقد كانت مرهقة متعبة علي نحو لم تعرفه من قبل
و بين النوم و اليقظة حاول حلما ما أن ينفذ إلي وعيها ليسحبها إلي جولة سبات أخري ... لكن هاتفهها دق في هذه اللحظة و قطع تواصلها مع لا وعيها تماما ..
مدت سلاف يدها و بحثت قليلا بالقرب منها حتي عثرت علي الهاتف .. أمسكت به و ردت دون أن تعرف من المتصل 
ألوو ! .. خرجت نبرتها خاڤتة ناعمة للغاية
صباح الخير يا سلاف
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 25 صفحات