رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
لكن عينيه كانتا تنتظران ردها بصبر نافذ
تفاجأت سلاف للمرة الثانية و قالت
أندم !
لأ طبعا .. إلا إذا آ ..
إلا إذا إيه ! .. قاطعها و قد صار وجهه أكثر بياضا و غدت عيناه غاضبتين فجأة
سلاف و هي تهز كتفاها بخفة
إلا إذا وصلتني إنت للمرحلة دي !
عقد أدهم حاجباه بعدم فهم و سألها
إزاي مش فاهم
سلاف طول ما هتكون كويس و متفهم معايا مافيش مشاكل هتقابلنا . لكن لو حسستني إني ماليش لازمة في حياتك غير إني مراتك و بس و إني ماليش رأي أو مش من حقي أتكلم وقتها طبيعي الحياة بينا هتكون مستحيلة
بينما عاد للتساؤل من جديد
طيب فرق السن !
سلاف بدهشة حقيقية
ماله فرق السن إنت شايفني صغيرة أوي عليك !
ضحك أدهم بمرارة و قال ساخرا
لأ يا سلاف أبدا
شايف العكس . أنا إللي كبير عليكي
رفعت سلاف حاجبها و سألته
ليه إنت عندك كام سنة
31 سنة !
تأملت سلاف الرقم و ردت
طيب . أنا مش شايفة إنك كبير أوي يعني
أدهم عابسا بضيق
بس أنا شايف كده . أنا أناني يا سلاف
مافكرتش غير في نفسي لما طلبت أتجوزك . إنتي لسا بنت صغيرة و كنتي تستاهلي شاب قريب من سنك
أنا كبير علي آ ..
أدهم ! .. قاطعته سلاف واضعة كفها علي فمه و أردفت بجدية تامة
إنت مش كبير أوي و أنا مش صغيرة أوي
أنا لو ماكنتش شايفة إنك مناسب ليا ماكنتش وافقت عليك
إنت أجبرتني إتجوزك
هز أدهم رأسه سلبا فإبتسمت سلاف و يدها التي كانت علي فمه إنخفضت إلي صدره و قالت
أنا إتجوزتك بإرادتي
إنت ماغصبتنيش . و لو إن كان من حقي أنا إللي اقلق و أسألك الأسئلة دي كلها
أدهم بإستغراب
شدت سلاف علي شفتاها و أجابته بخفوت
بصراحة كنت خاېفة أحسن تكون إنت المڠصوب عليا !
أدهم بإستنكار
أنا مڠصوب عليكي
ده أنا ماكنتش أحلم إني أتجوزك أصلا يا سلاف !
أومال أنا ليه كنت بهرب منك دايما
ماكنتش أتخيل إن يجي اليوم ده أبدا . لولا تيتة حليمة
حدقت سلاف فيه و علقت علي جملته بتساؤل
و نناه حليمة علاقتها إيه بجوازنا
إزدرد أدهم ريقه بتوتر و أجابها متلعثما
آ م مالهاش
أنا قصدي إنها ساعدتني أوصلك طلبي و مهدتلي السكة إللي أقدر أفاتحك بيها في الموضوع
هي مش كلمتك بردو
إبتسمت سلاف برقة و أومأت رأسها ..
أدهم و هو يرد لها الإبتسامة
طيب . أخر سؤال بقي
سلاف موافقة
إسأل !
أدهم .. بعد صمت قصير
مش هسألك إنتي بتحبيني و لا لأ عشان أنا عارف إن لسا شوية علي الموضوع ده . بس هسألك
يا تري في قابلية إنك تحبيني يا سلاف
توهجت وجنتاها خجلا ... فحثها بنظرة ملحة لتقول سلاف بعد جهد كبير
أنا already مشاعري إتحركت ناحيتك من فترة يا أدهم
و ده إللي كان قالقني إنك ممكن ماتكونش بتبادلني نفس المشاعر . كنت خاېفة تكون قررت تتجوزني عشان بنت خالك و يتيمة و بس !
إبتسم أدهم غير مصدقا و مد يده إلي وجهها ممسدا خدها برقة ... ثم قال بصوت شبه هامس
أنا بحبك يا سلاف
قررت أتجوزك عشان حبيتك
و إنحني نحوها ببطء ممسكا كتفيها بكلتا يداه ... كان يغالب نفسه حيال أمرا ما رأت هذا في وجهه
ثم أخيرا إتخذ قراره و لمع التوق بعينيه ... قربها منه بحرص شديد ..
و ..
آ أنا آسف ! .. قالها أدهم بإضطراب شديد و هو يرتد إلي الخلف مبتعدا عنها
إنتظرت سلاف حتي إستعادت وعيها كاملا و ردت بإبتسامة خفيفة
ماحصلش حاجة
أنا كويسة ! .. كانت تنظر له بدهشة ممزوجة بالسعادة
إبتسم أدهم بشئ من الخجل ثم قال و هو يقوم و يقف علي قدميه بحركة رشيقة
طيب يلا بينا . إتأخرنا أوي
بس لسا في كلام كتير بينا
هنكمله مرة تانية
وافقته سلاف بنبرة مرتاحة
طبعا
هنكمله يا أدهم ..... !!!!
الفصل السابع عشر
شيطانة !
في وقت متأخر من الصباح ...
تستيقظ سلاف أخيرا بعد أربعة عشر ساعة قضتهم في نوم متواصل
بقت مستلقية في مكانها تشعر بالثمالة و الكسل .. فقد كانت مرهقة متعبة علي نحو لم تعرفه من قبل
و بين النوم و اليقظة حاول حلما ما أن ينفذ إلي وعيها ليسحبها إلي جولة سبات أخري ... لكن هاتفهها دق في هذه اللحظة و قطع تواصلها مع لا وعيها تماما ..
مدت سلاف يدها و بحثت قليلا بالقرب منها حتي عثرت علي الهاتف .. أمسكت به و ردت دون أن تعرف من المتصل
ألوو ! .. خرجت نبرتها خاڤتة ناعمة للغاية
صباح الخير يا سلاف