رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
كده
سلاف ضاحكة خلاص سامحتك
أدهم و قد عاد لجديته المعهودة
أنا مش حابب سوء التفاهم ده يتكرر تاني يا سلاف
مش عايز الخلافات تبقي سهلة بينا
من ناحيتي أوعدك من هنا و رايح هتحكم في إنفعالاتي
و إنتي كمان لازم توعديني إنك تسمعي كلامي لأني عمري ما هوجهك لحاجة تضرك . و كمان لازم تشركيني في حياتك أنا بقيت جوزك يعني مافيش بينا تحفظات و لا أسرار . لازم نعرف عن بعض الصغيرة قبل الكبيرة
يعني إنت عندك إستعداد تقولي أسرارك لو سألتك علي أي حاجة هتجاوبني كده عادي
أدهم بثقة كبيرة
طبعا هقولك . إحنا بقينا واحد يا سلاف مش إتنين
و إن شاء الله إحنا مع بعض لأخر العمر
كل حاجة بينا هتكون مشتركة
سلاف بإبتسامة راضية
أوك
إذا كانت دي رغبتك الحقيقية أنا مستعدة أنفذها معاك يا أدهم . أوعدك عمري ما هخبي عنك حاجة بعد كده و أي حاجة هتحصلي هاجي و أقولك عليها
الله ينور عليكي
ماتتصوريش ريحتيني إزاي بالكلمتين دول !
لم يكن أمامها وقت لتستوعب ما حدث بعد ذلك ... لكنها شعرت بأن الأمر دام طويلا و لم تسمع خلال تلك اللحظات إلا صوت نبضات قلبها المتسارعة و الإيقاع المتكسر لإنفاسها و إنفاسه ..
و أخيرا إزاحت رأسها بعيدا عنه فإنتقلت شفتاه إلي خدها و أصبح بإبمكانها أن تتنفس جيدا ..
أدهم سريعا
عندك حق
لازم أمشي دلوقتي حالا .. و إبتعد عنها بجهد مكملا
تصبحي علي خير يا سلاف !
سلاف و قد شعرت بالحمرة تغمر وجهها
و إنت من أهله
و ظلت عيناها معلقتان بعينيه حتي خرج ... فرفعت يديها و بدأت في تهوية وجهها لتبرده قليلا ..
و لسوء الحظ إصطدم بأخته و هو يمر بالرواق ..
أدهم ! .. صاحت عائشة بإستغراب و تابعت
صاحي ليه لحد دلوقتي في حاجة
أدهم متظاهرا بالثبات
لأ مافيش حاجة إنتي إللي صاحية ليه لحد دلوقتي
عائشة ماما نامت و سابتلي شوية حاجات أوضبها قبل ما أنام أنا كمان .. ثم سألته بنظرة ذات مغزي
أدهم بشئ من التوتر
كنت بجيب ماية يا عائشة
الماية إللي عندي خلصت .. و رفع قنينة المياه لتراها
أومأت عائشة رأسها و قالت بإبتسامة خبيثة
طيب يا حبيبي بس متنساش تبقي تمسح الروچ ده كويس بعد كده
مايصحش حد يشوف المنظر ده يا دكتور !
و هنا بهت أدهم و أنكس رأسه فورا و هو يتمني لو تنشق الأرض و تبتلعه ..
تصبح علي خير يا دومي
تمتم أدهم لنفسه شاعرا بالخجل الشديد
إيه الحظ ده بس يا ربي !
يعني ماما الصبح و عائشة بالليل
أستغفر الله العظيم .. و ذهب إلي غرفته ...... !!!!!الفصل العشرون
هلاك !
صباح يوم جديد ... و كالعادة حالة النشاط تلف منزل آلعمران
كان يوم عطلة أدهم فقضي الشطر الأول من النهار يعمل في غرفته ثم خرج بعد أداء فريضة الظهر ليري سلاف
كانت تجلس في الصالة مع أمينة و عائشة عندما ظهر أدهم أمامها ..
إيه يا أدهم عايز حاجة يا حبيبي .. قالتها أمينة بتساؤل و هي تتطلع إلي إبنها
أدهم بصوته الهادئ
شكرا يا أمي
أنا جاي أخد سلاف بس
أمينة تاخدها فين يابني
أدهم عاوز أكلمها في موضوع
هاخدها و ننزل نقعد شوية في الجنينة
أمينة بدهشة
الله !
هو مش إنتوا متخاصمين بردو و لا أنا غلطانة !
لأ يا ماما ما هما إتصالحوا خلاص .. قالتها عائشة بمكر و أكملت و هي تنظر إلي أخيها
دومي صالح سوفا إمبارح
مش كده يا دومي .. و غمزته
أدهم بحدة
و بعدين يا عائشة
خليكي في حالك من فضلك
عائشة و هي تضحك
يا عم ما أنا في حالي أهوو
شوفتني فتحت بؤي !
رمقها أدهم بنظرة تحذيرية ثم نظر إلي سلاف و قال
يلا يا سلاف
روحي إلبسي حجابك و تعالي . أنا مستنيكي هنا
أطاعته سلاف بدون تردد ثم عادت إليه بسرعة و هي ترتدي حچابها الذي من المفترض أن يقلل من جاذبيتها
إلا أنه أزادها فتنة بتحديد تفاصيل وجهها الكامل الملائكي ... لكن رغم ذلك رأت سلاف نظرات الرضا في عيني أدهم الباسمتين ..
نزلت معه إلي الأسفل ليأخذها إلي رقعة بعيدة عن الأنظار تحف بها زهور الياسمين الناضجة
جلسا متقابلين إلي طاولة بيضاوية الشكل لتبدأ سلاف الكلام
خير يا تري
مش ملاحظ إن مواضيعنا بقت كتير أوي
عايز تقول إيه تاني يا أدهم إحنا مش متفقين علي كل حاجة !
أدهم بإبتسامة
طيب إهدي شوية بس
أنا بحب أقعد و أتكلم معاكي
دي