رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
مش فاضية .. و سحبت يدها منه بقوة فإصطدمت بالقدر الملتهب و أصابت كفها ..
آاااااه ! .. صاحت سلاف و راحت تقفز في مكانها من شدة الألم و قالت پغضب شديد
إيه الغباء ده يا أدهم
عجبك كده أهي إيدي إللي إتحرقت بسببك
أدهم بإرتباك
آ أنا آسف ماكنتش أقصد
سامحيني يا سلاف !
قذفته بنظرة حانقة و قالت
إطلع برا لو سمحت و ماتجيش هنا تاني ماتدخلش المطبخ أبدا
بالله عليكي وطي صوتك لو حد سمعك يقولوا بعمل فيكي إيه !!
سلاف بضيق شديد
طيب إتفضل سيبني دلوقتي .. و تأوهت پألم من جديد
شعر بالآسي من أجلها فمد يده بحذر قائلا
طيب وريني إيدك الأول
هاشوفها بس و هخرج
عبستسلاف و لوت فمها بتبرم ..
أدهم برجاء
من فضلك يا سلاف عشان لو الحړق جامد أعالجهولك !
مرر أصابعه علي كفها بخفة سحرية لتهتز أنفاسها و تشعر بالخجل تحت وطأة لمساته البطيئة .. بينما نظر لها و قال بإبتسامة
لأ الحمدلله
الإصابة حميدة . شوية ماية باردة بس و هتبقي تمام .. ثم حني رأسه مقبلا باطن كفها بعمق و غمغم
و جاءت أمينة في هذه اللحظة تماما ..
في إيه إيه إللي بيحصل هنا بالظبط
إنتفض أدهم تاركا يد سلاف بسرعة ثم نظر إلي أمه و قال مغالبا إرتباكه
آ مافيش حاجة يا ماما
دي سلاف لسعت إيدها بس
نظرت أمينة لإبنة أخيها و صاحت بهلع
إنتي كويسة يا حبيبتي إيدك إتحرقت جامد !! .. و مشت صوبها بسرعة
طمئنها أدهم
عن إذنكوا ! .. و فر إلي غرفته مسرعا
بينما ظلت أمينة مع سلاف .. تفحصت يدها و إطمأنت بنفسها ثم راحت تساعدها في تحضير أطباق الغداء ...
.........
و طوال اليوم كان أدهم يتحين الفرصة لينفرد بسلاف من جديد ..
و لكن وجود أمه و أخته أحبط كل الفرص ... و هكذا حتي جاء الليل حان موعد النوم و أدهم لا يزال يدور بغرفته علي غير هدي
تسلل أدهم بهدوء شديد إلي غرفة سلاف .. دق بابها بخفة لتفتح بعد لحظات ..
أدهم ! .. غمغمت سلاف بضيق و تابعت
عايز إيه تاني !
أدهم بخفوت
دخليني بس الأول قبل ما حد يشوفنا .. و دفعها برفق إلي الداخل ثم أغلق الباب ورائه
إنت كده هتعملنا مشاكل
ماينفعش إللي بتعمله ده
أدهم بإنفعال
يعني أعمل إيه
مش عارف أتكلم معاكي و إنتي بتقصدي تتجاهليني
مش طريقة دي أنا زهقت
سلاف ! .. هتفت أمينة من الخارج و خطواتها تقترب من الغرفة
سلاف پذعر
يا خبر
عمتو جاية . أعمل إيه أوديك فين
أدهم بتوجس
مش عارف !
تلفتت سلاف حولها ثم نظرت له و قالت
تعالي . روح بسرعة إستخبي ورا الستارة دي
إنطلق أدهم ليختبئ حيث أرشدته و ذهبت هي لتفتح الباب
كانت عمتها تقف علي أعتاب الغرفة الآن ..
سلاف بإبتسامة متوترة
عمتو !
خير في حاجة
أمينة لأ يا حبيبتي سلامتك مافيش حاجة
أنا جيت أسألك بس عندك حاجة للغسيل
سلاف لأ يا عمتو ماعنديش
أمينة طيب يا قلبي
تصبحي علي خير .. و مشت
سلاف و هي تزفر بإرتياح
و إنتي من أهله !
أغلقت الباب و إستدارت إليه فرأته ينظر نحوها مبتسما ..
أهم حاجة إنك ماكدبتيش . بس أدائك كان هايل يا سلاف
إبتسمت سلاف رغما عنها و مضت صوبه قائلة
إنت إللي بقيت مچنون
أنا لما عرفتك ماكنتش كده !
أدهم هامسا و هو يمسك بيديها
إنتي إللي جننتيني . إنتي يا سلاف العادة السيئة الوحيدة إللي في حياتي .. و شد ذراعيها حول ظهره
ظلت سلاف هادئة قدر إستطاعتها ... لكنها أخذت تستنشق رائحته الطيبة مغمضة العينين ثم غمغمت في صدره
إنت لغز
و أنا مش قادرة أفهمك !
أبعدها أدهم قليلا لينظر إلي عينيها و قال بعد صمت
ده إنتي إللي خطړ عليا
إنتي إللي هاتوديني الڼار
سلاف و هي تضحك برقة
ليه بتقول كده بس
ما أنا مراتك إنت نسيت !
أدهم بإبتسامة
صح . إنتي صح .. و أكمل بجدية
لسا زعلانة مني
أنا و الله ماكنتش أقصد أزعلك . بس أنا كنت قلقان عليكي و إنفعلت ڠصب عني
سلاف بتسامح
و أنا كمان ماكنتش أقصد أضايقك . بس إنت أحرجتني و كمان زعقت فيا جامد
أدهم إممم يعني إحنا الإتنين غلطنا و إعترفنا
طيب الحمدلله . أنا سامحتك سامحيني بقي إنتي كمان عشان الثواب يكمل و النفوس تصفي كفاية خصام لحد