رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
انت في الصفحة 14 من 14 صفحات
إللي إستآااهل
كانت الممرضات تكتمن ضحكاتهن بصعوبة بينما بلغ التوتر بأدهم مبلغه و أحمر وجهه من شدة الخجل
حاول أن يسكتها دون جدوي إستمرت في صياحها و توبيخه و إزداد الحرج أكثر و أكثر ...
دخلت سلاف غرفة الجراحة و إنتظر أدهم بالخارج ليتوافد أفراد العائلة كلهم عليه و قد وصلوا أخيرا ...
سألته حليمة بقلق
ها يا أدهم طمني
أدهم بقلق مماثل
لسا يا تيتة
بقالها ربع ساعة جوا في العمليات
لبنة ربنا يقومها بالسلامة يآااااارب
و بعد نصف ساعة يسمع الجميع صراخات الأطفال ليتحفزوا كلهم و تخرج الممرضة بعد قليل و تطلب حقيبة الصغار و أمهم من أدهم بعد أن طمأنته علي حالة زوجته ...
دقائق أخري و تم نقل سلاف و أطفالها لغرفة خاصة .. إجتمع الكل هناك و تحديدا عند أسرة الصغار
نظرت سلاف له و قالت بإبتسامة منهكة
الله يسلمك يا أدهم
الولاد كويسين شوفتهم
أدهم أه شوفتهم
زي الفل ماتقلقيش
طيب هاتهم أنا عايزة أشوفهم
أدهم هاتشوفيهم بس مش دلوقتي
ريحي شوية بس عشان إنتي لسا تعبانة .. و أكمل بعتاب
و لو إني مش عارف أنا بكلمك ليه بعد ما فضحتينا برا قدام الممرضات
بقي كده يا سلاف !
ضحكت سلاف بعناء و قالت
طيب ماتزعلش حقك عليا
أنا ماكنتش حاسة بنفسي أصلا سامحني
أدهم بحب
مسمحك علطول يا أم الولاد
و هنا نادت حليمة عليه و قالت و هي تمسك بأحد الصغار
تعالي يا أدهم
يلا عشان تأذن في ودان عيالك
نظر أدهم لها و قال
لأ يا تيتة مش دلوقتي
إصبري شوية ما إنتي عارفة إني بخاف أشيل الأطفال إللي لسا مولودين
حليمة يابني لازم تكبر في ودانهم هو أنا إللي هقولك
يلا تعالي
مشي أدهم ناحيتها و مد يداه مترددا فوضعت حليمة الطفل المقمط بين ذراعي والده الضخمتين ..
الله أكبر .. الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدا رسول الله .. أشهد أن محمدا رسول الله
الله أكبر .. الله أكبر
و كرر ذلك مع أشقائه الإثنان ..
هتسميهم إيه يا أدهم .. سألته إيمان مبتسمة
نظر أدهم إلي زوجته و قال
أنا إتفقت مع سلاف هي هتسمي واحد و أنا هسمي واحد و تيتة حليمة هتسمي واحد
أنا إخترت عبد الرحمن . من زمان و أنا مقرر لو ربنا رزقني بولد هسميه عبد الرحمن
إيمان طيب و إنتي يا سلاف
سلاف بإبتسامتها الرقيقة
أنا إخترت إسم قريب من إسم أدهم حبيبي
آدم
إيمان و إنتي يا تيتة
إستقطبت حليمة أنظار الجميع الآن بقوا في إنتظار ردها ..
لتقول الجدة بصوت متهدج و الدموع تفيض بحنين من عيناها
نور .. علي إسم إبني
نور الدين
بعد فترة طويلة نوعا ما ...
غادرت سلاف مع أدهم عندما صار مسموحا أن تترك أطفالها مع عمتها و جدتها و هي مطمئنة عليهم
أخذها أدهم ليقضيا شهر عسل جديد و لكنه لن يكون شهر بالضبط فقط بضعة أيام وحدهما
حيث أراد أدهم الإستئثار قليلا بزوجته التي يحبها حد الجنون خاصة مع إزدياد شعوره بالغيرة من صغاره الذين أخذوها منه تماما و أصبحت مشغولة بهم كليا و أصبح هو خارج أولوياتها ...
عكف بها لعدة أيام و ليال في مكانهم الأول عند البحر بمياهه الزرقاء و رماله الصفراء .. إستطاع أن يذكرها به و بأنه دائما في المقام الأول في حياتها فقط عندما يكونا وحدهما
له وقت و لأبنائه وقت و لا يجب أن تهمله أبدا ...
برق حبهما من جديد و إشتعلت جذوة الشغف ... إمتلأت العطلة بملايين العواطف الجياشة و وثقا أجمل اللحظات معا
و في ليلة جلست سلاف ترقبه و هو نائم و يضع رأسه علي قدمها و هي تمرر أصابعها في شعره الناعم
إبتسمت و هي تعيد ذكرياتها معه منذ البداية و حتي هذه اللحظة ...
عندما رأته لأول مرة بالمطار و قلقها من ردة فعله إزاء إنضمامها للعائلة
أول لمسه عفوية منها ثم ثار و طردها من غرفته
كثرة إستغفاره كلما رآها ترتدي ثياب غير محتشمة أو تضع عطرا شذيا يجذبه رغما عنه
عقد قرانهما
أول عناق
زواجهما
و أول ليلة لهما و كل لحظة غالية أمضتها معه ..
رأت أنها حصلت علي هبة لا تعوض و لكنها تعهدت له بصمت بأنها ستملأ حاضره و مستقبله هو و أولاده حبا و سعادة ... و هناء
تمت