رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
أحست بمعدتها تتقلص و رأسها يدور ...
كاد توارنها يختل لولا أن طوقها بذراعيه عانقها بقوة بقدر إشتياقه لها .. مرت ليالي طويلة و هي بعيدة عنه كيف تحمل بعدها لا يدري
و لكن المهم أنهما معا الآن ...
كسر أدهم حاجز السيطرة و حملها بسهولة إلي الفراش و هو يلتهم بعينيه بهاء جسمها و تفاصيل وجهها الكامل
في هذه اللحظات كانت سلاف تحارب مشاعر متضاربة تعبث بها إعياء مبهم علة غير مبررة في وجود زوجها الذي تحبه و تطمئن لقربه .. ثم جاءت الضړبة القاصمة
غمغمت بضيق شديد و هي تتلوي بين ذراعيه المطبقتين عليها بشدة
أدهم !
بلييييز إوعي . مش قادرة أخد نفسي
أدهم و هو يواصل عمله برقة متناهية
في إيه بس
إهدي شوية قولتلك مافيش حاجة تخوف
إنفجرت سلاف باكية و قالت
إوعي يا أدهم قولتلك
إبتعد عنها متعجيا و خائڤا عليها في آن ..
أدهم بقلق
مالك يا سلاف .. و حاول أن يضمها إلي صدره
فردته عنها و هي تصرخ بوجهه
إبعد عني دلوقتي
عقد حاجبيه بشدة و هو يقول و قلقه عليها يزداد حدة
في إيه يا سلاف
إيه إللي حصل لكل ده
فدفعته بكل قوتها و هي تصرخ مجددا ..
أدهم پغضب
وطي صوتك ده
إنتي إيه إللي جرالك فيكي إيه فهميني
لم تجيبه سلاف بل قامت من مكانها في ثانية و أسرعت إلي الحمام واضعة يدها علي فمها كان شعورها فظيعا و أرادت إفراغ كل ما في جوفها ..
جلس أدهم علي الفراش و إنتفض بعصبية متمتما
إيه إللي حصلها بس يا رب ! .. ثم قال بغيظ
دلع مرئ !
و فجأة ميزت أنفه تلك الرائحة العفنة ..
راح يتشمم الهواء منتبها و مستغربا ... ثم تبع الرائحة حتي وصل لأسفل السرير
وجد لفة سوداء متوسطة الحجم مد يده و أحضرها
تفحصها بإستغراب شديد و وضعها فوق الفراش فك الأربطة المهترئة التي تحيطها و فتحها أصبحت الرائحة قوية و حادة الآن
جحظت عيناه بقوة و تراجع فورا للخلف و دموعه تفيض بلا توقف و كأنه يهرب من أمام قنبلة موقوتة
و لكنه لم يكن سوي جنين في منتصف مراحل نموه تعفنت جثته و نشفت ...
إرتفع نشيج أدهم الحار و هو يردد بحزن و قهر عظيم
لا إله إلا الله . لا إله إلا الله
أستغفر الله العظيم
لا إله إلا الله ......... !!!!!!!الفصل 43
إلا بإذن الله !
قضي أدهم الليل كله هو و زوجته ساهران ...
لم يذوقا طعم النوم أبدا حتي مطلع الفجر .. و بعد أداء الصلاة خرجا و جلسا بالصالون كلا منهما علي صمته المطبق المصډوم
إلي أن قطع أدهم الصمت و سأل سلاف للمرة الأخيرة
إنتي متأكدة يا سلاف إن عمتي راجية هي الوحيدة إللي دخلت أوضتنا
سلاف بصوت مخڼوق من الدموع
أيوه يا أدهم
لما عزمنا البيت كله .. هي الوحيدة إللي دخلت أوضة النوم
أصلا محدش إتحرك في الشقة كلها غيرها
إلا عمتو و عائشة و أعتقد إن هما برا دايرة الشك دي و لا إنت إيه رأيك
أدهم بثقة عمياء
طبعا
أمي و أختي مؤمنين بالله و عارفين الحدود كويس جدا
إللي عمل كده قرر إنه يكفر بالله
ربنا ممكن يغفر أي ذنب
إلا إتنين
قتل النفس بغير حق . و الشرك بيه .. و أكمل بحزن شديد
أنا مشفق عليها و الله
مش زعلان منها علي أد ما أنا زعلان عليها
عارفة لو كانت أذتني بأي طريقة كنت هسامحها و هدعيلها ربنا يهديها
لكن أنا دلوقتي مش هقدر أعملها أي حاجة
لا كلام و لا نصايح و لا حتي دعاء هينفعها
عمتي ضلت و قفلت بإيدها الباب بينها و بين ربنا
و الله وحده يعلم اذا الباب ده هيتفتح لها تاني و لا لأ !
زفرت سلاف بحرارة و قالت بصوت كالأنين
طيب إنت هتعمل إيه في البيبي ده
هتوديه فين
أنا مش قادرة إستحمل من ساعة ما شوفته
قلبي هيتخلع
ضمھا أدهم إلي صدره و قال بحنان
إهدي يا حبيبتي
و تماسكي و خليكي قوية
ربنا موجود مش بيغفل عن عباده و دايما رحيم بينا .. ثم قال بجدية
أنا مش هسيب الطفل كده طبعا
كمان شوية هاخده و هنزل علي هيئة المجمع الإسلامي
هشوف إيه حكم الشرع في الموضوع
أنا دارس شريعة و عارف بس الأمر شورة بردو و الأساتذة هناك هيفيدوني
و كمان عشان أعرضه علي الطب الشرعي و نطلعله تصريح ډفن
سلاف بإهتمام
طيب إنت كده مش هتتأذي
محدش هيتهمك بحاجة !!
أدهم و هو يربت علي كتفها
خليها علي الله
إحنا ماشيين ورا