الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

و هو يرد له الإبتسامة 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
دكتور زياد مواعيدك مظبوطة دايما .. ثم نظر لوالده و مد يده للمصافحة قائلا 
أهلا يافندم شرفتنا
الوالد بإبتسامته الوقورة 
أهلا يا دكتور أدهم
الشرف ليا و الله
زياد عايز أقولك إني واقف قدام الباب من ربع ساعة
بس إلتزمت بالمعاد و دقيت الجرس 8 بالثانية
أدهم پصدمة 
لا يا راجل !
إنت بتهزر يا زياد 
معقول وقفت والدك علي الباب ربع ساعة 
لأ بجد أخس عليك أنا مش مسامحك علي التصرف ده علي فكرة
زياد و هو يضحك 
طيب معلش المرة دي
أنا بس حبيت أمشي علي الأصول
أدهم يبقي سيادتك ماتعرفش حاجة عن الأصول
لما تسيب والدك واقف جمبك كده طول الوقت ده دي إسمها قلة ذوق
الوالد ببشاشة 
خلاص يا دكتور أدهم
إحنا مالحقناش نتعرف علي بعض إوعي تقلب عليه دلوقتي و تروحنا بدري الله يباركلك
ضحك أدهم و قال 
إنتوا علي راسي و الله يافندم
إتفضلوا . إتفضلوا أهلا و سهلا بيكوا
زياد بس قبل ما ندخل إتفضل إنت الحاجات دي .. و أعطاه باقة ورد و علبة حلوى
أدهم بعتاب 
ليه تعبت نفسك يابني
مالهاش لازمة الحاجات دي
زياد دي حاجة بسيطة جدا و الله
إنتوا مقامكوا كبير أوي يا دكتور
أدهم شكرا يا سيدي
طيب إتفضلوا بقي وقفنا كتير كده
و أدخلهم أدهم إلي الصالون ثم إستأذن ليذهب و يخبر عائلته بحضورهم ..
باين عليه كويس الدكتور زميلك ده يا زياد ! .. قالها والد زياد مبتسما برضا
نظر زياد له و قال 
مش باين عليه يا بابا
أدهم عمران شخص كويس جدا
كل إللي يعرفه يشهدله بأخلاقه و صفاته الكويسة
علي المستوي الشخصي أدهم ده راجل محترم جدا و ملتزم جدا جدا
الوالد لو أخته زيه كده ربنا يجعلك نصيب فيها
زياد بثقة 
أخته كويسة جدا يا بابا
حضرتك مش شايف يعني الجواب بيبان من عنوانه
و هنا عاد أدهم و هو يمسك بكرسي جدته و أمه تسير بجانبه راسمة علي ثغرها إبتسامة خفيفة ..
حليمة بوقارها المعتاد 
أهلا أهلا
أهلا و سهلا بيكوا
نورتونا و الله
يقوم الإبن و الوالد و يقول 
أهلا بحضرتك يافندم ! .. و مد يده للمصافحة
فأوقفه زياد و هو يهمس بأذنه 
إوعي تفكر تعملها
مابيسلموش
محدش بيسلم هنا و خلي بالك أم أدهم إللي واقفة جمبه دي
إوعي تفكر تسلم عليها . من بعيد يا بابا
سحب والد زياد يده و هو يومئ له متفهما ..
أدهم بلطف 
إتفضلوا يا جماعة أقعدوا
إستريحوا
و بعد أن جلس الجميع ..
والد زياد نتعرف الأول بقي
أنا عادل فخر الدين والد الدكتور زياد .. و أشار إلي إبنه و أكمل 
أنا جاي إنهاردة علي سمعة العيلة الطيبة و لما شوفت بعيني زاد يقيني أكتر و حقيقي يشرفني جدا إني أطلب دلوقتي إيد الأنسة عائشة لإبني الدكتور زياد
أدهم الشرف لينا يافندم و الله
عادل يافندم إيه بس 
إرفع الألقاب يا دكتور
ممكن تقولي يا عم عادل
أو يا عمي لو محرج أوي
أدهم و هو يضحك 
ماشي يا عمي
بس لازم ناخد رأي العروسة الأول
زياد و قد تلاشت إبتسامته 
هي لسا ماقررتش 
إنت قولتلي لو وافقت أجيب والدي و أجي يا دكتور أدهم !
نظر أدهم له و قال بإبتسامة 
ماتقلقش يا دكتور زياد
إن شاء الله خير
بس العروسة من حقها تاخد فرصتها في القبول أو الرفض قبل ما نخوض في أي تفاصيل
و في الأخر ربنا هو الفصل و الحكم و كله مكتوب ف ماتقلقش .. ثم قام مكملا 
أنا هاروح أجيبها
مش هتأخر
عن إذنكوا
كانت عائشة في أقصي مراحل توترها و فشلت جميع محاولات سلاف لتهدئتها ..
يلج أدهم إلي غرفتها فجأة فتتسمر عيناها عليه و تزداد ضربات قلبها و تقوى
أدهم إيه يا شوشو
مالك يا حبيبتي وشك أصفر كده ليه 
شوفتي عفريت 
عائشة بإرتباك شديد 
ل لأ يا أدهم
أنا تمام
أدهم بنظرة شك 
يا شيخة !
طيب يلا عشان الناس مستنينك برا
عائشة بتوتر 
هو أنا لازم أخرج 
أدهم أيوه طبعا
لازم تقولي قرارك النهائي قدامهم
هزت عائشة رأسها بحيرة لتشجعها سلاف قائلة 
يلا يا شوشو
ماتخافيش يا حبيبتي إحنا معاكي مش هيحصل حاجة
عائشة و هي تنظر لها بتردد 
أنا مش خاېفة
ماشي . يلا !
إبتسمت سلاف و نظرت إلي زوجها قائلة 
طيب روح إنت يا أدهم و إحنا جايين وراك
عشان شوشو تطلع بالعصير و تقدمه
أدهم ماشي
بس ماتنسيش تنزلي النقاب و إنتي خارجة
يلا ما تتأخروش
ناولتها سلاف صينية المشروبات و زودتها بكلمات مشجعة ... و خرجت عائشة تتبعها سلاف
تماسكت و سارت بخطوات ثابتة و هي تشد ظهرها
إبتسمت برقة و حرصت علي إخفاض بصرها لكن عيناه إجتذبتها و وجدت نفسها تنظر له رغما عنها
غمرت الحمرة وجهها و هي تحيد عنه بإستحياء شديد ..
ذهبت لتقدم المشروبات و عندما وصلت عند زياد إرتجفت يداها بشكل ملحوظ فحاولت جهدها أن تتجلد و تثبت
و لكن توترها تفاقم و غلبها ...
زياد بإبتسامته الجذابة 
تسلم إيدك
شكرا .. و أخذ كأسه
تنفست عائشة الصعداء لمرور هذه اللحظات الشاقة

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات