رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
دخلت الممرضة لتتفقد المحاليل ..
كانت تلتهم أدهم بعينيها و حاولت جذب نظره و هي تمر من أمامه لكنها لم تفلح ..
فخرجت و علامات الإحباط تكسو وجهها
عقدت سلاف حاجبيها و قالت بغيظ
هو إيه ده !!
كل ما نروح في حتة لازم أشوف كل واحدة و هي بتكلك بعنيها !!
أدهم بإبتسامة
يا حبيبتي المهم أنا مركز مع مين
أنا مش شايف غيرك
و صحيح تعالي هنا
إنتي كنتي كده لما الدكتور كشف عليكي
قلعتي النقاب و الحجاب كمان
سلاف بضحك
و الله الممرضة قلعتني ڠصب عني
أنا ماكنتش مركزة في حاجة صدقني
ده أنا حتي إتخانقت معاه لما جه يكشف عليا
قولتله نادي جوزي يكشف عليا هو دكتور بردو
أنا ماليش دعوة بالكلام ده
المفروض محدش يشوف شبر واحد منك يا هانم
عارفة لو إتكررت
هكسر رقبتك
سلاف و هي تمثل الخۏف
يا مامي
و أهون عليك يا دومي !
أدهم بإبتسامته المدوخة
لأ ماتهونيش طبعا
إصبري بس أنا هتعلم طب النسا مخصوص عشانك
عشان أعالجك و أولدك بنفسي
ضحكت سلاف و قالت
بس يا ريت و الله
كده هبقي مرتاحة أكتر
أدهم و هو بنظر لها بحب
طيب كفاية كلام بقي و إستريحي شوية
الدكتور قال ممكن نمشي لما تخلصي المحاليل
خليكي هادية و شطورة عشان نخلص بسرعة و نمشي
سلاف بإبتسامتها الرقيقة
أوك
أنا هنام شوية
بس إوعي تتحرك من جمبي
أدهم بثقة
أنا جمبك
مش هاسيبك أبدا إطمني
غير متوقع !
إنتقلا أدهم و سلاف إلي العيش في شقة أمينة مؤقتا ...
فقد إقترح أدهم هذا ليؤمن فترة الحمل لزوجته و يضمن سلامتها قرر أن يضعها بعيدا عن مكائد عمته كليا
و حتما لن تطولها يدها و هي وسط الجدة و أمينة علي وجه الخصوص
و مع إبقاء خبر حمل سلاف طي الكتمان لبعض الوقت إنتشر خبر خطبة عائشة و أتي يوم الزيارة الذي حدده أدهم للدكتور زياد و والده
كانت عائشة في غرفتها عندما دخلت لها سلاف ... وجدتها تجلس أمام المرآة و تنظر لنفسها بشرود
إبتسمت سلاف و مضت صوبها و هي تقول
أفاقت عائشة من شرودها و قالت و هي تنظر لها في المرآة
سوفا !
أبدا مش سرحانة
بس كنت بفكر
سلاف و هي تضع يدها علي كتفها
بتفكري في إيه يا حبيبتي
عائشة بتوتر
أنا أول مرة أتحط في الموقف ده
مش عارفة خاېفة أووي
سلاف بلطف
خاېفة من إيه بس يا شوشو
مافيش حاجة تخوف
الناس هيجوا يزرونا عادي . و إنتي هتبقي وسطنا و أدهم موجود
لو ماعرفتيش تتكلمي خلاص علي راحتك
أدهم هيتكلم و الليلة هتعدي علي خير إن شاء الله
عائشة ربنا يستر بقي ! .. و عبست غير مرتاحة
سلاف بإستغراب
الله !
مالك يا شوشو
نظرت عائشة لها و قالت بتردد
بصراحة أنا مش مرتاحة يا سلاف
أدهم جابلي كل حاجة ورا بعضها
عايز يخلص الموضوع كله في قاعدة واحدة و المطلوب مني يا أوافق أو أرفض
سلاف و قد فهمت ما ترمي إليه
إنتي يعني قصدك إنك محتاجة تتعرفي علي زياد أكتر
طيب يا حبيبتي ده حقك
عائشة إنتي ممكن تأيديني
بس أدهم مش من أنصار الأفكار دي
هو مديني حرية الإختيار بس منغير إسثناءات
سلاف لأ يا عائشة أدهم مش بيفكر كده
إنتي أكيد ظالماه و بعدين هو مايعرفش إنتي حاسة بإيه و إنتي ماطلبتيش منه حاجة و هو عارضك فيها
طيب بصي يا حبيبتي و لا يهمك
أنا هكلمه إنهاردة بعد الزيارة و هقوله عائشة لازم تقعد مع زياد لوحدهم و يتكلموا عشان يتعرفوا علي بعض أكتر
أنا هقنعه بكده ماتقلقيش
عائشة و قد أشرق وجهها
بجد يا سوفا !!
سلاف بإبتسامتها الرقيقة
بجد يا شوشو
قامت عائشة و إحتضنتها و هي تقول
ربنا يخليكي يا حبيبتي و مايحرمنيش منك أبدا
سلاف و هي تضحك
طيب خلاص نأجل العواطف دي لبعدين
خليني أساعدك شوية معاد الناس قرب
إنتي هتلبسي إيه
عائشة ما أنا لابسة أهو !
نظرت سلاف لها من أعلي إلي أسفل و قالت بعدم رضا
لأ يا شوشو مش الحلو الفستان ده
كحلي هتقابلي عريسك بفستان كحلي !!
عائشة طيب ألبس إيه ما أنا مش عارفة !
سلاف بإبتسامة
أنا كنت عاملة حسابي
جبتلك فستان من بتوعي و شلتهولك عند نناه
هاروح أجيبه و جيالك
عائشة بإمتنان
شكرا يا سوفا
تسلميلي يا حبيبتي
سلاف شكرا علي إيه يا عبيطة إنتي
ثواني و رجعالك
و مع دقات الثامنة مساء بالدقيقة ...
دق جرس الباب فذهب أدهم ليفتح
وجد صديقه يقف بالخارج و بجانبه رجل يشبهه كثيرا لكن آثار التقدم في العمر واضحة جدا في تجعيدات وجهه و شعره الأشيب الناعم ..
زياد بإبتسامة ودية
السلام عليكم يا دكتور أدهم !
أدهم