الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب

انت في الصفحة 9 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

لمى
موبايلي رن
كان سيف .. رديت عليه
بس حد تاني رد عليا
سألته فين جوزي . قالي في طوارئ دلوقتي و هنبقي نكلمك بعدين
أنا مش عارفة يعني إيه طوارئ دي يا أدهم
مش عارفة سيف ماله
بالله عليك شوفهولي . عشان خاطري ياخويا
أنا أختك
ماتسبنيش واقفة لوحدي
أدهم و هو يهدئها 
بس يا إيمان
بس يا حبيبتي إهدي أنا جمبك أهو
أنا معاكي مش هاسيبك و الله
و هنا بكت الصغيرة و لكن إيمان كانت في واد أخر و لم تكن حالتها سامحة للتعامل مع أي شئ ..
مضي أدهم صوب إبنة أخته و حملها بسهولة و هو يتمتم بحنان 
شششش يا حبيبتي
ماتعيطيش يا لولو
خالو معاكي ماتخافيش .. و قبل رأسها الصغير و هدأت الطفلة في الحال
يدق هاتف إيمان في هذه اللحظة فتهرع إليه و ترد متلهفة 
ألووو !
إنضم أدهم إليها مسرعا و أخذ يراقب تغيرات ملامحها بقلق ... و فجأة سقط الهاتف من يد إيمان و راحت تصرخ بقوة و هي تقفز و تتشنج في مكانها 
لأااااااااااااا
سيف لأااااااااااااااا . سيف
فشلت جميع محاولات أدهم لتهدئتها و فهم ما حدث منها ليندمج صړاخ الأم بصړاخ طفلتها
و يبقي أدهم حائرا بينهما لا يعرف ما عليه فعله ...
في شقة أمينة ... الجميع يجلس علي أعصابه في إنتظار أقل شئ يطمئنهم
ليدق جرس الباب و يكسر السكون
ركضت سلاف لتفتح و ظهرت راجية من خلف الباب و الإبتسامة المصطنعة تملأ وجهها ..
إزيك يا سلاف يا حبيبتي .. قالتها راجية علي مضض
سلاف بحذر 
إزيك يا طنط
إتفضلي !
راجية و هي تخطو للداخل 
أنا بس سمعت إن شوشو جالها عريس و كان في زيارة إنهاردة
قلت أنزل أسأل علي بنت أخويا و أعتب علي أمها
مش كان المفروض عماتها يبقوا حاضرين بردو يا أمينة 
نظرت أمينة لها و قالت بحدة 
أخوها حسه في الدنيا يا راجية
ربنا يخليه هو راجلنا و مكفينا مش محتاحين حريم في القعدات إللي زي دي
راجية بحدة مماثلة 
و هو حد قال حاجة علي أخوها
أنا بقولك الأصول . كان لازم تعرفينا علي الأقل يا . يا مرات أخويا
أمينة و قد إشتغل ڠضبها الدفين 
بقولك إيه يا رآاجية
إنتي بالذات تكتمي ياختي و ماتتكلميش عن الأصول
و يستحسن كمان تخليكي في حالك و مالكيش دعوة بأولاد أخوكي
كفاية يا حبيبتي إللي عملتيه و خليكي في حالك بقي
لا تإذينا و لا نأذيكي
راجية بتبجح 
جرا إيه يا أمينة
ما تقفي عوج و إتكلمي عدل . حد داسلك علي طرف يا حبيبتي 
و بعدين ماتكونيش فاكرة إني هسكتلك كل مرة لما تحبي تهذأيني إنتي و أمك
لاااا يا حبيبتي
أنا عندي لسان بردو و بعرف أرد بس هو الإحترام إللي مسكتني
حليمة بصوت جهوري حاد 
و إنتي تعرفي إيه عن الإحترام يا راجية 
ده إتضح إنه ماعداش من جمبك أصلا
يا قليلة الأصل
يا إللي روحتي تسحري لإبن أخوكي و مراته يا واطية
راجية بحنق شديد 
إحترمي نفسك و سنك يا حجة حليمة
أنا بحذرك من الكلام و التهم إللي بترميها عليا
و رحمة أمي ما هسكتلك
أمينة پغضب 
طيب إتفضلي برآاا بقي
و البيت ده ماتدخليهوش تاني أبدا يا راجية
و الله في سماه مانتي معتية البيت ده تاني و يا أنا يا إنتي يا سحارة يا بتاعة الأعمال
و كان رد راجية وشيكا لولا رنين هاتف عائشة ..
عائشة بتلهف 
ده أدهم ! .. و ردت 
أيوه يا أدهم .. إيه إللي حصل يا حبيبي طمني !
إيمان مالها .. و مين إللي بيصرخوا جمبك 
إيه يتقول إيه 
مين إللي مآاات 
صدرت همهمات الصدمة عن الجميع و شحبوا كليا ...
لتحثها سلاف بشئ من العصبية 
في إيه يا عائشة 
أدهم بيقولك إيه 
مين ده إللي ماټ 
نظرت عائشة إلي عمتها و قالت پصدمة 
سيف !!
بعد مرور إسبوع ...
ينتهي العزاء
و يسدل الستار الأسود علي منزل آلعمران ..
نقلت راجية إلي مشفي لتتلقي علاج نفسي بعد إصابتها بالصدمة العصبية نتيجة لمۏت إبنها لم تكمل هناك يومان و تم نقلها لمشفي أخرى بعد إصابتها بالشلل الرباعي من شدة حزنها و إنفعالها المستمر
عاد زوجها السيد حسين عزام ليأخذ بعزاء إبنه قرر أن يستقر هنا و يقوم بتصفية أعماله بالخارج من أجل أولاده .. و ظل بجوار زوجته لم يتركها في هذه المحڼة و أظهر إهتمامه بطرق علاجها المتاحة
إما إيمان ... فعادت إلي المنزل هي و إبنتها مع أخيها
إلتزمت غرفتها لم تخرج منذ الحاډث و لم تفه مع أحد بكلمة واحدة .. زاد شعور أمينة بالحسړة عليها و غمرها اليأس و هي ترى إبنتها تذبل و تكاد تذوى أمامها يوما بعد يوم
و ليس بيدها شئ ..
كانت عائشة الوحيدة التي تستطيع التواصل معها و كانت إيمان تقبل الطعام عندما تضعه عائشة بفمها
و لكنها لم تكن تأكل سوى ما يسد رمق جوعها
تمسكت إيمان بالحياة من أجل إبنتها فقط ... رغم إنها تحللت من جميع مسؤوليتها هذه الفترة لتتولاها
10 

انت في الصفحة 9 من 14 صفحات