رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
لمى
موبايلي رن
كان سيف .. رديت عليه
بس حد تاني رد عليا
سألته فين جوزي . قالي في طوارئ دلوقتي و هنبقي نكلمك بعدين
أنا مش عارفة يعني إيه طوارئ دي يا أدهم
مش عارفة سيف ماله
بالله عليك شوفهولي . عشان خاطري ياخويا
أنا أختك
ماتسبنيش واقفة لوحدي
أدهم و هو يهدئها
بس يا إيمان
بس يا حبيبتي إهدي أنا جمبك أهو
أنا معاكي مش هاسيبك و الله
مضي أدهم صوب إبنة أخته و حملها بسهولة و هو يتمتم بحنان
شششش يا حبيبتي
ماتعيطيش يا لولو
خالو معاكي ماتخافيش .. و قبل رأسها الصغير و هدأت الطفلة في الحال
يدق هاتف إيمان في هذه اللحظة فتهرع إليه و ترد متلهفة
ألووو !
لأااااااااااااا
سيف لأااااااااااااااا . سيف
فشلت جميع محاولات أدهم لتهدئتها و فهم ما حدث منها ليندمج صړاخ الأم بصړاخ طفلتها
و يبقي أدهم حائرا بينهما لا يعرف ما عليه فعله ...
ليدق جرس الباب و يكسر السكون
ركضت سلاف لتفتح و ظهرت راجية من خلف الباب و الإبتسامة المصطنعة تملأ وجهها ..
إزيك يا سلاف يا حبيبتي .. قالتها راجية علي مضض
سلاف بحذر
إزيك يا طنط
إتفضلي !
راجية و هي تخطو للداخل
قلت أنزل أسأل علي بنت أخويا و أعتب علي أمها
مش كان المفروض عماتها يبقوا حاضرين بردو يا أمينة
نظرت أمينة لها و قالت بحدة
أخوها حسه في الدنيا يا راجية
ربنا يخليه هو راجلنا و مكفينا مش محتاحين حريم في القعدات إللي زي دي
راجية بحدة مماثلة
و هو حد قال حاجة علي أخوها
أمينة و قد إشتغل ڠضبها الدفين
بقولك إيه يا رآاجية
إنتي بالذات تكتمي ياختي و ماتتكلميش عن الأصول
و يستحسن كمان تخليكي في حالك و مالكيش دعوة بأولاد أخوكي
كفاية يا حبيبتي إللي عملتيه و خليكي في حالك بقي
لا تإذينا و لا نأذيكي
راجية بتبجح
ما تقفي عوج و إتكلمي عدل . حد داسلك علي طرف يا حبيبتي
و بعدين ماتكونيش فاكرة إني هسكتلك كل مرة لما تحبي تهذأيني إنتي و أمك
لاااا يا حبيبتي
أنا عندي لسان بردو و بعرف أرد بس هو الإحترام إللي مسكتني
حليمة بصوت جهوري حاد
و إنتي تعرفي إيه عن الإحترام يا راجية
ده إتضح إنه ماعداش من جمبك أصلا
يا قليلة الأصل
يا إللي روحتي تسحري لإبن أخوكي و مراته يا واطية
راجية بحنق شديد
إحترمي نفسك و سنك يا حجة حليمة
أنا بحذرك من الكلام و التهم إللي بترميها عليا
و رحمة أمي ما هسكتلك
أمينة پغضب
طيب إتفضلي برآاا بقي
و البيت ده ماتدخليهوش تاني أبدا يا راجية
و الله في سماه مانتي معتية البيت ده تاني و يا أنا يا إنتي يا سحارة يا بتاعة الأعمال
و كان رد راجية وشيكا لولا رنين هاتف عائشة ..
عائشة بتلهف
ده أدهم ! .. و ردت
أيوه يا أدهم .. إيه إللي حصل يا حبيبي طمني !
إيمان مالها .. و مين إللي بيصرخوا جمبك
إيه يتقول إيه
مين إللي مآاات
صدرت همهمات الصدمة عن الجميع و شحبوا كليا ...
لتحثها سلاف بشئ من العصبية
في إيه يا عائشة
أدهم بيقولك إيه
مين ده إللي ماټ
نظرت عائشة إلي عمتها و قالت پصدمة
سيف !!
بعد مرور إسبوع ...
ينتهي العزاء
و يسدل الستار الأسود علي منزل آلعمران ..
نقلت راجية إلي مشفي لتتلقي علاج نفسي بعد إصابتها بالصدمة العصبية نتيجة لمۏت إبنها لم تكمل هناك يومان و تم نقلها لمشفي أخرى بعد إصابتها بالشلل الرباعي من شدة حزنها و إنفعالها المستمر
عاد زوجها السيد حسين عزام ليأخذ بعزاء إبنه قرر أن يستقر هنا و يقوم بتصفية أعماله بالخارج من أجل أولاده .. و ظل بجوار زوجته لم يتركها في هذه المحڼة و أظهر إهتمامه بطرق علاجها المتاحة
إما إيمان ... فعادت إلي المنزل هي و إبنتها مع أخيها
إلتزمت غرفتها لم تخرج منذ الحاډث و لم تفه مع أحد بكلمة واحدة .. زاد شعور أمينة بالحسړة عليها و غمرها اليأس و هي ترى إبنتها تذبل و تكاد تذوى أمامها يوما بعد يوم
و ليس بيدها شئ ..
كانت عائشة الوحيدة التي تستطيع التواصل معها و كانت إيمان تقبل الطعام عندما تضعه عائشة بفمها
و لكنها لم تكن تأكل سوى ما يسد رمق جوعها
تمسكت إيمان بالحياة من أجل إبنتها فقط ... رغم إنها تحللت من جميع مسؤوليتها هذه الفترة لتتولاها