الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 16 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

نعم وقولها
.._ مش أنت السبب يا نعم أكيد مش أنت السبب هما ال.
لم تستطع دليلة إكمال مواساتها وأحست بثقل الذنب ينغز قلبها فأشاحت وجهها عن نعم ليقع بصرها على ملامح روميساء المستائة من فرط غيرتها لتشيح روميساء وجهها عنها في النهاية بعدما تبدلت نظرات دليلة للعتاب والاتهام لتطلق صيحة سعادة حين أبصرت يزيد يقترب منها ويجاوره آخر مما دفع بنعم للتحرك من المكان وقبل أن يناديها يزيد هربت لداخل مكتب الطبيب المتابع لحالة عمها والذي تفاجأ بولوجها دون إذن أو موعد فجلس يتابع ملامحها الحزينة جعلته يتساءل هل سر حزنها الذي بات على يقين أنه لا يخص حزنها على مرض عمها تنفست نعم بقوة واقتربت من مكتب الطبيب وأردفت بحرج
.._ أنا بعتذر لدخولي بدون استئذان بس كنت حابة أطلب من حضرتك تسمح لي أدخل لعمي وقبل ما تعترض تقول الزيارة ممنوعة عايزة أقولك إني زيارتي له هتهون عليه كتير من تعبه وهتفرق جدا في صحته فأرجوك خليني أدخل له وهما خمس دقايق ومش هجهده فالكلام ممكن 
وقف الطبيب وأومأ لها وأشار إليها لترافقه إلى غرفة العناية فالتزمت نعم الثبات بخطاها وما أن سمح لها أخيرا بالولوج حتى أسرعت نحو فراش عمها ومالت فوق أذنه وقالت
.._ عمي أنا جيت أطمنك إن يزيد وصل ومعاه المأذون علشان يكتب كتابه على روميساء فقوم علشان تحط إيدك فأيده وتكتب كتاب بنتك وتفرح بيها وأنت راسك مرفوعة قوم يا حبيبي. 
فتح معتز عينه على مضض وحدق بوجه نعم بعيون سكنتها الدموع وهز رأسه بالرفض قائلا
.._ لا يا نعم لا يا بنتي أنا مستحيل أوافق على. 
مدت نعم يدها ووضعتها فوق شفتيه لتمنعه من الحديث وابتسمت بحزن ومالت فوق جبهته وقبلتها وابتعدت بوجهها بعدما حافظت على ابتسامتها وأردفت بصوت خاڤت
.._ علشان خاطري يا عمي توافق على جوازهم وصدقني أنا لو مكنتش متأكدة إن يزيد بيحب روميساء وهيسعدها وهي كمان بتحبه مكنتش دخلت كلمتك وبالنسبة لموضوع الحمل فيزيد أكد لي إنهم لما حسوا إن موضوع جوازهم مستحيل حضرتك تقبله اضطروا يتجوزوا فالسر يعني كلامك وظنونك عن الڤضيحة وإنهم لطخوا شرفك وسمعتك مالوش أساس من الصحة وراسك العالية هتفضل على طول مرفوعة وعالية وكرامتك وشرفك مصانين ولو عامل على كلام الناس عني وكده فاطمن أنا ويزيد أطلقنا من أسبوعين بالرضى لما لقينا إننا مش قادرين نكمل حياتنا سوا خصوصا بعد ما طلب مني اسافر معاه فكل مأمورية ورفضت. 
ثبت معتز نظراته فوق ملامحها ليغمضها سريعا بعدما أدرك كذبتها الواضحة وفرت من مقلة دمعة ندم على حياته التي أضاعتها ابنته واهدرتها بفعلتها الحمقاء لينتبه إلى ربتت نعم فوق وجنته وهي تكفكف دمعته ففتح عينه ونظر إليها باستحياء لتتسع ابتسامتها أمامه وتقول
.._ أنا لازم أخرج دلوقتي علشان الدكتور يدخل يكشف عليك وأتمنى يا عمي لو لسه شايفني بنتك تفرحني بخبر تعافيك وإنك بقيت أحسن علشان لما تقعد جنب المأذون وتحط ايدك فايد يزيد تبص فعين الكل وراسك مرفوعة اتفقنا. 
وبعد مرور الساعة وقفت نعم بإحدى الزوايا البعيدة تتابع مراسم عقد قران روميساء بثبات حسدتها عليه دليلة التي استحقرت نفسها على تشجيعها لروميساء بالتمادي بعلاقتها من يزيد فهي عاشت حياة الفرقة مع والديها يوم باع والدها عشرة عمره وتزوج من فتاة تكد تكون بمثل عمرها ورماهم بطول ذراعه دون سند أو معين لذا حين صارحتها روميساء بمشاعرها دفعتها لتناله وأخبرتها أن بعض النساء مقدر لهن أن يتزوج عليهن أزواجهن وأن نعم حتما تعاني من خطب ما أو نقص دفع يزيد للبحث عن إكماله لدي غيرها وعليها أن تغتنم الفرصة وتعيش حياتها وتنعم بالحب الذي طالما بحثت عنه ولم تدر دليلة أنها دعست مشاعر نعم كما دعست مشاعر والدتها من قبل والآن وبعدما لمست رفعة أخلاق نعم ورفاهة مشاعرها وطيبتها وإيثارها لغيرها على حساب نفسها علمت أنها ظلمت كما ظلمت بل وحملت نعم وزر ليس لها فانسحبت في اللحظة التي نطق فيها المأذون بقوله الشهير
.._ بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير. 
لتصطدم بجسد وائل الذي اقتحم الغرفة
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 39 صفحات