الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 24 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

أرفض الخېانة
اثبتت الأيام صحة قول نادين.. 
بأن كل مصاپ عظيم يهدأ وكل حزن دفين يخفت وكل ألم يداوى وتبقى ذكرى النقمة درسا نستدل به لنحيا القادم من الحياة.
لم تصدق نعم ما أحرزته من نجاح في عملها خلال تلك المدة القصيرة والذي كان مخالف تماما لما زرعه يزيد بداخلها أنها لا تستطيع فعل شيء وأن حياة الزوجة قائمة من أجل إسعاد زوجها والحياة في كنفه حتى أنها وقفت ذات ليلة تسخر من تصديق عقلها لحديثه ولامت نفسها أنها طمست شخصيتها ودفنت حياتها لتحيا حياته هو والآن وبعدما شحذت قواها لتثبت لنفسها أولا أنها تستطيع البدء من جديد وأن لا حدود لإرادتها وقدرتها على تحقيق ذاتها أدركت أنها لم تخسر أي شيء بخسارتها ليزيد بل كسبت وفازت حين عثرت على نعم التي تاهت منها فهي منذ تولت عملها كمحاسبة عملت على ابراز شخصها وكسبت خلال فترة وجيزة احترام الجميع.
ولكن دوما ما يظهر شيء ويعكر صفو الحياة بل ويثير زوابع الخۏف داخل النفس ويزكي ڼار الشكوك ويؤرق الفكر وأكثر ما أرق فكر نعم وأذهب النوم عنها كان راجي بنظرته الغامضة التي يحدجها بها في كل وقت والتي لم تدر أهي نظرة كراهية أم حقد كونها استحوذت على اهتمام الجميع سريعا فبات يحيل كل لحظة تجمعها به إلى چحيم بردوده الحادة وملاحظته الچارحة وتهميشه ما تنجزه حتى بات الأمر تحديا لها لتثبت له أنها جديرة بعملها وأنه مخطأ بقرارة نفسه بفكرته عنها.
ولم يك راجي الوحيد الذي يثير قلقها فاهتمام سليم الغريب مؤخرا بها أثار مخاوفها وتعمده التواصل معها في كل وقت بحجج وأعذار واهية زرع الشك داخلها فانعكس الأمر عليها وباتت أكثر حدة في تعاملها معه بل ووصل بها الأمر لابتعادها المفاجئ عن صديقتها التي ظنت أن معرفة نعم بحملها هو السبب في ابتعادها كونها حرمت من أمومتها.
وبمقر عملها جلست نعم وأمامها بضع ملفات طلب منها أحد المهندسين إنهاء مراجعتها لتقديمها في اجتماعه بينما على مقربة منها جلس راجي ېختلس النظر إليها بين الحين والأخر بعدما تم نقلها إلى مكتبه كنوع من التكريم على مجهودها ليعود إلى تحليل بيانات الملف الذي أخذ الكثير من وقته محاولا ترك نعم خارج دائرة أفكاره في حين تركت نعم القلم وتحسست جبهتها تتمنى ولو يذهب عنها ما تشعر به من ألم فوقفت متناسية برود راجي معها ومعاملته الجافة معها وأردفت
.._ هروح أجيب قهوة تجيب أجيب لك معايا.
أجابها دون النظر إليها باحتياجة إلى فنجان دون سكر فغادرت لتصطدم بسليم الذي ظهر أمامها فجأة فعبست بوجهه وحاولت تجاوزه ولكنه اعترض مسارها مردفا
.._ ممكن أفهم أنت ليه بعدت عن نادين وبطلتي تيجي تقعدي معاها زي الأول على فكرة نادين محلفاني متكلمش معاك بس بصراحة لما أسمعها بتكلم نفسها إنك وحشاها وإنها خاېفة ليكون حملها ضايقك يبقى من الواجب عليا أني أجيلك وألفت نظرك وأطلب منك إنك حتى لو مضايقة من حملها تحاولي تخبي زعلك وترجعي تزوريها وتقعدي معاها ولا أنت مش ملاحظة إن وجودك فرق معاها كتير من يوم ما جيتي إسكندرية.
زفرت نعم وأطرقت برأسها لتتهرب من النظر إليه وأردفت
.._ على فكرة ظنونك كلها غلط أنا لا بعدت عن نادين ولا زعلانة إنها حامل أنا كل ما في الموضوع أني برجع من الشغل مجهدة عموما أنا هعدي عليها النهارده وهتكلم معاها لإني محبش أنها تاخد عني فكرة غلط.
همت نعم تجاوزه ولكنه عاد وأوقفها بقوله
.._ اتمنى مترجعيش فكلامك وتيجي يا نعم  علشان خاطر نادين.
تراجعت نعم حين أستشعرت قربه منها في اللحظة نفسها التي اقترب منهم راجي ورمقها بنظرة سوداء وأشاح بوجهه عنها وأردف
.._ ما تيجي تقعد معايا يا سليم بدل وقفتك كده.
أجابه سليم بضيق
.._ مرة تانية يا راجي أنا كنت جاي أبلغ نعم رسالة وراجع مكتبي تاني يلا أشوفك فالاجتماع بعد ساعة سلام.
غادر سليم بينما وقف راجي يراقب ملامح نعم لثوان وحين لاحظ شرودها أردف
.._ فين القهوة يا مدام نعم ولا خلاص معدش في حجة إنك تسيبي المكتب وتخرجي.
عقدت نعم ما بين حاجبيها وهمت بزجره ولكنه لم يمهلها الفرصة وتركها وعاد إلى
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 39 صفحات