رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
أرفض الخېانة
اثبتت الأيام صحة قول نادين..
بأن كل مصاپ عظيم يهدأ وكل حزن دفين يخفت وكل ألم يداوى وتبقى ذكرى النقمة درسا نستدل به لنحيا القادم من الحياة.
لم تصدق نعم ما أحرزته من نجاح في عملها خلال تلك المدة القصيرة والذي كان مخالف تماما لما زرعه يزيد بداخلها أنها لا تستطيع فعل شيء وأن حياة الزوجة قائمة من أجل إسعاد زوجها والحياة في كنفه حتى أنها وقفت ذات ليلة تسخر من تصديق عقلها لحديثه ولامت نفسها أنها طمست شخصيتها ودفنت حياتها لتحيا حياته هو والآن وبعدما شحذت قواها لتثبت لنفسها أولا أنها تستطيع البدء من جديد وأن لا حدود لإرادتها وقدرتها على تحقيق ذاتها أدركت أنها لم تخسر أي شيء بخسارتها ليزيد بل كسبت وفازت حين عثرت على نعم التي تاهت منها فهي منذ تولت عملها كمحاسبة عملت على ابراز شخصها وكسبت خلال فترة وجيزة احترام الجميع.
أجابها دون النظر إليها باحتياجة إلى فنجان دون سكر فغادرت لتصطدم بسليم الذي ظهر أمامها فجأة فعبست بوجهه وحاولت تجاوزه ولكنه اعترض مسارها مردفا
.._ ممكن أفهم أنت ليه بعدت عن نادين وبطلتي تيجي تقعدي معاها زي الأول على فكرة نادين محلفاني متكلمش معاك بس بصراحة لما أسمعها بتكلم نفسها إنك وحشاها وإنها خاېفة ليكون حملها ضايقك يبقى من الواجب عليا أني أجيلك وألفت نظرك وأطلب منك إنك حتى لو مضايقة من حملها تحاولي تخبي زعلك وترجعي تزوريها وتقعدي معاها ولا أنت مش ملاحظة إن وجودك فرق معاها كتير من يوم ما جيتي إسكندرية.
.._ على فكرة ظنونك كلها غلط أنا لا بعدت عن نادين ولا زعلانة إنها حامل أنا كل ما في الموضوع أني برجع من الشغل مجهدة عموما أنا هعدي عليها النهارده وهتكلم معاها لإني محبش أنها تاخد عني فكرة غلط.
همت نعم تجاوزه ولكنه عاد وأوقفها بقوله
.._ اتمنى مترجعيش فكلامك وتيجي يا نعم علشان خاطر نادين.
.._ ما تيجي تقعد معايا يا سليم بدل وقفتك كده.
أجابه سليم بضيق
.._ مرة تانية يا راجي أنا كنت جاي أبلغ نعم رسالة وراجع مكتبي تاني يلا أشوفك فالاجتماع بعد ساعة سلام.
غادر سليم بينما وقف راجي يراقب ملامح نعم لثوان وحين لاحظ شرودها أردف
.._ فين القهوة يا مدام نعم ولا خلاص معدش في حجة إنك تسيبي المكتب وتخرجي.
عقدت نعم ما بين حاجبيها وهمت بزجره ولكنه لم يمهلها الفرصة وتركها وعاد إلى