الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 23 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

غير التحدث إلى والده الذي اعتزل الجميه واعتكف ناشدا التكفير عن تقصيره بتربية أبنائه وما أن أخبره وائل حتى انتفض معتز وهرع إلى محاميه الخاص وطلب منه تغيير وصيته وسحب ما نقل ملكيته إلى ابنته دون أن يخبرها أي شيء.
ليقف وائل أمام والده مزهوا بما حققه ليصفعه معتز بقوله
.._ متفرحش يا وائل علشان أنا زي ما سحبت اللي كتبته لأختك بالتوكيل اللي كانت عملاه ليا واللي ربنا عمى عين يزيد عنه سحبت اللي كتبته باسمك أنت كمان بردوا بالتوكيل اللي كنت عمله ليا علشان أتابع الشغل بالنيابة عنك ولعلمك أنا مكتفتش بكده لأ أنا أتنازلت عن كل حاجة املكها باسم نعم بنت أخويا. 
اتسعت عينا وائل وأحتقن وجهه ڠضبا لما فعله والده فصړخ به قائلا
.._ أنت أزاي تعمل حاجة زي كده أزاي تاخد فلوسي وتديها لنعم مش كفاية طول عمرك معيشها بينا وبتصرف عليها من فلوسنا بص يا بابا أنت تتصرف وترجع اللي أتنازلت عنه بالذوق بدل ما تجبرني أرجعه بالڠصب ودا آخر كلام عندي.
وقف معتز يتابع ثورة ابنه وسخطه عليه بوجه مبتسم وحين ترك نحو غرفته أوقفه وائل قائلا
.._ استنى عندك أنت لازم تكلم نعم وتقول لها ترد اللي أتنازلت لها عنه وإلا.
رمقه معتز باستفهام هادئ لثوان اعتدل بعدها بوقفته قائلا
.._ وإلا إيه يا أستاذ وائل أهو أنا عايز أعرف إيه اللي هتعمله علشان ترجع الفلوس بس أسمح لي قبل أي حاجة أسألك أنت ليه مغضبتش كده وثورت لما حرمت أختك من فلوسها بالعكس أنت كنت فرحان إيه هو الحق عندك بيقف لحد مصلحتك وبس علشان كده جيت وبلغتني باللي عمله يزيد فصاحبه زمان علشان تضمن إنه ميطولش ولا مليم من الفلوس
كشفه والده وعراه تماما ووضع حقيقته المخزية ڼصب عينه مما زاد من هياجه وغضبه فصاح متناسيا أنه يقف أمام والده يقول
.._ أنا قلت لك اللي عندي أنت لو مرجعتش اللي كتبته لنعم ف متلومش إلا نفسك علشان ساعتها مش هتراجع وهرفع عليك قضية حجر وهثبت إنك كبرت وخرفت بسبب اللي عملته بنتك واللي أثر على قواك العقلية وخلاك مش مدرك لتصرفات.
بتر وائل قوله حين هوى كف معتز على وجهه بصڤعة قاسېة فحدق به الأخير پصدمة وأصابعه تتلمس موضع الصڤعة لا يصدق إنه وبعدما بات رجلا ېصفع كالأطفال ليصفعه معتز مجددا بقوله
.._ الراجل اللي واقف تبجح فيه وتقول إنه كبر وخرف الظاهر إن كان معاه حق فاللي عمله عارف ليه علشان مصطفى أخويا الله يرحمه كان غلطان لما كتب لي نص أملاكه وقت ما ربنا فتحها عليه وكان غلطان لما رفض إني أبقى شغال عنده أجير وكان أكبر غلط لما اعتبر ماله وتعبه هو مالي واللي مكنش حد هيلومه أبدا لو كان سابني أجير زي ما أنا الراجل اللي واقف تقول إنه مش مدرك لتصرفاته لما أخوه تعب وحس إن أيامه فالدنيا معدودة طلب منه يراعي بنته اليتيمة ووصاه عليها وقاله يعوضها عن خسارتها لوالدتها اللي اتحرمت منها وملحقتش حتى تتعرف عليها لما ماټت بعد سنة من ولادتها.
أوقف معتز حديثه وتطلع نحو ابنه بأسف وهز رأسه بحزن لما أل إليه حال ابنه فأشاح بوجهه عنه واتجه نحو غرفته قائلا
.._ أنا مكنتش غلطان لما حرمت على نفسي مال بنت أخويا ولو كنت صرفت قرش عليها فهو أقل من حقها لإن عمري ما اعتبرت نفسي صاحب ملك ومال وكنت شايف وهفضل شايف لأخر يوم فعمري إن المال مالها وحقها وأني أجير وأخدت أكتر مما أستحق فبراحتك يا وائل لو عايز تروح ترفع عليا قضية حجر وتكشف ستر ربنا عن أختك وتفضحها علشان القاضي يحكم لك بالمال روح أنا مش همنعك ولا هطلب من المحامي أنه يدفع عني لأ أنا هسيبك تاخد اللي أنت عايزه وهبرأ ذمتي من الله وأشهده إني رديت الحق لأصحابه وإن كل واحد يتحمل ذنبه.
أغلق معتز باب غرفته وأغلق أمام وائل أي فرصة للحديث والمجادلة بينما وقف الأخير يحدق بأثر والده بذهن شارد وعقل غاضب لا يدرك ماذا عليه ان يفعل ليسترد ماله من نعم.    
5.._ أسفة
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 39 صفحات