الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 26 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

الكلام دا حقيقي مش عارف ولا حتى عارف بأي عين هطلب منك أنك تسامحيني بس أنا معذور لإن للأسف كل الشواهد ضدك وخصوصا إن كان في أقاويل دايرة عنكم و.
وقفت نعم أمامه بشموخ فبتر راجي قوله خجلا من نظراتها إليه لتزيده حرجا بقولها
.._ أنا بشكرك مرة تانية يا أستاذ راجي ولو سمحت تأذن لي أمشي.
لم تنتظر نعم موافقته والتقطت حقيبتها وغادرت الشركة برمتها وعادت إلى مسكنها بينما غادر راجي المكتب واتجه صوب مكتب صديقه فمن واجبه أن يلفت نظره قبل أن يسقط.
تعجب سليم حين ولج راجي وأغلق باب المكتب خلفه فاعتدل بجلسته ورمقه بتساؤل ليثير راجي حيرته أكثر حين جلس أمامه وأطال النظر إليه لدقائق فزفر سليم وحاول أن يعود لمتابعة عمله ليوقفه راجي بقوله
.._ أنا عايز أفهم أنت هي إيه الحكاية بالظبط يا سليم هو أنت هتفضل عامل نفسك مش سامع كلام الزملا عنك وعن نعم لحد ما واحد فيهم يروح يبلغ مراتك ولا أنت الموضوع جاي على هواك وجواك حاجة عايز توصل لها
عقد سليم ما بين حاجبيه وسأله بحنق
.._ كلام إيه وحكاية إيه ما توضح قصدك يا راجي من غير لف ودوران
تبدلت ملامح راجي إلى العبوس وأجابه بلهجة حادة
.._ طالما عايزنا نتكلم من غير لف ولا دوران يبقى خليك صريح معايا وعرفني أنت عايز إيه من نعم وليه مهتم بيها وبتجيبها معاك كل يوم لأ دا أنت كمان ساعات بتروحها وترجع تكمل شغلك فرسيني على اللي جواك علشان أنا حقيقي خاېف عليك يا صاحبي
تيبس وجه سليم متذمرا فرفع راجي حاجبه بعتاب صريح ليزم سليم شفتيه ويترك مكانه والتف حول مكتبه وجلس بالمقعد المقابل لصديقه قائلا
.._ بحبها يا راجي وقبل ما تتسرع وتحكم عليها وعليا وتتهمني بالخېانة أقسم لك بالله إن نعم متعرفش أي حاجة عن مشاعري ناحيتها.
هز راجي رأسه بأسف مردفا بما أثار ربكة سليم
.._ طب ونادين يا سليم نادين مراتك اللي أتحملت أيام الفقر والشقى وأجلت الخلفة بسببك لحد ما كانت هتتحرم منها وكل دا علشان أنت تقف على رجليك وتظبط أمورك نادين اللي عاشت معاك فالأوضة اللي عمك أدهالك فوق السطوح وكانت شيفاها قصر وعمرها ما اشتكت إيه خلاص نسيت كفاحها معاك لما عيشتك ارتاحت وقلت تشوف لك واحدة تانية و.
أوقفه سليم معترضا على اتهامه قائلا
.._ بلاش تظلمني يا راجي أنا مقولتش أني بطلت أحب نادين ولا فنيتي أظلمها بس أنا حقيقي مش عارف أبطل تفكير فنعم وڠصب عني لقيت قلبي بيدق لها و.
بادره راجي بسؤاله
.._ وإيه يا سليم وإيه أوعى تكون ناوي تتجوزها على مراتك اللي كلها شهرين وتولد.
بهتت ملامح سليم ووقف حائرا ليقف راجي ويربت كتفه مستطردا
.._ يا سليم فوق لنفسك وبيتك وأفهم أنك مبتحبش نعم وكل ما في الموضوع إنك مبهور بالشخصية اللي ظهرت جديد فحياتك واللي فيها صفات مش موجودة فمراتك صدقني أنت عجبك استقلال نعم وقوة شخصيتها اللي فرضتها على الكل من أول يوم عجبتك الست الجميلة القوية اللي بتعرف تتعامل مع الأزمات واللي محدش يقدر يمسها بكلمة لأنها بتوقفه عند حده بس يا ترى أنت سألت نفسك هي بقت كده أزاي وإيه اللي وصل واحدة يا دوب داخلة التلاتين تبقى كده
ازدرد سليم لعابه ونظر إلى راجي بحيرة فأومأ الأخير مضيفا
.._ سليم أنت لازم تفوق قبل ما تنجرف وتهد بيتك وحط فاعتبارك إن نعم لما أتغدر بيها كان عندها اللي يقف جانبها حتى لو اختارت تبعد عن أهلها إنما نادين لو عرفت أنك بتحب صاحبتها وعينك منها مش هتتحمل وهتضيع لإنك أنت كل اللي ليها.
خفض سليم رأسه بحزن ليزفر راجي ويقول مربتا كتفه
.._ أنا أسف يا سليم لو كنت بدخل فاللي ماليش فيه بس العيش والملح اللي أكلتهم معاك ومع مراتك يخلوني لازم أجيلك وأكلمك هي دي واجبات الصداقة يا سليم وإلا أبقى بني آدم خسيس فياريت تراجع نفسك قبل ما تخسر مراتك وابنك.
تركه راجي بدوامة أفكاره وغادر بعقل يحاول إيجاد حلا ليبعد نعم عن طريق صديقه قبل فوات الأوان.
بينما ارتمت نعم فوق أريكة غرفتها بقوى مستنفزة مردفة پألم
.._ وبعدين يا نعم
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 39 صفحات