رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
الكلام دا حقيقي مش عارف ولا حتى عارف بأي عين هطلب منك أنك تسامحيني بس أنا معذور لإن للأسف كل الشواهد ضدك وخصوصا إن كان في أقاويل دايرة عنكم و.
وقفت نعم أمامه بشموخ فبتر راجي قوله خجلا من نظراتها إليه لتزيده حرجا بقولها
.._ أنا بشكرك مرة تانية يا أستاذ راجي ولو سمحت تأذن لي أمشي.
لم تنتظر نعم موافقته والتقطت حقيبتها وغادرت الشركة برمتها وعادت إلى مسكنها بينما غادر راجي المكتب واتجه صوب مكتب صديقه فمن واجبه أن يلفت نظره قبل أن يسقط.
.._ أنا عايز أفهم أنت هي إيه الحكاية بالظبط يا سليم هو أنت هتفضل عامل نفسك مش سامع كلام الزملا عنك وعن نعم لحد ما واحد فيهم يروح يبلغ مراتك ولا أنت الموضوع جاي على هواك وجواك حاجة عايز توصل لها
.._ كلام إيه وحكاية إيه ما توضح قصدك يا راجي من غير لف ودوران
تبدلت ملامح راجي إلى العبوس وأجابه بلهجة حادة
.._ طالما عايزنا نتكلم من غير لف ولا دوران يبقى خليك صريح معايا وعرفني أنت عايز إيه من نعم وليه مهتم بيها وبتجيبها معاك كل يوم لأ دا أنت كمان ساعات بتروحها وترجع تكمل شغلك فرسيني على اللي جواك علشان أنا حقيقي خاېف عليك يا صاحبي
.._ بحبها يا راجي وقبل ما تتسرع وتحكم عليها وعليا وتتهمني بالخېانة أقسم لك بالله إن نعم متعرفش أي حاجة عن مشاعري ناحيتها.
هز راجي رأسه بأسف مردفا بما أثار ربكة سليم
.._ طب ونادين يا سليم نادين مراتك اللي أتحملت أيام الفقر والشقى وأجلت الخلفة بسببك لحد ما كانت هتتحرم منها وكل دا علشان أنت تقف على رجليك وتظبط أمورك نادين اللي عاشت معاك فالأوضة اللي عمك أدهالك فوق السطوح وكانت شيفاها قصر وعمرها ما اشتكت إيه خلاص نسيت كفاحها معاك لما عيشتك ارتاحت وقلت تشوف لك واحدة تانية و.
.._ بلاش تظلمني يا راجي أنا مقولتش أني بطلت أحب نادين ولا فنيتي أظلمها بس أنا حقيقي مش عارف أبطل تفكير فنعم وڠصب عني لقيت قلبي بيدق لها و.
بادره راجي بسؤاله
.._ وإيه يا سليم وإيه أوعى تكون ناوي تتجوزها على مراتك اللي كلها شهرين وتولد.
بهتت ملامح سليم ووقف حائرا ليقف راجي ويربت كتفه مستطردا
.._ سليم أنت لازم تفوق قبل ما تنجرف وتهد بيتك وحط فاعتبارك إن نعم لما أتغدر بيها كان عندها اللي يقف جانبها حتى لو اختارت تبعد عن أهلها إنما نادين لو عرفت أنك بتحب صاحبتها وعينك منها مش هتتحمل وهتضيع لإنك أنت كل اللي ليها.
خفض سليم رأسه بحزن ليزفر راجي ويقول مربتا كتفه
.._ أنا أسف يا سليم لو كنت بدخل فاللي ماليش فيه بس العيش والملح اللي أكلتهم معاك ومع مراتك يخلوني لازم أجيلك وأكلمك هي دي واجبات الصداقة يا سليم وإلا أبقى بني آدم خسيس فياريت تراجع نفسك قبل ما تخسر مراتك وابنك.
تركه راجي بدوامة أفكاره وغادر بعقل يحاول إيجاد حلا ليبعد نعم عن طريق صديقه قبل فوات الأوان.
بينما ارتمت نعم فوق أريكة غرفتها بقوى مستنفزة مردفة پألم
.._ وبعدين يا نعم