الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 27 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

هتعملي إيه لو ظنون راجي طلعت حقيقة واهتمام سليم له جانب أنت غفلتي عنه معقول هتسمحي لنفسك تغلطي فحق نادين غلط قاسې زي دا لأ يا نعم أنت مش لازم تستني هنا أكتر من كده ولازم تمشي قبل ما الموضوع يتطور ويتسبب فخړاب حياة نادين حتى لو كانت النتيجة أنك ترجعي تعيشي مع عمك تاني المهم أنك تحافظي على بيت صاحبتك إنه ميتهدش.
لم تدر نعم كيف مرت عليها تلك الأيام فعقلها عصفت به الأفكار بحثا عن مخرج لما واجهها به راجي صحيح أنها تبدلت كليا مع سليم ورفضت كل محاولاته لمرافقته إلى العمل بل دأبت على زيارة صديقتها بعد اعتذارها لتقصيرها بحقها وزادت من اهتمامها بها حتى تبدل حال نادين وعادت مشرقة مجددا ومقبلة على الحياة والآن وبعدما استقر رأيها على الانتقال إلى مسكن آخر لتقطع على سليم أي فرصة تجمعهم لا تدر كيف ستصارح صديقتها بقرارها فهي أخبرتها أنها عوضتها حرمانها من الأهل وتتمنى لو تبقى معها ولا تفترق عنها أبدا.
أنتشل نعم من دوامة أفكارها صوت رنين الباب فاتجهت بضيق وفتحته لتراه يقف أمامها بوجه متسائل حائر فغامت عيناها وعبست ملامحها وأردفت بجفاء
.._ خير يا أستاذ سليم في حاجة نادين بخير طمن
هز سليم رأسه بالنفي قائلا
.._ نادين بخير أنا بس جيت أطمن عليك و.
قاطعته نعم برفضها سماع كلماته بقولها
.._ وتيجي تطمن عليا ليه يا أستاذ سليم على فكرة مش معنى إن صاحبة مراتك أنك تفتكر أن و.
دفعها سليم فجأة إلى الداخل وولج مغلقا الباب بملامح مقطبة فوقفت نعم متسعة العين لا تصدق ما فعله ف همت بالعودة للباب لفتحه ليمنعها بقوله
.._ ممكن تقعدي وتهدي علشان أنا مش هتحرك من هنا إلا لما تسمعيني.
ابتعدت نعم عنه وتحركت بجمود لتضع حائلا بينهما فابتسم لفعلتها الساذجة واحترم رغبتها بوضع مسافة بينهما وأردف
.._ اقعدي يا نعم علشان تقدري تستوعبي اللي هقوله وتفهميه.
جلس سليم أمامها وراقب اهتزاز ساقها وتوترها الواضح على ملامحها فزفر قائلا
.._ نعم ممكن أعرف أنت ليه اتغيرت معايا وبقيتي تهربي مني ولا أنت مش ملاحظة إن ليك أكتر من أسبوع بتتعاملي معايا على غير عادتك و.
هبت نعم على قدميها وصاحت بعدما أدركت ما سيأتي لاحقا
.._ استاذ سليم أنا مافيش بيني وبينك أي حاجة علشان تقول أتغيرت معاك وبهرب منك والكلام الفاضي دا فأرجوك بلاش تدي الموضوع أكبر من حجمه و.
وقف سليم هو الأخر وقاطعها
.._ وإيه يا نعم 
ازدردت نعم لعابها وحاولت التهرب منه فحاصرها سليم بنظراته وأضاف
.._ بصي لي يا نعم وقوليلي ليه بتهربي مني نعم أنا ب.
صړخت نعم بجزع وهزت رأسها بالنفي قائلة
.._ أرجوك متقولش أي حاجة ټندم عليها وبلاش تمشي ورا أوهام هيأها لك عقلك ممكن تخسرك بيتك ومراتك اللي بتحبك وملهاش غيرك وابنكم اللي جاي كمان شهرين بأمر الله ويا ريت قبل ما تتمادي فظنونك تفتكر إن نادين ليها فضل كبير عليا بعد ربنا سبحانه وتعالى واللي مستحيل أقابل معروفها بالخسة والجحود ومستحيل أقابل حبها بالخېانة ولو فاكر أني لما كنت بتكلم معاك وبروح وأجي إن دا اهتمام مني ليك تبقى غلطان وكل الموضوع أني كنت فاكرة أني بتعامل مع أخ وزوج أخت بس الظاهر أني كنت غلطانة و. 
هز سليم رأسه بالنفي بدوره وقاطعها مزلزلا كيانها بقوله
.._ دي لا أوهام ولا ظنون يا نعم واللي حاسس بيه ناحيتك حب و.
رفعت نعم يدها ووضعتها فوق شفتيها ورأسها يتأرجح يمينا ويسارا بهستريا لما تفوه به وحين تقدم نحوها تراجعت قائلة
.._ لأ اللي بتقوله مش حب أبدا أنت محبتنيش ولا حبتني أنا أنا لا يمكن أكون خاېنة مستحيل أخون صاحبتي مستحيل.
اوقفها سليم عن تراجعها ووضع كفيه فوق كتفيها ونظر إلى ملامحها المعذبة قائلا
.._ بلاش تنكري حقيقة واضحة يا نعم وبعدين مين قال إن حبي ليك فيه خېانة لنادين الخېانة لو كنا عملنا علاقة واغضبنا ربنا وصدقيني أنا كنت مقرر أخبي حبي ولولا إني حسيت بهروبك مكنتش وقفت قصادك الوقفة دي وكنت هكتفي بحبي ليك من بعيد لكن من الواضح إن القدر كاتب لنا حاجة تانية وإلا مكنتش اعترفت لك بمشاعري.
تخلصت
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 39 صفحات