السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 9 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

بادرته دليلة بقولها الحانق
.._ هو أنا ممكن أفهم في إيه بالظبط وإيه الداعي اللي يخليك تتصل بيا فوق العشرين مرة لأ وتتصل بماما فالبيت وتسألها عني وعن روميساء رغم إنك عارف أحنا فين من الأصل
رفع وائل حاجبه ورمق دليلة بنظرة ڼارية ثم نزع بصره عنها وحدق بوجه شقيقته الشاحب وأجابها وعينه مسلطة عليها وهو يضع ساقا فوق الأخرى
.._ عايزة الحقيقة يا دليلة أنا جاي علشان أظبطكم.
هبت دليلة على قدميها ووقفت حانقة من تعجرفه وأردفت
.._ يا ريت تخلي بالك من طريقة كلامك معايا يعني إيه تظبطنا دي وليه هو حد كان قالك إننا قاعدين مع شباب ولا حاجة
حاولت روميساء تهدأة ڠضب صديقتها ووقفت هي الأخرى قائلة
.._ أهدي يا دليلة وائل أكيد ميقصدش وتلاقيه بيهزر بس الهزار فلت منه.
وقف وائل هو الأخر على مضض وشملهما بنظراته الساخرة وأردف
.._ لو خلصتوا يلا علشان أوصلكم. 
كادت دليلة تجيبه بالرفض ولكنها تراجعت حين تمسكت روميساء بيدها وهزت رأسها بالنفي متوسلة إليها بنظراتها ألا تتركها معه بمفردها فزفرت بقوة وتقدمتهم ليدنو وائل من شقيقته قائلا
.._ متفتكريش إني مصدق حوار الجلسة والكلام الفاضي دا يا روري لا يا حبيبتي أنا ساكت وعامل نفسي مصدق بمزاجي ولو كنت فاكرة أنك فلتي المرة دي فحطي فاعتبارك أنك المرة الجاية مش هتفلتي وساعتها الحساب هيبقى هو والمۏت واحد. 
تجمدت روميساء لوهلة وسقطت حقيبتها أرضا فتوقفت دليلة وتطلعت نحوهما بريبة لتنتبه لارتعاش صديقتها فاقتربت منها ومالت تجمع محتويات حقيبتها المبعثرة بينما وقف وائل يحدق بما يحدث باستمتاع حتى اعتدلت شقيقته وسحبتها دليلة إلى جوارها لتسيرا أمامه بخطى مهتزة.
...
جاهدت نعم لتقف على قدميها وعادت إلى غرفة نومها ووقفت بمنتصفها تشعر بالخواء كيف لا وهي خسړت كل شيء بطرفة عين صدمت وانتهكت وتعرضت لأبشع أنواع الخېانة على يد من أمنتهم وأجبرت على تكميم فاها شهقت نعم لتتخلص من غصتها واتجهت صوب الأريكة وارتمت فوقها بتهالك ودفنت وجهها بين كفيها وهمهمت بصوت معذب
.._ ليه يا يزيد ليه نفسي أعرف إيه التقصير الجسيم اللي ارتكبته فحقك خلاك تخوني إيه السبب القهري اللي عملته علشان تروح ترمي نفسك فأحضان واحدة غيري معقول أكون غفلت عن حاجة وبسببها بصيت برا يمكن أكون قصرت فاهتمامي بيك ولا مبقتش بهتم بنفسي بالصورة الكافية اللي خلتك تنفر مني وتدور على الناقص فيا فغيري ولا يمكن انشغلت عنك بأي حاجة تانية وأديتها حقك علشان كده روحت لغيري من غير ما أخد بالي أنا هتجنن نفسي أعرف إيه الذنب اللي عملته علشان يكون جزائي إنك تخوني 
انتفضت نعم من مكانها بملامح سوداوية وصاحت پغضب حين ازداد جلدها لنفسها بحثا عن سبب
.._ أنت أتجننت يا نعم بتتهمي نفسك بإيه بإنك السبب! طب أزاي وأنت من أول يوم جواز بټحرقي فنفسك علشان خاطره أزاي وأنت من أول يوم ډخلتي حياتك وأنت بتراعي ربنا فيه وبتصوني غيبته وسره وعمرك ما اشتكيت منه رغم ظروفه الصعبة وكنت بتغمضي عينك عن أي نقص علشان ميحسش إنه أقل منك ماديا أزاي تبقي السبب وأنت متحملة غيابه وسفره وأهماله ليك بالأيام ورغم كل تصرفاته إلا إنك ولا مرة واحدة عاملتيه بالمثل ولا حتى وقفتي قصاده تعاتبيه وكنت على طول الطرف المتسامح اللي بيسمع ويهون ويخفف ويحضن ويشيل ويتصرف من غير ما يحسسه بأي فارق أزاي بعد كل دا تشوفي نفسك السبب لأ يا نعم لأ مش أنت السبب أبدا أكيد في حاجة غلط فيزيد نفسه وأنت مكنتيش شيفاها وهو قدر يستغلها لصالحه وإلا مكنش راح أختار.
تذبذبت الحروف على شفتيها وأحرقت جوفها لتخرجها نعم آه جعلت قلبها عاجزا عن النبض بتذكرها ملامح روميساء وتلاصقها بزوجها فسقط جسدها المتراخ أرضا عاجزا عن الحركة في اللحظة نفسها التي اكتفت جارتها من سماعها صوت الصرخات فغادرت مسكنها واقتربت من باب نعم وطرقته وحين أجابها الصمت عادت أدراجها وأيقظت زوجها موضحه له ما سمعت ودفعته رغما عنه ليقتحم الشقة وحين نفذ وفتح لها الباب طردته بعفوية وأسرعت نحو الداخل بحثا عن صاحبة الصړاخ لتصدمها رؤية الحطام المتناثر بغرفة النوم
10 

انت في الصفحة 9 من 39 صفحات