رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
بادرته دليلة بقولها الحانق
.._ هو أنا ممكن أفهم في إيه بالظبط وإيه الداعي اللي يخليك تتصل بيا فوق العشرين مرة لأ وتتصل بماما فالبيت وتسألها عني وعن روميساء رغم إنك عارف أحنا فين من الأصل
رفع وائل حاجبه ورمق دليلة بنظرة ڼارية ثم نزع بصره عنها وحدق بوجه شقيقته الشاحب وأجابها وعينه مسلطة عليها وهو يضع ساقا فوق الأخرى
.._ عايزة الحقيقة يا دليلة أنا جاي علشان أظبطكم.
هبت دليلة على قدميها ووقفت حانقة من تعجرفه وأردفت
.._ يا ريت تخلي بالك من طريقة كلامك معايا يعني إيه تظبطنا دي وليه هو حد كان قالك إننا قاعدين مع شباب ولا حاجة
.._ أهدي يا دليلة وائل أكيد ميقصدش وتلاقيه بيهزر بس الهزار فلت منه.
وقف وائل هو الأخر على مضض وشملهما بنظراته الساخرة وأردف
.._ لو خلصتوا يلا علشان أوصلكم.
كادت دليلة تجيبه بالرفض ولكنها تراجعت حين تمسكت روميساء بيدها وهزت رأسها بالنفي متوسلة إليها بنظراتها ألا تتركها معه بمفردها فزفرت بقوة وتقدمتهم ليدنو وائل من شقيقته قائلا
.._ متفتكريش إني مصدق حوار الجلسة والكلام الفاضي دا يا روري لا يا حبيبتي أنا ساكت وعامل نفسي مصدق بمزاجي ولو كنت فاكرة أنك فلتي المرة دي فحطي فاعتبارك أنك المرة الجاية مش هتفلتي وساعتها الحساب هيبقى هو والمۏت واحد.
...
جاهدت نعم لتقف على قدميها وعادت إلى غرفة نومها ووقفت بمنتصفها تشعر بالخواء كيف لا وهي خسړت كل شيء بطرفة عين صدمت وانتهكت وتعرضت لأبشع أنواع الخېانة على يد من أمنتهم وأجبرت على تكميم فاها شهقت نعم لتتخلص من غصتها واتجهت صوب الأريكة وارتمت فوقها بتهالك ودفنت وجهها بين كفيها وهمهمت بصوت معذب
انتفضت نعم من مكانها بملامح سوداوية وصاحت پغضب حين ازداد جلدها لنفسها بحثا عن سبب
تذبذبت الحروف على شفتيها وأحرقت جوفها لتخرجها نعم آه جعلت قلبها عاجزا عن النبض بتذكرها ملامح روميساء وتلاصقها بزوجها فسقط جسدها المتراخ أرضا عاجزا عن الحركة في اللحظة نفسها التي اكتفت جارتها من سماعها صوت الصرخات فغادرت مسكنها واقتربت من باب نعم وطرقته وحين أجابها الصمت عادت أدراجها وأيقظت زوجها موضحه له ما سمعت ودفعته رغما عنه ليقتحم الشقة وحين نفذ وفتح لها الباب طردته بعفوية وأسرعت نحو الداخل بحثا عن صاحبة الصړاخ لتصدمها رؤية الحطام المتناثر بغرفة النوم