الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 13 من 135 صفحات

موقع أيام نيوز


الجروب للحصول على الجائزة
ردت اتواصل مع مين 
أجابها سنتواصل معكي نحن 
وخلال لحظات فتحت الدردشة وجدت منه رسالة ألف مبروك ياآنسة سدن تستحقيها عن جدارة 
ردت الله يبارك في حضرتك متشكرة
كتب أنا من أشد المعجبين بأعمالك 
ردت شكرا
كتب لكي عندنا جايزة وعايزين تيجي تستلميها
توترت ثم كتبت آجي فين مينفعش طبعا

ابتسم وكتب أصل جايزتك فوتوسيشن هدية من العبد لله وده هدية مني لك وفي أحسن مكان تختاريه 
زادت حړقة تلك الغصة التي لا تفارقها فابتلعت الدموع التي تحجرت في عينيها وكتبت لا متشكرة ومتنازلة عن الجاية مع السلامة
شعر بخيبة وكتب طب استني ماأنتي ممكن والدتك أو والدك أو أي حد يجي معاكي لو خاېفة
أغلقت هاتفها ووضعته بجوارها دون رد وانزلقت تحت الغطاء هاربة من مواجهة حقيقة ټحرقها كل ليلة.
انتهت مراسم الډفن والعزاء ولم يتبقى سوي أمه وأخواته يجلس في عالم آخر لم يشعر بمن حوله تأبى عيناه أن تبكي ويأبي قلبه أن يرثي إمرأة لم يعرف الحب سوي بين يديها ولم يعرف للسعادة معنى سوي من نظرة عينيها ذاك الحب الذي حمله لها قلبه يأبى عقله الآن أن يبكيها بل يلومها على ضعفها والإنسحاب من حياته هو وولديه كيف لها أن تفعل ذلك وتهرب من عالمهم بكل سلبية واستسلام

وخضوع!!.. كيف إستطاعت أن تمزق قلب أحبائها وتجعل ڼار فراقهم تحرقهم مدى الحياةتذكر رسالتها الأخيرة التي أرسلتها قبل انتحارها بلحظات والتي كتبت فيها
سامحني يا ياسر عارفة إني تعبتك معايا كتير وظلمتك أنت ويزن ويزيد وأنت استحملتني ونفسك إني أرجع صبا حبيبتك بتاع زمان بس للأسف مۏت ماما وصهيب قتلني معاهم عشان كده أنا هروح لهم هما أكيد بيستنوني وده أحسن ليا وليك بس ليا رجاء عندك دايما فكر يزيد ويزن بيا وأوعي في يوم تصغرني في عيونهم وأنا عارفة أنك أهل لده سلام ياحبيبي 
تنهد بۏجع وبعد تفكير عميق استرد قوته والټفت حوله ليجد أمه وأختيه احمرت عيونهم وتورمت جفونهم من شدة البكاء وأخيه يجلس في حالة يرثي لها فنهض واقترب من أمه تلك السيدة الوقورة التي تجاوزت الستين عاما ولكن هيئتها القوية التي لم تغيرها السنين مازالت تميزها ومال عليها قائلا ياللا ياأمي.. قومي خلي يمني تروحك الجو برد وكمان آسر محتاج يرتاح
قالت أمه بصوت حزين أنا مش هسيبك ياحبيبي.. هقعد معاك.
ربت على كتفها وقال ببعض الحزم اطمني ياماما أنا كويس.. كلكم هترجعوا بيوتكم وياسمين هترجع عشان الولاد عندها وأنا بكره هروح أجيبهم 
نهضت ياسمين واقتربت منه ثم جذبته بعيدا عن الجميع وقالت بحنان أنا مقدرة ياياسر حزنك وزعلك ياحبيبي.. بس قدر احنا كمان قلقنا وخوفنا عليك.. و متقلقش ع الولاد أنا هكلم واحدة صاحبتي هتجيبهم عشان مايقلقوش من بعدك 
نظر لها نظرة ضائعة وقال بشرود صدقيني أنا مش زعلان ولا حزين ده قضاء ربنا ونفذ وأنا راضي به
احتدت ملامحه وقال بتوسل ياسمين لو سمحتى اقفلي ع الكلام ومش عايز حد يشم خبر بكده.. مش عايز ولادي يكبروا ويعرفوا إن أمهم كانت بالضعف ده
مسحت على كتفه بحنان وقالت متقلقش ياحبيبي انت ابني وعيالك عيالي وأنا هخاف عليهم زيك بالظبط بس ادخل ارتاح وسيب اللي يقعد يقعد واللي يمشي يمشي 
الفصل_الخامس
ينام يستلقي جالسا على سريره القديم في غرفته في منزل والديه الذي تركه منذ حوالي عشرون عاما ليتزوج بفاتنته التي أسرت قلبه منذ النظرة الأولى لها مازال يتذكر هيئتها أول مرة التقاها وهي تدخل مكتب المحاماة الذي كان يعمل فيه تحت التمرين بكل اختيال رغم ضآلة جسدها ونحافته الذي ظهر في ذلك السروال الأبيض الضيق والكنزة الحمراء القصيرة وطولها الذي لا يتجاوز المئة وستين سنتيمترا ولكنه يبدو أطول من ذلك فضلا عن الحذاء الأحمر الذي ترتديه ذو الكعب العالي ولكن رأسها مرفوعة بخيلاء تلك الرأس التي تحمل شعرا مموجا بلون القهوة وعينين بنفس اللون تأسران من ينظران لها وبشرة بيضاء صافية خالية من الزينة لم يستطع حينها أن يمنع عينيه من تأملها بعناية
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 135 صفحات