رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
انت في الصفحة 1 من 113 صفحات
الفصل_السادس_عشر استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله ونشعر أن القلب ما بات يشعر فيما بعد الصدمة...ثمة غصة بالقلب تنهك دقاته وتؤلم الحياة به..حتى لم يعد حياة بالقلب سوى دقات تخفق حتى آخر الأنفاس !! ويمكن العقل أن يغفو ولكن القلب لا ينام عن الآلام.. حاولت..وحاولت..وتأملت الغفوة..ولكن ما تشعر به خارج محطة النسيان والأهمال الفكري..ابتلعت ريقها بصعوبة..صعوبة كمثل رؤيته. مع تلك الشقراء
..فكم سيمر من الوقت حتى تنسى هذا الرجل! وإذا تقابلا مصادفة ماذا سيكن ردة فعلها! للحظة شعرت بحنين مچنون اليه..وإنها تريد أن ترتمي بين ذراعيه وتقل له أنه الأقرب وسيكن دائما الأقرب..ورغم ذلك في الحقيقة يستحيل حدوث هذا..حتى أن كان لا زال معها..فالرجل لا يستميل قلبه الا لذات الدقة المتعالية عن أرادته..صعبة المنال.. أغمضت عيناها واحكمت دموع توسلت لتتحرر..قالت _ من ضمن الۏجع..من ضمن حاجات كتير حلوة راحت مني..كنت أنت اجمل ۏجع وياريته دام جانبي..اتمنى أني ما اشوفكش تاني وأتمنى أشوفك كل ثانية !! عيناه مرتبكة..قلب يخفق پجنون..لتلك المسافة البسيطة التي تفصله عن عشق قلبه..نعم...لا سبيل للأنكار...احبها منذ أن وقعت عيناه عليها..كأنها خرجت من أفكاره لتتجسد روح وجسد متفجر الأنوثة أمامه..همست الشقراء التي كانت شقيقه صديقه اللبناني چان وقالت بلهجتها اللبنانية _ وهلا وجيه بعد ما بنرجع على مصر راح تكون بالقصر ولا بترچع الشركة بعتقد أنه الاحسن ترتاح ببيتك بعد السفر.. خرج وجيه من شروده وأجابها بعدما التقط جملتها الأخيرة _ هوصلك الفندق وبعد كده هرجع القصر كلها كام ساعة ونوصل مطار القاهرة.. قالت يارا بابتسامة بعدما رفعت رأسها اليه _ بدي منك تزورني بالمشفى خي چان هيوصل مصر يوم العملية بالضبط..راح اكون لوحدي طول اسبوعين..مسكينة أنا !! قالت ذلك بتذمر طفولي فقال وجيه ليخفف عن تلك الفتاة الذي كانت بمثابة شقيقته الصغرى منذ أن تعرف على شقيقها جان _ أنا قلتلك أني مش هسيبك لحد ما جان يرجع أن شاء الله تقومي بالسلامة ونطمن عليكي.. تطلعت يارا اليه بتعجب..شعرت بحسها الأنثوي أن هناك ظل إمرأة يكمن خلف تيهة عين هذا الرجل فقالت _ عينيك شاردين!! ليش مابقيت عم تحكي معي متل الأول ! دايما كنت تخبرني أني متل أختك وتحكي معي لكن هلا ماعم بدري شو بيصير معك وجيه ! حاسي أن اللي مخبايا ورا هالشرود أحداهن! احكي..احكي..هترتاح بالحكي..حاسي أنه راح يطق راسك من التفكير !! ابتسم وجيه ابتسامة لم تصل لعيناه...كانت مجاملة ليس أكثر..فماذا يجيب! هل يخبرها أن من سړقت الغفوة من عيناه تجلس بأحد المقاعد الخلفية للطائرة..ربما لولا وجود يارا لكان دفعه الشوق اليها حتى لو بدافع التعنيف..أجاب بجدية لا أبدا..بفكر في الشغل مش أكتر.. التوى فم يارا بسخرية فقالت عم تكذب!! خلص متل مابدك..تعبني راسي وانا بترچاك تحكي..وهلا وقت النووووم good Night Baby تمتمت يارا ببضع كلمات قبل أن تغمض عيناها وتتيه بغفوة على كتفه طريقتها مضحكة وهي تتمتم لطالما كان يضحك منها ويسخر من طفوليتها أما الآن فكأنه فقد الشيء المتبقي بداخله يناشد صخب الحياة.. دقت الساعة السابعة صباحا.. تسلل ضوء النهار لنافذة الغرفة رويدا رويدا ولا زال الفتيات مستغرقين بالنوم ارتفع صوت هاتف جميلة بصوت سريع ينبيء عن استقبال رسالة..لم ينتبه أحدا ببادئ الأمر حتى مر لحظات وعاد الصوت من جديد يشير باستقبال رسالة أخرى... تململت جميلة بفراشها حتى نظرت للمنضدة القديمة التي تفصل سريرها عن السرير الآخر..رمقت الهاتف بنظرة كسولة وعقلها يغيب بالنعاس ثم يعود..قالت سما بضحكة كسولة مغلفة بركود النوم _ أقري باعتلك ايه يابت وسمعيني.. تنفست جميلة بسخرية ولم تظن ابدا أنه جاسر!! قالت بسخرية ما اديتلوش رقم تليفوني تثاءبت سما ثم ضحكت وقالت وهي تفرد ذراعيها بكسل هتلاقيه خده من وراكي هو هيغلب! مدت جميلة ذراعا لتأخذ الهاتف ولا زالت عيناها مغمضة ثم فتحت عيناها بالكاد وهي تنظر لشاشته المضيئة بإنزعاج من ضوئها مرت ثوان حتى اعتادت عيناها الضوء لتعتدل بنفضة وقد اتسعت عيناها وهي تقرأ رسالة وكان محتواها... صباح الخير يا حبي..بما أن النهاردة قراية فاتحتنا وكده فأحب أقولك...وحشتي قلب خطيبك.. اطرفت عين جميلة عدة مرات حتى استوعبت ما تراه..انتقلت للرسالة الأخرى وقرأتها..