رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
هسمحلك بشهرين خطوبة..اكتر من كده هخطفك..ماتختبريش صبري لأني مش صبور...فاهمة يابنت عضلات قلبي ابتسمت جميلة للجملة الأخيرة ثم نظرت بتحدي للهاتف وبدأت تكتب رسالة هي الأخرى... بقولك ايه..احنا الاتنين عارفين الخطوبة دي لأيه ما تستغفلنيش!! وبعد الشهرين دول كل شيء هينتهي..فاهم يا موتر نبض مرارتي كان جاسر ممدد على الاريكة بصالة المنزل يبتسم بمرح وهو يبعث الرسائل حتى تلقى رسالة من رقمها..قرأها بنظرة حادة ثم أجرى اتصال على هاتفها ببعض العصبية.. رمقت جميلة الاتصال بتوتر لم تحسب أنه سيتصل ايضا !! قالت سما بضحكة عقباااالي يااارب عقبااالي رفعت جميلة الهاتف وأجابت بعد تردد ولم تترك له الفرصة حتى يتحدث جبت رقمي منين ! ومين اللي سمحلك تكلمني وتبعتلي رسايل! تنهد جاسر وقال بصوت تعمد أن يبدو هامس قلبي اللي سمحلي ورقمك خدته من ملفك مش صعبة يعني ! وبعدين في واحدة تكلم جوزها نن عيون قلبها بالطريقة دي! كتم ابتسامته لعلمه أنه اغاظها فصدق حدسه وهتفت منفعلة جوز مين يا اخ! أنت صدقت! هو انا حتى اتخطبتلك عشان تبقى جوزي كمان! ده أنت خيالك واااسع بشكل !! تنهد جاسر مرة أخرى وهو ينهض من الاريكة...اتجه للنافذة العريضة بالصالة وفتحها قائلا عبر الهاتف ما تبصيلي من الشباك يا كوكو عايز اتصبح بخلقتك..بضحكتك صحح سريعا ولكنها انتبهت لما قاله اشتعلت عصبيتها وقالت وأنا مش عايزة أشوف وشك الله يكون في عون اللي امها داعية عليها في ليلة ما يعلم بيها الا ربنا وهتكون من نصيبك.. ضحك بثقة ثم همس بمكر هتنبسط أوي أوي أوي تقصدي أمها دعيالها أنها هتكون من نصيبي وأنتي يا كوكو اللي هتكوني من نصيبي وحبيبي...افرحي وبلي الشربات ارتفعت صوت ضحكته مرة أخرى لإثارة ڠضبها مما جعلها تغلق الاتصال...دفعت جميلة الهاتف بعصبية فتساءلت سما بحيرة _ مجهزناش هتلبسي ايه النهاردة ! اوعي تقولي هتلبسي النضارة الحلل دي النهاردة! وربنا اتف في وشك ! واجيب سقراط يكمل تف زمت جميلة شفتيها وبدأ الارتباك جليا على وجهها فأجابت هلبسها هخلي منظري زي الزفت النهاردة ده افتكر اننا هنتخطب بجد! سما بغيظ اتفوووو التليفزيون سايبينه شغال ليه! حطت الطائرة بمطار القاهرة عند الساعة الثامنة صباحا.. استعد الركاب للخروج من الطائرة بينما ترقبت للي وقد شعرت بجسدها وكأنه تخشب من طول الوقت التي جلست به أثناء الطيران..ترقبت وقوفه...تمنت أن لا ينظر للخلف ويراها لا تريده يربح انتصارا آخر وهو يتباهى بتلك الشقراء الفاتنة..أي رجل كان سيتباهى بها فهي رائعة الجمال بشكل ملفت.. اكان كاذبا وهو أن الشعر الأسود يفتنه ! أم تراه يساير من تقع بين يداه ويمدح المميز بها! اسدلت رأسها بتخفي كأنها تعاين رباط حذائها حتى تكسب آخر ما تبقى لها من كبرياء وماء الوجه...ظلت هكذا لبضع دقائق حتى استقامت وهي تتمنى أن يكن خرج من باب الطائرة...ارتجفت بعض الشيء وهي ترفع رأسها حتى استعادت بعض هدوئها عندما لمحت مقعده خالي..تنفست الصعداء ونهضت من مقعدها.. بعد مرور بعض الوقت وحمدت ذلك الازدحام الذي جعل رؤيتها تبدو صعبة بين هذا الحشد من البشر.. خرجت للي من المطار وهي تجر حقائبها حتى استطاعت أن توقف سيارة أجرة بالخارج... يبدو أن القدر يأبى هروبها فلم تلبث أن وضع السائق حقائبها بالسيارة وكادت أن تدخل السيارة من بابها حتى تجمدت لتلك العينان التي يقف صاحبهما على بعد امتار في الجهة المقابلة يقف نفس وقفتها وبيده باب سيارة يبدو أنها كانت بإنتظاره.. نظر اليها وجيه بنظرة معتمة من الڠضب والعتاب والعڼف والعشق حتى ابتلعت ريقها وهي تشاركه النظرة بحزن والم..استطاعت أن تؤجل دموعها للحظات لم يريد ذلك ولكن قدماه ساقته اليه ولم يستمع لحديث مقاومته... تزلزل ثباتها انتفضت دقات قلبها من خطواته المقتربة بأي شيء يريد التحدث بعدما فعله! انتظرت حتى اقتربت وأرادت أن تكتب النهاية وهي رابحة حتى لو ربح بسيط ولكن افضل أن تكن الخسارة كليا...دخلت السيارة الأجرة وأمرت السائق بحدة أن يسرع بالطريق..حرك السائق سيارته وانطلق ينهب الطريق سيرا ...وقف وجيه قبل أن يصل بخطوات اغمض عيناه لبرهة معنفا نفسه بشراسة أي حمق جعله يذل قلبه اليها من جديد! لا يصدق أنه فعل بكرامته وكبريائه هذا! لماذا اقترب! وما الذي كان سيقوله! كان سيعاتبها...أراد رد الغدر بعتاب عاشق وليته ربح! رمق السائق بتعجب الذي تبكي خلفه فتركت للي لدموعها الحرية كي تذبح روحها ايغدر قلبه وتعاتب عيناه أي جبروت يحمله هذا الرجل! ولكن حمدت برأفة الصدف فهي رغم كل شيء..تحبه وافتقدت نظرته كثيرا... وقف السائق عند العنوان المطلوب فخرجت من السيارة بحقائبها ثم استعانت ببواب المبنى حتى يعاونها في حملهم.. انتهت صلاة الجمعة...وبدأ الفتيات في تجهيز العروس.. اجتمع الشباب في صالة المنزل البسيط الخاص بوالد حميدة وبدأ الحديث والاتفاق على كل شيء... ......بغرفة