رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
حميدة.... هتفت جميلة بعناد هلبس النضارة يعني هلبس النضارة هاتولي أي عباية سودة منيلة بستين نيلة للمقابلة الزفت دي.. قالت حميدة بغيظ مابلاش نضارة النهاردة يا جميلة ماتبقيش جافة أوي كده !! شاركتها سما بسخريتها عايزة تطلعه بالمنظر المعفن ده ! ده لو كان بيعرف واحدة هيعرف عشرة ده هيبوس رجلك عشان تسبيه !! نظرت رضوى لجميلة وقالت بحيرة ليه الموقف ده يابنتي الواد شاري! وبعدين بجد بقى شكلك معفن! وقفت جميلة بتصميم وهي تتمسك بنظارتها وقالت مش مهم المهم ابعد عن تفكيره أي حاجة كده ولا كده ده انا اخاڤ لو قلتله ازيك اغريه!! ضحكت سما ضحكة عالية وقالت حوشي الانوثة اللي بتقع منك يابت ! ده واحد زهق من الجبنة اللي بالقشطة وقرر ياكل مش يقوم المش يكتر دوده وانا اللي كنت جيبالك سر الشياكة يا جزمة تساءلت رضوى باهتمام ايه هو يابت يا سمكة! أقتربت سما من درج الخزانة ببسمة فخورة ثم أخرجت شيء منه واشارت به للفتيات وقالت برفان لولوا هتفت جميلة مرة أخرى بتصميم هاتولي عباية سودا مش خارجة غير بالعباية السودا والشبشب البلاستيك الأحمر بتاع الحمام تطلعت سما فيها بصمت فقالت جميلة بتساؤل بتبصيلي كده ليه! اجابت سما بصدق بحتقرك بمجلس الرجال بمنزل الأسطى سمعه تم الأتفاق على كل شيء فقال سمعه لأبنهسقراط _ قوم يا سقراط قول للچماعة يقروا الفاتحة معانا ويجبوا الشربات نهض سقراط من مقعده بينما تساءل جاسر كيف تجري العادات بالأحياء الشعبية بعد قراءة الفاتحة..هل سيجلس معها قال آسر بجدية الخطوبة وتلبيس الدبل يوم الجمعة الجاية إيه رأيك يا عم سمعه وافق الأسطى سمعه وقال خير البر عاجله يابني وبالنسبة للشبكة مش هنختلف اللي تقدر عليه جيبه دي هديتك أنت لعروستك. دوت زغرودة عالية من فم الجدة حميدة وهي تبارك وتهنئ الشباب.. دلف سقراط للغرفة المجتمع فيها الفتيات فتح الباب ليتفاجئ بجميلة التي من المفترض أنها تكن على أتم الاستعداد والتأنق للخروج معه وجدها ترتدي عباءة سوداء شديدة القتامة بغطاء رأس ذات اللون فقال بدهشة هو مين الل ماټ! انتعلت جميلة الشبشب الأحمر وأجابت أنت جاي تاخدني صح تطلع اليها سقراط من رأسها حتى اخمص قدميها بنظرة مذهولة وقال أنتي هتخرجي لعريسك كده انا لو مكانه هرجع في وشك قالت سما بغيظ اهو غبي بس فهم ! تلقت سما ضړبة قاسېة على ذراعيها من سقراط فباغتته بلكمة عڼيفة على كتفه بمناوشة طفولية.. قالت جميلة وهي تعدل نظارتها على انفها هو ده اللي عندي ولو مش عايزني أخرج يكون احسن.. قالت حميدة بضيق أنتي حرة صينية الشربات جاهزة قدامك اهيه خديها وقدميها.. نظرت جميلة بتوتر لأكواب العصير الأحمر كانت يداها رغم عصبيتها ترتعشان بخجل شديد يجتاح قلبها.. تظاهرت بالثبات وأخذت الصينية وخرجت من الغرفة لترفع رضوى صوتها بزغرودة عالية...قالت سما بقوة مش مهم النهاردة بس ڠصب عنها في الخطوبة هتتعدل هزت حميدة راسها بموافقة عشان كده ما اجبرتهاش وهو كده كده عارفها مش هيتفاجئ بس يوم الخطوبة هجيبلها اللي تزبطها وتخليها قمر.. صل على النبي الحبيب سار سقراط بجانب جميلة وهي تحمل الصينية وتمتم _ جاب الهم لنفسه العبيط بقى حد يتجوز الأشكال دي! تجاهلت جميلة كلمات سقراط الخافته بينما اشتد ارتجاف يدها وهي على بعد خطوات بسيطة من الرجال.. همس يوسف لجاسر وقال بضحكة خافته فاكر لما قلت عليها صلصلة ! اديك ڠرقت في الحلة ولا حد سمى عليك ! سومه جاسر بنظرة ساخرة وقال _ مش أنا اللي أغرق وبس بقى بطل رغي خليني اټصدم بهدوء تعجب يوسف وتساءل تتصدم ! ظهرت جميلة امامهم وهي تحمل الصينية وقد تصلب ظهرها عن الحركة!! حملق جاسر عيناه بغيظ بعدما لمح ما ترتديه ولم يصدم كثيرا فقد توقع الأسوء...تمتم يا بختك الأسود يا جاسر!! ..أخذ سقراط الصينية من يدها عندما رأها قد تسمرت وقال معلش اصلها بتوحرج نغزها بذراعها قائلا بتمتمة ما تسلمي يا بومة !! القت جميلة السلام عليهم ثم وقف الثلاثي الشباب واستأذنوا بالرحيل وقد عارض سمعه ذلك ولكنهم صمموا وانصرفوا بعد لحظات تبقى جاسر الذي ظل جالسا يتطلع اليها بنظرات منها غاضبة ومنها الذي وكأنه يكتم ضحكة عالية.. هتفت الجدة حميدة على أبنها وقالت سيبوهم يابوا حميدة يتكلموا مع بعض شوية ويعرفوا بعض أكتر.. نظر جاسر لجميلة بنظرة ماكرة وقال بعدما اصبحوا بمفردهم للدرجادي فرحانة تطلعت اليه بدهشة!! ظنت أنه سيغتاظ وينفعل !! دائما يعكس توقعاتها فأجابت ايه باين عليا الفرحة! صمت للحظات حتى وعلى عين غرة خطڤ نظارتها الطبية التي تخنق بها عيناها السوداء الحكيلة..اتسعت عين جميلة پصدمة وهو ينظر لها نظرة طويلة عميقة بها شيء دافئ..اجفلت من نظرته لها ثم تحركت لتركض للخارج حتى جذبها من يدها