السبت 23 نوفمبر 2024

رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠

انت في الصفحة 10 من 113 صفحات

موقع أيام نيوز


لأول مرة تبدر منه...قال _ يمكن عشان كده مصمم على الخطوبة مش يمكن عايزك تعرفيني ! مش يمكن أنا مش بالصورة اللي أنتي شيفاني بيها!! ليه ما حطيتيش ولو نسبة بسيطة أني فعلا معجب بيكي ! نظرت اليه بحيرة..يبدو حديثه صادقا لدرجة كبيرة!! كيف يمكن للكذب أن يصل لهذه المصداقية في نظرته! والأغرب لمحت نظرة معذبة بعيناه لأول مرة تراها أيضا...تابع بغموض _ مش كل اللي بتشوفيه من بعيد حقيقي...عشان تحكمي صح لازم تعرفي كل الحقايق تعرفي اللي مداري جوا القلوب وساعتها يمكن تعرفي وتتأكدي أني مش زي ما أنتي فاهمة ومش زي ما الكل شايفني...يمكن لو أنتي بس شوفتي حقيقتي ده كفاية أوي عندي...مايهمنيش أي حد تاني..وصدقيني أنا جيت لأني فعلا كنت قلقان عليكي.. ابتعد عنها وسرعان ما أختفى من امامها وذهب...ظلت صامته لدقائق تستعب معنى كلماته..وكأن كلماته من لغة أخرى تبحث عنها بالقاموس!! اتصدقه يبدو ذلك غباء أن فعلت ويبدو غباء أن كذبت !! ولكنها تمنت أن يكن صادقا...يا الله...هي تتمنى ! احبت...وانتهى الأمر سبحان الله العظيم انهى الاسطى سمعه عمله وسلم السيارة لللي وقال بفخر _ عربيتك رجعت زي ما كانت واحسن شكرته للي كثيرا وسألته عن اجره فرفض ببادئ الأمر ثم قال بعد اصرارها مبلغا اقل بكثير من المتوقع فقالت _ بس ده اقل من حقك يا اسطى سمعه !! ده يعتبر حق الكاوتش بس!! قال سمعه وهو يجفف يده بالمنشفة اعتبريه ترحيب بيكي في حارتنا بدل اللي عملوه العفاريت عيال الحارة في عربيتك.. ابتسمت للي بود وقالت مش عارفة اشكرك أزاي.. قال سقراط وهي يطرف عيناه بهيام احنا المفروض نشكرك أنك نورتي حارتنا المعفنة دي اتسعت ابتسامة للي بصدق فأخذ سمعة المبلغ منها واستأذن بالانصراف...استغل سقراط الموقف وقال بخبث _ طب انا هطلب منك طلب وياريت توافقي قالت للي بابتسامة وقد اعتادت الحديث مع الصبي قول يا سقراط اللي انت عايزه قال سقراط بابتسامة شبكة اختي يوم الجمعة الجاية احنا عاملينها عائلية على ادنا كده ياريت تحضري قالت للي ببعض التعجب وسبقت قولها بالتهنئة الف مبروك ليها بس انت بتقول عائلية !! يمكن وجودي يضايق حد ! اسبل سقراط عيناه ببطء وقال لا ما انتي خلاص بقيتي مننا وعلينا تعجبت للي وهي تريد الضحك من طريقة الصبي الصغير فتابع سقراط مصححا اقصد يعني بقيتي بنت حارتنا هتنورينا ولا ايه قالت بموافقة هحضر بأذن الله بعد اللي عملته معايا انت ووالدك مقدرش ارفض وفي جميع الأحوال انا من أول بكرة هكون هنا كل يوم.. قال سقراط بسعادة هتيجي تلاقيني راشش مية قدام المحل بتاعك ومافيش اي عيل جربان هيقدر يجي جنب عربيتك ضحكت للي ثم قالت لا كده اجي وانا مطمنة اللهم حسن الخاتمة ___________________________ 

الفصل_الثامن_عشر استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله بشركة آل الزيان وضع الساعي فنجان القهوة على مكتب وجيه عقب إنتهاء الاجتماع العام لأفراد الشركة ثم خرج بهدوء دون حديث عندما شاهد وجيه مشغولا ببعض الأوراق.. رفع وجيه الفنجان لشفتيه دون أن يغير اتجاه عيناه من على الأوراق ليتأت فجأة عيناها بين الأسطر طرفاتها وكأنها الكلمات تقرأ بصمت..ضاق من نفسه ووضع الأوراق بعصبية على مكتبه.. إلى متى سيظل هكذا ! حتى في الأجتماع سرت بعقله ليجتاحه حنين الى رؤيتها...زحام العمل لم يبعدها عن فكره مثلما اعتقد! ارتفع صوت الهاتف فرفع السماعة وأجاب الو أجاب الطرف الآخر معاك يا وجيه بيه بالنسبة للموضوع اللي أمرتني بيه قبل السفر فشغلهم ماشي كويس أنا بعتلهم كام زبون كده من بعيد والا ماكنش حد هيروحلهم أصلا دول لسه صغيرين أوي في السوق...بس معلش في السؤال..طالما طردتهم ليه بتساعدهم ! تنهد وجيه بعمق فقط أطمأن عليهم وقال ما تنساش أنهم في الأخر والأول ولاد أخواتي يعني ولادي أنا عايزهم يشيلوا مسؤولية مش ادمرهم واخليهم يحبطوا عايزهم ينجحوا في شغلهم ويحبوا الشغل ولو وقعت مايضيعوش من بعدي الأب بيعاقب بإيد وبيسند بالأيد التانية... قال الطرف الأخر عندك حق أنا أول مرة أشوفهم متجمعين كده وبيشتغلوا دول حتى سكنوا في حارة !! ابتسم وجيه رغما بعدما اندهش بعض الشيء وقال _ كده تمام..كل شيء ماشي صح..بعد ما تمر السنة هيعرفوا قيمة القصر والشركة والشغل...هيرجعولي زي ما أنا عايزهم وساعتها ايديا هتكون مفتوحالهم..خلي عينك عليهم ولو في أي حاجة اتصل بيا فورا.. الطرف الآخر تمام... انتهى الأتصال ووضع وجيه سماعة الهاتف مع شوق آخر سرى بقلبه لصغاره...نعم صغاره وسيظلون هكذا بعيناه...وكأن قدره أن يفقد أحبائه!! بالمساء... وعقب إنتهاء العشاء..جلس الفتيات الأربعة أمام التلفاز...كل واحدة منهن شاردة بخاطرها...فقالت حميدة بابتسامة
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 113 صفحات