رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله قال سقراط مبتسما أنا قررت اخطب امعن والده النظر به لوهلة دون فهم ثم أجاب بسخرية واستهزاء مش لما تبقى راجل الأول تبقى تخطب يا أهبل ! التوت شفتي سقراط على جانبي فمه بضيق وغيظ فهتف به والده ماتنطق ياض عايز ايه! قال سقراط بتبرم عايزك في مصلحة روى له سقراط أمرللي فقال سمعه مستفسرا هي فين أشار سقراط للجهة الخلفية وقال على قمة الشارع في المحل الجديد بس عايزين نكرموها بقى دي تبعي التقط سمعه منشفة مقلمة اللون ملطخة ببقع الزيت والشحم ومسح بها يداه ثم أجاب كده كده هنكرموها دي تعتبر دلوقتي بنت المنطقة تعالى معايا وريني مكانها فين.. ذهب سقراط مع أبيه لمحل للي الذي يبعد امتارا من ورشة الأسطى سمعه.. وقفت للي تنتظر الصبي بالمحل الخاص بها حتى انتبهت لصوت سقراط وقد أتى مع رجل بشوش الوجه يشبهه في الملامح كثيرا... تنحنح سقراط قبل أن يدلف متجها اليها وقال جبتلك أبويا بنفسه..الأسطى سمعه رحبت للي بالرجل حتى قال سمعه بلطف ما تقلقيش دي حاجة بسيطة ومش هتاخد وقت معايا...شوية وهكون غيرت العجل.. شكرته للي بامتنان متشكرة جدا أنا هستنى هنا على ما تخلص خرج سمعه للسيارة وأرسل سقراط لصبيه الورشة حتى يأتوا بالأدوات اللازمة لتغيير الاطارات المثقوبة.. صل على النبي الحبيب بالمكتب شردت حميدة بابتسامة لم تفارق محياها منذ أتت من الصيدلية برفقته..كلما تذكرت ما مر منذ دقائق ماضية....فلاش باك بالصيدلية وقفت حميدة وعيناها ذابلة بعض الشيء من الالم الذي يزداد برأسها مع كل خطوة أتى طبيب صيدلي شاب وتساءلت عيناه عن المطلوب فقال يوسف عايز حد يقسلها الضغط جر الطبيب الصيدلي جهاز قياس الضغط من المنضدة الزجاجية وقال لحميدة لو سمحتي ارفعي الكم اطرفت عيناها بخجل لا سيما انها تقف بين أثنين من الشباب فهتف يوسف بها بحدة استني انتي بتعملي ايه! رمقها بنظرة حادة نادرا ما كانت تراها بعيناه ثم اشار لفتاة حتى تأتي فهم الطبيب هذا التصرف وظن أنها ربما تكن خطيبته أو زوجته أو حتى شقيقته..ابتعد بهدوء دون جدال وترك الفتاة تجري قياس ضغط الډم..اتجه يوسف لاتجاه آخر ونظر لجهة أخرى لبعض الوقت حتى لا يشعرها بالحرج نظرا لظهور جزء ولو بسيط من ذراعها..تعجبت الفتاة وهي تضبط المقياس بيدها لابتسامة حميدة التي كادت أن تتحول لضحكة!! لأول وهلة تعجبت ثم فطنت الأمر فابتسمت هي الأخرى بصمت... انتهى الأمر وخرجت حميدة مع تعليمات الطبيب الصيدلي لارتفاع الضغط...سړقت نظرة جانبية ليوسف الذي يسير برفقتها باتجاه المبنى وأرادت بشدة أن تعرف سبب ضيقه فتساءلت بابتسامة مترددة على شفتيها مالك كده كأنك زعلان من حاجة! رمقها بغيظ وقال مافيش.. نظرت للأمام بضحكة مكتومة نظرته المغتاظة تديرها تسلية ومرح حتى بغضبه يبدو مضحكا!! دلفت للمكتب معه وجلست أمام مكتبها هتف يوسف على على الساعي ليأتي بعصير طازج لكلايهما وجلس بمقعد قريب من المكتب..تطلعت اليه بمرح والضحكة تكاد تفلت من شفتيها...شعور رقيق يجتاح قلبها عندما تشعر بملامح الغيرة بعيناه..كالطفل الثائر على دميته!! أتى الساعي بكوبين من العصير الطازج فأخذ يوسف احد الاكواب ووضعه أمامها فشكرته بلطف...انتظرت حتى يأخذ كوبه ولكنه لم يفعل وتظاهر بالنظر لأحد الأوراق...قالت بتساؤل اشرب العصير أنت كمان!! أجاب دون أن ينظر لها مش عايز...انا طلبت اتنين ليكي أنتي كتمت ضحكة أخرى وقالت يا دوبك أشرب ده رفع عيناه واتضح أنه يمر بحالة عصبية وهتف اشربيهم من سكات وسيبي الشغل هكمله أنا.. نظرت له لدقيقة بصمت ثم اڼفجرت من الضحك واحمرت وجنتيها بشدة...ابتسم يوسف رغما عنه وقال نفسي أعرف ايه اللي بيضحكك وأنا متعصب!! تحكمت حميدة بنوبة الضحك وأجابت بابتسامة عريضة مش عارفة بس مش بقدر امسك نفسي من الضحك..وبصراحة مش عارفة متعصب ليه! اشار يوسف لذراعيه وعاد غيظه فقال يقولك ارفعي الكم فترفعي كده على طول! وبعدين ده شاب !! يعني... صمت بحيرة من متابعة الحديث...ابتسمت له بمكر وقالت ده دكتور لو ناسي يعني ڠصب عني لوى شفتيه بغيظ ولم يجيب فضحكت دون صوت وتابعت ارتشاف العصير... لا حول ولا قوة الا بالله عادت من شرودها وتحمل ابتسامة صادقة...ابتسامة مطمئنة لمشاعرها لهذا الرجل الذي سيبدو أنه سيظل طفلا متذمرا للأبد..تحبه..متأكدة من مشاعرها...ثمة لذة عندما تحب المرأة رجلا بقلب طفل..يبدو أن قسۏة العالم لم تصل لأطراف قلبه...أخرجها صوته من شرودها وقال مبتسما بمرح بعدما خرج من مكتب جاسر بتضحكي على ايه! نظرت له وقالت بهدوء وابتسامة اصل الصداع راح الحمد لله تنهد بإرتياح وقال الحمد لله..مش بحب أشوفك تعبانة والله...بحس أني انا اللي تعبان.. نظرت بجهة الحاسوب وكسا وجهها