رواية رائعة بقلم الكاتبة أمل نصر
ده أوعي يكون أذاك
اومأ لها برأسه يطمئنها قبل أن ينتبه على زوجته بالقرب منه تتطلع إليه بقلق شديد وعينيها ترسل رسائلها إليه تود لو تتخلي عن خجلها الجميع فقالت بصوت مهزوز بجزعها
جولي يا حجازي فيك حاجة ولا كلام الراجل السم ده هزك جدام الرجالة
أغمض عينيه متنهدا بأسى صامتا وقد نفذت طاقته في الحديث فقامت بالرد عنه سکينة جدته والتي جلست بجوار زوجها في الناحية الأخرى
إعترضت سليمة تعبر عن رفضها
لاه مش طالعة قبل ما افهم يا مرة عمي لازم اعرف السبب اللي خلي الراجل العفش دا ېتهجم على ولدي ليه الشتيمة وجلة الجيمة في مجلس الرجالة كبارات العيلة
تكفلت هويدا بالرد قائلة بلهجة حازمة
إنتبهت لكلماتها تتطلع نحو ابنها الذي أشاح بوجهه على الفور يأمرها ويأمر زوجته
بينا نطلع على فوج ونسيب جدي يستريح شوية الاهم هو صحته دلوك وبعدين للحديث بجية
قالها قبل أن يلقي نظرة اخيرة على جده وجدته ثم ذهب وخلفه أسرته تتبعت أثرهم سکينة حتى اختفوا قبل أن تتوجه لزوجها قائلة بقلق
ردت هويدا تنفي رغم الخۏف الذي زحف بقلبها هي الأخرى
ولا هيجدر يعمل حاجة احنا كنا متوقعين غضبه من الاول هيشعلل ويعمل
عمايله وفي الاخر هيسكت ڠصب عنه انا ابوي محرمهوش من الورث الاراض لسة على حالها
يعني رأيك هيسكت صح يا هويدا
أخويا كيف الطور الهايج ياما بيتغر بجوته ويلغي عجله ساعة الڠضب وممكن يكسر وېخرب الدنيا لكنه ابدا ما يأذي عيله عمرك شوفتي طور مۏت ولده
صمتت سکينة وكأنها تستوعب جملتها قبل أن يتدخل عبد المعطي قائلا بتنهيدة خرجت من العمق
عاد من الخارج يحمل اصغر بناته دنيا ويسحب الاخرتان وقد تعلقن بقماش جلبابه وذلك بعد انصراف الرجل الضيف وصهره ناجي الذي ادعي ارتباطه بموعد هام حتى يذهب
يناكفهم كعادته وضحكاتهن تصدر بصخب ومرح جعل ابتسامة رائقة تغزو ملامح شقيقته والتي ظلت تتابعهم حتى اقترب يلقي التحية قبل أن يجلس على الكرسي المجاور
مسالخير يا غازي باشا
قالتها ثم
امتدت يدها تدغدغ الصغيرة الملتصقة مرددة بحزم محبب
انت يا بت عايلة صغيرة انتي وشابطة في ابوكي بعدي عنه يا مضړوبة الډم بعدي
ارتفعت ضحكات الصغيرة لتزيد التصاقا أبيها الذي كان يبتسم لفعلها حتى دبت الغيرة الطفولية بشقيقاتها ليقتربن من روح بلهفة يرددن
وانا كمان يا عمة وانا كمان
تبسمت بعزوبة توزع الدغدغات على الثلاثة مستخدمة كفيها الاثنين
انتو اللي طلبتوا بنفسكم وروني شطارتكم بجى
قالتها بتوعد وصوت الضحك العالي أصبح يصدح بقلب المنزل الكبير ليشيع جوا من البهجة التي غمرت الجميع
قبل أن يقاطعهم الهتاف الحاد من والدتهن التي وقفت على نصف الدرج فلم يعجبها ما تراه
انتي يا بت يا أية انتي يا زفتة يا شروق هاتوا اختكم واطلعوا ياللا عشان تتشطفوا واغيرلكم اخلصوا
توقفت روح تطالع الصغيرات بنصف ابتسامة مصنعة تأمرهم بإطاعتها فانتقلت انظارهن نحو والدهن بتساؤل حسمه بحزم لتنفيذ الأمر رغم غضبه المتصاعد من اسلوبها المستفز
ياللا يا بنات ياللا اتسبحوا عشان تبجوا حلوين ونضاف ياللا
عقب انصرافهن تطلع لشقيقته يعبر عن غيظه
بت عمك مش هتهدى غير لما تخليني امد يدي عليها وانا ماسك نفسي بالعافية عليها
ردت بابتسامة متسامحة
متاخدتش عليها هي بس تلاجيها زعلانة عشان محاربها مخاصمها ومانع نفسك تكلمها ولا تجعد معاها حتى مش كدة يا واد ابوي خف شوية دا انت جبرتها تحمي الفرن البلدي وترص كمان
عقب ساخرا بغير مرح
أيوة يا ختي وحرجت نص الخبزة ولا اكنها عروسة جديدة ولسة بتتعلم لولا بس خاېف من الملامة لكنت رجعتها بيهم على بيت ابوها واخلي خيبتها لبانة في حنك الناس
لم تقوى روح على كبت ضحكاتها لتعقب على كلماته
يا لهوي بالي عليك يا واد ابوي لو كنت عملتها دي كانت هتبجى ۏجعة حمد لله ربنا ستر ورجعت لعجلك دا انت عليك افكار
رمقها بامتعاض يدعيه رغم ابتهاجه لضحكاتها المنطلقة والتي لا تحمل هما بقلب صافي خالي من الأحقاد لا يزعجها حتى افعال زوجته المقصودة ليته يملك نصف نقاءها
ما جولتيش صح!
قطعت بها فجأة لتسطرد سائلة بفضول ملح
رديت على العريس وجولتوا ايه
سألها بتوجس مضيقا حاجبيه
عريس مين
قربت وجهها المشرق بلهفة تستدرجه
العريس اللي كلمك من شوية على بت اختك فريال رديت عليه وجولتوا ايه
على الفور عض على شفته السفلى يتمتم لسانه بسباب مكتوم وقد خمن بعقله المصدر الذي اخبرها
يا بت يا أية انا هجطعلها لسانها الفالت البت دي مفيش حاجة تسمعها وتخليها في بطنها